تجارب إنسانية في اليمن مع فايروس كورونا
منذ ظهور الموجة الأولى من جائحة فايروس كورونا (كوفيدـ 19) – في اليمن بداية 2020, والى الآن – ثمة كثير من الناس، تأثرت حياتهم وصحتهم بسبب الفايروس: فمنهم من أصيب وتماثل للشفاء, ومنهم من لم يستطيع الصمود، في وجه هذا الفايروس.
(هارون:27عاما: من عدن) يروي – لـ(صوت الأمل) – قصة شفائه من فايروس كورونا فيقول: في عدن، أثناء ظهور الموجة الأولى.. انتشر فايروس كورونا، في وضع كان يوصف بالمأساوي و الكارثي؛ نتيجة ازدياد انتشر الوباء والحميات.. وتزايد عدد الوفيات في تلك الفترة..
ويضيف: في المنطقة التي أقطن بها، لا يمر يوم، دون أن اسمع خبر (وفاة أشخاص) قريبين منا.. ففي اليوم الواحد، كانت تشيع عدد من الجنائز؛ بسبب انتشار الوباء في تلك الفترة.. بالإضافة إلى انتشر وباء كورونا بشكل مخيف, مع استمرار إغلاق المستشفيات والمرافق الصحية.. وفي سابع عشر رمضان العام الماضي،أصابني الفايروس، في تلك المرحلة الصحية الصعبة، التي مرت بها عدن..
وعن الأعراض – التي أصيب بها هارون – يقول أنها: 1-ارتفاع حاد في درجة الحرارة 2- الم في الحلق 3- مصاحب لسعال شديد 4- حرقة بالقفص الصدري.. حينها قرر المكوث في غرفته، والانفصال عن عائلته..
مكث هارون (14 أربعة عشر يومًا) في غرفته (كحجر منزلي) واعتزل فيها بعيدا عن الأسرة.. ويضيف: رغم تدهور حالتي الصحية، فلم يخفني المرض.. ولكن تأثرت حالتي النفسية؛ لأنني كنت خائفا من نقل العدوى لأفراد عائلتي..
يأخذ هارون نفسا عميقا ويواصل: طيلة مكثي في الغرفة، اكتفيت باستخدام فيتامينC , والاهتمام بنظام غذائي محدد؛ من خلال الاعتماد على الفواكه والخضروات.. وبعض المشروبات، التي تزيد من رفع المناعة في حالتي..
بعدها بأيام، بدأت أفقد حاستي التذوق والشم.. واستمرت معي هذه الحالة (لشهر كامل) من بداية الحجر المنزلي.. واستعنت بالإرشادات والنصائح المقدمة لمواجهة فايروس كورونا؛ إذ كنت أتابع الصحف البريطانية؛ لأنها من أكثر الوسائل التي كانت تقدم نصائح لمواجهة الفايروس، وكنت واثقًا بما تقوله.. وتماثلت للشفاء، ولكني فقدت حاستي الطعم والشم.. وبعدها أصيبت والدتي بالفايروس، وتعاملت مع المرض، كما تعاملت به أنا.. والحمد لله تماثلت والدتي أيضا للشفاء..
لم نكن نعرف، أننا مصابون بالمرض!
ضعف التوعية, والجهل بمخاطر كورونا.. تسببا في تزايد عدد الإصابات في أوساط المجتمع, خاصة في الأماكن ذات التعداد السكاني الكثيف، والمناطق الريفية.. التي تفتقر إلى الرعاية الصحية اللازمة والتوعية..
(عائشة عبد الله: من تعز 48 عاما: أحد الناجين من كوفيد ـ19) أصيبت بالفايروس، وهي ذاهبة لزيارة أهلها، المقيمين في مديرية (جبل حبشي) في تعز.
تستعرض عائشة قصتها مع المرض.. فتقول: بعد إصابتي بالمرض، وبعد إن تدهورت حالتي تم – بشكل عاجل – نقلي إلى المدينة.. و بدأت الأعراض (خلال يومين) تظهر.. وهي تتمثل في: 1- حمى شديدة 2- وضيق بالتنفس 3- وزكام 4- وفقدان حاستي الشم والتذوق..
(عبد الله: زوج عائشة: 60 عاما ) الذي أصيب بالمرض: عدوى من زوجته.. يحكي قصته مع المرض قائلا: لقد عانينا (أنا وزوجتي) من المرض؛ جراء فايروس كورونا بشكل كبير؛ لأني مريض بالسكري والضغط.. وزوجتي مريضة بالقلب والضغط أيضا.. وكما هو معروف، فكورونا لا يرحم كبار السن بدرجة أولى.. وقد تم استقبالنا بالمستشفى في مدينة تعز, ومكثنا (في العناية المركزة، أسبوعين)
ويقولان: نحن لم نعرف بأن وباء كورونا قد أصابنا؛ إلا عند تماثلنا للشفاء، ومغادرتنا للمستشفى؛ لأن الأطباء، لم يخبرونا – أثناء وجودنا بالمستشفى – بإصابتنا بالفايروس, وكانوا يقولوا لنا: إن الإصابة هي فقط برد.. ولكن المرض اشتد علينا؛ بسبب السن.. وطبعا تصرفهم هذا كان بقصد، ألا تتأثر حالتنا النفسية, الأمر الذي سينعكس بالضرورة على نسبة وسرعة (التشافي) وفعلا تعامل معنا الأطباء: بمسؤولية، واهتمام كبيرين..
