المرأة في مواجهة مع كورونا
صوت الأمل – علياء محمد
تحـت وطـأة وبـاء عالمـي – طال بدعايته جميع نواحـي الحياة، في العالم بأسره – أرغم كوفيد- 19 المرأة على مواجهة احد أكثر التحديات صعوبة.. تنوعت التحديات ما بين (صحية واجتماعية واقتصادية) وحملت المرأة على عاتقها، حملا كبيرًا من المسؤولية..
صحة إنجابية مغيبة
تعتبر الصحة الإنجابية، مسألة بالغة الأهمية، في ظل انتشار جائحة كورونا، منذ العام السابق وإلى الآن.. ذلك أن عددًا كبيرًا من النساء، لم يصلن إلى خدمات الصحة الإنجابية؛ بسبب انتشار الفايروس..
ووفقا لتقرير (منظمة الصحة العالمية في يونيو 2020) فإن النساء أكثر عرضة للوفاة – بسبب مضاعفات الحمل والولادة – نتيجة انهيار الأنظمة الصحية، في عديد من المناطق حول العالم..
وفي تقرير صادر عن (صندوق الأمم المتحدة للسكان في العام 2020) ورد أن (47 سبعة وأربعين مليون امرأة) فقدت الوصول إلى موانع الحمل؛ بسبب الحظر، والإغلاق والتعطيل في العالم.. وهو ما تسبب بسبعة ملايين حمل إضافي (غير مقصود)
(أم احمد: من عدن: إحدى النساء اللاتي لم يتلقين الرعاية الصحية) عندما شعرت بمخاض الولادة، في فترة انتشار فايروس كورونا العام الماضي 2020, ورفع حالة التأهب والطوارئ, وتطبيق الحظر، والإجراءات الاحترازية..
تقول لـ (صوت الأمل) حين شعرت بآلام الولادة، ذهبت إلى أحد مستشفيات النساء والولادة.. لكنهم رفضوا استقبالي في تلك الفترة.. وحاولت جارتي جاهدة الاتصال بطبيبة نساء وولادة؛ لتأتي, ولكن محاولاتها بآت بالفشل.. الأمر الذي اضطرني للعودة إلى منزلي، والاستعانة بقابلة..
في عدن أيضا، جرى – في بداية الجائحة الأولى – فرض الحظر؛ تحسبا لتفشي فايروس كورونا.. وهنا(القابلة: قائمة العلماني) تقول: كان لنا دور كبير في ظل انتشار جائحة كورونا؛ بسبب خوف عدد كبير من النساء من الولادة في المستشفيات، خوفا من الإصابة بالفايروس.. بالإضافة إلى النقص الحاد – في الخدمات الصحية، في المراكز الصحية – في تلك الفترة.. ولكن كان ثمة – في تلك الفترة – نوع من الثقة بالقابلات، رغم صعوبة بعض حالات الولادة..
مسؤوليات أكبر
تضاعفت المهام الملقاة على كاهل المرأة.. وزادت من مسؤوليتها، التي شكلت قوة ضغط كبيرة.. مع انتشار فايروس كورونا.. حينها وجدت المرأة نفسها مسؤولة أمام متطلبات إضافية.. تختص بالعائلة والعمل..
(أثير الحاشدي: ربة منزل) تقول: عندما انتشر فايروس كورونا، أصبحت المرأة في المنزل تقوم بأدوار مختلفة ومضاعفة.. وباتت تتحمل كل المسؤوليات.. خاصة مع مكوث الزوج فترة طويلة في المنزل؛ بسبب الحظر، والإجراءات الاحترازية, الأمر الذي شكل ضغطًا إضافيًّا عليها..
من جانبها (سحر مرشد) توضح: كنت – في فترة انتشار الفايروس أذهب إلى العمل.. وقد تأثرت بشكل كبير؛ لأني العائل الوحيد في الأسرة، ومرغمة على عملي رغم الصعاب.. ولكني كنت حذرة جدا، ألا انقل العدوى لطفلي وأمي.. فكنت أحرص عند وصولي للمنزل ألا اختلط بهما، إلا وقد عقّمت نفسي جيدا..
وبدورها (الناشطة المجتمعية: مها عون) تؤكد: أن المرأة اليمنية – في مواجهة جائحة كورونا، منذ الموجة الأولى- أثبتت جدارتها؛ من خلال مشاركتها في عديد من المبادرات التوعوية المختلفة.. وعند اجتياح فايروس كورونا العالم, وجدت المرأة نفسها أمام عائق وتحدي كبير.. إذ تسببت الجائحة بتسريح عدد من النساء – من أعمالهن – وأصبحن يبحثن عن فرص بديلة للعمل: في المنزل، أو العمل عبر الإنترنت، ووجدت المرأة نفسها، أمام حمل ثقيل؛ بسبب قلة العائد المادي..
كورونا، يؤجج العنف الأسري!
