لا يأس.. بل أمــــــل: جهود الشباب اليمنيين للخروج من دائرة الفقر
صوت الأمل – رجاء مكرد
انطلاقًا من الإيمان بأن الشباب وسيلة التطوير والنهوض المجتمعي، يسعى كثير من اليافعين إلى الخروج من عالم الانتظار واليأس إلى واقع التطبيق الفعلي والاجتهاد العملي.
فكانت المبادرة والريادة إطار نشاط القوى العاملة، ومنبع الجهود التطوعية التي حاولت التأثير في المجتمع، وتحريك عجلة التنمية بخطوات حثيثة بعيدًا عن الفقر.
وعلى الرغم مما يُعانيه الشباب اليمني من ظروف قاسية جرَّاء قلة فُرص العمل وتدهور التعليم الذي زاد نتيجة لاستمرار الصراع، في سنته السابعة على التوالي، أظهر الشباب صورًا من التكافل الاجتماعي بمختلف المجالات.
«صوت الأمل» أبرزت نشاط مجموعات كبيرة من المتطوعين في خط النهوض والمساعدة وتمكين المجتمعات اليمنية، فإلى همة الشباب اليمني نستعرض الجهود المبذولة لمكافحة الفقر ومواجهة الأوضاع المعيشية الصعبة.
الشاب لم ييأس
“ربما الأوضاع الراهنة جعلت الشباب سواء العاطلين عن العمل أم الشاغرين يحملون مسؤولية تسبق أعمارهم، فلم يجدوا المتعة نظرًا للأوضاع المتردية، لكن الكثير منهم استغل الوضع الراهن في إبراز أفكاره النيِّرة؛ ليستفيد منها ويُفيد مجتمعه»، وفقًا لـ الشابة وفاء النهاري من صنعاء.
وتضيف النهاري، أن كثيرًا من الشباب سخَّروا مهاراتهم لتوظيفها في صالح المجتمع، فانطلقوا في مجال مواهبهم، وأن بعضهم للأسف استسلم للفقر وفرَّ هاربًا إلى جبهات الصراع؛ لصعوبة تحمل الوضع وعدم إيجاد الفرص التي كانوا يتمنونها.
مردفة عن الفارين، أن أيَّ مشكلة واجهتهم لم يتمكنوا من حلها وتحويلها إلى فرصة، وأن كل هذا يعتمد على شخصية المرء نفسه في الاستسلام للظروف من عدمه، بعض الشباب لم يستسلموا للبطالة، فاضطروا إلى العمل في مجال غير تخصصهم، الأمر الذي قد لا يرضى به الأغلبية.
وتوضح وفاء النهاري، أنه على الجهات المسؤولة إيجاد فرص عمل للشباب، وإخراج ما لديهم من قدرات كي ينهض المجتمع تدريجيًّا، وهذا لن يأتي إلا بتشجيع المشروعات الصغيرة أيِّن كان نوعها والأسر المُنتِجة.
بصمة إخاء
مجموعة شباب لا يزيد عددهم عن 100 شاب منذُ 2020م توحَّدت رؤيتهم ،أجيال واعية بالعلم ساعية للخير، فأسسوا مبادرة (بصمة إخاء)، التي تمارس أنشطة خيرية تعليمية في خطوة منهم للحد من تدهور الأوضاع الاجتماعية في اليمن.
يقول سيف الدين الشميري (رئيس المبادرة) لـ “صوت الأمل”: إن المبادرة نفذت نزولًا ميدانيًّا لدار الإحسان، ومركز الأورام، كما قاموا بعمل أمسيات تستهدف كل الفئات بخاصة الشبابية في إدارة الوقت، فن الإلقاء الجماهيري، ورشة عمل عن البُن، ودورات أونلاين متنوعة للإسهام في تطوير مهارات الشباب.
وعي صحي
سمَّوا أنفسهم (فريق Tidings)، فكرة الفريق (التوعية الصحية) يوضحها دكاترة من خارج وداخل اليمن، سواء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وتنظيم المؤتمرات الطبية، أم عقد ورش عمل أونلاين، وعمل معادلات للطلاب اليمنيين للدراسة في الخارج.
