مبيدات القات تتلف التربة تصيب المزارعين بأمراض قاتلة وتهدّد حياة المتعاطين له
صوت الأمـل – شــوقي العباسـي
لم يكن يعلم المزارع محمد الهمداني، أن استخدام المبيدات في زراعة القات دون أخذ الاحتياطات اللازمة اثناء عملية الرش ، ستجعله عرضه للإصابة بأمراض الكبد بعد ان اكتشف سبب الاصابة نتيجة القيام برش شجرة القات بالمبيدات دون علمه بمخاطر ذلك على صحته.
يقول” ان عدم الوعي بخطورة المبيدات الزراعية على صحة المزارع وتأثيرها على اشجار القات وغيرها من المحاصيل الزراعية كان السبب في ما وصل اليه من تدهور في حالته الصحية”. يؤكد ان المبيدات اصبحت مصدر قلق وتشكل خطر على حياة المزارعين الذين يتعاملون معها خصوصاً والمستهلكين للمحاصيل الزراعية التي يتم رشها بالمبيدات بشكل عشوائي او بالمبيدات الآمنة والمرخصة من قبل الجهات المعنية.
ويستخدم المزارعون في اليمن المبيدات الزراعية التي يتم رشها على اشجار القات بشكل عشوائي والقيام بخلط اصناف عدة من المبيدات من اجل زيادة الانتاج والقضاء على الآفات التي تتسبب في اتلاف اغصان القات.
مخاطر المبيدات
يقول المهندس الزراعي محمد الصبري” ان المبيدات الزراعية التي يتم استخدامها في زراعة القات لها مخاطر كبيرة على المزارعين وعلى التربة التي تتأثر بشكل كبير بسبب خلط العديد من الاصناف التي يتسبب تفاعلها في اتلاف التربة الزراعية واصابة المزارعين بأمراض نتيجة الاستخدام العشوائي لهذه المبيدات. يؤكد لــ” صوت الأمل” على اهمية تعزيز الوعي لدى المزارعين بالمخاطر التي يتسبب فيها استخدام المبيدات والعمل على اخذ الاجراءات الاحترازية اثناء عملية الرش في المزارع وعدم استخدام المبيدات المهربة أو الغير مرخصة لما لها من مخاطر على المجتمع عموما والمزارعين بشكل خاص.
مبيدات مهربة
يستخدم المزارعين انواع مختلفة من المبيدات لرشها على اشجار القات واغلب تلك المبيدات مهربة الى السوق اليمني وتعمل على سرعة نمو القات وتغيير لونه ، الامر الذي يتسبب في اصابة المتعاطين للقات بأمراض مثل الفشل الكلوي و الكبد وغيرها من الامراض.
في السياق يقول المهندس جمال مطهر، الفني في العمليات الزراعية بصنعاء، ان القات يستحوذ على النسبة الكبيرة من المبيدات التي تدخل الى اليمن ولكن الكارثة ان المزارعين يستخدمون المبيدات المهربة والتي تعتبر خطر كائن على الانسان وعلى التربة لان تلك المبيدات لا تخضع لعمليات الفحص والمراقبة من قبل الجهات المختصة، ويتم توريد اغلبها من مصانع غير مرخصة في بلد المنشاء مثل الصين وغيرها من الدول المصدرة، ويتم احيانا تعبئة مخلفات المصانع وتصديرها الى اليمن. يؤكد لــ” صوت الأمل” أن الاستخدام العشوائي للمبيدات لها مخاطر كبيرة على المزارع وعلى التربة وعلى المستهلك، حيث تتسبب في دمار التربة الزراعية وموت الاشجار، والإصابة بالأمراض التي تظهر نتيجة التراكمات لعدة سنوات ت نتيجة الاستخدام العشوائي والمبيدات المهربة التي يتم استخدامها من قبل المزارعين وهي ليست مواد كيمائية رسمية. يضيف مطهر “ان اتجاه المزارعين الى استخدام المبيدات المهربة بسبب نقص التوعية والارشاد الزراعي، فالمزارع يقوم بشراء انواع مختلفة من المبيدات وعمل خلط بينها والقيام برشها على شجرة القات او المحاصيل الاخرى دون علمه بمخاطر ما يقوم به وما يسببه ذلك من خطر على المزارع نفسه خاصة وان تلك المبيدات تكون ذات سمية عالية وتؤثر على المحصول الزراعي وعلى التربة وعلى المزارع نفسه. يشدد على اهمية ان يكون هناك قرار بتوظيف مهندس زراعي في كل محلات وشركات بيع المبيدات من اجل ارشاد المزارعين اثناء شراء المبيدات وكيفية التعامل معها من اجل السلامة للمزارع والمستهلك. يلفت الى ان هناك انواع كثيرة من المبيدات الزراعية التي تستخدم في زراعة القات واغلبها مبيدات مصرحة لها مثل مبيد أبامكتين، وايميداكلوبريد، وغيرها من المبيدات التي تدخل الى اليمن وتتميز انها تتكسر خلال فترة الامان المكتوبة على المنتج وهي آمنه وليس لها أي اثار سلبية على المزارع او المستهلك.
