‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة البيئة والتنوع المناخي في اليمن باصبرين.. مشروع لإنتاج الغاز من مخلفات الحيوانات

باصبرين.. مشروع لإنتاج الغاز من مخلفات الحيوانات

صوت الأمل – رجاء مكرد

مختار صالح سعيد باصبرين  36) عامًا، من محافظة شبوة، خريج الثانوية العامة، مهندس طاقة شمسية) يقول: فكرة مشروعه جاءت من الحاجة إلى الغاز، تحديدًا في عام 2015م، فعند انعدام الغاز قام صالح بالبحث في الإنترنت عن الحل إلى أن وجد بعض الدول العربية والأجنبية تقوم بهذا المشروع.

    تواصل المهندس سعيد مع مهندس مصري، وقام بطباعة الطوب من الإسمنت، وبدأ ببناء خزان كروي يسمى بـ (الهاضم الحيوي) يتكون من ماسورة (أنبوب) نصف إنش(البوصة) لخروج الغاز، وماسورة ستة إنشات لدخول المواد العضوية، وفتحة تكون في أسفل الهاضم بارتفاع 30 سم وبعمق 80 سم وبعرض 60سم لخروج المواد العضوية بعد تحللها وإنتاج الغاز منها، ويُستفَاد من المواد الخارجة في تسميد الأراضي الزراعية.

    يؤكد المهندس مختار، أنه قام بطباعة الطوب الإسمنتي، مع أنه يُفضل طابعة الطوب الأحمر، لكن لعدم توفره قام باستبداله بالإسمنتي، مشيرًا إلى جهوده في المشروع وبأنه كان المهندس والعامل معًا، حيث كانت تكلفة طباعة الطوب قرابة 100 ألف ريال يمني قبل سبع سنوات من الآن 2021م، وربما الآن تكون القيمة أكثر.

    وعن آلية عمل الغاز واستخراجه يقول صالح: إن الغاز ينتج مباشرة من الهاضم الحيوي إلى الشولة (البوتجاز)، وإن احتياجه من الغاز 3.5غاز شهريًّا، وإن كمية الغاز المستخرج غطَّت ما يحتاجه وزيادة.

    أما كمية الروث التي يحتاجها الغاز، فهي ما بين 3 – 4 أبقار لأجل الروث الذي يوضع في الهاضم أو 20- 30 رأسًا من الغنم، كون حجم الهاضم الحيوي 3×3م وعمقه  2متر.

    وبناءً على حديث صالح فالهاضم الحيوي عُمِل حتى لا ترمى مخلفات الحيوانات في الشوارع وجوانب الطرقات، وعند صنعه  تُدرَس كمية الروث وحجم الهاضم، لكي يقبل تحليل جميع المخلفات الحيوانية يوميًّا.

    الهاضم الحيوي يعمل في اليوم على مدى أربع ساعات يوميًّا من دون توقف، الهاضم الحيوي كما هو موضح في الصور عمقه  متران وبعرض 3 أمتار، ينتج يوميًّا ثلاثة أمتار مكعبة من غاز الميثان، جرت عملية تخميره أول مرة بعد إضافة مواد عضوية ومياه لمدة 12 يوم وبدأ بعدها إنتاج الغاز.

    وهنا واجه مختار صعوبة؛ إذ إن روث الأغنام صعب تكسيرها، كونها على شكل حبوب صغيرة، وتعمل على سد فتحة الخروج، هذه المشكلة تكررت كثيرًا، وبدأ صالح يبحث عن حلول، لكن من دون جدوى؛ فمخلفات الأغنام إذا لم تكن جافة يصعب تكسيرها، وإذا قام بتخميرها تنتج رائحة كريهة.

     ويقول صالح: إن 28م³ من الروث تساوي تقريبًا أسطوانة غاز منزلي واحدة. كما أنه يحاول ابتكار طاحونة للروث.

    وقبل أن يختتم مختار صالح قصة مشروعه، قال: إن بداية مشواره كانت بخزان 200 لتر، اشتغل معه لمدة ستة أشهر، وكان ينتج غازًا يوميًّا، يشعل النار في (البوتجاز) مدة عشر دقائق فقط؛ لأن مختار يحتفظ بالغاز من أجل البكتريا الموجودة فيه، إذ تُنقَل لهاضم حيوي جديد، حيث وفَّرت عليه فترة الانتظار إذ يستغرق إنتاج الغاز المحضّر في هاضمٍ جديد قرابة 13 يومًا.

    كما يوضح مختار صالح أن تعبئة الغاز المستخرج في الأسطوانات تحتاج إلى دراسات مكلفة، إذ تحتاج إلى مزرعة يوجد فيها على الأقل 2000 -1000 بقرة.

   مشروع إنتاج الغاز الحيوي لم يحصل على أي تشجيع، أو استثمار من جهات أو منظمات تهتم بالبيئة منذ أربع سنوات. مختار لم يتمكن حتى من شراء طاحونة المخلفات التي من الممكن أن تخلصه من مشكلة روث الأغنام التي تسد أنبوب إخراج الغاز عادة.

    وجد مختار حين تواصل مع أحد أصدقائه في صنعاء أن هناك آلات لطحن مخلفات الحيوانات، وهو يسعى جاهدًا لإتمام مشروعه؛ حتى تحظى الفكرة بالنجاح، وتكون المنقذ للكثير من اليمنيين الذين يعانون من أزمة انعدام الغاز.

     مختار باصبرين أحد النماذج الشابة النشطة والمثابرة التي لم تستسلم لظروف الصراع، أو تدهور التعليم في اليمن، اجتهد وعمل كثيرًا حتى يتوصل لنتائج مرضية تخدمه ومجتمعه، وتسهل خدمات الطاقة التي ما إن بدأ النزاع انقطعت وضاعفت معاناة اليمنيين.

    المشروع الذي عمله المهندس مختار صالح، بالإضافة إلى إنتاجه للغاز فهو يُسهم في إنتاج السماد للأراضي الزراعية مما يجعلها خصبة، والتخلص من مخلفات الحيوانات بطرق صحيحة لا تؤذي البيئة.

يؤكد صالح لـ «صوت الأمل» أن روث الأغنام تنتج غاز الميثان في حال لم تحرق، وتتسبب بحدوث الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وعندما تُرمى مخلفات الحيوانات أمام بعض المنازل يكون منظرًا غير حضاري. فحبه للطبيعة والمحافظة على البيئة دفعه لعمل مشروع الغاز الحيوي.

راعية مما يجعلها خصبة، والتخلص من مخلفات الحيوانات بطرق صحيحة لا تؤذي البيئة.
يؤكد صالح لـ «صوت الأمل» أن روث الأغنام تنتج غاز الميثان في حال لم تحرق، وتتسبب بحدوث الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وعندما تُرمى مخلفات الحيوانات أمام بعض المنازل يكون منظرًا غير حضاري. فحبه للطبيعة والمحافظة على البيئة دفعه لعمل مشروع الغاز الحيوي.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. ازدياد نسبة التلوث في البيئة بنسبة 89 %

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر …