مكانة المرأة في المجتمع اليمني

صوت الأمل – شـوقي العباسـي

يتمسك اليمنيون بالقيم والمبادئ والاعراف المجتمعية تجاه الكثير من القضايا التي تندرج ضمن حدود العيب وتجاوز الاعراف والقيم، ومنها الإساءة للنساء أو إهانتهن والاعتداء عليهن قولاً أو فعلاً. وهذه المسألة تُعَدّ من الأساسيات في القيم اليمنية. فللمرأة احترامها ومكانتها في المجتمع والاعتداء عليها يُعَدّ عملاً إجرامياً في نظر القانون وعيباً أسوداً في العُرف المجتمعي، وهي قيم متوارثة لدى المجتمع بعيداً عن الدعوات المناهضة للعنف ضد المرأة التي ظهرت أخيرًا.

اليمنيون بمختلف فئاتهم يعرفون حدود العيب وما يجرح العرف فيما يخص التعامل مع المرأة فلا يتجاوزونه باعتبار ذلك عاراً يلحق بمن يقوم بأي عمل يمسّ بكرامة المرأة أو يجرحها او يعرّضها للعنف. فيُعتَبَر شخصًا نزع منه الإحترام والحياء، ويستنكره المجتمع اليمني المحافظ على القيم والأعراف الإجتماعية التي تجرّم أي أعمال تمسّ بالمرأة وكرامتها.

ويسعى المجتمع إلى الحدّ من انتشار الظواهر التي تحاول طمس الملامح النقية التي تحترم المرأة وتنبذ كل من يعتدي عليها أو يقدح في عرضها. فالمرأة أهمّ عنصر في المجتمع؛ هي الأمّ وهي الزوجة وهي البنت والأخت وأغلى وأهمّ عناصر المجتمع، فأي مساس بها هو مساس بأهمّ أركان المجتمع ما يستدعي لاتّخاذ الرّدع القاسٍ بحقّ من يتعرض لها ليكون عبرة لمن يحاول النيل منها.

وحمل الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة شعار “السلامة والكرامة من أجل واقع أفضل”، بهدف تسليط الضوء على الشجاعة والصمود والدور الايجابي الذي تلعبه النساء اليمنيات في مختلف مجالات الحياة. ومن هذا المنطلق، فإن المجتمع اليمني لا يقبل المساس بالمرأة كونها خطاً أحمر لا يسمح لأي أحد بتجاوزه أو المساس به.

وأخيرًا، من المؤكّد أن المرأة نصف المجتمع ولها مكانتها، فهي مصدر عطاء على صعيد الاسرة والمجتمع والدولة ولها أدوار مميّزة تتحمّل المسؤولية كشريكة الرجل في مختلف المجالات، وخاصة في المجتمع اليمني حيث لها مكانة رفيعة وتقدير. فلا بناء ولا تنمية إلّا بتكاتف كل فئات المجتمع ذكرًا وأنثى في علاقة يسودها الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق والواجبات. والخطوة الأولى لتحقيق ذلك تبدأ من نقد الذات بمصداقية وتوازن وفرز الغث من السمين وهو ما حاولنا عرضه في هذا العدد عن أبرز المعوقات التي تواجه المرأة اليمنية وآلية تجاوزها لتفعيل دورها في نسيجها الاجتماعي بشكل منصف يليق بمكانتها الإنسانية والاجتماعية والقانونية.