11 ألف نازح في لحج يطالبون بتعليم أطفالهم ورعاية صحيّة
صوت الامل – حنين أحمد
لدى زيارتك إلى مخيّمات النازحين في محافظة لحج تتضح لك الصورة الكاملة لـ مايقارب“11” ألف نازح، حيث المعاناة تكتسي وُجوه الناس هناك، وحالة النازحين تزداد سوءًا جراء الصراع، وهذه المأساة تتضاعف يومًا بعد يوم.
578 أسرة نزحت من الحديدة إلى هذه المخيمات، بالإضافة إلى أُسر من تعز، يبحثون عن مسكن آمن، في ظل استمرار المواجهات بين أطراف الصراع في اليمن.
يتحدّث النازحون عن معاناتهم لصحيفة “صوت الامل”، من الهروب إلى افتقارهم لأبسط سُبل الحياة ونقص في الرعاية.
رضوان درهم، أب لأربعة أطفال، واحد من بين آلاف الأشخاص، الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم الواقعة في مناطق الصراع في الحديدة إلى مخيمات النازحين في لحج.
يقول درهم: “ لم يكن لديّ خيار إلَّا الانتظار إلى أن تهدأ المعارك قليلاً، ومن ثمّ مغادرة المكان، بعد أن أصبح البقاء في مناطق الصراع يشكل خطرًا علينا، وأصبح الخروج من البيت والنجاة بأسرتي كالحلم بالنسبة لي” .
يواصل درهم حديثه: “ في ظل هذه الأوضاع الصعبة وارتفاع أسعار الإيجارات، لم يكن بمقدوري إلَّا أن آتي إلى هذا المخيّم”.
ويضيف: “ أشعر بالحزن، حينما لا أستطيع تلبية احتياجات أفراد أسرتي، فلا يوجد أمامي فرص عمل”.
وحول الدعم، الذي يتلقاه النازحون علق مستشار مخيمات النازحين في لحج، عمر الصماني، قائلًا: “ إن المنظمات ساهمت في تحسين الأوضاع المعيشية للنازحين، من خلال توفيرها للمستلزمات الأساسيَّة، والصحيَّة والتعليميَّة لهم، ومع هذا يظل هذا الدعم قاصرًا عن الإيفاء بكل متطلباتهم.
وأضاف أن النازحين يعيشون في ظروف سيّئة بسبب انتشار البطالة، وعدم توفّر فرص العمل. والتي – إن وجدت- تقتصر على أعمال الأجر اليومي، كالبناء والحمالة وجمع العلب البلاستيكية والقوارير، بالإضافة إلى العمل في البقالات والمطاعم، وغيرها من الأعمال التي عادة لا تكاد تكفي قوت يوم. أما النازحون الذين لا يستطيعون العمل جراء إصابتهم في النزاعات، وكبار السن فهؤلاء معاناتهم مُضاعفة، ويضطرون إلى الاعتماد على المواد الإغاثية التي تصلهم.
وأكد الصماني أن الإغاثة تصل إلى المخيمات، شهريًا، بانتظام، عبر برنامج الغذاء العالمي، كما تصل إلى المخيمات إغاثة متقطعة (مساعدات) عبر المؤسسات وفاعلي الخير.
وبالإضافة إلى صعوبة الحصول على ما يسدّ جوعهم، يعاني النازحون في مخيمات لحج من مشاكل تتعلق برغبة مُلاك الأراضي الخاصة في إخراج المخيّمات من أراضيهم.
مخيّمات تفتقر إلى التعليم والصحة:
أكثر من عشرة آلاف نازح، في مخيمات لحج، يفتقرون إلى أبسط الخدمات الصحية والتعليمة، ويأملون من السلطات المحلية والمنظمات الداعمة أن تقوم بدعم أكبر لهذين القطاعين.
وحول الجهود المبذولة لخدمة القطاع التعليمي في مخيمات النازحين، أكد ياسر الشيخ، مدير مدرسة “مخيم الشوكاني”، الواقعة في منطقة مخيمات النازحين في “الرباط الشرقي” بلحج لصحيفة “صوت الأمل”، أن هناك مدرسة تم بناؤها من 10 فصول، تستقبل حوالي 580 طالبًا وطالبة من النازحين، من الصف الأول إلى الصف الثامن.
وقال الشوكاني: “ إن المشاكل التي تواجهنا في هذه المدرسة تتمثل بكثرة الطلاب، بما يزيد عن القدرة الاستيعابية للفصول، واختلاف مستوى الإدراك بين التلاميذ بسبب تفاوت أعمارهم، كما أن الحصول على الكتب المدرسية لكل الطلاب يمثل عائقًا، أمام سير العملية التعليمية”.
وأضاف: “ نعاني من نقص في عدد المعلّمين ونقص في وثائق الطلاب القادمين من مناطق الصراع، وكثير من الفصول قد طالها ضرر السيول”.
وطالب الشوكاني بمعالجة أوضاع الطلاب النازحين، الذين لا يملكون مستلزمات مدرسيّة، ولكنهم مع هذا يحاربون ظروفهم الصعبة، لكي يتعلموا، كما طالب بضرورة معالجة وضع المعلمين المالي نظير ما يبذلونه من جهد في تعليم هؤلاء التلاميذ.
من جهته، أكد عمر الصماني أنه تم إنشاء مدارس داخل المُخيمات، وبقية التلاميذ يدرسون في المدارس الحكومية خارج المخيم، وتقوم منظمات مثل اليونيسف وغيرها بتوفير الحقيبة المدرسية لهم. وبالنسبة لدعم القطاع الطبي في مخيمات النزوح قال: “هناك عربات صحيّة دورية، ومستمرة تأتي إلى المخيمات كل ثلاثة أيام، وهناك عيادات ثابتة ووحدات صحيّة قريبة، إضافة إلى المستشفى الذي يتم فيها معالجة النازحين مجاناً.
تراث الطهي اليمني يغزو العالم بمذاقه الفريد
صوت الأمل – هبة محمد يُعدُّ المطبخ اليمني واحدًا من المطابخ العربية الرائعة والشهيرة…