كيف يتعامل اليمنيون مع كورونا؟
صوت الأمل – متى الأسعدي
“في اليمن، يغفل كثيرون عن حجم الخطر، الذي يتسبب به فايروس كورونا المميت.. وفي ظل اللامبالاة – التي يغرق فيها الشعب اليمني – وكذا ارتفاع أسعار المعقمات، والكمامات الطبية، وفيتامين C المقوي للمناعة، إلى خمسة أضعاف أسعارها، قبل موجة كورونا الأولى على اليمن – ونتيجة لكل ذلك، فإن الوضع يزداد سوءًا وخطرًا على اليمنيين، ويستمر الفايروس بدوره في حصد الأرواح، بلا هوادة!
(صوت الأمل) سلطت الضوء، على مدى وعي الناس بخطورة الفايروس.. وكيف يتعاملون معه؟ وما مدى التزامهم بالإجراءات الاحترازية؛ للوقاية من الفايروس؟
لا وجود لكورونا في اليمن!
(بدر حسين: سائق تاكسي.. لصوت الأمل) يقول: لا وجود لكورونا في اليمن: كل الأعراض – التي يظنها الأشخاص كورونا – هي أعراض (الزكام) العادية.. مضيفا: كورونا لا يُصاب به إلا كبار السن؛ لأنهم في الأساس ضعاف المناعة.. أما الشباب، فيستطيعون تجاوز المرض.. ويؤكد: أنه من النادر أن يصعد معه شخص – من الركاب – مرتدٍ للكمامة، وهذا – من وجهة نظره – يؤكد عدم وجود كورونا في اليمن!
ويوافقه في الرأي (عابد الوصابي: 20 عاما: بائع بطاطا) فيقول: لا وجود كورونا في اليمن.. ولم تؤثر الشائعات حول وجوده عليه، أو على أحد من عائلته .. ويضيف: لم يُصب أحد (من أفراد أسرتي) بهذا المرض، ولا أعرف شخصًا أُصيب به.. بل إن أغلب الزبائن – الذين يشترون البطاطا منه – لا يرتدون الكمامات.. ويرى أن هذا أمر طبيعي.. فكيف يقي الشخص نفسه، من شيء لا وجود له؟!
لماذا لا يلتزم الأفراد بالإجراءات الاحترازية من الفايروس؟!
(رائد المنتصر:21 عامًا: محاسب) يقول: في الموجة الأولى من فايروس كورونا على اليمن، كنا نقوم بكافة الإجراءات الاحترازية ضد الفايروس، لكن هذا لم يكن جهدًا هينًا بالنسبة لنا؛ فشراء الكمامات والمعقمات – إضافة إلى فيتامين C أثر كثيرا على قدرتنا على توفير الوجبات الأساسية.. هذا دفعنا للتوقف عن شرائها، والاكتفاء بغسل اليدين باستمرار..
وتؤكد ذلك (سمية محمد:20 عامًا: طالبة جامعية) بقولها: غلاء المعيشة يجعلنا لا نولي اهتمامًا لما قد يتسبب به فايروس كورونا.. ورغم معرفتنا التامة بخطورته، فإن من الصعب أن نشتري كمامات (يوميا) لكل أفراد الأسرة؛ لأن في ذلك مشقة وتكلفة مادية.. لا نستطيع تحملها لأشهر طويلة.. وتعقب: أنها تذهب للجامعة وتلاحظ أن الوضع – مع أغلب زملائها – لا يختلف كثيرًا؛ فمن النادر أن تجد طالبًا يرتدي الكمامة..
وحول هذا تعلق (نجلاء باقتادة: مسؤول إعلامي في مدرسة رابعة) نحن نقوم بجهود توعوية كبيرة لمكافحة فايروس كورونا.. ولكن في ظل الوضع الاقتصادي الصعب للبلاد، وتدهور دخل الفرد.. فمن الصعب أن نلتزم (بشكل كلي) بفكرة التباعد؛ بسبب عدد الطلاب (الكبير) الذي تستوعبهم المدارس الحكومية في اليمن.. ولكننا نقوم بأقصى ما نستطيع القيام به؛ كواجب وطني نقدمه بكل حب..
أما (ملك محمد:35 عامًا، ربة بيت) فتقول: أبذل جهودًا كبيرة لتوعية أطفالي بخطورة فايروس كورونا.. وهم يلتزمون بدورهم، بكل التعليمات التي يتلقونها مني.. إلا أن عدم التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية من الفايروس، يؤثر بشكل سلبي على الأفراد الملتزمين بها!
وتوافقها الرأي (وجدان إدريس: 14 عامًا: طالبة مدرسة) فتقول: الكلام المتداول – بشكل كبير بين أفراد المجتمع، بخصوص فايروس كورونا، وأنه لم يصل إلى اليمن – يؤثر سلبا على التزام الأفراد بالإجراءات الاحترازية من الفايروس.. إضافة إلى أنه لم يصل إلينا خبر وجود فايروس كورونا بشكل موثوق.
فيما (رقية صالح: 23 عامًا: طالبة) أنها تتعرض – من الناس في الشارع – لتنمر واسع؛ جراء ارتداءها للكمامة.. هذا جعلها تكف عن ارتدائها معرضة نفسها للخطر!
أسواق القات الأكثر عرضة لانتشار الفايروس
في نزول ميداني (لصوت الأمل) – إلى عدد من أسواق القات – وجدنا أن أغلب الذين يرتادون هذه الأسواق، غير مدركين أبدا حجم الخطر، الذي قد يسببه الفايروس.. فرغم الازدحام الكبير هناك،فإنك لا تجد أحدًا يرتدي (كمامة ولا كفوفا) على الأقل؛ للوقاية من احتمالية انتقال الفايروس.
(رائد عبده ناصر: 30 عامًا: بائع قات) يقول: العامل النفسي، هو المتحكم بالمرض.. واليمنيون متوكلون على الله.. ويؤمنون أنه لا أحد يموت، إلا بانتهاء عمره.. ويؤكد رائد أن أغلب الأفراد – الذين يرتادون السوق لشراء القات – لا يرتدون الكمامات..
ويعقب (شكيب يوسف: بائع قات) بقوله: ارتداء الكمامات يُربك الأشخاص؛ فبمجرد أن يراني أحدهم أرتدي الكمامة، يظنون أني مصاب بكورونا.. وهذا قد يجعلهم يُعرضون عن الشراء، أو على الأقل قد يُعرض الشخص الذي يرتديها للتعليقات السخيفة، من قبل الجميع!
وحول هذا، يعلق (عبده ثابت ناجي: 35 عامًا: زبون يرتاد أسواق القات) بقوله: سبب رئيسي لانتشار فايروس كورونا، هو عدم المبالاة من قبل أغلبية المجتمع.. خصوصًا في أسواق القات.. التي يرتادها الأشخاص بشكل كبير، دون مراعاة للإجراءات الاحترازية.. للوقاية من فايروس كورونا.
توقف لحظة.. وفكر!
صوت الأمل – رجاء مكرد الحالات المؤكدة، حالات الشفاء، الوفيات.. هذا ما احتل الأهمية …