مجالس القات والتدخين العدو الأول للرياضة في اليمن
صوت الأمل – علياء محمد
70″ % ممن يتعاطون القات عاطلون عن العمل”. وفقًا للـدراسة الموسومة بـ”اتجاهات الشباب اليمني نحو تناول القات” للباحثة نجاة محمد خليل، في جامعة صنعاء، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن الفئة الأكثر توجّهًا ورغبة في مضغ القات هي فئة الشباب من عمر 18 إلى 24 عامًا.
ويعيش هؤلاء الشباب وقت فراغ طويل يقضونه في مجالس القات والتدخين لساعات متأخرة من الليل، ويصرفون على تلك المجالس مبالغ طائلة يوميًّا، وقلة منهم يذهبون إلى النوادي الرياضية والترفيهية لممارسة الرياضة.
علي محمد، شاب في العشرينيات من عمره، يمضغ القات يوميًّا، يبدأ من الساعة الثامنة مساءً ويستمر إلى الساعة السادسة صباحًا، في حديثه لـ “صوت الأمل” يقول: “أنا عاطل عن العمل ولم أجد فرصة توظيف إلى الآن، وأقضي وقت فراغي في مجلس القات مع الأصدقاء الذين يقومون بالاتصال بي يوميًّا حتى نجتمع لمضغ القات، نذهب إلى نوادي رياضية ولكن للترفيه فقط، وقد نقوم بالسباحة.
وسام عبد الله (30عامًا)، يذهب إلى نادٍ رياضي يوميًّا لمزاولة تمارين الحديد، ويقول إنه لا يمضغ القات إلا يومًا في الأسبوع، وأنه لا يُدخِّن لأن لديه قناعة كبيرة أن التدخين يؤثر في صحة الإنسان ويمنعه من القيام بأعماله الروتينية، وأن التدخين سيُضرُّ به، وقد يمنعه من مواصلة الرياضة؛ كون إحدى أضرار التدخين الإرهاق وضيق النفس.
فيما يُشير الشاب عمرو أحمد إلى أنه كان يواظب على لعب كرة القدم، ولكنه بدأ يبتعد شيئًا فشيئًا عنها بسبب عدم حصوله علۑ التشجيع بالاستمرار بهذه اللعبة، وأصبح يقضي أوقاته مع أصدقائه في مجالس القات، حتى وصل إلى الإدمان، فهو الآن يتناول القات يوميًّا، وعندما يقوم باللّعب لا يستطيع المواصلة.
الرياضة ومجالس القات علاقة غير متوافقة
صنفت عدد من الدول القات مادة مخدرة، مُنِع الرياضيون من تناولها، لأنها مثل أي منشطات ممنوعة، وعلى الرغم من ذلك مازال القات والتدخين مشكلة كبيرة تواجه الشباب اليمني بمختلف فئاته العمرية.
ففي دراسة للباحث عبد الله الكبسي، بعنوان “القات وممارسة الرياضة في النسق الاجتماعي اليمني في بداية القرن الحادي والعشرين” الصادرة عن مؤسسة النجاة للتوعية بأضرار القات في العام 2019م، أشارت إلى أن طبيعة القات وخصائصه ضمن مكونات النسق الاجتماعي اليمني، وماهيته وخصائص انتشاره التاريخية والجغرافية والمناخية، مع ذكر مكونات النسق الاجتماعي اليمني وهويته الاجتماعية والثقافية.
وتطرقت الدراسة إلى بروز القات كظاهرة ملموسة تتجلى خصائصها كثقافة اجتماعية ترويحية في تفاعل العلاقات بين مكونات النسق الاجتماعي اليمني؛ ليقوم بوظائف إعادة تشكيل الهوية الاجتماعية والثقافية كنسق يظهر هيمنة مؤسسة القات ونفوذه الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة اليمنيين وأصبح طقسًا يوميًّا للكثيرين، وأوضحت الدراسة آثار تناول القات وعلاقته بالممارسة الرياضية على عدة مستويات نفسية، وصحية واجتماعية.
وتوصل الباحث إلى نتائج مهمة أبرزها أنه كلما اتسعت مظاهر تناول القات، زادت هيمنتها في المجتمع، وذلك يؤدي إلى عدم ظهور أي تجليات الترويح الرياضي.
ويرى عبد الستار الهمداني (رئيس الاتحاد العام لكرة السلة) أن القات والتدخين مادتان خطيرتان سواء بكمية كبيرة أم صغيرة، ولايوجد أي توافق بين الرياضة وتعاطي هذه المواد التي تؤدي إلى الإدمان، ويجب التعامل مع شجرة القات على أنها مادة مخدرة، حيث أكدت دراسات كثيرة احتواءها على مواد منشطة صنفت على أنها محرمة دوليًّا؛ بسبب التأثيرات المترتبة عليها صحيًّا ونفسيًّا واقتصاديًّا.
ويقول الهمداني: “إن مضغ القات والتدخين يضران بصحة الإنسان، ولا يعطيان أي مؤشرات إيجابية. لكن للأسف دخلت هذه العادات في كل تفاصيل حياة الشعب اليمني، فنجد القات والدخان حاضرين في اللقاءات الاجتماعية في أحزان الناس وأفراحهم”. ويستاء المدرب عبدالستار الهمداني عندما يلتقي بشباب مهتمين بالرياضة، ومع ذلك يمضغون القات.
