المرأة والصحة الإنجابية في اليمن
صــوت الأمــل – ندى البكاري
نظام (الصحة الإنجابية) في اليمن، يعتبر من أهم الأنظمة، التي تسعى المراكز الخاصة والجهات الحكومية – بالتعاون مع المنظمات الدولية – لتحسينها من خلال تنفيذ برامج وأنشطة توعوية للمرأة، بمختلف المحافظات اليمنية، وإعطائه اهتمامًا كبيرًا: من ناحية توفير الحماية، والمأوى، والخدمات الصحية اللازمة.. خاصة أن اليمن تعاني (حاليًّا) من أكبر أزمة إنسانية في العالم جراء الصراع.
وضع الصحة الإنجابية حاليا
(مديرة مركز الصحة الإنجابية بصنعاء: الدكتورة نبيلة النهي) تقول لـ (لصوت الأمل): أن وضع الصحة الإنجابية في اليمن، تحسن بشكل جيد ـ رغم التحديات التي تمر بها البلاد ـ، وذلك من خلال تنفيذ خدمات صحية كثيرة مقارنة بما كان في السابق؛ بالتعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة بمجال الصحة.. بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير البرامج التوعوية المتعلقة بالعناصر الخاصة بالصحة الإنجابية – في الوقت الحالي – بشكل كبير.. ولم تعد منحصرة على تنظيم الأسرة، كما يعتقد البعض.. بل شملت خدمات كثيرة تحت مسمى الصحة الإنجابية.
تخالفها الرأي (زينب الثلايا: قابلة صحة إنجابية في الهلال الأحمر: محافظة ذمار)، وتقول: في الماضي كانت اللقاحات الضرورية للمرأة والطفل متوفرة بشكل كبير بمختلف المراكز الصحية بالمحافظة، وكانت تتوفر وسائل تنظيم الأسرة.. أما حاليا فمجال الصحة الإنجابية في اليمن عامة ومحافظة ذمار على وجه الخصوص، تفتقد لمثل هذه الخدمات الصحية، التي تسببت- وبشكل ملحوظ – في زيادة مضاعفات المرأة الحامل، وأثناء الولادة. كما أن هناك افتقار للإمكانات الصحية اللازمة لتحسين مجال الصحة الإنجابية.
أهمية زيارة المركز الصحي
هنا تؤكد (الدكتورة ابتسام شمر: اختصاصية نساء وولادة في مركز الأمومة والطفولة، التابع لمنظمة ماري استوبس) : أن مضاعفات الحمل والولادة ما زالت موجودة..رغم وجود توعية، فما زال لدى كثير من النساء تخوف من المستشفيات ومن الطبيبات.
وارجعت الدكتورة شمر تلك التحديات التي يمر بها مجال الصحة الإنجابية: بسبب الوضع الحالي، الذي أصبح يشكل مشكلة لدى المرأة الحامل والطفل، لصعوبة وصولهما الى الخدمات الصحية اللازمة في مناطقها بالشكل المطلوب – في أغلب الأحيان – حيث تصل إلى المركز الصحي و حالتها غير مستقرة , الأمر الذي أسهم في تفاقم المشكلة .
وحول ادوار الطبيبات – في تحسين الصحة الإنجابية للمرأة -أوضحت شمر «أن بعض الطبيبات للأسف، تعطى المريضة معلومات بشكل عشوائي خلال فترة زيارات الحامل للمركز الصحي؛ وأحيانا تختلف الإرشادات الصحية للحامل من طبيبة لأخرى، وهذا ما يؤدي إلى انعدام الثقة عند المريضة، أو المستفيدة من الخدمات الصحية … مؤكدة ً ان هذا الخطأ هو من مقدِّم الخدمة، وليس من المستفيدة؛ كون كثير من المراكز توظف خريجات طب عام، لسن ذوات اختصاص؛ فالتوعية لمقدمي الخدمة الصحية، مهمة جدا لاستمرار حياة المرأة الحامل وسلامتها.
وفيما يتعلق بالتوعية الصحية – التي تمثل جزءًا كبيرًا من الصحة الإنجابية -تشير (مديرة مركز الصحة الإنجابية بصنعاء: الدكتورة نبيلة النهمي): أن للتوعية الصحية تأثيرًا على معظم النساء في مختلف المناطق اليمنية إذ إنهن قد أصبحن أكثر وعيًا بصحتهن، وصحة الجنين، وكيفية تنظيم الأسرة، ويترددن على مراكز الصحة الإنجابية بشكل مستمر، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وشحه الإمكانات الصحية في اغلب المراكز.
