مبادرات شبابية وأعمال تطوعية تدعم قدرات الشباب
صوت الأمل – حنين الوحش
المبادرات الشبابية الذاتية هي نتيجة عمل مجموعات شبابية وجهدها، شباب في عمر الزهور أسهموا عن طريق أعمالهم التطوعية في مساعدة المجتمع بمجالاته الاجتماعية والاقتصادية والتنموية وحتى الإغاثية، فبسواعد شبابية تتحدى الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد، أرادوا بناء ما خلفه الصراع عن طرق العمل الميداني التطوعي.
مبادرات شبابية
مبادرة “خواطر” إحدى المبادرات التي تهدف إلى العمل التطوعي والتنمية والتأهيل والإغاثة في مدينة تعز، وتستهدف المدينة نفسها والريف ومخيمات النازحين في المحافظة.
يقول صابر عبده (نائب مدير المبادرة): “قدمت المبادرة العديد من الأنشطة التي تعمل على التقليل من ظاهرة البطالة عن طريق استهدافها للشباب والشابات من مختلف المديريات، هذه الأنشطة عمَّت مختلف المجالات المهنية والفنية والمهاريَّة، بالإضافة إلى عمل أفلام وفلاشات توعية تتحدث عن سلبيات البطالة والآثار المترتبة عليها وتأثيرها في المجتمع ككل”.
ومن وجهة نظر صابر “هناك حلول عديدة يجب أن تنفذ للحدِّ من هذه الظاهرة عبر التنسيق مع الجهات والمؤسسات المعنية ــ الحكومية والمنظمات الدوليةــ لتستقطب الشباب الذين أُهِّلوا للاستفادة من طاقتهم الكامنة في خدمة المجتمع وتوظيفها توظيفًا صحيحًا”.
أما بالنسبة إلى مبادرة “دروب العطاء، تعز” فتقول نبيلة أحمد سيف (رئيسة المبادرة): إن المبادرة التي يعمل فيها شبابٌ متطوعون تهدف عن طريق برامجها إلى تخفيف معاناة المجتمع ونشر الوعي بين أفراده في كافة المجالات”.
وأضافت: “أن المبادرة تدعم المشاريع الصغيرة للشباب الناشئ وتعمل على مساعدتهم في فتح مشاريعهم الخاصة، والتخلص من عبء البطالة، كما تقوم بتدريب الشباب والشابات على الحرف المهنية المختلفة بما يتناسب مع قدراتهم، وتدعو إلى التوعية بأهمية العمل والاعتماد على الذات وإشراك الشباب في عمليات التوعية والنزول الميداني الذي يكسبهم المزيد من الخبرات والمهارات في التعامل والتواصل”.
واقترحت نبيلة على المنظمات الداعمة التركيز على عملية تأهيل وتدريب الشباب بما يتناسب مع قدراتهم ومجالاتهم ليستطيعوا الحصول على فرص للعمل، وكذلك دعم الشباب الطموح ليتمكن من النجاح والتوسع وإثبات الذات.
وفي الإطار نفسه أوضح مهران الجبري في (حركة شباب التنموية في تعز): “أن الشباب – من الجنسين- هم العاملون في المبادرات لما يمتلكونه من طاقة في العمل الميداني بخاصة في مجال التنمية والتعليم وبناء السلام والصحة التي تعد من أبرز البرامج والأنشطة التي تنفذها الحركة”.
وأشار إلى أن الحركة تعمل ضمن مشاريع التمكين الاقتصادي لمساعدة بعض الشباب عن طريق تمويلهم بالمال لفتح مشاريعهم الصغيرة الخاصة بهم للنهوض بمستوى الدخل لديهم.
وبيَّن مهران أن عدم الحصول على الدعم المتواصل لاستمرارية المشاريع يعد من أهم العراقيل التي تواجه العمل في الحركة.
الصندوق الاجتماعي والمبادرات
يعمل الصندوق الاجتماعي للتنمية على تنمية وتشجيع المبادرات الذاتية القائمة في المجتمعات المحلية، حيث استعرض الصندوق – في تقرير صادر عنه- برامج عديدة تم تنفيذها خلال العام 2021م تركز على تحفيز المجتمعات المحلية من خلال تدريب وبناء القدرات البشرية، ودعم المبادرات الشبابية كبرنامج روافد الذي يعد أحد البرامج التي تستهدف الشباب من خريجي الجامعات في المناطق الريفية، كما يطمح لإحداث تنمية مجتمعية ومحلية يستثمر فيها رأس المال ويعمل على المشاركة المجتمعية والعمل التطوعي لتحقيق التنمية المستدامة.