لم نعر الأمر أهمية!
في محافظة حضرموت، المدينة التي يتزايد فيها عدد المصابين – مقارنة بالمحافظات اليمنية الأخرى – لقربها من المنافذ الحدودية, وكثرة الوافدين فيها من كل المحافظات اليمنية.. الأمر الذي أسهم في تصاعد عدد الحالات المصابة بالفايروس.. رغم كل الإجراءات المتبعة، من الجهات الرسمية والمنظمات الدولية..
(م. ن.: 35 عامًا) من محافظة (حضرموت الساحل) تروي قصتها مع فايروس كورونا(كوفيدـ19) فتقول: كنت في إحدى المناسبات العائلية، وكان المكان مكتظًّا بالضيوف، في ظل انتشار فايروس كورونا في الآونة الأخيرة.. ولكننا لم نعر الأمر أهمية: من ناحية الالتزام بالتباعد الاجتماعي، أو عملية الوقاية..
وتوضح (م . ن.) – التي هي أم لثلاثة – إنها عانت من: 1- ضيق تنفس 2- وصداع شديد 3- وإرهاق مفاجئ.. ولم تكن تدري أنها مصابة بكورونا.. وكانت تستخدم أدوية الصداع، وبعض الفيتامينات.. إلا أنها لم تكن كافية للتخفيف من الآلالم، التي رافقتها طوال أسبوع..
أسرة (ن. م.) لم يصدقوا إنها قد أصيبت بفايروس كورونا.. وكانوا يخفون عنها الأمر، بقولهم: الأمر طبيعي مع اختلاف الجو.. إلا إن الأعراض عليها اشتدت، وساءت حالتها الصحية.. ما اضطر زوجها أن يذهب بها إلى المستشفى، وهناك تم فحصها، وتشخيص إصابتها بفايروس كورونا..
وبعد التأكد من إصابتها، تم الذهاب بها إلى (المحجر الصحي) وأضافت: أثناء وصولي إلى المحجر، تم فرز حالتي حسب ما تتطلبه الحاجة.. وبقيت في المحجر أكثر من (16 ستة عشر يومًا) وبعد معاناة مع المرض، تجاوزته بصعوبة, خاصة أن القائمين على المحجر، بذلوا كل الجهود المطلوبة؛ للتخفيف من الألم..
لم تكن ( ن . م.) تعلم أن أربعة من أفراد أسرتها، قد أصيبوا بالمرض.. وفي حين غادرت هي – بعد ما تم شفاؤها – المحجر الصحي.. ما زال أقاربها (الأربعة) نزلاء (المحجر الصحي) إلى الآن؛ وذلك بسبب سوء حالاتهم الصحية؛ بسبب كبر سنهم، وإصابتهم سابقا بأمراض مزمنة..
تداوينا بالطب البديل!
(الدكتورة: أم تاج النهار: من صنعاء) تروي تجربتها مع (الطب البديل) في العام المنصرم2020, الذي شهد فاجعة الموجة الأولى من فايروس كورونا..
تقول: أصيبت كثير من العائلات اليمنية بأعراض كورونا, ولكن لم يكن لهم أي فرصة للذهاب للمستشفيات والتداوي تحت الطب العام، فاتجهوا إلى العطارين؛ لأخذ الاحتياطات، وأخذ العلاج من العطارين كطب بديل..
وتواصل: أصبت أنا وعائلتي بفايروس كورونا, وظهرت علينا أعراضها.. لكننا تداوينا؛ من خلال رفع مناعتنا، عبر استخدام الطب البديل, من خلال استخدام: 1- الزنجبيل الأخضر2- الكركم الذكر3- الليمون 4- الشمر5- حبة البركة 6- العسل البلدي.. إذ كنا نتناول (يوميا) – بعد الإفطار – كأسًا من هذا المشروبات.. وعندما أصبنا بالفايروس، تم تجاوزه والحمدلله بكل سهولة؛ بفضل اتباع الإرشادات الوقائية، والحجر المنزلي..
وترى الدكتورة: أم تاج النهار، أن (الطب العام) أصلا كان سببًا في وفاة كثير من المصابين؛ بسبب صرفهم لأدوية كانت تصرف لمرضى الإيدز و الأنفلونزا.. وهذا أضعف الجهاز المناعي للمصاب.. ثم أدى للوفاة.. وكذلك انعدام الأُكسجين، وأن المستشفيات كانت تغلق أمام المصابين.. الطب البديل فعلا كان عاملا مساعدًا، في موجهة فايروس كورونا..
توقف لحظة.. وفكر!
صوت الأمل – رجاء مكرد الحالات المؤكدة، حالات الشفاء، الوفيات.. هذا ما احتل الأهمية …