دور المنظمات ومراكز الصحة الإنجابية
وقد أفادت منظمة الصحة العالمية (في الثامن من مايو/ أيار 2020)، عبر بيان نشرته على موقعها الإلكتروني (صحة ملايين النساء في اليمن في خطر) أن «نظام الصحة الإنجابية يعاني من العديد من المشاكل قبل الأزمة الراهنة التي تمر بها اليمن، في ظل نظام صحي على شفا الانهيار» .. واضح البيان تعرض أكثر من 3,75 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب و600 ألف من الحوامل لخطر الوفاة والمرض.
وأشارت المنظمة في البيان: يعمل القطاع الطبي بنحو نصف طاقته، وثلث المرافق الصحية العاملة فقط.. ولا تقدم خدمات الصحة الإنجابية بسبب نقص الموظفين والإمدادات وعدم القدرة على تلبية تكاليف التشغيل أو تلف المعدات بسبب الصراع».
هنا (أمة الرحمن بابريك: مديرة مركز الأمومة والطفولة) تقول: أن المنظمات الدولية المهتمة بالقطاع الصحي في اليمن؛ وخاصة بالصحة الإنجابية؛ تعمل على بناء القدرات التشغيلية للنظم الصحية والخدمات المجتمعية، من خلال توفير خدمات الصحة الإنجابية الطارئة للنساء، وزيادة فرص الوصول إليها، وخاصة النساء الحوامل والمجتمعات الضعيفة المتأثرة من الصراع في المناطق النائية والمحاصرة.
وتستعرض (بابريك) دور مركز الأمومة والطفولة التابع لمنظمة ماري استوبس الدولية: بأنه يقدم كثيرًا من الخِدمات الصحية، التي تعتبر من أهم الركائز التي تسهم في تطوير العمل التوعوي الصحي، التي تستهدف كثيرًا من الحالات التي يستقبلها المركز؛ لأن النسبة الأكثر في المجتمع، غير واعية.. أو ينقصها معلومات مهمة وأساسية عن الصحة الإنجابية، وتنظيم الأسرة والخدمات الأخرى.. كما يقوم بتدرِّب القابلات، على جميع خدمات الصحة الإنجابية، وعلى المتابعة المستمر للحالات.. وينفذ سلسلة متكاملة من الخدمات الصحة الإنجابية – بجودة عالية – من خلال توفير الأدوية اللازمة.
تعبر (أم عبدالله السالم) ذات الـ 19عاما من محافظة لحج عن معاناتها في حملها الأول، بعد ما اكتشفت أنها حامل في الشهر الثاني، ولم يمر من زواجها إلا ثلاثة أشهر؛ فهي تسكن في منطقة نائية لا توجد فيها إي خدمات صحية لازمة أو وسائل نقل قريبة من قلب مدينة لحج.
وتوضح: إن حالتها أصبحت صعبة في الأشهر الأولى من حملها؛ الأمر الذي اضطرها إلى المجيء إلى عدن والمكوث في بيت أختها لمواصلة العلاج في إحدى المراكز الطبية التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في مديرية خور مكسر؛ وأصبحت تتلقى النصائح والعلاجات والمتابعة المستمرة في المركز إلى إن وضعت طفلها الأول في المركز، وحاليا تتمتع بصحة جيدة هي وطفلها.
أكثر من (3.5 ثلاثة ملايين ونصف المليون) شخص تلقوا خدمات صحية
أشار (صندوق الأمم المتحدة للسكان) في تقرير صدر خلال عام 2019، عن تلقي أكثر من (3.5 ثلاثة ملايين ونصف المليون) شخص في اليمن، حِزم الطوارئ المنقذة للحياة، وخدمات الصحة الإنجابية، والحماية، من خلال دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان.. بالإضافة إلى تسهيل أكثر من (116 مئة وستة عشر ألف حالة) ولادة آمنة، وتلقى ما يقدر بنحو (30 ألفا) من الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي..
وفي مقابلة خاصة (بصــوت الأمل) قالت (الدكتورة أفراح الأديمي: مسئولة الصحة الإنجابية بصندوق الأمم المتحدة للسكان): الصحة الإنجابية، تستهدف الأمهات والمواليد والرجال والنساء في سن الإنجاب.. وتهدف إلى تنظيم الأسرة؛ من خلال المشورةـ ومتابعة الحوامل، والولادات الطبيعة.. ومتابعة ما بعد الولادة، وإحالة حالات الطارئة لعمل قيصرية، وإنقاذ حياة الأم والمولود؛ وذلك ضمن معايير الصحة الإنجابية.
الوضع الصحي في اليمن… إلى أين؟
صوت الأمل – علياء محمد رغم التطور في البنية التحتية للقطاع الصحي في اليمن، الا ان النظام ا…