المرأة الحلقة الأضعف في شريحة ذوي الإعاقة في اليمن
صوت الأمل – علياء محمد
معاناة مزدوجة من التميز والاهمال تكبدها النساء من ذوي الاعاقة في اليمن، فالمرأة مهملة عند عدد كبير من الناس لا تلقي حقوقها في الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الحقوق الاساسية ناهيك ان تكون المرأة معاقة فهذا عمق من معاناتها
نظرة المجتمع الذكورية جعلت الكثير من الأسر تعتبر الحديث عن اعاقة ابنتهم شيء من العيب الأمر الذي صعب من اجراء احصائيات دقيقة عن النساء اليمنيات من ذوي الاعاقة.
بهذه الحقائق بدأت عاتكة مجور احدى مدربات الاشغال اليدوية في مركز السلام لرعاية ذوي الاعاقة حديثها مضيفةً ” عدد كبير من الأسر تخفي خبر وجود امرأة من ذوي الإعاقة في المنزل وتخجل من التحدث حول هذا الموضوع وهذا ما لمسناه نحن في عدد من الزيارات لإحصاء عدد النساء من ذوات الإعاقة وفعلا طرقنا منزل أحد الفتيات من ذوي الإعاقة وتفاجأنا بقول الام انهم لا يمتلكون فتاة من فئة ذوي الإعاقة ونحن متأكدون من تواجدها.
من جانبها أكدت لطيفة ردمان منسقة شؤون التدريب والتأهيل للأطفال: “ان هناك عدد كبير من النساء المعاقات تستاء حالتها النفسية بسبب الاهل فهي تظل حبيسة المنزل لا تشارك في أي مناسبة اجتماعية أو حتى عائلية ولا تجد متنفسا للخروج اليه الامر الذي يجعل المرأة من ذوي الاعاقة غير متقبلة ومتعايشة من إعاقتها”
مضيفة “لم تجد المرأة اليمنية من ذوي الإعاقة الاهتمام الكبير الذي تحتاجه وضاعف الصراع القائم من تحديات ومشكلات ذوي الإعاقة.
العنف ضد ذوي الإعاقة
رغم إقرار اليمن الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز قدرات ذوي الإعاقة، فهناك عدد كبير من النساء المعفنات أسريا من ذوي الاعاقة ولا يستطعن الحديث عن معاناتهن ومأساتهن حيث يعد الإبلاغ عن العنف الأسري عيبا مجتمعيا.
وتتنوع أشكال العنف الذي تتعرض له النساء النازحات من ذوي الإعاقة، بين الجسدي واللفظي والعنف بمستوياته المنخفضة المتوسطة والمرتفعة وأثبتت دراسة صادرة عن المنتدى اليمني للأشخاص ذوي الاعاقة في العام 2017 م استهدفت 280 امرأة نازحة من ذوات الإعاقة السمعية والبصرية والحركية، من محافظات عدة ان النازحات من ذوات الإعاقة يتعرضن للعنف النفسي بنسبة 64.3%، يليه العنف اللفظي بنسبة 62.75%، ثم العنف الجسدي بنسبة 50%.وتتعرض ما نسبته 59.3% من النازحات من ذوي الاعاقة للعنف بمستوى متوسط ومرتفع، مقابل 40.7% ممن يتعرضن للعنف بمستواه المنخفض.
لم تكن الاعاقة هي التحدي الوحيد الذي واجهته (أم احمد) التي أصيبت بشظية بترت قدميها، تروي قصتها قائلةً “بعد إصابتي قررت الانفصال عن زوجي بسبب معاناتي معه، فأنا ام لطفلين ولا أستطيع المشي واقوم بكل شيء بنفسي وبدون مساعده من زوجي والذي يصل في بعض الاحيان الى تعنيفي وضربي الأمر الذي جعلني اطلب الطلاق والعودة إلى أهلي لرعايتي ورعاية ابنائي.
فتيات الريف معاناة وحرمان
تواجه المرأة الريفية من ذوي الاعاقة جملة من التحديات والصعوبات في انتقالها إلى المدينة معاناة بحد ذاتها للبحث عن مراكز ومؤسسات متخصصة في رعاية ذوي الاعاقة. الأمر الذي يتطلب منهم الابتعاد عن اهاليهم والمكوث في احد الدور لرعاية وتأهيل النساء من ذوي الإعاقة
في نزول ميداني التقت (صوت الأمل) عدد من الفتيات من ذوي الإعاقة يعيشن في سكن خاص على نفقتهم الخاصة وبمساعدة من فاعلي الخير.
