السلطة القضائية محور ارتكاز لبناء الدولة وحل مشكلات البلاد
صوت الأمل – سماح عملاق
“إن السلطة القضائية تؤدي دورًا مهمًا وحاسمًا في حلِّ المشكلات، فهي الملجأ القانوني الوحيد لحل القضايا التي لم يستطع الخصوم حلَّها وديًّا أو بالتحكيم، كما أنها الملجأ القانوني الوحيد لاسترداد الحقوق المغتصبة من الغير”.
بهذه الكلمات عبَّرت المحامية خلود كبتن (مديرة الشؤون القانونية في معهد أمين ناشر في عدن) عن أهمية السلطة القضائية في حلّ مشكلات البلاد كافة وضرورة إعادة هيبة القضاء كسلطة مستقلة، وذلك في حوارٍ قامت به صحيفة “صوت الأمل” فإلى تفاصيل الحوار:
– في البداية نودُّ لو تحدثينا عن بداياتك في مجال الحقوق، وما الأسباب التي دعتك إلى الالتحاق بكلية الحقوق وممارسة المهنة؟
إنّه الشغف، فمنذ نعومة أظفاري وأنا أميل إلى إنصاف المظلومين، حتى مع الأطفال الذين يلعبون معي في الحارة، وحين كبرت رأيت البلد تنقسم على فئتين ظالم ومظلوم، فقررت ألَّا أكون إحداهما بل أكون وسطًا بينهما، قررتُ حينها أن أنصف المظلوم وأنقذه من ظلم الظالم وبطشه، فانتسبتُ إلى كلية الحقوق في جامعة عدن”.
– ما هي أبرز العوائق التي واجهتك في هذا المجال؟
من ناحية العوائق فهي كثيرة، لكنها أقل من العوائق التي تجدها الفتيات في بعض مناطق اليمن المتحفظة، نحن نعيش في مجتمع ذكوري، يرى للرجل الحق في كل شيء ويرى المرأة شيئًا من أشيائه، لكنَّني بالعزيمة والإصرار والاجتهاد دخلتُ المحكمة وترافعت عن قضايا كثيرة، وكسبتها عن اقتدار وجدارة.
– ماهي أمنيات المرحلة القادمة بالنسبة إلى خلود كبتن؟
لقد حققت أعظم ماكنت أصبو إليه، وكل ما أرجوه أن أثبت على طريق الحق، وأحقق المزيد من العدالة للمظلومين، وأن أكون أداةً للبناء لا معولًا للهدم، وأن أنفع بلادي.
– حبذا لو تعبّرين لنا عن رأيك في دور السلطة القضائية في حلِّ النزاعات بين الأطراف المختلفة؟
السلطة القضائية تؤدي دورًا مهمًا وحاسمًا في حلِّ المشكلات؛ فهي الملجأ القانوني الوحيد لحلِّ القضايا التي لم يستطع الخصوم حلها وديًّا أو بالتحكيم، كما أنها الملجأ القانوني الوحيد أيضًا لاسترداد الحقوق المغتصبة من الغير.
إن عدم الاهتمام بالقضاء والقضاة سيؤدي إلى نتائج وخيمة ستسهم في تعطيل مصالح الناس؛ لذا وجب تثبيت أرضية سليمة يقف عليها القضاء، كما أنه لا يحقُّ لأي سلطة أخرى التدخل في القضاء بحسب ما هو مبين في القانون الذي لم يُطبَّق على أرض الواقع.
ـ إذًا ماهي التحديات التي تواجه السلطة القضائية في بلادنا من وجهة نظرك؟
بخصوص التحديات التي تواجه السلطة القضائية بخاصةً في مثل هذه الظروف فهي كثيرة جدًا أبرزها: لا توجد حماية للقضاة وأعضاء النيابة من أي اعتداء، لضعف أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية؛ وهذا يعيق عملهم ويجعلهم عرضةً للتهديد والابتزاز، الأمر الآخر هو عدم حصولهم على كل حقوقهم المادية المنصوص عليها في القانون أو المتفق عليها مع الدولة، ومن أعظم التحديات التي تواجهها السلطة القضائية عدم وجود قوة قضائية، أي الشرطة القضائية التي تعدُّ القوة التنفيذية لأوامر القضاء في حال عدم التنفيذ الطوعي لها وغيرها من الصعوبات.
ـ هل من رسالةٍ تودِّين إيصالها عبر “صوت الأمل” ؟ أشكر لكم تسليط الضوء على مشكلات الجندر والقضاء لأنها بالفعل قضايا حساسة من النادر أن يلتفت إليها الإعلام. ورسالتي لكل امرأة تحلم أن تكون محامية أو قاضيًا، أنتِ تستطيعين وبإمكانك تحقيق ذلك مع كل العراقيل، ويكفينا فخرًا أن اليمن لم يحظَ بالأمان والرفاهة إلا حين حكمته النساء.
66% من المواطنون يثقون بالتحكيم القبلي أكثر من القضاء الرسمي
أظهرت نتائج استطلاع الرأي العام التي نُفذت من قبل وحدة المعلومات والاستطلاع التابع لمركز (…