‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الثروة السمكية في اليمن نظرة في أسواق السمك في اليمن.. الوضع العام ومدى وعي المواطن

نظرة في أسواق السمك في اليمن.. الوضع العام ومدى وعي المواطن

صوت الأمل – علياءمحمد

أغلب أسواق السمك المنتشرة تمارس عملها في أماكن غير مؤهلة صحيًّا، ولا تلتزم بأيِّ شروط أو أنظمة، كما أنها غير مطابقة لمعايير النظافة والصحة الغذائية

   تعدُّ الأسماك من المصادر الأساسية التي تلبِّي احتياجات الفرد، وفي اليمن يبلغ طول السواحل أكثر من 2500 كيلومتر، وفقًا لبيانات نشرتها وزارة الثروة السمكية في العام2012م، وتتميَّز هذه المناطق بأنواع مختلفة من الأسماك قدرها الباحثون بأكثر من 600 نوع من الأسماك والأحياء البحرية، وفقًا لدليل الاستثمار السمكي الصادر عن وزارة الثروة السمكية في العام 2017م، يُوزع عددٌ منها على أسواق المحافظات اليمنية التي تشهد توافدًا كبيرًا ومستمرًا. وفي جولة لـ “صوت الأمل” في أسواق لبيع الأسماك قامت الصحيفة بجولة اطَّلعت فيها على وضع الأسواق وسمعت آراء المواطنين والبائعين؛ وعرفت انطباعاتهم عن هذه الأسواق وما مدى تقييمهم لها.

انعدام النظافة وسوء التخزين

    يقول عارف الشماع (من صنعاء): “إن أسواق صنعاء تستقبل كميات كثيرة من الأسماك القادمة من المناطق الساحلية، ويستغرق وصول هذه الأسماك إليها وقتًا طويلًا قد يصل إلى يوم كامل، وتُخزَّن ليوم كامل في ثلاجات لحفظ الأسماك، وتُباع في اليوم التالي، ونظرًا للمدة الطويلة التي تُستغرق في وصولها فإنها تصل إليهم وقد فسدت أو فقدت جودتها”. فبحسب قوله: “من المعروف أن السمك من أسرع الأغذية فسادًا ويحتاج إلى طريقة حفظ خاصة”.

     من جانبه يوكِّد صادق علي (من إب) أن النظافة معدومة داخل أسواق بيع السمك، بالإضافة إلى انتشار الروائح الكريهة وعدم مبالاة بائعي الأسماك بنظافة المكان، قائلًا: ” نرى مخلفات الأسماك منتشرة في كل مكان وتجمعات الذباب، بالإضافة إلى الفوضى العارمة والعشوائية وعدم تنظيم البسطات ووضع بعض البائعين الأسماك في أواني على الأرض فتظل مدة طويلة مكشوفة من دون تغطية”.

أماكن غير مؤهلة

     أوضحت أروى فضل (ربة منزل من عدن) أن أغلب أسواق السمك المنتشرة تمارس عملها في أماكن غير مؤهلة صحيًّا، ولا تلتزم بأيِّ شروط أو أنظمة، كما أنها غير مطابقة لمعايير النظافة والصحة الغذائية، بالإضافة إلى غياب الدور الرقابي عن بائعي الأسماك، وأنه من الممكن أن تباع أسماك تالفة أو تختلط مع الأسماك الطازجة، ولكن الكثيرين لا ينتبهون إلى أنها فقدت جودتها إلا بعد طبخها بسبب رائحتها وطعمها الفاسد.

    “هناك مسؤولية كبيرة تقع على السلطات المحلية المتمثلة بصندوق النظافة وهيئة المصايد بمراقبة ومتابعة الأسواق، ومن الضروري وجود خطة لتحسين مستوى عمل أسواق الأسماك وتطويرها من حيث المساحة والموقع”، وفقًا لـ (سعيد غودل من حضرموت).

