كورونا يفرض جندته على قطاع التعليم
صوت الأمل – منال أمين ورجاء مكرد
بدت عليه ملامح الحماس لاختبار نهاية الفصل الدراسي يتجول في زحمة الطلاب، سائلًا عن بعض الأسئلة، صوتٌ يذكر رقم الصفحة، وآخر يسردُ أين وصل في المذاكرة! أصوات مختلفة، ترتفعُ وتتنوع… وكلها مفادها: أن الامتحانات على الأبواب، ولم يبق – على بدئها – إلا يوم؛ ذلك أن وزارة التربية والتعليم، أصدرت تعميمًا بتقديم الاختبارات (لجميع المراحل الدراسية) احترازًا من الموجة الثانية من (Covid-19) والعمل على تسريع الخطوات المرافقة، التي تضمن تنفيذ أجندة السلامة، والإجراءات الاحترازية في المدارس.
سير التعليم وتقديم الاختبارات
كانت البداية من مدرسة بغداد في صنعاء حيث وكيل المدرسة، الأستاذ نبيل الأصبحي يقول: منذ بداية (الفصل الدراسي الثاني) مر – على العملية التعليمية – ما يقارب شهرين.. وكانت بعض الدروس لم تدرّس.. ولكن بصمود المعلمين ـ رغم ظروفهم الصعبة ومعاناتهم ـ استطاعوا أن يستوفوا شرح الدروس للطلاب.. ويؤكد: التزام المدرسة – منذ بداية العام الدراسي بالحصص (الخامسة والسادسة) – منع العائق الذي كان قد يقف أمام تقديم الاختبارات، في هذه الآونة.
في السياق تؤكد (وكيلة مدرسة رابعة العدوية للبنات: منى الطبيب) أن قرار تقديم الاختبارات، كان مفاجئًا للمدرّسات، وكانت بعض الدروس تحتاج لاستكمال.. ولكن المدرسات بذلن جهدًا وتؤكد أن مسار العملية التعليمية جيد، وأنه تم التغلب على كل الصعاب التي واجهتها.
وحول التزام الطالب – بالإجراءات الاحترازية في الفصول الدراسية – (أحمد حمزة: طالب في المرحلة الأساسية) يقول: نحن – في المدرسة – نلتزم بالإجراءات الوقائية ضد فايروس كورونا؛ من خلال لبس الكمامات، والقفازات، وتعقيم أيدينا، ومستمرون – بشكل جيد – في سير العملية التعليمية؛ رغم تكثيف الدروس، لإنهاء المنهج بالوقت المحدد، والاستعدادات للاختبارات..
تقديم موعد الاختبارات.. سباق مع الزمن
إعلان تقديم الاختبارات النهائية – بسبب فيروس كورونا – سبب ضغطًا كبيرًا على الطلاب؛ إذ أشارت (وكيلة مدرسة رابعة العدوية: منى الطبيب) أن ثمة اتجاهين في أراء الطلاب: فمنهم من فرح بتقديم الاختبارات؛ كون رمضان على الأبواب، بينما آخرون لم يعجبهم القرار؛ لأنهم – بحسب قولهم – لم يستكملوا المادة العلمية، الأمر الذي قد يشكل عوائق أمامهم في المراحل القادمة؛ كون المواد التعليمية مرتبطة مع السنوات القادمة؛ أي الفصل الدراسي الذي يلي الفصل السابق.
ويشير (مختار عبد السلام: مدرس اللغة العربية في مجمع الشهيد الحجري للبنات- تعز) إلى أن العملية التعليمية، تأثرت جراءَ جائحة فايروس كورونا المستجد، الذي سبب – مرة اخرى – الخوف والهلع لأولياء الأمور، وهو ما أدى بدوره الى تغيب كثير من الطلاب، وتقاعس البعض منهم عن الاهتمام بالعملية التعليمية، وإهمالهم حتى للاختبارات النهائية.
(رضية أحمد: ولية أمر) تُشير إلى أن العملية التعليمية، تختلف من مدرسة إلى أُخرى: فبعض المدارس الحكومية – بحجة اتخاذ الإجراءات الاحترازية لفايروس كورونا -، لم يكن التدريس فيها كما ينبغي؛ ولهذا فمن الطبيعي أن تكون معلومات الطالب ضعيفة، بينما هناك مدارس ممتازة، ولم تتأثر بأي إجراءات أو قرارات حول كورونا.. وكانت – طوال العام الدراسي – تهتم بالطلاب، وبنظام التعليم.. وبالتالي لا نستطيع تقييم جودة التعليم – ولا مستوى النجاح- لأنهما يختلفان من مدرسة لأخرى..
دور المنظمات
يقول نبيل الأصبحي: دور المنظمات مؤخرًا، أصبح شحيحًا جدًّا تجاه المدارس: فنادرًا ما تقدم خدمات إعانة للمدارس.. كما يضيف: إمكانية ارتداء الطلاب للكِمَامات (كل يوم) صعب؛ وذلك بسبب صغر فترة صلاحية ارتداء الكِمامة (24 ساعة فقط) والمشكلة أن سعرها في السوق 100 ريال يمني، وبالتأكيد ميزانية الطالب لا تسمح لهُ بشراء كمامة كل يوم، خاصة أن أغلب الطلاب، من أُسر متدنية الدخل.
(منى العُتُمي: مشرفة صحية- مدرسة ثانوية) تقول: الدور الصحي في المدرسة، يتمثل في: الأنشطة المدرسية، تكوين جماعة الصحة التي تتوزع على (المقصف، ساحة المدرسة، الفصول، الممرات) وتقوم بمتابعة النظافة في المدرسة.
وتضيف: مرحلة المتابعة، تكون في أوقات مختلفة: مثلًا بعد الاستراحة، حيث تتابع صلاحية المقصف والمنتجات التي تباع فيه.. وتتابع نظافة الصحون وقدور القلي والتنظيف.. ومسؤولات النظافة لكل فصل، ونظافة الفصول، وتفريغ أكياس الزبالة، وتوعية الطالبات بأهمية النظافة الشخصية..
أهمية التوعية
وتواصل العتمي: في الموجة الأولى، كان ثمة صعوبة في عدم التصديق بوجود كورونا، إلى أن ظهرت حالات إصابة في أوساط المجتمع.. هنا بدأ الناس يلتزمون بالتعليمات – خاصة في المدارس – حيث بدأ الطلاب والكادر التعليمي يرتدون الكمامات، ويستعملون المعقمات: أيام الدراسة وأثناء الامتحانات، وكان هناك تجاوب قوي من الجميع..
في الموجة الثانية، أصبح لدى الطالبات – بسبب الإعلام – وعي بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية.. وهذا ساعد في رفع الوعي المجتمعي، ما قلل من الضغط النفسي لدى الطالب، مقارنة بظهور الموجة الأولى، الذي سبب – لدى الطلاب وأولياء أمورهم – كثيرًا من الخوف والتوتر.
وحول الإجراءات المتخذة – من جانب المدرسة، فيما لو ظهرت – لدى طالبة، حالة إصابة بأي مرض – أكدت: أن من الضروري في المدرسة استخدام أسلوب لطيف مع المصابين بزكام أو سعال.. وعدم تخويفهم.. وأن الإجراءات المتخذة تتمثل بالاتصال بولي الأمر، والحديث مع الطالبة لكي تبقى في المنزل.. ولا تعود للدراسة، إلا وقد تماثلت للشفاء، وهي بصحة جيدة.. وهكذا لا يتم تخويف الطالبات، ولا أولياء الأمور..
من جانبها (المشرفة الاجتماعية في مدرسة السعادة الأساسية بعدن (ن. م) تشير إلى، أن العملية التعليمية – خلال العام الماضي – تأثرت كثيرًا بتفشي وباء كورونا، وسيطرة الخوف على نفوس الجميع.. الأمر الذي بدوره انعكس على العملية التعليمية بشكل كامل، خاصة على مستقبل الطلاب الذي أضاعوا عامًا دارسيًّا كاملًا؛ بسبب (حالة الطوارئ) التي تم اتخاذها في تلك الفترة..
وتضيف: الحالة النفسية – التي نعيشها حاليا، مع انتشار اخبار وتقارير، تفيد بظهور موجه ثانية لفايروس كورونا – أفضل بكثير، مقارنة بظهور (الموجة الأولى) وذلك بسبب الوعي المجتمعي، بأهمية اتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على حياتهم، والوقاية من الإصابة، بالإضافة إلى اخذ التدابير اللازمة – بشكل مبكر، في المدارس – للحفاظ على حياة الكادر التعليمي والطلاب؛ من خلال توفير المستلزمات الوقائية، واتخاذ القرارات.. التي تسهم في الحفاظ على سير العملية التعليمية، بالشكل المطلوب..
