أبين: مخيمات تبحث عن الأمان
صوت الأمل – منال أمين
تحوّلت مناطق كثيرة من قرى ووديان محافظة أبين -جنوب اليمن- إلى ملجأ لـ ما يقارب 7000 آلاف نازح من محافظتي تعز والحديدة، الفارين من مناطقهم بسبب الصراع، الذي اندلع في 2015م.
محمد علي، أحد النازحين الذي غادر برفقة أسرته مدينة تعز متوجهًا إلى مخيم “ الشيخ سالم” للنازحين في محافظة أبين، يقول لصحيفة “ صوت الأمل”: “ حياتنا مهددة بشكل كبير، والحالة التي نعيشها هنا مأساوية، ووضعنا صعب، وقد هربنا من القصف الذي دمّر بيوتنا، وتحمّلنا مشقة النزوح إلى هنا، لنواجه نفس المصير الذي كان يهددنا قبل النزوح”.
حال النازح محمد، الذي يقطن في مخيم قريب من منطقة الصراع، لا يختلف عن باقي النازحين في مخيمات النزوح المتواجدة في مناطق مختلفة من محافظة أبين، التي يحتدم فيها الصراع منذ أشهر، خاصة في مديرية “خنفر” ومنطقة “شقرة” وأجزاء من منطقة “زنجبار”، عاصمة المحافظة.
أزمة إنسانية
تفاقمت الأزمة الإنسانية في اليمن بسبب الصراع، الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف يمني، وشرّد الملايين، وأدّى إلى تعطّل الخدمات الأساسية والبنية التحتية في الكثير من المُدن اليمنية، واحتياج 14 مليون يمني إلى تدخل إنساني عاجل – بحسب تصريح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة أبين، أنيس اليوسفي، لصحيفة “صوت الامل”: “ إن عدد النازحين في أبين بلغ 6828 نازحًا، جميعهم من محافظتي تعز والحديدة”.
وأوضح أنيس أن “ النازحين موزعين على 6 مواقع، هي: شقرة، كدمة لزبود، النجمة الحمراء، الكود، الطميسي وحصن شداد”.
مساكن من القش وأشجار الموز!!
يعيش مُعظم النّازحين في أبين حياةً قاسيةً ووضعًا اقتصاديًا مترديًا، حيث يسكن النازح في بيت مصنوع من القش وأشجار الموز.
وقال علي المرقشي، محامي وناشط مجتمعي: “ إن وضع النازحين في أماكن تواجد قوات الصراع في مناطق الشيخ سالم والطرية وشقرة وشرق زنجبار يهدد حياتهم” .
وأضاف: “ إن النازحين لم يتحملوا حدّة القصف في المناطق التي نزحوا منها، وواجهوا المصير نفسه في الأماكن التي نزحوا إليها، الأمر الذي زاد من معاناتهم، خاصة مع عدم وجود أماكن أخرى تؤويهم. وعلى الرغم من أنهم صمدوا أمام استمرار الاشتباكات بشكل يومي، إلَّا أن توقّف وصول المساعدات الغذائية والاغاثية لهم ضاعف من معاناتهم”.
حياة قاسية ووعودٌ إغاثية غير كافية
يوجد في مديرية “خنفر”، كبرى مديريات محافظة أبين، 32 مخيمًا، تضم 4206 نازحًا من محافظة تعز والساحل الغربي، يعيشون حياة اقتصادية صعبة.
عبيد عبد الله، نازح في مخيم “ الشيخ سالم”، قال: “ يزورنا عدد من الشخصيات من كل الأطراف المتواجدة في الأرض، ومنظمات كثيرة نشكي لهم همومنا، جراء الصراع الدائر الذي يهدد حياتنا، ومعاناتنا التي زادت جراء السيول التي شهدتها المحافظة”.
يضيف عبيد لصحيفة “صوت الامل”: “الجميع يعطونا وعوداً كثيرة غير كافية، حول معالجة أوضاعنا المعيشية الصعبة وبالأخير ما حصّلنا منهم لا أبيض ولا أسود”.
من جهتها، قالت رئيسة جمعية “ بالخير نبني حياة في محافظة أبين”، نورا جمال العمودي،: “ إن النازحين في محافظة أبين يعانون الكثير من الصعوبات، أهمها: عدم وجود أماكن ملائمة تؤويهم بشكل يحمي كرامتهم وحقهم في الحياة الكريمة”.
واضافت: “عشوائية العمل الإغاثي التي تقوم به بعض المنظمات، التي تعمل في أبين، أدت إلى إسقاط أسماء الكثير من النازحين، وحرمانهم من مستحقاتهم الإغاثية، كما أن أطراف النزاع القريبة من المخيّمات زادت من معاناة النازحين بشكل كبير، حيث أدى هذا الصراع والقصف المتواصل في تلك المناطق إلى توقف المساعدات الاغاثية التي كانت تقدم للنازحين”.
وأكدت العمودي: “ إن الصراع المستمر قيّد حركة النازح، الذي كان يذهب إلى طلب رزقه بالأجر اليومي لتوفير قوت يومه، الذي بالكاد كان يكفيه وأسرته في المخيم”.
مأساة السيول مع نازحين أبين
تسببت الأمطار والسيول، التي بدأت في نهاية شهر سبتمبر 2019م، بالكثير من الأضرار في عددٍ من المخيمات، وأدت إلى خسائر بالمواد الغذائية والثروة الحيوانية.
وقال أنيس اليوسفي: “ إن الأمطار الأخيرة تسببت في الكثير من المشاكل الصحية والإيوائية والاغاثية للنازحين، وقد امتدت هذه الأمطار لتشمل حصن “شداد”، “باشحارة” و”دهل أحمد” و”الطميسي” و”عمودية” وسواحل وأرياف “باجدارو النجمة الحمراء” و” النوبة ميكلان” في مديريتي زنجبار وشرق مدينة جعار بمديرية خنفر”.
وقال اليوسفي: “ إن وضع النازحين سيّئ للغاية ومزرٍ من الناحية الصحية، خاصة مع دخول مياه الأمطار إلى المخيّمات وتدمير بعض المساكن بشكل كلي وجزئي، والتي تحوّل أغلبها إلى بحيرات راكدة، تسببت في ظهور الكثير من الأمراض والأوبئة، التي أصابت عددًا كبيرًا من النازحين بالحُميات والإسهال، جراء المياه التي غمرت مساكنهم، والتي مازالت أضرارها موجودة إلى الآن”.
وأكد اليوسفي أن مكتب الصحة في المحافظة وبعض المنظمات قدّموا بعض الخدمات المتواضعة كتوفير أدوية إسعافية طارئة، وعيادات متنقلة لتفادي وقوع كارثة صحية كبيرة. وقد عبّر عدد كبير من النازحين المتضررين من تلك السيول عن استيائهم من تجاهل الجهات المعنية والمنظمات المحلية والدولية معاناتهم، التي زادت أكثر وتفاقمت إلى الأسوأ، والتي جعلتهم يفتقرون إلى المأوى المناسب ويفترشون الأرض في العراء، بسبب تدهور حال مخيماتهم التي تضررت بشكل كامل.
تراث الطهي اليمني يغزو العالم بمذاقه الفريد
صوت الأمل – هبة محمد يُعدُّ المطبخ اليمني واحدًا من المطابخ العربية الرائعة والشهيرة…