وينصح المزارعين بالقيام بتحديد المرض الموجود في المحصول الزراعي من أجل ايجاد العلاج المناسب، وعرض العينات على المهندس الزراعي والذي يتكفل في اعطاء المبيد المناسب لأي مشكلة تطال المحاصيل الزراعية . مشددا على اهمية التوعية باستخدام السماد بدلا عن المبيدات الزراعية التي تشكل خطورة على الانسان والتربة.
وحول مخاطر ظهور اثار المبيدات على المزارعين او المستهلكين، يقول المختص الفني في العمليات الزراعية ان مخاطر المبيدات تظهر متأخرة نتيجة التراكمات لسنوات ما يؤدي الى الاصابة بالامراض السرطانية والكبد، خاصة وان المزارعين لايلتزمون بفترة الامان للمبيدات والتي تصل من اسبوع الى عشرين يوم ، فالكثير يقومون برش القات بالمبيدات اثناء التوجع الى السوق لبيع ليصل القات بالشكل اللامع وهذا من الاسباب التي تشكل خطورة على المستهلكين ، خاصة وان غسل القات لا يكفي لامتصاص المبيدات ويبقى الاثر فيها حتى وان تم غسلها اكثر من مرة.
سبعة مبيدات مهربة بالسوق
وبحسب المعنين في وزارة الزراعة فان دخول المبيدات الى اليمن رسمياً تتم عبر التسجيل في الادارة العامة لوقاية النبات ، الا ان هناك مبيدات تدخل الى اليمن عن طريق التهريب وتشكل كارثة على المجتمع، رغم الجهود التي تبذل في تقليص دخول تلك المبيدات الى السوق المحلية.
يؤكد المهندس علي محرز رئيس قسم التجارب الحقلية في الادارة العامة لوقاية النبات بصنعاء، ان المبيدات المهربة التي تدخل الى اليمن كثيرة، وهناك سبعة مبيدات مهربة في السوق وهي عالية السمية منها دايمثويت ،ميثوميل ،ايثن ترين، الإيثيون، وتم منعها في العام 2006 من الدخول كونها عالية السمية ولها علاقة بمرض السرطان، حيث تم اعتماد المعايير العالمية المتفق عليها لمنع المبيدات عالية الخطورة وذات العلاقة بالأمراض المسرطنة وغيرها. يقول لــ” صوت الأمل” ان القات يستهلك 70 بالمائة من المبيدات والاسمدة التي تدخل اليمن، حيث يتم استخدامه من قبل المزارعين في التنشيط والتحسين والتجميل لمحصول القات وزيادة سرعة نمو المحصول لتسويقه للمستهلكين. لافتا الى ان حجم المبيدات التي تدخل اليمن تصل الى 10 الف طن سنوياً، وتستهلك مناطق زراعة القات في ماوية بمحافظة تعز والمحابشة في حجة وعنس في ذمار ورداع في البيضاء، ومنطقة القات البلوط في عمران والعماري في صعدة اكبر كميات من المبيدات الزراعية.
مصادرة 300 طن من المبيدات
وفيما يخص مكافحة دخول المبيدات المهربة الى اليمن ، يقول محرز ان العملية لا تقتصر على وزارة الزراعة وحدها وهناك جهات اخرى يجب ان تقوم بدورها مثل الجهات الامنية والقضائية التي يتم الرفع اليها بمحاضر قضايا تهريب لاتخاذ الاجراءات تجاه المهربين الا انه وحتى اليوم لم يتم حبس أي تاجر يقوم بتهريب مثل هذه المبيدات. يضيف: تم مصادرة 300 طن من المبيدات المختلفة المخالفة للمعايير والمهربة خلال حملة تمت قبل سنتين وهي اخر حملة تم تنفيذها في التفتيش على الشركات وتجار ببيع المبيدات.
وبحسب تقارير صادر عن منظمة الصحة العالمية، يوجد اكثر من 30 ألف مصاب بالسرطان في اليمن، وتعد الأسمدة والمبيدات الزراعية من الأسباب التي تؤدي للإصابة بالأمراض.
تراث الطهي اليمني يغزو العالم بمذاقه الفريد
صوت الأمل – هبة محمد يُعدُّ المطبخ اليمني واحدًا من المطابخ العربية الرائعة والشهيرة…