حالة انتعاش بطيئة

   فؤاد الجيلاني (مدير إعلام الهيئة العامة للمصايد السمكية في البحر الأحمر – الحديدة)، يقول: “إن أسواق بيع الأسماك تمر بحالة انتعاش بطيئة ولكنها أفضل مما كانت عليه من قبل، حيث كانت لا تخضع لأيِّ أعمال رقابية من أي جهة كانت لا للنظافة ولا لتنظيم محلات البيع.”

    أما بالنسبة إلى الأسعار يقول الجيلاني: “إنه لا يوجد سعر محدد للأسماك، إذ يتلاعب البائعون بالأسعار، ولكن الآن استطاعت الهيئة العامة للمصايد السمكية في البحر الأحمر تحجيم التلاعب بالأسعار، وفرضت على الصياد عرض ما اصطاده من أنواع الأسماك إلى ساحة المزاد العلني، ومن هناك تحدث المزايدة وتحديد السعر لكل نوع من أنواع الأسماك. وطبعًا توجد أنواع من الأسماك غالية الثمن مثل: الديرك، وأخرى بسعر رخيص مثل: الباغة.

تكاليف وأسعار باهظة

    يقول سعيد غودل: “إن في أسواق محافظة حضرموت أسعارًا خيالية للأسماك، يصعب على المواطن المسكين شراؤها خصوصًا في مواسم الرياح الشمالية التي تمنع الصيادين من الدخول إلى البحر”.

    مضيفًا: “تختلف أنواع الأسماك فهناك أنواع ممتازة، وأخرى متوسطة وهناك الأقل جودة، وهي التي يقبل عليها أغلب الناس نظرًا لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار الأسماك الممتازة الجودة”.

    أما حسن الحديدي: (بائع سمك في صنعاء)، يقول: “تكلفة نقل الأسماك من الحديدة والمناطق الساحلية إلى صنعاء باهظة جدًا، واختلفت أسعارُها عما كانت عليه من قبل، وتأثر القطاع السمكي تأثرًا كبيرًا جراء الصراع القائم، كما أن الشاحنات التي كانت تصل في ست ساعات أو سبع ساعات أصبحت تأخذ وقتًا طويلًا للوصول بسبب طول الطريق”.

مواصفات ومقاييس

    أمُّ عمرو أحمد (ربة منزل من عدن) تنبِّه على أن هناك عددًا من العلامات التي تعتمد عليها في اختيارها للأسماك تبدأ من اللون، فالسمك الطازج يجب أن يكون لونه أحمر فاتحًا وليس بنيًّا، بالإضافة إلى الرائحة التي تستطيع عن طريقها أن تتأكد ما إذا كان السمك صالحًا للأكل أم فاسدًا، بالإضافة إلى القشور التي يجب أن تكون غير لزجة.

    وفي تصريح خاص لـ “صوت الأمل” أوضح مفيد الحالمي (وكيل وزارة الصحة والبيئة) أن أسواق الأسماك شأنها شأن سائر الأسواق الأخرى يجب أن تتوفَّر فيها الشروط البيئية كافة والمواصفات الفنية الصحية التي تجعلها مؤهلة للقيام بمهمتها على الوجه الأمثل، وأول هذه الشروط هو موقع السوق نفسه وترتيب أقسامه ونظافته، ولا بد أن يكون مزودًا بنظام تكييف متطور للمحافظة على درجات حرارة ملائمة للحفاظ على جودة الأسماك خلال مراحل التداول.

    مضيفًا: “أنه من الضروري توفير غرف تبريد وتخزين ووحدات لإنتاج الثلج، وغيرها من المواصفات التي تختص بتطبيقها الجهات المختصة وأبرزها مكتب وزارة الثروة السمكية”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

84% يؤكدون أهمية تأثير عائدات الثروة السمكية على الناتج القومي في اليمن

أظهرت نتائج استطلاع الرأي العام التي نُفذ من قبل إدارة الأعلام التابع لمركز يمن انفورميشن …