قصة نجاح طبي: اختراع يخفف معاناة مرضى الفشل الكُلويّ!
صوت الأمل – ندى البكاري
الإبداع يولد من رحم المعاناة.. من رحم الجهد والاجتهاد، من رحم التجارب الصعبة، ومواجهة الألم والخوف والضغوطات والتحديات.. بهذه الكلمات، نستطيع أن نشير إلى أن ثمة من قاوم الصعوبات؛ ليبدع في إنجاز طبي، يستطيع أن يساعد فيه كثيرًا من الناس..
رغم العادات والتقاليد- في مجتمعنا اليمني، الذي يوصف بالذكوري – ورغم المعوقات – التي تسببت في الحد من انتشار كثير من الاختراعات، لكثير من الشباب (من الجنسين)، قامت (المهندسة: ريهام المختاري) على الاستمرار في تحقيق حلمها؛ في نيلها لقب (المبتكر اليمني) وإحرازها (المركز الأول)، لاختراعها (جهاز السترة الطبية) التي تغسل كُلية المريض بواسطة ارتدائها.. وذلك خلال مشاركتها في المسابقة، التي أقامتها (وزارة الصناعة والتجارة) بصنعاء في يوليو من العام الماضي 2020.
المهندسة ريهام المختاري من مواليد محافظة ريمة، خريجة كلية المجتمع والمتخصصة في الهندسة الحيوية الطبية (قسم هندسة معدات طبية) ـ جامعة صنعاء ـ تقول لـ (صوت الامل): ان فكرة الاختراع جاءت بعد ما شاهدت الكثير من المعاناة لمرضى الفشل الكلوي.. حيث بدأت فكرة الاختراع الذي سيطر على تفكيري بشكل كبير منذ سنة ثانية بعد تدرّبنا في مستشفى الثورة.. وعند دخولنا الى قسم غسيل الكلى والاطلاع على معاناة المرضى مع القسم المتمثلة في الانتظار طويلاً حتى يأتي دوره لإجراء جلسة الغسيل، ومشقة وصولهم من محافظات بعيدة تفتقر لمراكز غسيل كلى، ونقص المستلزمات الطبية اللازمة.. جاءت فكرة اختراع جهاز منزلي يساهم في التخفيف من معاناتهم.
وأضافت: ان من المطلوب على كل طالب في مشروع تخرجه اعداد فكرة صناعة جهاز طبي، ومن هذا المنطلق بدأت في اختراع جهاز محمول خاص لمرضى غسيل الكلى، يحتوي نسبة عالية من الأمان والتعقيم يستهدف كل فئات المجتمع من مرضى الفشل الكلوي.
وحول الجهاز وأهميته شرحت ريهام لـ (صوت الامل) ما يتضمنه من مميزات تساهم في التخفيف من معاناة المرضى من مختلف المحافظات والمناطق اليمنية.
وقالت: أن الاختراع عبارة عن جهاز فعال يقوم بعملية الغسيل لمرضى الفشل الكلوي في (هيئة سترة طبية) يلبسها المريض في المنزل وخارجة بكل يسر وراحة لما يتميز به من خفة في الوزن وقلة في التكاليف.. كما سيساهم في الحد من الانتظار الطويل في المستشفيات ويوفر الوقت اللازم لعملية غسيل الكلى، ويقلل من معدل الاثار النفسية التي يعاني منها المريض المصاب بالفشل الكلوي.
دعم المنظمات الدولية
ذكرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في تقريرا لها في اكتوبر العام الماضي 2020؛ ان بين سبتمبر/أيلول 2019 ومايو/أيار 2020، تم توفير نحو 110.340 جلسة غسيل كلى لأكثر من 4300 مريضا يعانون من الفشل الكلوي المزمن في اليمن.. وإن مرافق علاج مرضى الفشل الكلوي في اليمن، تعاني نقصا حادا في الأدوية والوقود.
« المختاري « نموذجا مشرفا
يعتبر نموذج المهندسة ريهام (مشرِّفا) في المجتمع اليمني؛ لقيامها على إنجازات علمية عديدة.. رغم الصعوبات والإمكانيات المتواضعة.. ولا شك أن الاختراع عامة – والطبي منه خاصة، إذا وجد دعمًا كافيًا – فإنه يسهم في تحسين أوضاع الحياة لدى عامة الناس، ويخفف من معاناة المرضى بشكل خاص.. هذا ما أشارت اليه المواطنة عبير احمد من محافظة صنعاء.
حيث اوضحت: ان والدها توفى من مرض الفشل الكلوي؛ وعانى الكثير من الصعوبات قبل وفاته بسبب الانتظار الطويل في مراكز الغسيل لأكثر من ثلاثة اعوام؛ وكانت جلسات غسيل الكلى الأسبوعية تعتبر من أصعب المراحل التي مر بها والدي في تلك الفترة لمحاولة البقاء على قيد الحياة رغم الصعوبات والمعاناة المرضية.
وتؤكد: اهمية تبني هذا الاختراع وتوسيعه لكافة المرضى بالشكل المطلوب الذي سيساهم في التخفيف من معاناتهم الطويلة مع المرض، وبأقل التكاليف.
43% : الصراع أبرز العوائق امام عمل القطاع الخاص في اليمن
صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر لصالح صحيفة صوت الأمل، في ش…