تقول هند: “أعاني من تشوه خلقي جعلني مقعدة عن الحركة حينها انتقلت الى العاصمة للبحث عن حياة أفضل من حياة الريف وطرقها الوعرة وعقليات المجتمع المتحجرة وقدمت على جمعية لرعاية المعاقين عشت فيها اسوأ سنوات عمري وتفاجأت من الفرق بين ما تقوله المنظمات وبين التعامل معها في الواقع وشعرت حينها أنى في حبس له أربع جدران.
مضيفة ” كنت اقوم بما احتاجه بنفسي وبمساعدة احدى صديقاتي، لا يمكنني التواصل مع عائلتي الا بساعات محددة. وعندما يقطع أحد من عائلتي ساعات من السفر لرؤيتي لا يسمحون بذلك بحجة تأخر الوقت وبصراحة تامة كنت لا اشعر بالراحة الا وقت الزيارات الخاصة للمركز من الداعمين والمانحين وعند خروجهم يعود حالنا لما كنا عليه.
(أسماء) أصيبت بتشوه في العمود الفقري أقعدها عن الحركة واضطرت ترك عائلتها والانتقال الى السكن مع صديقات لها في سكن خاص لتكمل تعليمها.
تقول أسماء “ثلاثة اعوام وانا ابحث عن فرصة سفر للخارج تعطيني امل بالوقوف والمشي من جديد ولكن لا مجيب لما اقوم به وما زلت انتظر..
مؤكدة ” أن المرأة اليمنية من ذوات الإعاقة تعاني من الحرمان في الحصول على الرعاية الصحية، والأدوات الضرورية لتمارس حياتها بشكل أفضل كالكراسي المتحركة والعكازات والسماعات الطبية والاطراف الصناعية بالإضافة الى عدم توفر المواصلات التي تقلهم إلى مراكز الخدمة الصحية”
تعيش بـ 20 دولار كل ثلاثة أشهر
لم تقتصر المعاناة على هند وأسماء فهناك عدد كبير من النساء اليمنيات يتكبدون مرارة الإعاقة في بلد انهكته الظروف ووجدن أنفسهن أمام تحدي البقاء على قيد الحياة.
الراتب الذي يجدونه من صندوق المعاقين يصل الى عشرين دولار كل ثلاثة أشهر، لا يكفي لتحقيق أدنى مستويات مصاريف الدراسة والأكل والشرب.
وأشار تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في 3 ديسمبر من العام 2019م أن صندوق رعاية المعاقين المعني برعاية وتلبية احتياجات ذوي الاعاقة واجه صعوبات في الموارد منذ عام 2015، وفقا لما ذكرته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وفقا للتقرير سالف الذكر فقد تسبب النزاع بإقفال عدد كبير من المؤسسات والمراكز المعنية بحقوق ذوي الإعاقة ليجدوا أنفسهم امام واقع مرير يسلبهم أبسط حقوقهم.
قانون وحقوق ذوي الإعاقة إلى أين
نصت المادة الثالثة في اتفاقية حقوق ذوي الإعاقة التي صادقت عليها اليمن ضمان تمتع كل شخص من ذوي الاعاقة بممارسة كافة حقوقه التي كفلها الدستور والقانون.
وأعطت المادة الرابعة أحقية المعاق في التعليم والتأهيل دون مقابل، وأكدت المادة السابعة عشرة مسئولية مكاتب العمل والخدمة المدنية في تمكين المعاقين من الالتحاق بالوظائف والأعمال في القطاع العام والمختلط والخاص وحسب مؤهلاتهم وقدراتهم.
ولكن واقع الحال اختلف والمشكلة لا تكمن في القوانين وإنما في المجتمع وافراده بكيفية تحقيق هذه القوانين وضمان حماية النساء من ذوات الإعاقة.
امل وطموح رغم الالم
وتبقى العزيمة والارادة والاصرار هو الملاذ الأخير للنساء من ذوي الاعاقة فالكثير منهن رغم الصعوبات والتحديات استطعن إكمال دراستهن ومازالت الكثير منهن يحلمن بوطن أجمل وواقع أفضل.
استطلاع.. انخفاض دور ذوي الإعاقة في النشاط الاقتصادي إلى 25%
صوت الأمل – رجاء مكرد وجد استطلاع الرأي العام الذي أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر سبتم…