دعوة للتسامح…

صوت الأمل – رجاء مكرد

إن طبيعة الحياة تفرض التنوع، فالعادات والتقاليد والأعراف تختلف بين الناس، والأعراق والمِهن والديانات تختلف، الأمر الذي يجعل الناس تُطلق الأحكام بناءًا على النظرة المبنية في عقلياتهم بفعل التنوع، لذا كان التسامح لزامًا على البشرية.

حتى يتعايش الناس لابد من التسامح الذي تتجلى معانيه، بقبول الرأي والرأي الآخر، تقبُل طبائع الناس وعاداتهم، عدم بناء قناعات خاصة بمعتقدات محددة والانقياد بها، إذ يلي ذلك الانقياد التعصب والتمييز والعنصرية وعدم تقبُل اختلاف الآخرين.

تتجلى قيم التسامح في الصبر على الآخرين، والموضوعية، ورفض التعصب، والقبول بالطرف الآخر رغم اختلافه، الجميع لهم حق التعبير عن الأفكار والآراء والسلوكيات، بما يحفظ حقوقهم الإنسانية، ويعزز فكرة السلام.

التسامح لابُد أن يكون تربية ترافق الإنسان منذ طفولتهُ، من الضروري أن يبدأ بتأسيسها الوالدين في المنزل، فالأب والأم هما المدرسة الأخلاقية للطفل، ومتى ما كانا منفتحين متقبلين للآخرين، انعكس تصرفهما على الطفل، وساعده مستقبلًا في تقبل فكرة الاختلافات الثقافية وكيفية التعايش معها.

لا يقتصر الدور فقط على الوالدين، فالمناهج الدراسية يُفترض أن تُعطي دروسًا توعوية عن التسامح، وكيفية تقبل الآخرين المختلفين عرقًا وجنسًا ومعتقدًا. أينما وُجد التسامح، وُجدت البيئة المحفزة للمواهب، والابتكار والازدهار الاقتصادي، فبدل أن يُركز الأشخاص على الاختلافات العرقية أو الدينية، يركزون على الأنشطة التنموية الاقتصادية التي تُساهم في تحسين وضع المجتمع والدولة.

إن التسامح يخلق الراحة والطمأنينة في نفوس البشر، فالشخص المتسامح المُتقبل للآخرين، يعيش بقلب خالٍ من الكراهية والبغضاء، يشعر بالعزة والكرامة عندما يعفو عن غيره.. كما أن التسامح يسهل وييسر كثير من التعاملات بين الناس مثل: التعاملات الاقتصادية التجارية، الاجتماعية وغيرها.. إن النتيجة والهدف التي يسعى لها التسامح، هي نبذ التفرقة، الدعوة لـ الأخوة، والتعايش. الحرص على ألا يكون هُناك فقر في المجتمعات، أن يُساند القوي الضعيف، النُصح والإرشاد، العدالة بين الناس في الشؤون الحياتية كالعمل، ونيل الحقوق القانونية، فيظهر المجتمع متآخي مترابط قوي، همهُ النهوض بالتنمية وحفظ حقوق الإنسان.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

في استطلاع خاص (بصوت الأمل) مواطنون يؤگدون أهمية الدولة المدنية؛ من أجل حرية المذاهب!

شدد مواطنون يمنيون على «أهمية إقامة نظام دستوري، عبر تحديد قوانين معينة، تكفل حرية ممارسة …