واقع المحميات الطبيعية في اليمن
صوت الأمل – منال أمين
واستنادًا إلى تقرير صادر عن وزارة الزراعة والري 2015، فأن عدد المحميات الأساسية والمخطط لها في اليمن 59 محمية, كما وصل إجمالي مساحات تلك المحميات 31818.5 كيلو متر مربع, ونسبة الغابات والأحراش من إجمالي مساحة اليمن 7.00% حيث تبلغ مساحة اليمن حسب نظم المعلومات الجغرافية 455524 كيلو متر مربع .
وأوضح التقرير أن أهم مساحات المحميات الأساسية في اليمن تمثلت بـ ( سقطرى، حوف، جبل إرف، جزيرة كمران، بئر علي، شرمة – جثمون، عتمة، جبل برع، رأس عمران، حنيش الصغرى، العرماك، باب المندب، جبل الطير، قلنسية، رأس عمران، الحدية (ريمة)، الحسوة، بحيرة عدن، المملاح، الوادي الأكبر، خور بئر أحمد ) بمساحة إجمالية بلغت 5502.6 كيلو متر مربع.
“نتيجة التنوع الطبوغرافي لليمن يوجد تنوع في النظام البيئي وتنوع حيوي ذا أهمية وطنية بيئية واقتصادية وسياحية، وتشير الدراسات إلى وجود أكثر من 3000 نوع نباتي منها 15% نباتات متوطنة تخص اليمن فقط، كما تأوي البيئة اليمنية العديد من الحيوانات البرية والبحرية وقد أصبحت هذه الكائنات مهددة بالانقراض” . جاء ذلك في تصريح خاص من المهندس فاروق طالب علي (مدير إدارة التشجير في وزارة الزراعة والري).
و أشار لـ” صوت الأمل” إلى أن محافظة المهرة تعد أكبر منطقة تحوي مواقع محمية بنسبة 38%، وأكبرها محمية (حات) الصحراوية, كما أن المناطق التي أُعلِنت محميات طبيعية قد ساعدت في حماية الكثير من الموارد الطبيعية والوراثية الغابوية والحراجية .
كما أن هناك محمية حوف التي تعد مركزا للتنوع الحيوي الطبيعي المليء بالنباتات والحيوانات النادرة، التي تم إعلانها رسميا محمية طبيعية في 2005 ، وتعتبر من أكبر الغابات الموسمية على مستوى شبه الجزيرة العربية .
ويستوطن في محمية حوف أكثر من 65 نوع من الطيور ، ومايزيد عن 250 نوع من النباتات المتنوعة الفريدة من نوعها وذات الأهمية الغذائية والطبية على المستوى المحلي .
وللحفاظ على المحميات هناك حاجات وأولويات رئيسة وجب القيام بها، حيث يوضح المهندس فاروق أهمية إشراك المجتمعات المحلية وملاك الأراضي في أنشطة المحميات الطبيعية، وتدريب الكوادر العاملة في المحميات الطبيعية وتأهيلها للحفاظ عليها بالطرق الصحيحة، ورصد الميزانية الكافية لإدارة المحميات، والاستعانة بالمنظمات الدولية في كيفية إدارة وتقسيم المحميات، والتنسيق الفعال بين الإدارات والمؤسسات والجامعات والهيئات العاملة في مجال المحميات الطبيعية، والتوسع في إنشاء محميات كافية بحيث تمثل البيئات النباتية, وحصر النباتات الطبيعية في المحميات حصرًا شاملًا مع إبراز المعلومات في خرائط جغرافية عالية الدقة.
التحديات والعوائق
إن أهم التحديات التي تمر بها المحميات في اليمن خلال هذه الفترة، هي تهدم وتدهور البنية التحتية للمحميات البحرية, والاصطياد الجائر واستخدام الأسلحة النارية, وعدم إنشاء الطرق الفرعية التي تربط بين مناطق المحميات البحرية والطريق العام, وإتلاف بيئات المحميات البحرية بفعل الاستخدام السيئ للمبيدات نتيجة لجرف السيول، وتدمير الشعاب المرجانية والقضاء على الأسماك المصاحبة لها, وتدهور غابات الشورى بسبب الاحتطاب والرعي الجائر.
ويشير م/ فاروق إلى أهم العوائق التي تواجه عملية إنشاء المحميات وتحسين نظام المحافظة عليها، والمتمثلة في ملكية وحيازة الأراضي لملاك يصعب التفاهم معهم وإقناعهم بالتخلي عنها, وضعف دور الدولة وعدم تطبيق الأنظمة والقوانين التي تحمي بموجبها المصادر الطبيعية في المحميات والمناطق الطبيعية العامة، وضعف البنية التحتية للمحميات وعدم توفير البيئة الملائمة للعمل وصعوبة تسوية الصراعات على المصالح.
تقرير وزارة التخطيط والتعاون الدولي (قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية) نوفمبر 2020 ـ أهداف التنمية المستدامة في اليمن أشار إلى أن اليمن يعد من الدول التي وقعت على اتفاقية التنوع البيولوجي في 1992، وصادقت عليها في 1995، كما وضعت استراتيجية وطنية وخطة عمل لتنفيذها في 2005 ، وحدثها في 2017.
