كورونا في اليمن: بين حِدَّة انتشار الفايروس واللامبالاة!
صوت الأمل – ندى البكاري
منذ بداية العام الماضي 2020 شكلت جائحة (انتشار فايروس كورونا كوفيد – 19) خطرًا يهدد العالم بأسره.. وبالنسبة لليمن، فإن الخطر مضاعف؛ وذلك بسبب تدهور القطاع الصحي، ونقص الأدوية والمعدات الطبية، وقلة الكوادر المؤهلة والاختصاصيين في مختلف التخصصات الطبية.
(الدكتور: هيثم جهلان: طبيب في مستشفى سلمة الطبي) يقول: الوضع الصحي في اليمن – حتى منذ ما قبل الحرب، وقبل أن يأتي فايروس كورونا المستجِد – متدهور.. ولكنه الآن أصبح أكثر تدهورًا وخطورة المستجد.. وبسب عدم توفر مرافق صحية متخصصة، لمواجهة حالات الإصابة بفايروس كورونا.. أضف لذلك قلة الوعي المجتمعي بخطورة الوضع الصحي في البلاد..وكل هذا تسبب في تصنيف اليمن ضمن (أسوأ الدول) – على مستوى العالم – من حيث الجانب الصحي..
فيما (الدكتورة بشرى أحمد: طبيبة في أحد المستشفيات الخاصة) تؤكد: أن فايروس كورونا، أثر بشكل كبير على الوضع الصحي في البلاد.. وأسهم في ارتفاع نسبة الوفيات.. بالإضافة إلى وجود كثير من الأوبئة والأمراض المنتشرة – أصلا من قبل – في اليمن، التي مازال القطاع الصحي، فيها يعمل على التخفيف من حدتها؛ بالتعاون مع كافة المنظمات الداعمة..
وتضيف: بسبب قلة الوعي المجتمعي – خلال الفترات الماضية، بخطورة فايروس كورونا – أصبحت تسود في أوساط المواطنين معلومات (خاطئة) فباتوا يجيرون – على (فايروس كورونا) – بعض الأمراض، التي انتشرت في الآونة الأخيرة: كالإسهالات، والأمراض المعوية.. بالإضافة إلى مرض الكوليرا.. ما تسبب في تفاقم وضعهم الصحي، وعدم تلقي الرعاية الصحية بالشكل المطلوب.. وحاليا أصبح الوضع أخف، رغم وجود الموجة الثانية.. لكنها تعتبر خطرة، إن أهملت، ولم تتلق الاهتمام الكافي..
الإجراءات الاحترازية ومدى الالتزام بها
وعن الإجراءات الاحترازية – التي أصبحت تشكل ثقلا على كاهل الجهات المختصة، والمنظمات الداعمة – وكذلك عن عدم التزام المواطنين بها بالشكل المطلوب.. تقول (الدكتورة إسراء محمد: طب عام في مركز طبي) في بداية الجائحة، كان ثمة تشديد من وزارة الصحة – بالتعاون مع مختلف الجهات الأخرى في: المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والجامعات – على أهمية (التباعد الاجتماعي وغسل اليدين ولبس الكمامات) باعتبارها إجراءات وقائية.. للحد من انتشار الفايروس، وتقليص عدد الحالات..
وفيما يخص الوقت الراهن، تضيف إسراء: المواطنون لا يهتمون باتباع الإجراءات الاحترازية.. بل للأسف يستمرون في ممارسة أنشطة حياتهم بشكل طبيعي، دون الاكتراث لخطورة انتشار الفايروس.. ورغم التشديد من بعض الجهات المختصة، فإن المواطنين لم يلتزموا بإتباع الإجراءات الاحترازية.. كما إنه توجد حالات إصابة، ولكنها لا تُعرف ولا تعلن..
من جانب أخر (الدكتور فؤاد مزاحم: طبيب في مستشفى الشيخ زايد بصنعاء) يقول: لم يتأثر الوضع الصحي كثيرا بسبب فايروس كورونا؛ لأنه بمجرد انتشاره، تم سريعا اتخاذ الإجراءات اللازمة منها: 1-إنشاء مراكز عزل 2- وإنشاء مراكز لتدريب الكوادر الطبية 3- بالإضافة الى توفير الفحوصات والأدوية اللازمة.. ولكنها ليست كافية؛ وذلك بسبب قلة الدعم، الذي يصل من (المنظمات الدولية)
وعن التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، يرى الدكتور مزاحم، أنه كان جيدًا (إلى حد ما) لكنه لم يستمر: لا من المواطنين، ولا حتى من المستشفيات الحكومية والخاصة.. ويؤكد أن الوضع حاليا، لا يختلف عن الوضع السابق في نهاية الموجة الأولى؛ لأنه تم تخفيف الإجراءات الاحترازية، وعادت الحياة إلى مسارها الطبيعي..
وفي استطلاع رأي أجرته (صوت الأمل) – عن مدى التزام الناس بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فايروس كورونا – كانت نسبة 41.6% غير مهتمين بالإجراءات الاحترازية، بينما نسبة 58.4% كانوا مهتمين.. ورغم التفاوت (القليل) بين النسبتين، فإن النسبة الأعلى كانت أنهم (مهتمون) وهذا يبعث على الأمل، في أن العدد الأكبر من المواطنين، يدرك مدى أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وخطورة التساهل فيها.
دور المنظمات في مواجهة الفايروس
تلعب المنظمات دورًا مهما، في دعم ومكافحة القضاء على فايروس كورونا (كوفيد – 19) في اليمن؛ فقد قامت بعديد من الأنشطة والمشاريع الطارئة.. أثناء ذروة الجائحة في بداية العام الماضي 2020, وما بعدها..
(مروة سعيد: طبية في إحدى المنظمات الدولية) تقول: كما نعرف فإن 70% من المستشفيات اليمنية الحكومية، خرجت عن الخدمة منذ مطلع 2015, ما تسبب في سفر كثير من الأطباء، ومنهم من انتقل للعمل في المدن الرئيسية، وهكذا حُرم المواطنون – في كثير من المناطق – من الخدمات الصحية الأساسية.
إلى جانب توقف الدعم من وزارة الصحة والمؤسسات الحكومية، كل هذا حتم على المنظمات، التدخل (العاجل) لتنشيط الوضع الصحي في اليمن، وهو ما كان من خلال دعم عدد من المستشفيات والمراكز الصحية المتأثرة، والتي تعاني من نقص في المستلزمات الطبية.
وتواصل الدكتورة مروة: عدد من المنظمات الدولية، أسهم في الحد من انتشار الفايروس خلال موجته الأولى.. ومن هذه المنظمات: منظمة (أطباء بلا حدود السويسرية) التي قدمت – خلال جائحة كورونا – دعمًا (لكل مراكزها) في المحافظات اليمنية.. وأسهمت في اتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا.. كما وفرت أدوات الحماية الشخصية: للكوادر الطبية العاملة في المستشفيات، والمراكز الصحية.. كما وفرت (غرف عزل) ودعمت مراكز العزل، بتوفير كادر صحي مؤهل.. وتضيف: كان دور (منظمة الصحة العالمية) أيضا كبيرًا: إذ دعمت (بأجهزة التنفس الصناعي) ووزعتها على المستشفيات الحكومية.. وكان لها دور كبير في التقليل من حالات الوفاة.. ولا ننسى دعم (الصليب الأحمر الدولي).
توقف لحظة.. وفكر!
صوت الأمل – رجاء مكرد الحالات المؤكدة، حالات الشفاء، الوفيات.. هذا ما احتل الأهمية …