‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة التنوع الديني والمذهبي في اليمن المعابد والگنائس في عدن: شواهد حية على تاريخ التنوع، والتسامح الديني في اليمن!

المعابد والگنائس في عدن: شواهد حية على تاريخ التنوع، والتسامح الديني في اليمن!

صوت الأمل – منال أمين

احتضنت مدينة عدن جنوبي اليمن -عبر مراحلها التاريخية – تنوعًا دينيًّا وطائفيًّا ومذهبيًّا.. أسس على أثره عدد من المساجد والمعابد الهندوسية والكنائس المسيحية.. التي كان يمارس فيها كل الشعائر والعقائد الدينية والطائفية.. وإلى الآن مازالت آثارها متواجدة، كشاهد على التنوع الذي امتازت به المدينة، كنموذج للمدن اليمنية.

 الهندوسية

الديانة الهندوسية… تعتبر ثاني أكبر ديانة، كانت منتشرة في اليمن بعد الإسلام.. انتشرت منذ تواجد الانجليز في جنوب اليمن.. ويتبعها حوالي 120,000نسمة، معظمهم من أبناء الجالية الهنديَّة حسب دراسة لمركز بيو للأبحاث عام 2010.

بُني في القرن التاسع عشر (خمسة معابد هندوسية في عدن) معبد شري تريكامراجي – هاڤيلي(1862) يتبعه مكتبة بهارات (مكتبة الهند) ومعبد الشيخ عثمان هانومانجي (1882)و معبد شري رامشانديرجي (1875) ومعبد شري هنجلانج ماتاجي مندير, ومعبد شري شنكار هانومان الذي يقع في كهف كبير سُمّي (داساماري بازار) في كريتر) وكانت تقام فيها الصلوات والشعائر الدينية الخاصة بهم..

واستعرض تقرير صادر عن (الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات) في عدن لعام 2017 – حصلت (صوت الأمل) على نسخة منه – أهم المعابد الهندوسية، التي مازالت متواجدة، رغم ما تعرضت له، من تخريب وإهمال خلال فترات طويلة.. تمثلت في:1- بمعبد شيري جين (1882) وهو مُعرَّض للهدم 2- معبد شري هنجلانج ماتاجي(1900) الذي تعرض لأعمال تخريب في 2015، 3- معبد شري توشيرجي الذي يحتاج إلى عملية ترميم.. وتقع جميع المعابد في (مديرية صيرة) وهناك معبد (شري رامشانديرجي) الذي تم بناؤه عام 1875.

الكنائس المسيحية

الديانة المسيحية – في اليمن – كانت تُشكل ثالث أكثر الديانات انتشارًا بين السكان قديماً, ووفقًا ليوحنا النقيوسي  في كتابه (تاريخ مصر والعالم القديم) فإن المسيحية دخلت إلى اليمن؛ بفضل (ثيوفيلوس الهندي)في القرن الرابع، واعتنق اليمنيون المسيحية في تلك الفترة..

 ويشير المسئول الأول عن (كنيسة رأس مربط) في مديرية التواهي (منصور يوسف خان) (لصوت الأمل) إن مدينة عدن مازالت تحتفظ بعدد من الكنائس التي تتبع الطوائف المسيحية الثلاث المتمثلة بـ:(الكاثوليكية، البروتستانتية، والأرثوذكسية) ولكنها مغلقة منذ خروج الانجليز من اليمن عام 1967..

وحول تاريخ (كنيسة رأس مربط البروتستانتية) قال خان: تعتبر كنيسة رأس مربط، من أقدم الكنائس في اليمن بشكل عام، وعدن على وجه الخصوص.. إذ بنيت عام 1863 بقيمة ألفي جنيه إسترليني في عهد الملكة فيكتوريا، وتعرف عالميا بكنيسة (England) وتعتبر أول كنيسة بنيت منذ دخول البريطانيين إلى عدن, وثمة – في لندن – كنيسة تشبهها تدعى ( كنيسة عدن:Eden Church)..