كما أوضح التقرير أن الظروف الاستثنائية والتدهور الاقتصادي والبيئي، بالإضافة إلى التدمير الذي لحق بالبنية التحتية وتأثير استخدام المواد الكيميائية والمواد المتفجرة كل ذلك يضع ضغوطًا كبيرة على البيئة الطبيعية عمومًا والتنوع البيولوجي بوجه خاص.
جزيرة سقطرى
تعدُّ جزيرة سقطرى أكبر محمية طبيعية في العالم واليمن على وجه الخصوص، حيث صُنِّفت 37% من النباتات فيها متوطنة أو فريدة من نوعها في المنطقة, وأعطيت لقب (غالاباغوس المحيط الهندي) وجرى تحييدها من الصراع الحالي لأنها مدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي, لكن القوى العسكرية انتشرت فيها في عام 2018 فازداد الخطر عليها حاليًّا، حيث اقترح الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة والموارد الطبيعية إضافة الجزيرة إلى قائمة التراث العالمي المعرض للخطر نظرًا إلى عدد من التهديدات الأساسية بينها التنمية غير المنضبطة وانتشار الأنواع الدخيلة الغازية وآثار تغير المناخ. وذلك وفقًا إلى تقرير اليونسكو 2019.
مرت الجزيرة (أرخبيل سقطرى) بمراحل كثيرة على مستوى العالم، حيث أُعلنت ضمن المناطق المهمة عالميًّا في مؤتمر قمة الأرض في البرازيل عام 1991، كما أعلن اليونسكو عام 2003 الأرخبيل محمية الإنسان ومحيطة الحيوي على مستوى شبة الجزيرة العربية آنذاك، وأعلنها اليونسكو 2008 موقع تراث طبيعي عالمي، وفي العام نفسه أعلنت محمية (ديطوح) ضمن محميات الأراضي الرطبة، وحُدِّد 22 موقعًا مهمًا للطيور فيها، واختيرت الجزيرة ضمن 10 أجمل مواقع في العالم وحصلت على المرتبة الأولى بين كل المواقع عالميًّا.
وفي تقرير للهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى حول خطة تقسيم مجموعة جزر سقطرى إلى مناطق للحماية البيئية والتنمية (المناطق البرية)، ذكر أن عملية تقسيم جزيرة سقطرى لمناطق الحماية والتنمية ضمن قرار رئيس الجمهورية رقم 275 لعام 2000 يهدف إلى حماية التنوع الحيوي لمجموعة جزر سقطرى، وحماية سلالات الأنواع النادرة والمتوطنة لعناصر البيئة في الأرخبيل، حيث تنقسم إلى ثلاث مناطق رئيسة (محمية استخدام الموارد، المتنزهات الوطنية، وحماية الطبيعة) لضمان حماية الخصائص المهمة للبيئة في مناطق الجزيرة.
وتتألف الجزيرة من (محمية حومهل، محمية ديطوح، محمية سكند، محمية سراهن، محمية منجروف، وادي شوعب، نيت، جبل صالح/ عبدالكوري، سمحه، درسه، كعل فرعون، صابونيه).
واقع محميات عدن
المهندس فيصل الثعلبي (مدير هيئة حماية البيئة في عدن) يستعرض لـ”صوت الأمل” أشهر المحميات الموجودة في مدينة عدن وتتضمن ( محمية الحسوة البيئية, محمية المملاح، محمية خور بئر أحمد، ومحمية بحيرات عدن).
ويقول: إن محمية الحسوة البيئية التي تبلغ مساحتها 185 هكتارًا تعد إحدى محميات الأراضي الرطبة المعلنة رسميًّا بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (249) لسنة 2008م والخاص بإعلان محميات الأراضي الرطبة وإنشائها وإدارتها بمحافظة عدن، وتقع في مديرية المنصورة، حيث ساعدها موقعها المتميز في المخرج النهائي لتصريف مياه الصرف الصحي المعالجة إلى وجود غطاء نباتي كثيف فيها.
“ويعمل الغطاء النباتي على حجز الملوثات المرافقة لمياه الصرف الصحي بين جذوع الأشجار، ويساعد على التخفيف من شدة الرياح الموسمية على المناطق المجاورة للمحمية، ويقع في خط سير هجرة العديد من أنواع الطيور المهاجرة من قارة آسيا وأوروبا إلى أفريقيا التي تجد من موقع المحمية ملاذًا آمنًا للراحة والغذاء وبخاصة في موسم الهجرة الشتوية”. وفقًا للثعلبي.
