المصابون بالأمراض المزمنة في اليمن يواجهون الموت
صوت الأمل – ياسمين الخيـواني
تتفاقم معاناة المصابين بالأمراض المزمنة في اليمن، جراء عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية في مراكز العلاج، وارتفاع أسعارها في الصيدليات والمرافق الصحية الخاصة، فيما يقابل ذلك تجاهلاً من قبل الجهات المعنية، والمنظمات الدولية المعنية في دعم القطاع الصحي في اليمن.
تنفق آمنة صالح ، البالغة من العمر 55 عاماً، أكثر من خمسة عشر ألف ريال شهرياً؛ مقابل شراء أدوية علاج مرض القلب والضغط والسكري، في الوقت الذي تعاني منه من أوضاع معيشية واقتصادية متدهورة بعد أن فقد زوجها مصدر الدخل، وانقطعت المرتبات الحكومية. تقول لــ» صوت الأمل» أن الحرب فاقمت من معاناتها وانقطعت الأدوية التي كانت تصرف لها مجاناً من الصيدليات الحكومية في صنعاء، الأمر الذي جعلها تعاني من صعوبة توفير قيمة الأدوية شهرياً، تضيف: لم يعد لدي القدرة على شراء الأدوية شهرياً؛ فالوضع أصبح أكثر سوءاً وتدهوراً والأسعار مرتفعة جداً، وأصبحت بين مطرقة المرض وسندان انعدام الأدوية وارتفاع أسعارها.
تحكي أ. ع. إحدى المريضات التي تعاني من مرض السكري معاناتها في الحصول على العلاج، وصعوبة توفيره من الصيدليات الخاصة، بسبب حالتها المادية الصعبة. تقول لـــ» صوت الأمل» أنها تحتاج شهرياً لاستخدام حقنتين؛ وهي الجرعة المقررة لها، وتذهب إلى مستشفى الكويت بصنعاء للحصول على الحقنة، لكنها تضطر لدفع مبلغ رمزي كرسوم، في الوقت الذي يفترض أن تٌصرف مجاناً، ناهيك عن المسافة التي تقطعها لتصل إلى المستشفى، بالإضافة إلى تكاليف المواصلات التي تدفها من أجل الوصول إلى المستشفى.
الفشل الكلوي
يتزايد عدد مرضى الفشل الكُلوي والسرطان في اليمن بصورة تثير القلق، ويُعد المصابين بالفشل الكُلوي والأورام السرطانية الأكثر معاناة من غيرهم من المرضى في اليمن؛ نتيجة الوضع الصحي المتدهور والذي زادت الظروف الراهنة من تدهوره، وتتوقف حياة هؤلاء على مدى قدرتهم على الوصول إلى مراكز غسيل الكُلى أو مراكز علاج الأورام السرطانية، التي توقف العديد منها، فيما تصارع بقية المراكز من أجل البقاء، وتعاني من قلة المواد والإمكانيات وتعطل بعضٍ من أجهزتها.
مرضى الفشل الكُلوي هم الآخرون يعانون من أوضاع صحية متدهورة، وصعوبة في الحصول على العلاج، حيث يقف المرضى في طوابير لساعات طويلة للحصول على جلسات الغسيل، نتيجة ازدحام المراكز التي باتت تستقبل فوق طاقتها من المرضى في صنعاء والمحافظات الأخرى.
ويُبدي محمد حسين (45 عاماً) وهو أحد مرضى الفشل الكلوي، شعوره بالقلق من إغلاق مركز الكلى في مستشفى الجمهوري في صنعاء بسبب شحة الأدوية والمواد الخاصة بالغسيل الكلوي.
وقال: إنّه يواجه كثيراً من المعوقات في كل مرة يذهب فيها لجلسات الغسيل. «فهو بالكاد يستطيع شراء العلاج من الصيدليات الخاصة لارتفاع أسعارها، ولا يستطيع أحياناً توفير ثمن المحاليل والمستلزمات الطبية اللازمة للغسل لولا مساعدة بعض أقربائه».
يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في صنعاء، الدكتور/ يوسف الحاضري: أن الإحصائيات ليست معروفة دائماً، وخاصة المتعلقة بالمصابين بالأمراض المزمنة؛ بحكم أنها واسعة وليست مرتبطة بمركز وبائي مثل الكوليرا أو الملاريا، وأضاف: « لدينا أعداد كبيرة، أولئك الذين عجزوا عن السفر للخارج للعلاج، واستعصى عليهم العلاج في الداخل، أكثر من 400 ألف، منذ شهر أغسطس 2016 إلى يومنا هذا، توفي منهم حوالي 40 ألف شخص بسبب إغلاق مطار صنعاء ومعظمهم من ذوي الأمراض المزمنة.
وأضاف» في منتصف 2016 كان لدينا تقريباً أكثر من 800 ألف مريض سكري، كان يتوفر لهم العلاج بشكل مجاني من الأنسولين، سواءً الحبوب أو الحقن أو أدويتها، مشيراُ إلى أن الوزارة حالياً لا تستطيع توفير تلك الأدوية، إلا ما توفره المنظمات من وقت إلى أخر وهي لا تتجاوز الـ 10 % أو أقل، لافتاً إلى أن أعداد أمراض الفشل الكلوي والغسيل الكلوي يتجاوز الـ 10 ألف، وهم بحاجة إلى الرعاية الصحية.
إلى ذلك قال مصدر خاص في الهيئة العليا للأدوية: «أن هناك ارتفاعاً في الأسعار في سوق الدواء بسبب الصراع الدائر في اليمن، وارتفاع الدولار وغير ذلك من هذه الأسباب.
وأشار المصدر- طلب عدم الكشف عن اسمه- إلى أن ارتفاع أسعار الأدوية بسبب أن المريض المزمن يحتاجها طوال حياته، في الوقت الذي انقطعت فيه المرتبات، وهذه معاناة أخرى للمرضى، بالإضافة لوجود نقص كبير من الأدوية في السوق الدوائية، حيث أن بعض الأدوية التي تحتاج إلى نقل خاص وعناية مثل مشتقات الأنسولين أو غيرها من المحاليل أو الأدوية الهرمونية التي تحتاج إلى نقل خاص وسريع، وهذا بطبيعة الحال من الأسباب التي تزيد من معاناة مرضى الأمراض المزمنة”.
الوضع الصحي في اليمن… إلى أين؟
صوت الأمل – علياء محمد رغم التطور في البنية التحتية للقطاع الصحي في اليمن، الا ان النظام ا…