منظمات المجتمع المدني، الدولية: مشاريع كبيرة في الورق وضئيلة في الميدان والمحلية: دور محدود وجهود ينقصها الدعم
صوت الأمل – حنين أحمد
تعمل الكثير من المنظمات الدولية عبر مؤسسات محلية للتخفيف ـ بخجل ـ من مشكلة المياه في اليمن, عبر تدخلات سريعة وطارئة, حسب الوضع الصعب الذي يمر به اليمن في كل مرحلة, لهدف عام تعلنه دومًا (للإسهام في إئتلاف الفقر المائي).
منظمة اليونيسف 2020م
قدمت المنظمات الدولية دورًا فعالًا في تقديم المساعدات والحلول السريعة للمشكلات المتعلقة بقطاع المياه في اليمن في هذا الوضع، حيث جاء في تقرير منظمة اليونيسف (الوضع الإنساني للعام 2020م بما يتعلق بتدخلاتها في قطاع المياه) أن نحو 20.1 مليون يمني يحتاج إلى مساعدات إنسانية للحصول على مياه آمنة, وأن المنظمة استهدفت 6.8 مليون شخص أي ما يقارب 62% ممن هم في حاجة ماسة إلى خدمات المياه والصرف الصحي والإصحاح البيئي في الأماكن المهددة بخطر الإصابة بالكوليرا وسوء التغذية, و المناطق التي يوجد فيها عدد كبير من النازحين, وعملت حملات تعقيم مياه المنازل بالكلور وتوزيع أقراص المعالجات، استهدفت أكثر من 900 ألف شخص.
كما نفذت المنظمة في الفترة نفسها عملية مراقبة جودة المياه وتقييمها عبر شبكة الإمدادات المائية القائمة في المناطق الحضرية والريفية والمعرضة لخطر الإصابة بالإسهال المائي الحاد (كوليرا), عبر اختبار الأوضاع الفيزيائية والكيمائية والميكروبيولوجية, ومراقبة عملية كلورة مياه الشرب في خزانات وصهاريج مياه السبيل .
الصندوق الاجتماعي
دعم الصندوق الاجتماعي للتنمية أكثر من 263 ألف مستفيد من مختلف المحافظات اليمنية للحصول على مصادر المياه المحسنة بسعة تخزین 728.450 مترًا مکعبًا، وذلك بناء على التقرير السنوي للصندوق في الفترة من يناير إلى ديسمبر 2019م.
وذكر التقرير أن عدد الأفراد الذین استفادوا من الإصحاح البیئي, تضاعف 3 مرات، حیث حصل 390917 شخصًا علی إصحاح بیئي ملائم, عبر إنشاء 7.098 حمامًا.
مشاريع وتدخلات
خالد الشميري (مهندس منشأة مائية) يقول: “إن أهم المشاريع والتدخلات التي قامت بها المنظمات الدولية بمجال المياه: إعادة تأهيل مشاريع المياه النمطية أو الممكنة بحسب مصادر المياه المتوفرة وكثافة التجمعات السكانية المستهدفة، وإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي المتهالكة في المدن الحضرية الصغيرة والمتوسطة, وأحيانًا أجزاء من شبكات الصرف في المدن الرئيسة، وتنفيذ شبكة من البيارات وربطها مع شبكات الصرف الصحي الرئيسة”.
ويوضح :”بالنسبة لمنظمات المجتمع المحلي, أسهمت بدرجة كبيرة وبفعالية في تأهيل مشاريع المياه الممكنة والمتوقفة والمتهالكة بسبب المشكلات والصراعات حسب الإمكانات المتاحة, و جرى استغلال مياه العيون أو الغيول وتجميعها في خزانات حصاد المياه, واستخدامها عبر المناهل”.
وحول الصعوبات يشير إلى:” أن نقص مصادر المياه عمومًا سواء سطحية أم جوفية وحفر الآبار الأرتوازية عشوائيًّا، نتج عنه تدهور في مصادر تغذية المياه و زيادة تلوث المياه السطحية والجوفية, وذلك بسبب زيادة الزحف العمراني على مجاري السيول والأودية, ووجود قصور كبير في ترحيل مخلفات القمامة واستخدام البيارات وتدني تنفيذ شبكات الصرف الصحي وعجز في عمل حلول مناسبة لتصريفها ومعالجتها”.
الدور الفعال لمنظمات المجتمع المدني
يوضح محمد عبد الحكيم منصور(المنسق الميداني لدى منظمة مجلس الشباب العالمي IYC) :” أن دور المنظمات المحلية منها والدولية فعال في التخفيف على المواطنين, بخاصة في مدينة تعز, حيث أسهمت في إقامة العديد من البرامج والدورات التي اختصت بتوفير المياه وتنفيذ مشاريع عديدة في أكثر من مديرية, كمشروع الاستجابة الطارئة في المياه والإصحاح البيئي، ومشروع سقيا الماء اللذين وفَّرا مياه الشرب الصالحة للمواطنين وخفَّفا من معاناتهم”.
