المجتمع المدني وذوي الإعاقة.. جهود محدودة في مجال واسع:رالصراع أضاف 12 ألف معاق جديد من المدنيين في اليمن خلال السنوات الماضية
صوت الأمل – رجاء مكرد
التعليم
إن دور الدولة والمجتمع المدني في رعاية المعاقين تتمثل في نشر التعليم، ففي آخر نشاط لـ صندوق رعاية وتأهيل المعاقين يقول مدير الإعلام حسن عردوم: إنه بمبلغ تجاوز 61مليون ريال قام الصندوق بتحويل الدفعة الأولى من الرسوم الدراسية 2020-2021م، لعدد 638 طالبًا وطالبة من ذوي الإعاقة.
كما أفاد المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين الدكتور علي ناصر مغلي، أن الاهتمام بتعليم ذوي الإعاقة هدف أساس لدى إدارة الصندوق في ظل التطوير الحاصل الذي يشهده الصندوق في المجالات كافة، وتجويد الخدمات وتسهيل إجراءاتها أمام ذوي الإعاقة.
وأكد، أن التعليم مستقبل لذوي الإعاقة، وأن صندوق رعاية وتأهيل المعاقين سيظل داعمًا لهم في جميع المجالات، وكذلك التنسيق والعمل مع الجهات المعنية لتسهيل أي عقبات تقف أمامهم.
التدريب المهني
(جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيًّا/ مركز السلام) يقول رئيس الجمعية فهد الدهيش: «تقدم الجمعية خدمات تعليمية وتاهيلية ورعاية للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، حيث أُنشِئت مدرسة للطلاب من الصف الأول إلى الصف الثامن للأشخاص المعاقين حركيًّا.
ويضيف الدهيش، أما الخدمات التأهيلية فتتمثل في إنشاء معامل كورشة نجارة، وخياطة، وبرامج تطبيقية، ومونتاج، ودورات في عدة مجالات تنمية بشرية إدارية، ودورات في لغات عديدة وغيرها، كما يقدم خدمات صحية في العلاج الطبيعي والإسعافات الأولية.
مشيرًا إلى أنه يوجد لدى مركز السلام مختبر، وكل الخدمات التي تقدم للمعاقين مجانية، وأن الصعوبات التي تواجههم في المركز كثيرة جدًا، أولها قلة الموارد التي تُعطى للمركز، وعدم وجود نفقات تشغيلية للمركز.
رعاية ضحايا الألغام (المدنيين)
(الجمعية اليمنية للناجين من الألغام) وهي مستقلة تُعنى بإعادة تأهيل ضحايا الألغام وإدماجهم في المجتمع ــ اقتصاديًّا واجتماعيًّا والدفاع عن الحقوق ــ يديرها مجموعة من الضحايا المؤهلين والذين لديهم خبرة في الإدارة. وفقًا لـ سالم الشميري المنسق العام لفروع الجمعية في المحافظات، والمسؤول المالي بالمقر الأساس بصنعاء.
ويضيف الشميري، أنه توجد مراكز تابعة للجمعية في بعض المحافظات اليمنية، ولأن اليمن واحدة من أكبر بلدان العالم الـ 24المتأثرة بالألغام بحكم الصراعات ــ وفقًا لخطة عمل نيروبي عام 2004م ــ فهي الجمعية الوحيدة التي ترعى ضحايا الألغام على مستوى اليمن.
مشروعات تنموية
أشار سالم الشميري إلى أن الجمعية قامت بتأهيل 1100 فردٍ من الضحايا وإعادة دمجهم في المجتمع عن طريق إنشاء العديد من المشروعات الاقتصادية مثل: مشروع المطابع، ومراكز الخياطة، والحياكة، والنجارة، والحدادة، والاتصالات، وتربية المواشي، والنحل، وبقالات صغيرة ومحلات بيع الغاز، استفاد منها عددٌ كبيرٌ من الضحايا وأسرهم.
وأضاف (لصوت الأمل)، أن إشراك الضحايا في التنمية قد أعاد لهم الثقة بأنفسهم، حيث تسعى الجمعية بالتعاون مع الأصدقاء المانحين في الداخل والخارج إلى تأهيل أكبر عدد ممكن من الضحايا على مراحل وعلى وفق الإمكانات المتاحة.