أضرار القات والتدخين
وحول أهم الأضرار التي من الممكن أن تنتج عن تناول القات والتدخين، يوضح الهمداني لـ”صوت الأمل” أن تعاطي القات بكثرة يؤدي إلى اعتماد الشخص من الناحية النفسية على هذه النبتة؛ أي تنتج لدى الشخص رغبة دائمة في الاستمرار باستخدامها؛ للحصول على تأثيرها في رفع المزاج، بالإضافة إلى ظهور عدد من الأضرار الجانبية، مثل: الهوس، والهذيان، والشعور بالقلق والتوتر؛ لحدوث فرط النشاط والعدوانية.
متابعًا حديثه بـ: أن الكثير من متناولي القات يتعرضون إلى الإصابة بأمراض السرطان، بالإضافة إلى تضرر الرئتين التي تعدُّ المخزون الأساس للرياضي والشخص العادي، وقد يتسبب تناول القات في زيادة معدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأن هناك الكثير ممن يُعانون من أعراض أضرار القات الصحية، إذ نلاحظ في تفاصيل وجه متعاطي القات أنه نحيل، وخده مترهل، وعيناه مصفرتان.
غياب الأندية والحصص الرياضية
حمود عبد الله علي (أكاديمي رياضي) يؤكد أهمية حصة الرياضة للطلاب ويرى أنه يجب تفعيلها في جميع المدارس الخاصة والحكومية، حتى يبدأ الطالب باكتشاف موهبته وصقلها في مراحل عمره الأولى.
ويرجح علي لـ “صوت الأمل” أن عدم الاهتمام بالجانب الرياضي في المدارس، يعود لعددٍ من الأسباب أبرزها: عدم وجود معلمين مختصين، وتقتصر حصص الرياضة على لعب كرة القدم فقط، وعدم وجود ملاعب أو معدات رياضية، بالإضافة إلى إهمال جانب المنافسات الرياضية بين الفرق المدرسية، كما دعا في حديثه إلى التفاف المنظمات والجهات المختصة؛ لتفعيل دور الرياضة في المدارس الحكومية والخاصة بمختلف المراحل وتأهيل الشباب في مختلف الرياضات.
الرياضة اتزان نفسي وجسدي للإنسان
محمد الإيطالي (مستشار نفسي) يفيد أن للرياضة أهمية كبيرة في حياة الإنسان من الناحية النفسية والجسدية، وأن لها فوائد كبيرة جدًا خصوصًا بين فئة الشباب والمراهقين الذين يواجهون عدوًا كبيرًا هو الفراغ.
ويضيف محمد: يقود الفراغ شبابنا إلى الانخراط في مجاميع تقوم بممارسة العادات السلبية في محاولة منهم لإشباع رغباتهم، وقد يجدها الشباب في مجالس القات والتدخين، أيضًا في المجالس التي ترتبط بوسائل السوشيال ميديا، والعالم الافتراضي ولكن مايجهله الشباب حقيقة هو أن الرياضة هي الحل الوحيد للقضاء على الفراغ، وتحقق الاتزان الصحي بين الجانب النفسي والجانب الجسدي.
ثمَّ قال: إن ممارسة الرياضة وقاية لكثير من الأمراض، وتسهم في عملية حرق الدهون، والتخلص من السمنة، وتقوية عضلات الجسم، والوصول إلى جسم مثالي، ومن الممكن ان تخلصك الرياضة من السموم والفضلات المختزنة في الجسم عن طريق العرق والتبول، بالإضافة إلى فوائدها من الناحية النفسية، كتحسين المزاج، والتخلص من القلق والتوتر؛ لأن جسم الإنسان عندما يمارس الرياضة باستمرار تفرز مجموعة من الأحماض، وهناك حمض الجاما الذي يسهم في خفض التوتر والقلق ويعالج بعض من حالات الاكتئاب الخفيفة.
نصائح للشباب
الكابتن علي النونو (قائد المنتخب الوطني لكرة القدم سابقًا)، يؤكدأن الكثير من الشباب اليمني، قد يجهل أهمية التمارين الرياضية، ويتغافل عن ممارستها؛ وذلك لأسباب عديدة أهمها قلة التوعية بأهمية الرياضة، وعدم توفر المتنفسات الرياضية المجانية لممارسة الرياضة، ولكن لايمنع ذلك من أن تُخصَّص أوقات قليلة في حياة الشباب لممارسة الرياضة، فللرياضة أهمية كبيرة جدًا للياقة البدنية والصحية وتسهم في حماية جسم الإنسان من الكثير من الأمراض المختلفة.
ويقدم النونو عددًا من النصائح للشباب الرياضيين والشباب المقبلين على ممارسة الرياضة أبرزها :الحفاظ علۑ ممارسة الرياضة باستمرار، وجعلها روتينًا يوميًّا في الحياة، والاهتمام بالغذاء الجيد والسليم، والحرص على النوم والاستيقاظ مبكرًا، لما فيه من فوائد مهمة تعود على الجسم بالصحة، بالإضافة إلى احترام الوقت ورسم خطة وهدف للمستقبل، والابتعاد عن العادات السيئة والتفكير بما سينتج عنها من عواقب.
وبدوره يؤكد الكابتن سدادا الحلحلي (المشرف الرياضي في مدارس الرشيد الحديثة) أهمية التحاق الشباب بالأندية الرياضية والأكاديميات الرياضية لاختيار اللُّعبة المناسبة، التي تتلاءم مع قدراتهم البدنية، والاستفادة من أوقات الفراغ والإقلاع عن العادات السلبية.
38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…