في اليمن… هل من أمل

ان القطاع الصحي في اليمن يمر بأسوأ حالاته في الفترة الحالية نظرًا للظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد بشكل عام وفي مختلف المجالات والقطاعات.

قطاع الصحة في بلادنا لم يكن أفضل حالا مما سبق ـ أي ما قبل عام 2014ـ ولكن وطأة الظروف الراهنة زادت من سوء وضعه في مختلف المحافظات اليمنية، وأصبح أغلب مرافقه على (حافة الانهيار) ـ حسب تقارير المنظمات الدولية والهيئات الأممية.

في هذا الملف أردنا أن نوضح مدى التحديات التي تواجه قطاع الصحة في اليمن، رغم شحة الإمكانيات، وتعطيل ما يقارب 50 ٪ من المرافق الطبية في شتى انحاء اليمن، وانتهاء صلاحية عدد كبير من المعدات والتجهيزات الطبية الضرورية الخاصة بالأمراض المزمنة، الأمر الذي أصبح يشكل عائقًا أمام حصول المواطنين على أبسط حقوقهم في الرعاية الصحية الأساسية، مساهما بصورة مباشرة وغير مباشرة في تعريض حياة المواطنين لخطر الموت.

   في طيات هذا العدد من صحيفة صوت الأمل، أثرنا قضايا تمس حياة المواطن اليمني بشكل أساسي، وتوضح مدى تأثره بالوضع الصحي القائم حاليا، والبحث عن معالجات أو بصيص أمل يعيد الثقة المفقودة بين المواطن والصحة؛ من خلال تسليط الضوء على معاناة الناس في تحمل أعباء السفر للخارج للبحث عن علاج مناسب يخفف من أوجاعهم، بعدما عجزت مستشفيات بلادنا في تقديم الرعاية المناسبة لهم.

كما تطرقنا الى التحديات المستمرة التي تعاني منها المرأة بما يتعلق بالصحة الإنجابية في المناطق المتضررة من الصراع، بالإضافة الى الامراض النفسية وامراض سوء التغذية.

 ولعل من أسباب انهيار الوضع الصحي في اليمن؛ مخرجات التعليم الغير مؤهلة التي يقابلها زيادة في عدد الأصناف الدوائية التي طمرت السوق الدوائية في ظل ضعف الدور الرقابي، ليس فيما يتعلق بمطابقتها للمعايير الدوائية العالمية فحسب، ولكن حتى على مستوى توقيت انتهاء صلاحيتها! 

 وفي سياقٍ متصل، ساهم انتشار الأوبئة والأمراض المستجدة التي فتكت بالعديد من اليمنيين في تأزم الوضع الصحي بالبلاد، مع استمرار تردي الحالة الاقتصادية والأمنية.. والتطرق لدور المنظمات الدولية في ظل هذه الظروف الاستثنائية لتلبية احتياجات المواطنين والتخفيف من انتشار الأوبئة.

ختاما يمكن القول بأن الصحة في اليمن السعيد تعاني من وضع صعب للغاية بعد أن تحول البلد إلى بؤر متفاوتة للأوبئة حتى تلك التي كانت قد انتهت منذ زمن عادت هي الأخرى لتثقل كاهل المواطن وتضيف من معاناته.