‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المصالحة الوطنية في اليمن الوسائل الإعلامية .. تغيِّب مفهوم المصالحة الوطنية

الوسائل الإعلامية .. تغيِّب مفهوم المصالحة الوطنية

صوت الأمل – علياء محمد

أغلب وسائل الإعلام ووسائل التواصل المختلفة – في بلادنا ـ يعتمد أسلوب (تأجيج) الوضع العام في البلاد؛ عبر برامج وسياسات مختلفة.. تعكس رؤية وتوجه الجهات التي تتبعها.. دون الاكتراث لما يعانيه المواطن من التشتت القائم في الحياة العام (سياسيا واقتصاديا وإنسانيا) بهذه العبارات، استعرض (المواطن: علي عبد الرحمن) واقع الإعلام في اليمن.

حظيت وسائل الإعلام – بأنواعها الثلاثة: المسموعة والمقروءة والمرئية – بأهمية كبيرة من جميع الجهات في هذه الفترة؛ لما لها من قوة التأثير على الرأي العام, وتشكيل توجهاته: باتجاه أهداف وقضايا معينة.. تخدم فئات معينة.. وتولد انطباعات ايجابية – أو سلبية – بحسب طريقة تعبير كل وسيلة عن الأحداث الراهنة.

ويؤكد عبد الرحمن : لا نتابع كثيرًا من الفضائيات اليمنية؛ وذلك لعدم وجود ما يفيد المواطن بشكل رئيسي؛ فكل ما يُعرض، هو عبارة عن حوارات (عقيمة) لا تسهم إلا في تأجيج الوضع بشكل عام.. بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل التي لم تعد تركز  مؤخرا على المواطن ومعاناته, إلا قليلا منها وبشكل متواضع.

لا تقدم محتوى مفيدًا

“وسائل الإعلام والتواصل – في اليمن، بشكل عام – تغذي الصراع، ولا تقدم محتوى مفيدًا للمجتمع.. بل بالعكس: هي تسوق العامة لمرحلة صعبة، تفتقد فيها لخطابات التسامح والمصالحة.. ولا يفسح المجال للأصوات التي تدعو للسلام.. هذا ما أشار إليه (فارس شمسان: صانع أفلام وتقارير تلفزيونية).

مضيفا: يعاني الوطن من جراح كبيرة عميقة.. وهذه لا يمكن مداواتها بتغطيتها, بل يجب تنظيفها وإزالة كل ما أثر عليها.. وهذا هو واقعنا.. فلن نصل إلى تحقيق المصالحة الوطنية، طالما وجد أشخاص يقدمون رسائل سلبية، توثر على القضية.

وسائل الإعلام آلة دعائية

 (علي العجري: صحفي مستقل) يقول: وسائل الإعلام والتواصل ابتعدت كثيرا عن مفهوم (المصالحة الوطنية) ؛ وبالتالي تحولت تلك الوسائل في الساحة اليمنية إلى آلة (دعائية) انغمست طواقمها بقوة في الصراعات.

ويضيف: الكوادر المؤهلة والمهنية – في اغلب وسائل الإعلام والتواصل – تم تهميشها.

التقليل من خطاب العنف

شهد الإعلام اليمني، تقلبات واسعة في الساحة اليمنية.. وازدادت نسبة ظهور الوسائل (المتنوعة) ـ بحسب دراسة صادرة عن (مركز الدراسات والأعلام الاقتصادي 2017) ـ إلى أكثر من (258 وسيلة) توزعت على النسب الآتية: 1- 68% مواقع إخبارية 2- 14% إذاعات محلية 3- 8% مطبوعات (صحف) 4- 8% قنوات فضائية .. كما وصل عدد المواقع الإخبارية الإلكترونية إلى أكثر من (177 موقعًا).

وحول ذلك يؤكد (منير طلال كاتب مسرحي وتلفزيوني) أن وسائل الإعلام – التي ظهرت بشكل كبير، خلال هذه الفترة – لم تخدم قضية المصالحة الوطنية بالشكل المطلوب.. بل بالعكس:  أججت أسباب الخلاف بشكل مباشر، أو غير مباشر.. ولم تترك مجالا للوصول الى المصالحة الوطنية الحقيقية.

ويواصل: المصالحة الوطنية – بين الجميع – من الممكن أن تحدث؛ فقط إذا تم التقليل من خطاب العنف، والاتهامات المتبادلة.. لتجنب وقوع مزيد من الخسائر، التي دمرت مستقبل الأجيال القادمة.

غياب المهنية والحس الوطني

  وسائل الإعلام تعيش حالة من التشظي، انعكست بظلالها على المجتمع.. هذا ما أشار إليه (البروفسور: عبدالرحمن الشامي: العميد السابق لكلية الإعلام: جامعة صنعاء) حول محتوى الرسائل التي تبثها مختلف الوسائل الإعلامية.

  ويعلل التشظي بأنه: جاء نتيجة للوضع القائم في اليمن, الذي أسهم في غياب صوت العقل والمنطق, وعزز من تغذية الصراع, وحشد الرأي العام لتأييد وجهات نظر الأطراف المختلفة.. وهذا ما غيب أهمية الحديث عن (المصالحة الوطنية) والقضايا التنموية التي تهم المجتمع .. وقلل من دور (صحافة السلام) التي نحن بأمس الحاجة، لوجودها في الوقت الراهن.