وينبه الشميري إلى أن الجمعية تختص برعاية وتأهيل ذوي الإعاقة من ضحايا الصراع المدنيين (النساء، والشيوخ، والأطفال والشباب) عن طريق إنشاء مشروعات تتناسب مع قدراتهم ليصبحوا منتجين معتمدين على أنفسهم، واستعادة مكانتهم في المجتمع والعيش بكرامة.
مؤكدًا، أن عدد المدنيين ممن تسبب الصراع بحدوث إعاقة لهم بلغ ــ وفقًا للمسح الميداني ــ يُقدر بـ أكثر من 12000 حالة إعاقة من المدنيين في العام 2021
ووفقًا لـ الشميري، أن من أهداف الجمعية بناء القدرات لضحايا الألغام من خلال التدريب والتأهيل في جميع المجالات، والتوعية بحقوق الضحايا والدفاع عنها، والتخفيف من الآثار النفسية للضحايا عن طريق تنفيذ أنشطة متنوعة، والعمل على دمجهم في المجتمع، ومراقبة المؤسسات ذات الصلة بالألغام والجهات المعنية بدعم وتأهيل ضحايا الألغام، عن طريق السعي لتنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والقوانين والتشريعات الوطنية.
التوعية
كما قامت الجمعية بتنفيذ حملات توعية وتثقيف حول مخاطر آثار الألغام ومخلفات الصراع في مختلف المحافظات اليمنية، والسعي للحد من انتشارها والعمل على إزالتها؛ لتجنب آثارها على المجتمع، بالتنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات المحلية والدولية، وتنفيذ الحملات الإغاثية والإيوائية والصحية والمساعدات الإنسانية لضحايا الألغام. وفقًا لـ سالم الشميري.
إيمان الآنسي (مديرة مؤسسة خذ بيدي) تقول: «إن المؤسسة تعنى بفئة ذوي الإعاقة وهدفها الرئيس دمج ذوي الإعاقة اجتماعيًّا وتعليميًّا عن طريق العديد من البرامج شملت (الدمج التربوي، والتمكين الاقتصادي، والتدريب والتأهيل، والصحة، والرعاية الاجتماعية، والأمن الغذائي والمياه والإيواء، وبرنامج الحماية والمناصرة”.
مناصرة المرأة المعاقة
تواجه المرأة اليمنية مشكلات عديدة في حياتها ــ اجتماعية وتأهيلية ووظيفيةــ ومن ثمَّ تقل مشاركتها المجتمعية، هذه المعاناة تتضاعف لدى النساء من ذوي الإعاقة، فالتمييز يحصل كونها امرأة من جهة وكونها معاقة من جهة أخرى. وفقًا لـ سبأ جميل (رئيسة جمعية التحدي للمعاقات).
وتضيف جميل، أن المؤسسات النسوية التي تهتم بالمرأة المعاقة محدودة في اليمن، وأن هناك صعوبات تواجه المعاقات منها عدم تفعيل التشريعات المتاحة ضمن الدستور اليمني؛ ليتسنى الحصول على الفرص والموارد المتاحة للمرأة المعاقة.
مؤكدة، أنه لا يوجد اهتمام بالبيئة التدريبية للنساء من ذوي الهمم؛ والتوجه نحو التأهيل المهني لاحتياجات سوق العمل، من ثمَّ فإن جهود الجمعية تسعى لمناصرة ذوات الإعاقة والدفاع عن حقوقهن.
من جانبها بشرى المحفدي (رئيسة مؤسسة رمز للتنمية) تقول: إن محور اهتمام المؤسسة النساء والأطفال ذوو الإعاقة، إذ تقوم ببناء قدرات النساء المعرفية والمهنية، وتسعى لإيصال النساء من ذوي الإعاقة إلى مواقع صناعة القرار، وتلبية احتاجاتهن كعمل البرامج والمشروعات وتبني الاستراتيجيات عبر وسائل الإعلام.
الدعم النفسي
مؤسسة روابي النهضة التنموية المحلية لها نشاطات واسعة جدًا في محافظة حجة وفي أغلب المحافظات الأخرى مثل صنعاء، وإب، وحجة، والحديدة وغيرها.
التقت «صوت الأمل» بـخولة مطهر (أخصائية نفسية) في المركز المجتمعي لحماية ذوي الإعاقة من النازحين بـ عبس في (مؤسسة روابي النهضة التنموية)، حيث أشارت إلى أن المؤسسة تنفذ (مشروع حماية المفوضية لشؤون اللاجئين) لذوي الإعاقة من النازحين، وتقدم الاستشارة الاجتماعية عن طريق تقييم الاحتياجات، وتطبيق معايير الإحالة الطارئة حسب معايير الضعف من مفوضية شؤون اللاجئين للمتضررين حاليًّا من القصف الجوي والنزوح وحدوث حالات إعاقة.