البدائل في نظر أولياء الأمور
للحفاظ على استمرار الطالب – في الانخراط في العملية التعليمية، حتى وإن ظل في المنزل – (سامي أحمد: ولي أمر) يقول: التعليم – في المنزل – أفضل منه في المدرسة: إذا تم منع الطالب من الدخول على وسائل التواصل الاجتماعي، واستفاد من الإنترنت بشكل عام في تطوير مداركه العلمية، واستغلال وقته بتعلم شيء مفيد.
من جانبه (عبير الناشري: ولية أمر) تقول: التعليم عن بُعد للطلاب – في اليمن – صعب؛ وذلك بسبب ضعف وسوء خدمة (الإنترنت) وكذا انقطاع الكهرباء.. ولكن اهتمام أولياء الأمور بمستقبل أولادهم، يسهم في مواصلة توعية مداركهم بالشيء المفيد..
أما (رئيس شعبة التعليم العام: مكتب التربية والتعليم: بعدن نبيل عبد المجيد) فيقول لـ (صوت الأمل) منذ ظهور كوفيد 19 – في العام الدراسي الماضي 2019/2020 وحتى يومنا هذا: من العام الدراسي الحالي 2020/2021 – ومكتب التربية والتعليم بعدن في حالة (استنفار) ومتابعة دقيقة.. لكل مجريات اﻷمور حول الفايروس: في تأثيره على سير العملية التعليمية – منذ اللحظة اﻷولى، لبدء العام الدراسي الماضي والحالي – إذ تم اتخاذ اﻹجراءات الاحترازية؛ وفقًا لقراءة الواقع، والحالة العامة التي يتطلبها العمل.. وجرى الحفاظ على صحة الطلاب والمعلمين معا..
وحول جهود (مكتب التربية والتعليم) في متابعة تنفيذ أنشطة ومتابعات مشتركة لمواجهة فيروس كورونا.. يبين عبد المجيد: أنه منذ بداية العام الدراسي الحالي، تم عقد عدة لقاءات واجتماعات – مع كافة الجهات ذات العلاقة المشتركة – لمتابعة سير العملية التعليمية، في إطار تنفيذ الإجراءات الاحترازية المطلوبة، التي تهدف للحفاظ على صحة الطلاب، والكادر التعليمي أيضا.
ويواصل: تم – وفق دراسة علمية – تنفيذ عديد من اﻹجراءات متفق عليها: تمثلت في التباعد بين الطلاب، وتقسيم العملية التعليمية إلى (ثلاث فترات دراسية مختلفة) وقد جرى تطبيق هذا النظام، في جميع مدارس المحافظة (عدن) وكذا تم تقليص زمن الحصة الدراسية، وتحديد مقررات دراسية، تتناسب مع الوضع الاستثنائي.
وعن دور المنظمات، والجهات الداعمة في تقديم المساعدات اللازمة للقطاع التعليمي، يشير عبد المجيد: لقد تم التواصل – مع جميع الجهات الداعمة – من أجل توفير المستلزمات الضرورية – التي تم تقديمها من منظمة اليونيسيف، ومنظمة رعاية اﻷطفال وغيرها – مثل: الكمامات، وأجهزة الرصد لقياس درجة الحرارة عند دخول الطلاب في كل مدرسة، ويتم (يوميا) العمل على متابعة الحالة، من إدارات المدارس في كل مديرية.
ويوضح: في العام الدراسي الماضي، توقفت الدراسة بقرار لجنة الطوارئ، الأمر الذي حدانا – في هذا العام – أن نضاعف الجهود، والاستعدادات اللازمة، لكي ﻻ تتوقف الدراسة، فقد تجاوبت الصحة المدرسية (في المحافظة) مع النزول الميداني، وإجراء فحوصات للعيون والأسنان، وتعزيز عملية التوعية في أوساط الطلاب؛ وذلك عبر (منظمة اﻷمين) و (مؤسسة تواصل) بالإضافة إلى دعم (البرنامج الوطني الدوائي) بالمعقمات والكمامات للمدارس.. وتوفير (صندوق إسعاف أولي) في جميع مدارس التعليم الاساسي.. وحول الاختبارات – والاجراءات المتخذة؛ للحفاظ على صحة الطلاب – يوضح عبد المجيد: مع ظهور الموجة الثانية، تم اتخاذ قرار، بعمل اختبارات نقل داخلي، لجميع المراحل الدراسية؛ تجاوزا لما حدث في العام الماضي.
توقف لحظة.. وفكر!
صوت الأمل – رجاء مكرد الحالات المؤكدة، حالات الشفاء، الوفيات.. هذا ما احتل الأهمية …