تقول الدكتورة هيا القباطي (عضو في الفريق الطبي): إنهم اختاروا أن يكوّنوا فريقًا بدلًا من المبادرة، وأن الفريق متنوع بين صيادلة، ومخبريين، وأطباء أسنان، ونساء وتوليد وغيرهم من طلاب الطب في اليمن، وأن نشاط الفريق مر عليه أكثر من عام، هدفه مساعدة الشعب اليمني في ظل عجزه ــ بسبب الفقرــ عن الذهاب إلى المستشفى أو العلاج.
وعن طبيعة نشاط الفريق تقول القباطي: إن الفريق شهريًّا يختار موضوعًا طبيًّا، مثل: التبرع بالدَّم، والاستعانة باختصاصيين في المجال الطبي، والقيام بعمل توعية للناس في صفحات السوشل ميديا ، كما نعقد مقابلات مرئيَّة مع عدد من الدكاترة.
ومن الأعمال التي قدمتها المبادرة تسردها الدكتورة هيا، وهي مؤتمر الأشعة التشخيصي الأول في اليمن، وحملة اليوم العالمي للسكر مع الدكتور/ زايد عاطف رئيس جمعية السكر في اليمن، ومؤتمر كلى الأطفال، وفعالية قصص طبية ملهمة ضمت أغلب الأطباء IHS، ومؤتمر الأعصاب Epilepsy مع الدكتور عبيد الأديمي .
بناء السلام
(مبادرة سامح الشبابية) متخصصة في بناء السلام، تأسست عام 2015م، تهتم بالتنمية وأنشطة تطوعية مثل: كسوة العيد، وزيارة مرضى السرطان والأعمال الخيرية في رمضان، عدد المتطوعين في المبادرة 50 فردًا من أفراد المجتمع.
أماني طُر(رئيسة مبادرة سامح الشبابية) تقول: إن المبادرة تقوم بالتدريب والنزول الميداني والتوعية، وأن هناك أنشطة عديدة في بناء السلام، والتشجير، وتحقيق مفهوم التعايش بين الأطفال والكبار، ودربت الشباب الجامعي حول (طوق السلام للصحفيات)، وعملت دورة تدريبية للمعاقين (مشروع السلام للجميع)، و(معرض السلام للجميع) تمكين النازحين.
الصحة للجميع
بهدف تقديم العون الطبي والنفسي والعلاجي، والوصول إلى أكبر عدد من المرضى وتحسين وضعهم الصحي، أسس مجموعة من الأطباء المتطوعين اليمنيين مبادرة (Health For All)، كانت رؤيتهم «خلق حياة صحية أفضل للفرد والمجتمع».
تقول هيام العطنة: (طالبة في الطب وعضو في الفريق): إن المبادرة بدأت في 26 أبريل 2021م، وإنهم قاموا بنزول ميداني إلى دور الإيواء، من ضمنهم الأيتام، والمهمشين، وكبار السن، وذوي الإعاقة، بهدف فحص وتقييم المرضى، كان هُناك متعاونون مع الفريق منهم: مختبرات العولقي.
المبادرة اعتنت بالفئات الأشد فقرًا، إذ تؤكد العطنة أن الفريق (فئة طب الأسنان، وطب عام من الطلاب) قام بنزول إلى دار المُسنين، واستهدف (50 – 60) مريضًا، لفحص صحة الفم والأسنان والصحة البدنية.
وتضيف، أنه حاليًّا وصل عدد المتطوعين إلى أكثر من 50 متطوعًا من اختصاصيين وطلاب طب بمختلف التخصصات، تحت إشراف صاحب الفكرة ومؤسسها (الشاب نسيم إبراهيم) .