وتوضح خولة، أن هناك قسمًا خاصًا بالاستشارات النفسية وتقديم الدعم النفسي، لحالات الإعاقة الذهنية والحركية التي تدهورت حالتهم النفسية بسبب النزوح، وإصابتهم بالإعاقة التي ضاعفت معاناتهم.
تحديات
ذكرت إيمان الآنسي (مؤسسة خذ بيدي) أن أبرز التحديات التي تواجه المؤسسة وتواجه ــ باعتقادهاــ جميع المؤسسات التي تُعنى بذوي الإعاقة، هي توسع احتياجات فئة ذوي الإعاقة يومًا بعد يوم، وفي المقابل ضعف تفاعل المنظمات والجهات الممولة مع هذه الاحتياجات.
أما عن الصعوبات والتحديات التي تواجه جمعية الناجين من الألغام يقول سالم الشميري: «هناك العديد من الصعوبات التي تعانيها الجمعية وتعيقها عن تحقيق أهدافها منها تزايد أعداد الضحايا خلال العامين الماضيّن 2019 – 2020م، وتوقف أغلب الدعم من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في ظل تزايد كبير للضحايا وكان المفترض زيادة الدعم من الأمم المتحدة والمانحين وليس العكس».
وأوضح سالم، أنه من التحديات عدم وجود مقر إداري وتدريبي ثابت ومؤهل لممارسة الأنشطة المختلفة، وقلة الموارد والإمكانات التي تمكن الجمعية من تحقيق أهدافها، وارتفاع نسبة الأمية بين أوساط الضحايا سواء الذكور أم الإناث، وتدهور الأوضاع النفسية لدى أغلب الضحايا بسبب الإهمال في أثناء وبعد الإصابة، وقلة الوعي بحقوق الضحايا وعدم تقبلهم في الأسرة والمجتمع.
وأردف الشميري، مع تزايد الضحايا تزايدًا كبيرًا ومخيفًا ــ خصوصًا في الفترة الأخيرةــ تواجه الجمعية صعوبة في الوصول إلى الضحايا؛ لأن معظمهم من مناطق نائية وبعيدة وجبلية، والطرق إليها وعرة وتحتاج إلى سيارات دفع رباعي للتمكن من الوصول إليهم لتقديم الخدمات.
لسان حال المستفيدين
الدكتورة خديجة الحبابي (معاقة حركيًّا) تقول: إن المنظمات الدولية يتمثل دعمها بتقديم عربات وسلات غذائية، أما بالنسبة إلى المشروعات فهي وهمية، وغرضها تحسين صورة المنظمة؛ كونها تعمل في مجال الحقوق الإنسانية والمعاقين وهم الحلقة الأضعف.
في حين أن الوفد البارالمبي اليمني من ذوي الإعاقة أخيرًا، شارك في دورة (الألعاب البارالمبية طوكيو 2020م) ولا يزال الفريق بـ طوكيو، وما شهدته من منافسات استمرت اثني عشر يومًا من 24 أغسطس حتى 5 سبتمبر 2021م، وسط حدث بارالمبي عالمي جمع أمهر الرياضين من ذوي الإعاقة من 163 دولة بعدد قدر 4500 ، منها 19 دولة عربية، تنافسوا للحصول على 539 ميدالية ملونة في 23 رياضة. وفقًا لـ رئيس جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيًّا، مركز السلام، فهد الدهيش، الذي يعدُّ مشاركة ذوي الإعاقة في الرياضة نجاحًا وثمرة جهد الجهود المبذولة.
إن الاهتمام بذوي الإعاقة والسعي لتنمية قدراتهم ومهاراتهم، مسؤولية يتشاركها الجميع من دولة ومؤسسات مجتمع مدني، ليستطيع ذوو الإعاقة خوض غمرات الحياة، والاندماج في المجتمع ونيل حقوقهم كافة وليكونوا قوى فاعلة يعيلون أنفسهم وأسرهم والمجتمع عمومًا.
استطلاع.. انخفاض دور ذوي الإعاقة في النشاط الاقتصادي إلى 25%
صوت الأمل – رجاء مكرد وجد استطلاع الرأي العام الذي أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر سبتم…