ووفقًا للإحصائية التي قدمها الصندوق الاجتماعي للتنمية وصل إجمالي الشباب والشابات المدربين نحو6.497 شابًا 3.658 من الذكور و2.839 من الإناث يتبعون 20 محافظة.
وعلى خلاف ما جاء من آراء للمبادرات الشبابية ترى الدكتورة فيروز الولي (دكتورة علم الاجتماع) أن المبادرات الشبابية لا تعطي للشاب حقه، بل تقوم باستغلال طاقة الشباب المندفعة نحو العمل ووقتهم بطريقة لم تفدهم جيدًا، حيث إن المبادرات لا تقوم بنقل المعاناة وإيصالها إلى الرأي العام الإقليمي والدولي وذلك بسبب عدم رفع تقارير صحيحة في أغلب الأحيان.
وشدَّدت الولي بقولها: “كثرة المبادرات لا تفيد المجتمع بل ترهقه خصوصًا إذا لم تكن هناك أهداف منشودة من المبادرات تساعد على الانتماء الوطني فهي حينها تكون حبرًا على ورق”. وتمنَّت الولي أن تتوحد الجهود في مبادرة واحدة توصل الرسالة وتساعد المجتمع والشباب على تنمية القدرات تنمية صحيحة.
وتؤكِّد الولي على أهمية الاهتمام بالتعليم الذي يعدُّ أساسًا لتوعية الشباب والمجتمع ككل، وذلك بإعادة صياغة المناهج والاهتمام باللغة الانجليزية بالتزامن مع اللغة العربية في مراحل مبكرة وعلى يد معلمين أكفاء، بالإضافة الى دعم مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وتتضافر جهود الأسرة والمدرسة والجامعة للعمل على تنمية عقول الجيل لبناء الوطن.
آراء شبابية
سلا عامر الحفاشي (22عامًا من محافظة صنعاء) تقول: “المبادرات الشبابية تفتح أبوابًا كثيرة للشباب للعمل سواء كان العمل تطوعيًّا أم غير تطوعي، فالمبادرات بمختلف أهدافها تعمل على الإسهام والمساعدة في التخفيف من ظاهرة البطالة عبر استقطاب الشباب العاطل عن العمل، لتدريبهم وتكليفهم بمهام مختلفة، وهذا بحدِّ ذاته يساعد على تقليل مستوى البطالة واكتساب الخبرة وتطوير المهارات والقدرات في التعامل وتكوين العلاقات”.
أمَّا أحلام القباطي (23 عام من تعز) فترى “أن المبادرات الشبابية هي فرصة للشباب لاستغلال أوقات فراغهم بأعمال طوعية تهدف إلى تحسين بيئتهم ومجتمعهم، وتسهم في تقديم فرص للشباب العاطل والطموح لإثبات ذاتهم في المجتمع، فالدولة تُبنى بشبابها ولابد من استثمار الشباب لتنهض البلاد”.
فيما يؤكِّد خالد علي (25 عامًا من رداع) “أن المبادرات هي المحرك الأساس الذي يعمل على تقليل البطالة، حيث تقوم المبادرات بفتح دورات تدريبية تعمل على توعية الشباب بكيفية فتح مشاريع صغيرة وإدارتها، ويستطيع الشباب البدء بهذه المشاريع والاستمرار فيها إلى جانب العديد من الأنشطة التي تعمل على الحدِّ من البطالة”.
ويضيف “أن هناك حلولًا عديدة لمعالجة ظاهرة البطالة وذلك عبر القيام بحلِّ المعادلة بين متطلبات سوق العمل وبين قدرات الخريجين، ويقتضي ذلك تدريب الخريجين على الخوض في مجالات جديدة يحتاجها سوق العمل”. مؤكِّدًا أهمية الاهتمام بالتعليم العملي والصناعي وتشجيع الشباب على الالتحاق فيه من دون الانتظار إلى إنهاء الشهادات الجامعية، والعمل على إنشاء مشاريع خدميَّة”. حنان حمود (26 عامًا من محافظة عدن) فتقول: “للمبادرات دور كبير في تنمية وتوعية المجتمع وسبيلها في ذلك الخدمات والمشاريع التي تقدمها للحدِّ من انتشار البطالة، وإنشاء المشاريع التي تساعد الشباب على الحصول على وظائف بسهولة، وتعرفهم بكيفية تنمية مهاراتهم للحصول على الوظائف التي تتناسب مع قدراتهم والعمل على تسهيل الاستثمار وتشجيع المستثمرين لزيادة فرص العمل في مختلف المجتمعات”.
في استطلاع رأي: 73% يؤكدون: الأوضاع الراهنة ساهمت في انتشار البطالة باليمن
أظهرت نتائج استطلاع الرأي العام التي نُفذت من قبل وحدة المعلومات والاستطلاع ا…