منذ عام 1993 بدأت جهة مسؤولة عن الكنائس في قبرص تدعى (الأساقفة في قبرص والخليج) – وهي المشرفة على الكنائس البروتستانتية في العالم – تفاوض الجهات المعنية في عدن في تلك الفترة على استعادة الكنيسة للإشراف عليها، وتم الاتفاق على ذلك.. وفي 1995 تم إعادة تأهيل الكنيسة وفتح عيادة خيرية، مازالت تقدم خدمات صحية لأبناء المنطقة دون تمييز.. يقول خان عن تاريخ أقدم كنيسة في عدن..

   وحول استمرار إقامة الصلوات في الوقت الحالي، قال خان: إن الكنيسة قادرة على استقبال المصليين من المسيحيين.. ومنذ 2015 تستقبل القليل جدا منهم؛ لأداء صلواتهم ومناسكهم.. ولكن ليس بشكل كبير مثل السابق..

وقد أشار التقرير الصادر عن (هيئة الآثار عام 2017) أن عدد الكنائس المتواجدة حاليا في المدينة بلغ (خمس كنائس) شملت كنيسة القديسة ماريا جاريسن (المجلس التشريعي 1871) وكنيسة سانت جوزيف (1852) وكنيسة صلاح الدين في البريقة (1870) وكنيسة سانت انتوني (1860) وكنسية رأس مربط ( 1863 )

معالم دينية

(عثمان ناصر عبد الرحمن: مدير إدارة الآثار في الهيئة العامة والمتاحف والمخطوطات في عدن) استعرض (لصوت الأمل) عدد المعابد والكنائس المتواجدة حاليا في المدينة، وقد بلغت تسع كنائس ومعابد تتبع مختلف الأديان والأطياف.. وأن عدد المساجد – التي تتبع عددًا من الطوائف المذهبية، التي تحتاج إلى إعادة ترميم وتأهيل – بلغت حوالي تسعة عشر 19 مسجدا، وما بعد 1990 تم هدم حوالي 16ستة عشر مسجدًا وإعادة بنائها بنمط حديث ومختلف تماما..

ويضيف عبد الرحمن: ثمة هناك (معبد السنجوت اليهودية الكبير) الواقع في مديرية صيرة، والذي كان يُعد من أكبر المعابد اليهودية في الجزيرة العربية.. تم هدمه ولم يعد له أثر خلال فترات ما بعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني، كما تم هدم معبد الفرس والمحرقة المعروفة بـ (برج الصمت العين دخما) القريبة من جبل شمسان، وهي تعود إلى عام 1873 للطائفة الفارسية (الزرادشتية)

ويذكر عثمان عبد الرحمن، أن مدرسة الرزميت – التي تدعى حاليا (مدرسة لطفي جعفر أمان) – بنيت في 1958عندما تقدم السيد تشارلز وود بوثيقة عُرفت (بحزمة وود التعليمية)، وتضمنت خطط التعليم والمناهج ضمن سياسيات تلك الفترة.. بالإضافة إلى مدرسة أبناء السلاطين التي أنشأت في 1935لأبناء السلاطين والمشايخ وكبار القوم، وقد أغلقت في 1952, وتعرضت مع مرور الزمن للكثير من الخراب نتيجة الإهمال..

تقليص دور مكتب الثقافة

وفيما يخص الاهتمام بالآثار الدينية بعدن – أوضحت (مديرة إدارة التخطيط في مكتب الثقافة: الدكتورة فردوس يوسف) أن أغلب المعابد اليهودية والهندوسية وغيرها من المعابد في عدن.. تعرضت لطمس كامل مع مرور الزمن وذلك منذ خروج الانجليز.. والتي كانت تعبر عن الثقافات الدينية المختلفة، لكل الطوائف والمذاهب والديانات والأجناس المتنوعة بالمدينة..

  ورجحت يوسف، أن سبب تقليص دور مكتب الثقافة- الذي من المفروض أن يكون له دور إشرافي؛ للحفاظ على كافة المعالم التاريخية والأثرية: كالمعابد والكنائس والمساجد القديمة –هو الوضع العام الذي تمر به البلاد من مختلف الجوانب العامة.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

في استطلاع خاص (بصوت الأمل) مواطنون يؤگدون أهمية الدولة المدنية؛ من أجل حرية المذاهب!

شدد مواطنون يمنيون على «أهمية إقامة نظام دستوري، عبر تحديد قوانين معينة، تكفل حرية ممارسة …