تعاطي الشباب والطلاب للقات: نشاط زائد وتفاؤل مؤقت! 90% من الذكور يتناولون القات، وتتناوله الإناث بنسبة 50%
صوت الأمل – حنين أحمد
تزايدت ظاهرة تعاطي القات بين فئة الشباب والطلاب بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. ويبرر الشباب والطلاب تعاطيهم للأخير بكونه يساعدهم على مراجعة دروسهم، فيما يرى البعض الآخر أن عدم توفّر فرص العمل وأماكن لقضاء أوقات الفراغ، ساهم في ارتفاع نسبة الشباب الذين يمضغون القات. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن 90% من الذكور يتناولون القات، بينما تتناوله الإناث بنسبة 50%.
وغالبًا ما تبدأ جلسات تعاطي القات أو ما يسمى بــ” المقيل” بعد انتهاء وجبة الغداء ظهرًا، حيث يحمل موالعة القات أكياسهم الممتلئة بالأوراق الخضراء ويشرعون في “التخزين”، إما في جلسات جماعية أو فردية. ويبرر المتعاطون للقات من الشباب والفئات العمرية المختلفة ذلك، بأن القات مريح للأعصاب، فيما يرى آخرون أن القات يمنحهم التركيز ويحفزهم، ويساعدهم على إنجاز كافة الأعمال.
العادة واحدة باختلاف أسبابها:
يقول عمر محمود طالب في كلية الهندسة من عدن: “بدأت بمضغ القات منذ عمر التاسعة عشرة، وأقوم بذلك يوميًّا؛ لإن القات يساعدني على الجلوس في المنزل، ويمكنني مطالعة كتبي الدراسية بتركيز”. ويضيف: “لا يُعدّ القات من السلبيات ولا مضيعة للوقت حسب أقوال وتهويل البعض، وهو أفضل من الخروج والجلوس في الشارع”.
إلى أين أذهب؟!
ترددت هذه العبارة على لسان الشاب محمد صالح الذي يبلغ من العمر 18 عامًا، والذي يخزّن يومياً ويتساءل عما يفترض القيام به وهو شخص يمتلك وقتًا ولا يجد مكانًا مخصصًا له. ويُشير صال إلى أنه يتعرّض للنقد من أسرته ومجتمعه المحيط به بسبب ما يرونه من أدمان على القات. ووفقًا لمحمد، فإن القات بالنسبة له هو “وسيلة للاستمتاع من دون إزعاج أحد أو التسبّب بفوضى”.
عادة أم عدوى؟
لا تقتصر عادة تعاطي القات على الشباب فقط، بل إن الكثير من الفتيات يجدن في القات وسيلة للترويح عن أنفسهن، مما يجعل الكثيرات منهن يقبلن عليه بشكل ملحوظ. تروي الشابة نبيلة سعيد البالغة من العمر 20 عاماً أن “القات يشعرها بالراحة والاستقرار النفسي”. وقد بدأت بمضغه منذ دخولها الجامعة، وذلك عندما كانت تجتمع مع صديقاتها في نهاية كل أسبوع في جلسات التفرطة النسائية.
وتضيف: “لم أرَ في القات ما يدعو للانتقاد. فبدلاً من أن يمارس الشباب عادات سلبية أخرى، يفضَّل أن يجلسوا في بيوتهم ويقوموا بأعمال مفيدة، حيث يساعدهم القات على إنجاز تلك الأعمال، وهي بالمناسبة إحدى إيجابيات مضغ القات”.
نقابة الموالعة اليمنيين:
تأسست “نقابة الموالعة اليمنيين” في نهاية عام 2014م، ويقول خليفة علوان، أمين عام نقابة الموالعة اليمنيين: “بدأت فكرة إنشاء النقابة من قبل الكاتب الساخر مروان كامل، والذي أطلقها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. فقد لاقت الفكرة صدى وترحيباً واسعاً، خاصة من قبل الكتاب والشعراء بعد إعلان بيان تأسيسها، والذي نصّ على تعيين نقباء في أغلب محافظات الجمهورية”. ويضيف: “في البداية كانت النقابة تقوم بأنشطتها عبر صفحتها بـ”فيسبوك”، ثم افتتحت بعد ذلك نادياً ثقافياً ومعرض كتاب أسبوعي، بالإضافة إلى غيرها من النشاطات الثقافية”.
تضم النقابة في صفحتها على “فيسبوك” حوالي 30 ألف شخصًا من سنّ 18 عاماً وما فوق، ولا يوجد شروط للانتساب إلى النقابة، كما لا يوجد قانون، لكونها كياناً سياسياً ساخراً وعفويًا، تفاعل معها الناس لارتباطهم بالظاهرة نفسها.
ويشير علوان إلى أن النقابة تقوم بالاحتفال بما يسمى “عيد الغصن” بتاريخ 12 يوليو من كل عام، وذلك من خلال تزيين الصورة الشخصية في فيسبوك بإطار مميز، وإقامة حفلات فنية تراثية في بعض المناطق.
يؤكد علوان أن أهداف النقابة تقوم على نقد الواقع المُر بطريقة ساخرة، حيث يقوم الموالعة بنقل صورة إيجابية عن القات وطرق مضغه بشكل صحيح، بالإضافة إلى عدم نشر صور سلبية عن المواطن اليمني في مواقع التواصل الاجتماعي،. فضلاً عن ذلك، تسعى النّقابة إلى تعزيز الوعي لدى “الموالعة” عن ضرورة الحرص على عدم التقصير في مسئولياتهم تجاه أسرهم، لاسيما تصحيح النظرة المغلوطة عن متعاطي القات، وغيرها من النصائح التي تقدّم بأسلوب يتقبله الناس وينعكس على سلوكياتهم العمليَّة.
ردود الأفعال:
تتنوّع ردود أفعال المجتمع بشأن الإقبال على تعاطي القات من عدمه، حيث تتفاوت الآراء بين مؤيد ومعارض لها، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في الجلسات العامة أو غيرها من الأماكن. فانتشرت العديد من الهاشتاجات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتقد القات، لكن في المقابل أُنشِئت صفحات أخرى على مواقع التواصل المختلفة تدعم القات وتُشجع تعاطيه لما له من إيجابيات كما يرى المخزنون.
ووفقاً للدراسات والأبحاث التي نفذتها منظمة الصحة العالمية، فقد صُنّف القات في العام 1973م ضمن المواد المخدرة.
تنوع تراث الطهي.. عامل اقتصادي مهمّ وتراث حضاري ينبغي الحفاظ عليه
صوت الأمل – (حنان حسين – أحمد باجعيم) يتميز التراث الحضاري العريق للمطبخ اليمن…