ويضيف :” المشاريع قد نُفِذت في أحياء ومديريات عديدة في تعز, وكان لها تأثير كبير كون المحافظة تعاني من كثافة سكانية عالية, وشحة في المياه”.
” هناك صعوبات تواجه فريق المنظمات والمتمثل في صعوبة الوصول إلى بعض الأماكن بسبب استمرار الصراع, مع حاجة الناس لخدمة المياه في تلك المناطق, وتضطر بعض المنظمات إلى استهداف مناطق وأحياء قد استُهدفت من قبل, لتغطية خططها أمام المانحين” .
مبادرات شبابية
تقول نفيسة عبدالله (رئيسة مبادرة ركاز): “إنه في إطار المشاريع والبرامج وُفِّرت المبادرة خزانات لبعض الأحياء والمناطق التي تعاني من شحَّة المياه الصالحة للشرب، وذلك عبر مشروع سقيا الماء الذي يقوم على توفير المياه للأحياء أسبوعيًّا و شهريًّا”. مبينةً:” أنه غالبًا ما يقف بينهم وبين المستفيدين عائق يتمثل في ارتفاع نسبة الاحتياج وشحّة الدعم المتوفر، وتفاوت أعداد الأفراد في الأسرة الواحدة, مما قد يجعل نسبة الاستهلاك عند أسرة أعلى من الأخرى” .
أما رقيه النجار (رئيسة مبادرة نبض الجند ـ تعز) توضح:” أن المبادرة مازالت تسهم في توفير مياه الشرب والاستخدام اليومي في مديريات عديدة تعاني من صعوبة توفر المياه, كـ(منطقة الحارثي، مديرية صالة، وادي القاضي، مدينة النور) أسبوعيًّا وأحيانًا يوميًّا عن طريق (الوايتات), وذلك عبر التنسيق مع الجهات المحلية والداعمين, لتغطي احتياج الماء في المنطقة باستمرار”.
مؤسسات وأعمال إنسانيَّة
“مؤسسة ينابيع الخير” إحدى المؤسسات التي كان لها دور كبير في التخفيف من معاناة الأسر الفقيرة والمتضررة، إبراهيم العديني (المسؤول اللوجستي لمؤسسة ـ تعز) يستعرض أعمال المؤسسة، فيقول:” جرى تنفيذ مشروعين للتخفيف من معاناة توفير خدمة الماء للمواطنين, عن طريق توفير سقيا ماء استهدفت أحياء فقيرة ومتضررة، كما أسهمت في إصلاح وصيانة آبار المياه, للحد من انتشار الأمراض والأوبئة عبر المياه الملوثة”.
ويؤكد:” أن للمنظمات دورًا فعالًا وحقيقيًّا في الإسهام والمساعدة والتخفيف من معاناة هؤلاء الأفراد في المدن أو في الأرياف, التي انهكتهم الصراعات المستمرة, والتي دمّرت الكثير من الخدمات الأساسية”.
مؤسسة جنات
“مؤسسة جنات” أسهمت في تحسين وتوفير المياه الآمنة و توزيع الخزانات وسقيا الماء الذي عمل على إعانة عدد كبير من الأسر الفقيرة والنازحة، هذا ما عبر عنه مازن عدنان (منسق المشاريع لدى المؤسسة في تعز).
ووكَّد مازن ضرورة تكاتف الجهات الحكومية والخاصة للعمل على المساعدة في تحسين الوضع المائي لدى المواطنين وسهولة توفيره في مختلف المناطق.
آراء المستهدفين
هيثم الدبعي (المقيم في تعز) يقول: “إن دور المنظمات في مشاريع المياه لا يغطي حتى 35% من الاحتياج الأساسي للمواطنين، ولا يغطي كل المناطق أساسًا, وتصرف ميزانيات عملاقة لمشاريع لا يستفيد منها الكثيرون, كان الأجدر بتلك المنظمات صيانة شبكة المؤسسة العامة للمياه والعمل على إيصال المياه لكل المناطق والحارات بجدول دوري ومستمر. كذلك غياب الرقابة من المنظمة المانحة يجعل من هذه المشاريع ضعيفة وعرضة للمؤامرات”.
فيما وكَّد أمجد محمد أن المنظمات والمبادرات أسهمت بدرجة كبيرة وفعَّالة في توفير المياه لمختلف المناطق حيث استطاعت تغطية العديد من إحتياجات الأسر في مناطق ومديريات مدينة تعز.
ويضيف: “مع زيادة عدد المواطنين في المدينة, بالإضافة إلى النازحين والمتضررين من الصراع، إلَّا أن المنظمات عملت بجهد عالٍ على تنفيذ مشاريع عديدة على مستوى المدينة والريف لتخفيف المعاناة وسهولة الحصول على المياه”.