مبادرة غيم
مع بداية 2021م لم تكن الفكرة تأسيس مبادرة، كانت البداية ببازار خيري في مؤسسة السرطان، بعد نجاح البازار ومراعاةً للأوضاع الإنسانية التي يمر بها اليمن جاءت فكرة تأسيس (مبادرة غيم)، فقام أعضاء المبادرة (30 عضوًا)، بأعمال خيرية في رمضان، ونفذوا أربعة مشروعات ، وفقًا لـ (رئيس المبادرة: عبدالرحمن طه).
ويضيف طه، أن المشروعات شملت إفطار صائم بالشارع، وتقديم الماء، والمساويك، والتمر، ومشروع توزيع أكثر من 50 سلة غذائية تحوي(دقيق أبيض وأحمر، وسُكر، وأرز، وزيت، وزبادي، وتمر)، ومشروع هدية العيد (جعالة وعيدية)، حلوى وفلوس إلى 250 طفلًا، ومشروع كسوة العيد لأكثر من 30 أسرة، و 150طفلًا.
ويؤكد عبدالرحمن طه، أن المبادرة تقوم بنزول ميداني إلى دار الأحداث (دار التوجيه الاجتماعي)، وعملت المبادرة فعالية في الدار، غداء وألعاب وهدايا للأطفال ولعب لمدة يوم كامل، مشيرًا إلى أن الدعم المادي لأنشطتهم كان بجهود ذاتية من أعضاء الفريق وأهاليهم، وأن الفريق يقوم بالذهاب إلى بعض الجهات للدعم.
التمكين الاقتصادي
هُناك أسر متدنية الدخل ومتعففة، انصبَّت جهود (مبادرة أجر) في دور النشاط الإغاثي عليها، فقام فريق المبادرة من الشباب بتوزيع البطانيات إلى البيوت، ومشروع السلة الغذائية برمضان، وانتقلوا إلى دار الأيتام للترفيه مع الأطفال وإعانتهم.
يقول فؤاد الحبيشي (المدير التنفيذي في مبادرة أجر): إن المؤسسين للمبادرة خمسة أشخاص، وأعضاءها أكثر من 300 عضو، دعمها مجهود الشباب وأهاليهم والمتطوعون في المجتمع. خطة فريق “مبادرة أجر” المستقبلية التمكين الاقتصادي للأسر المتعففة.
مبادرة غيث
حاولنا أن نختلف عن باقي المبادرات، فبدلًا من تقديم سلة غذائية يُستفاد منها فترة وتنتهي بعودة المعاناة، جاءت فكرة عمل مشروع مُستدام، نقوم بعمل مسح ميداني إلى مناطق عديدة عن طريق أشخاص، ونرفع كشوفات الأسر متدنية الدخل، الحالة (الأسرة الفقيرة) التي نلاحظ أنها محتاجة، نبحث عن شخص فيها قادر على إدارة المشروع كالأم مثلًا. وفقًا لـعلاء المكعشي (عضو في مبادرة غيث).
ويضيف المكعشي: بعد أن نختار الشخص المناسب للمشروع نقوم بتدريبه، مثلًا: في حال اختيار الأم نوفِّر مدربة لتقوم بتدريبها في مختلف المجالات، وبعدها نشتري لها الأدوات للعمل إما من فاعلي الخير أو نعمل بازار، وتختلف المشروعات بين خياطة، وتطريز أو عمل بخور.
الجدير بالذكر حسب المكعشي، أن بداية انطلاقة (مبادرة غيث)، كانت عن طريق مجموعة طلاب من كلية الهندسة جامعة صنعاء، تحديدًا في 31 أكتوبر 2016م، وعدد أعضائها من الشباب اليمني كل يوم في تزايد حيث بلغوا أكثر من 140 عضوًا، وفي (الملتقى الشبابي التطوعي) للعام 2021م، من بين 25 دولة و 50ورقة عمل مبادرة حازت (مبادرة غيث) على المركز الثاني بعد دولة المغرب.
استطلاع.. ازدياد ظاهرة التسول في اليمن سببه الفقر 87 %
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر سبتمب…
I feel greatly for my friends and i ..because we make something great when we are in war..