التعليم الصحي: بين سندان الطموح، ومطرقة نقص الإمكانيات!
صــوت الأمــل – ندى البكاري
لطالما كان التعليم، هو بوابة النهضة لأي دولة في العالم، وأولوية تسهم في تطويره.. والتعليم الصحي – في اليمن – أحد أهم القطاعات المهمة، التي تعاني كثيرًا من المشاكل، المتعلقة بعدم تطبيق المعايير المتطورة في المناهج الطبية في كافة التخصصات، وقلة الإمكانات الطبية بالكليات، وارتفاع رسوم التعليم الخاص، وهجرة أغلب الكوادر الطبية الأكاديمية؛ ورغم ذلك، فمازال يُستقبل – في مدرجات كليات الطب – عدد كبير من الطلاب.
التعليم: بين معاناة الماضي ونقص إمكانات الحاضر
المفارقات – في التعليم الصحي بين الماضي والحاضر – تبدو عميقة: فالتغيرات التي طرأت على التعليم – خاصة منه الصحي – شملت تفاصيل كثيرة، ورغم اهتمام الجهات الحكومية (والخاصة) بالتعليم الصحي، وجودته، فإنه ما زال يفتقر للإمكانات المطلوبة، التي تواكب التطور الحاصل في المجال الطبي في العالم..
وأصبحت التوعية بأهمية تطوير التعليم الصحي – لدى طلاب كليات الطب – محط اهتمام واسع من المجتمع، الأمر الذي نتج عنه إقبال كبير من الطلاب في مجال الطب.
(أماني سعيد: طالبة طب بشري: جامعة صنعاء) لقد أصبح الإقبال على التعليم الصحي كبيرًا جدًّا.. وربما هذا إيجابي وسلبي بنفس الوقت؛ فقد أصبح العدد كبيرًا؛ الأمر الذي أسهم في تقليص قدرتنا على التطبيق (العملي) في المستشفيات التعليمية..
وتضيف: لو قارنا بين نمط الدراسة سابقا، وبين ما ندرسه حاليا، فسنلاحظ أن ثمة تدهورًا في المناهج التعليمية، وفي عملية التطبيق العملي.. فمثلا حاليا نجد الازدحام في المعامل – رغم أن التعليم كله نظري، تطبيق عملي لا يوجد – والطب يحتاج إلى تعليم وتدريب عملي.. وممارسة بشكل كبير في المستشفيات التعليمية.. بالإضافة إلى النقص في المواد والمستلزمات الطبية التعليمية..
نخمن النتائج
في السياق، يضيف (هادي عبد الله: طالب مختبرات: جامعة صنعاء): ثمة اختلاف بين التعليم سابقا وحاليا: فمثلا: رغم الإقبال الكبير على قسم المختبرات، فإنه ما زال ينقص القسم (بعض المحاليل) التي كانت متوفرة في سنوات سابقة.. وعندما نقارن عدد الفحوص -التي كانت تتعلم عليها الدفع السابقة – بعدد الفحوصات التي نتعلم بها نحن، نجد أن ما درسناه نحن أقل بكثير.. بل إننا أحيانا نستخدم أجهزة تحتاج لصيانة؛ ولهذا فمن الطبيعي ألا تكون النتائج دقيقة – بل ربما تكون خاطئة – وأكثر الأحيان نخمن النتائج.
تحسين مخرجات التعليم الصحي، يحتاج لكوادر أكاديمية مؤهلة.. تسهم في تأهيل الطلاب لسوق العمل، بالشكل الذي يخدم المواطن، في هذا السياق (الدكتور محمد الآنسى: أكاديمي في عدة جامعات خاصة وحكومية) يقول: وضع التعليم الصحي في اليمن حاليا متدهور- خاصة في السنوات الأخيرة – وذلك بسبب زيادة عدد الجامعات الخاصة، وقلة توفر الإمكانات الطبية التي تحتاجها الكليات.. بالإضافة إلى قلة في هيئة التدريس – الذين يمتلكون كفاءة عالية – ولهذا أصبحت الكليات تعتمد على المعيدين بشكل كبير؛ ولأنهم حديثو التخرج، ينعكس ذلك على الطلاب، ومدى تقبلهم للمنهج، وتكون مخرجات التعليم – في أغلب الحالات – سيئة وتنعكس على الخدمة الصحية المقدمة للمرضى.
(شيماء عبد الحكيم: دكتورة في كلية خاصة) تقول: وضع الكادر التعليمي سيئ نوعا ما – ليس بسبب قلة الكفاءات – ولكن بسبب شحة الوسائل التعليمية والإمكانات.. ومن خلال تجربتي بمجال التدريس، وجدت أن كثيرا من الطلاب، تنقصهم المهارات الكافية، التي تؤهلهم لإكمال مشوارهم في مجال الطب.. وفيما يخص المناهج المقررة، فثمة استهتار كبير في بعض الكليات الخاصة – لتسهيلها للطلاب – وهذا يؤثر سلبا على مخرجات التعليم الصحي في اليمن.
الصعوبات: بين الطموح واستهتار الجامعات
في ظل الوضع الصعب – الذي يعيشه طلاب كليات الطب، والضغوطات التي ترد عليهم من كل حدب وصوب – يواجه كثير منهم صعوبات: تحول بينهم وبين تحقيق طموحهم وأحلامهم، الأمر الذي يمثل عائقًا أمام تفوقهم التعليمي..
(إسراء شمس الدين: طالبة في كلية الطب: جامعة تعز) تقول تكمن الصعوبات التي نواجهها في: كثافة المقررات الدراسية الطبية، وضغط الوقت.
ولا ننسى توفر منح الابتعاث للخارج، وكذلك الظروف الصعبة جدا في مستشفيات المحافظة، وكذلك قلة الإمكانات، وعدم الالتزام بالأنظمة واللوائح.. والتساهل والإهمال المتمثلين في ضعف الرقابة على القطاع الصحي، والكليات الصحية، والمستشفيات بالمحافظات خارج العاصمة.
وفي نفس السياق (أفنان المحيا: طالبة طب: جامعة تعز) تقول: نعاني من نقص الكادر الطبّي، والخِبرات المُؤهلة تأهيلًا كافيًا؛ ولا ننسى نقص المادة الطبية، التي تتيح للطالب فرصةَ الممارسة، والتعلُّم الكافي بنظام تطبيق عملي مكثف. كما يرى طلاب الطب – بمختلف أقسامه وتخصصاته – أن الصعوبات هي نتائج استهتار عدة جهات حكومية وخاصة.. ثمة أيضا إهمال شديد من الجامعات.. وأما الدور الحكومي (الغائب) فلا شك أن تأثيره سيء بشكل كبير.
وفي استطلاع خاص قامت به (صوت الأمل) عن (جودة التعليم الصحي في اليمن) كانت الإجابات مخيبة للآمال: إذ قالت نسبة 49.4% أن التعليم الصحي ضعيف، فيما رأت نسبة 38.2% أنه جيد، و10.1% يقولون إنه جيد جدا.. بينما أقل نسبة في الاستطلاع وهي 2.2% رأت أنه (ممتاز) وهي النسبة الأقل.. وهذا مؤشر أن التعليم الصحي في اليمن، بحاجة إلى تضافر ومضاعفة الجهود من الطلاب والجامعات والجهات الحكومية ذات الاختصاص.
الوضع الصحي في اليمن… إلى أين؟
صوت الأمل – علياء محمد رغم التطور في البنية التحتية للقطاع الصحي في اليمن، الا ان النظام ا…