تصدرت اليمن قائمة الدول الأكثر عنفا داخل الأسرة: بنسبة 26% وفقا لنتائج استطلاع (الباروميتر العربي) عامي 2018-2019
واجهت (ع . م . أ.) ضغوطا أسرية منذ انتشار فايروس كورونا، وتطبيق الإجراءات الاحترازية.. تقول: زوجي – الذي كان يعمل في مطعم – أصبح عاطلا، وطبعا أصبح يقضي في البيت فترات طويلة.. وهذا جعله أكثر عصبية, ولم أعد أفهم ما الذي يريده؟ وأصبحت طلباته كثيرة, وزادت بيننا المشاكل.. الأمر الذي جعلني أترك المنزل..
وأفاد تقرير لمنظمة الصحة العالمية عنوانه (كوفيد-19 والعنف ضد المرأة، في إقليم شرق المتوسط) أن الإقليم يأتي في المرتبة الثانية – على مستوى العالم – من حيث انتشار العنف ضد المرأة (37%) وأن ثمة – خلال الجائحة – زيادةً في حالات العنف، بنسبة تتراوح من 50% إلى 60% استنادًا إلى مكالمات الاستغاثة، التي تجريها النساء، عبر الخطوط الساخنة لمنظمات المرأة..
(سمية الغويزي: محامية ومدافعة عن حقوق المرأة) تقول: كأي دولة في العالم، وصل الفايروس إلينا في اليمن، والتزم عدد كبير من الناس بالحجر الصحي في منازلهم.. وحدثت – تبعا لهذا الإجراء الاحترازي – عدة نتائج منها ما كان ايجابيا: كحصر الوباء، ومنع انتشاره بين أفراد المجتمع.. وثمة نتائج سلبية – في مجتمع كمجتمعنا اليمني – الذي يعيش أغلب أفراده تحت خط الفقر.. هؤلاء لم يكن الحجر المنزلي لهم كافيا، ولا حلا سليما..
وتواصل: ضاقت الناس في بيوتهم, فلم يعد لهم دخل يغطي احتياجاتهم الأساسية.. وأرباب الأسر شعروا بأن مسؤولياتهم زادت, وأصبحوا عاجزين عن القيام بها؛ ونتيجة لذلك زادت نسبة العنف الأسري, ووصلت إلى الطلاق.. وتسببت في تفكك الأسرة..
وتؤكد (أثمار خان: ناشطة في اتحاد نساء اليمن: عدن) أن جائحة كورونا، شكلت حجرة عثرة أمام عدد كبير من الأسر.. وللأسف تحولت البيوت إلى مكان خطير: تصارع فيه المرأة – بسبب الحظر- أزمة صحية، وأزمة أسرية..إذ وصلت نسب الطلاق إلى 60% وقد استقبلنا عددًا من الشكاوى: على أرقام التواصل، الراصدة لكل مديرية..
وتوافقها الرأي (الناشطة المجتمعية: مها عون) وتقول: العنف – الذي تعرض له عدد من النساء والأطفال, خلال فترة الحظر – أسهم في نمو مشاعر الخوف والقلق والاكتئاب..
تعليم الأطفال في ظل الجائحة!
(1.57 مليار وخمسمئة وسبعين مليون طالب (91% ) من طلاب المدارس في العالم) تعطلوا عن التعليم؛ بسب إغلاق المدارس, نتيجة انتشار فايروس كورونا.. وذلك (وفقا لتقرير صادر عن منظمة اليونسيف في أبريل 2020)
و في تقرير آخر في (22 ثاني وعشرين مايو 2020) قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة: أنه – مع تفشي كوفيد -19 – تحولت الأزمة الصحية، إلى أزمة حقوق طفل.. مشيرة: إلى أنه – بدون اتخاذ إجراءات عاجلة – يمكن أن يموت (6000 ستة آلاف طفل) دون سن الخامسة كل يوم..
ووفقا لتقرير صادر من (منظمةSave the Children ) فإن 99% من أطفال العالم – أو أكثر من (3.2 ثلاثة مليارات ومئتي مليون طفل) تعرضوا – بشكل غير مباشر – لآثار فايروس كورونا.
(أم نرمين ) تقول: في العام السابق، التحقت ابنتي بالمدرسة, وكنت سعيدة بذلك.. ولكن سرعان ما جاء قرار الحظر، وأغلقت المدارس.. وشعرت أن ابنتي لم تستفد شيئا.. وانتقلت إلى المرحلة الدراسية الأخرى.. ولم تتأسس جيدًا.. وهذا شكل لي – طيلة فترة الحجر – عائقا في تعليمها! في السياق (أم رهف) تقول: في فترة الحجر المنزلي، كنا نقوم بتعليم الأطفال عن طريق الانترنت.. ولكن كان هذا الشي صعبا علينا، فقد كان عديد من الدروس يفوتنا؛ بسبب عدم توفر الانترنت، أو ضعفه.. وتضيف: بسبب سوء الأحوال المعيشية، فإن عددًا كبيرًا من الأسر، لم يكن يستطيع التواصل مع (نظام التعليم عن بعد) ، ولهذا لم يستفد أطفالهم من الدروس..
توقف لحظة.. وفكر!
صوت الأمل – رجاء مكرد الحالات المؤكدة، حالات الشفاء، الوفيات.. هذا ما احتل الأهمية …