  ويضيف: ثمة خلل عميق في الإعلام اليمني؛ جراء غياب المهنية, والحس الوطني، وهذه أمور تجعل قضية (المصالحة الوطنية) ضربًا من الأمنيات المؤجلة, والآمال المعقودة على الأيام القادمة.. مشددا على ضرورة، أن توجد جهود مكثفة؛ لاستعادة وسائل الإعلام دوره الحقيقي (الرئيسي) في تعزيز المصالحة الوطنية.

المصالح تغلب على الإعلام

وترى (فاطمة رشاد: صحفية في 14 أكتوبر وأديبة) أن وسائل الإعلام اليمنية ـ في الوضع الراهن ـ تفتقد للحيادية والنزاهة, و تسعى لتحقيق مصالح شخصية.. متجاهلة بذلك المصالح العامة التي يحتاجها المتلقي.. بل إن الإعلام أصبح هو السبب الرئيسي في عدم الاستقرار؛ لعدم تبنيه قضايا تتعلق بالمصالحة الوطنية، والسلم المجتمعي، ولا تعزيز مفاهيم التفاهم والتسامح.

أما (محروس بالحسين: صحفي مختص بالصحافة الرقمية) فيقول:  لا وضوح للمصالحة الوطنية في وسائلنا الإعلامية؛ وذلك بسبب اتباعها لسياسات أطراف الخلاف السياسي ، الأمر الذي أسهم في حجب وغموض الرؤية لدى الجمهور المتلقي للمحتوى الإعلامي.. ولتصحيح المسار، يجب على وسائل الإعلام تكثيف الجهود الإعلامية، في ابزار أهمية الشراكة الوطنية، التي تترفع على كل الانتماءات الشخصية.. والعمل على تبني قضايا الإنسان، لتكوين نسيج مجتمعي مترابط.. قائم على أساس التفاهم والتصالح.

خطوات تسبق المصالحة

(نور سريب: رئيس تحرير صحيفة الوطن توداي) تقول لـ (صوت الأمل) : ثمة عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية في بلادنا يخوض غمار الصراع .. ويرسل رسائل (سلبية) أن التصالح أمر غير مجدٍ؛ وذلك من خلال عدم التعريف بمفهوم (المصالحة الوطنية الحقيقية).

وفيما يتعلق بتناول وسائل الإعلام – خاصة الإلكترونية – لموضوع (المصالحة الوطنية) ترى (سريب) أن مصطلح المصالحة الوطنية مصطلح (فضفاض) وهذا ما تسبب في عدم تتناول أغلب الوسائل الإعلامية للقضية بشكل واضح.. خاصة في الوضع الراهن.. وتشير إلى أهمية العمل على تنفيذ (الخطوات الأساسية) لتحقيق المصالحة الحقيقية، وهذا هو الدور الذي يجب أن يضطلع به الإعلام – عبر وسائله المختلفة – وبشكل أكثر تأثيرا.

دور الإعلام المستقل

وحول  واقع الإعلام في اليمن (داود نور: ناشط حقوقي) يقول: واقع منظومة الإعلام اليمني مرير؛ نتيجة المفارقات العجيبة في نقل الحقيقة.. وما يرسله الإعلام  من رسائل، لا يمثل قيم اليمنيين؛ كونه عاجزًا عن نقل الحقيقية بالشكل المهني.. ولكن بشكل عام، ثمة برامج ـ ولو ضعيفة ـ أسهمت في التركيز على أهمية التعايش، وضرورة إيقاف الصراع من أجل المواطن.

أما (يرستين النهمي: صحفية لدى الوكالة الألمانية) فتقول لـ (صوت الأمل): الحيادية, عدم التحيز, الشفافية, المصداقية – في نقل الأخبار بالوسائل المستقلة – كل هذه عناصر تسهم بشكل كبير في تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة.. ومن الضروري لكل إعلامي – بحسب مسؤوليته أمام الناس – أن يبتعد عن إثارة الخلافات، وأن يصب كل اهتمامه، على إبراز قضايا الوطن بلا انتماءات.

ويؤكد ذلك (رأفت رشاد: مدير إذاعة بندر عدن) بقوله: الإعلام المستقل يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق المصالحة الوطنية.. ومن ضمن مهامه: تسهيل تقديم معلومات وآراء.. تعبر- بشكل رئيسي – عن المواطن.

وفي نفس السياق (سالم بن سهل: مدير برامج راديو رؤية حضرموت) يقول: انشغلت وسائل إعلامنا اليمنية بتأجيج الصراع، وتجاهلت كل ما يمكن أن يسهم في تحقيق المصالحة الوطنية، التي نحن بأمس الحاجة إليها في الوضع الراهن؛ لتحقيق سلام ايجابي مستدام يشمل جميع الأطراف.. ويؤكد على أهمية تفعيل الإعلام المستقل؛ ليتبنى خطاب السلام، ويحقق – بدرجة أساسية- مصلحة الوطن.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

حوالي 90% من المواطنين يؤكدون أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في اليمن

أكد ما يقارب 90% من المواطنين اليمنيين، أهمية تحقيق (المصالحة الوطنية) لحل الأزمة اليمنية …