وحول النظم البيئية الحيوية في محمية الحسوة البيئية يشير الثعلبي إلى أنه يقدر عدد النباتات النامية طبيعيًّا في المحمية نحو 23نباتًا تتبع تسع عوائل نباتية ويعدُّ أكبر غطاء نباتي يتحمل الملوحة، كما توجد أكثر من 39 نوعًا من الطيور في المحمية منها أربعة أنواع مهددة بخطر الانقراض عالميًّا هي: النورس أبيض العينين Larusleucopthalmus, أبومنجل المقدس, Threskiornisaethiopicus بلشون أسود الرأس, Ardeamelanocephala النحام الصغير Phoenicopterus minor، وهناك العديد من الأحياء البرية كالأرانب البرية والثعالب والزواحف والعقارب والخفافيش.
وحول واقع المحمية يقول الثعلبي: إن المحمية تعرضت لتدهور سريع مع بداية عام 2014م بانتهاء أعمال مشروع برنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية الممول من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، إذ كان المشروع يساعد المجتمع في تنفيذ العديد من الأنشطة منها نشاط السياحة البيئية فكان هناك عدد من المستفيدين، كما تدهورت في بنيتها التحتية مع بداية الصراع 2015، حيث تعرضت للتدمير والنهب والسرقة لكل الأصول الأساسية في المحمية وإحراق أشجارها.
وفيما يتعلق بمحمية المملاح الطبيعية فهي تحتوي على إحدى أقدم الصناعات البحرية (صناعة الملح البحري)، الذي يسهم إنتاجه في زيادة الناتج الإجمالي للدخل القومي، ناهيك من اعتماد شريحة واسعة من المجتمع المملاح مصدر رزق أساس لمعيشتها؛ وتبلغ المساحة الإجمالية للمحمية 943.582 هكتارًا.
ويضيف الثعلبي: أن المحمية تتألف من مسطحات مائية ومناطق حضانة، تكون ملاذًا آمنًا لارتياد العديد من الطيور المائية المستوطنة والمهاجرة، وتعدُّ إحدى عوامل مراقبة السلامة البيئية للبحار وخصوصًا من التلوث، كما تؤدي دورًا في تلطيف الجو وتخفيض درجة الحرارة وخصوصًا في فصل الصيف.
“ومن الضغوطات التي مرت على المحمية غياب الدراسات وبرامج التدريب المتعلقة بتطوير صناعة الملح، وانتشار بعض الملوثات من حين لأخر داخل المحمية ومحيطها وفي القنوات”. وفقًا للثعلبي .
محمية خور بئر أحمد (الفارسي) البالغة مساحتها 1173.15 هكتار تعد إحدى محميات الأراضي الرطبة الممتدة على الشريط الساحلي لمدينة عدن، تمتاز بوجود الأحياء البحرية.
وأضاف الثعلبي: أن المحمية ينتشر فيها نبات سم الدجاج, العصل، كما أُدخلت العديد من النباتات للمحمية مثل الديمن والقطن الحبشي, والمريمرا, وبونسيانا, نخيل البهش؛ وتستقبل عددًا من الطيور المتنوعة مثل الزقزاق الاسكندراني, والطيطوي أحمر الساق, وآكل المحار, وخرشنة بحر قزوين , والبلشون الرمادي, والنورس أسود الرأس, وكروان الماء الأوراسي, والنورس السويدي الفاحم، السنونو , الشقراق وغيرها من الطيور، وتحتضن تنوع غني بالأسماك ذات جودة كخيار البحر بأنواعه المختلفة وأبو مقص كبير الحجم، وبقرة البحر، وحصان البحر، وصدفة اللولو، والشعب المرجانية، والإسفنجية والظفري بأنواعه.
وفيما يتعلق بالتحديات يقول: تواجه المحمية عمليات سطو على أراضيها، وغياب التخطيط الحضري وانتشار العشوائية في البناء، وتصريف مياه المجاري مباشرة إليها، ورمي مخلفات القمامة فيها، والاصطياد العشوائي، وتناقص أعداد الطيور بسبب قلة الغذاء.
وحول محمية بحيرات عدن الطبيعية يشير الثعلبي إلى أن المحمية التي تشتهر باسم محمية البجع تعد من أهم الأراضي الرطبة في عدن، وتتكون من بحيرتين (البحيرة الشمالية والبحيرة الجنوبية) في مساحة إجمالية بلغت 110.11هكتار، حيث تمتاز بأهميتها البيئية والحيوية التي يتغذى منها العديد من أنواع الطيور المهددة بخطر الانقراض عالميًّا.
وأضاف: تضم المحمية مناطق حضانة وتكاثر للعديد من الأحياء البحرية من أسماك وقشريات ورخويات، وحديقة طبيعية مهمة لتطوير السياحة البيئية، ولها أهمية علمية وتعليمية للباحثين والمهتمين والطلاب، كما لها مميزات مناخية وجيولوجية تساعد على حماية الطيور المهاجرة من تقلبات الطقس من رياح وعواصف وتغييرات المد والجزر القوية.
“وتعاني محمية بحيرات عدن حاليًّا من عمليات الردم التي تعرضت لها خلال السنوات السابقة، ورمي مخلفات الهدم والبناء ومخلفات القمامة داخل حرم المحمية، واصطياد الطيور المهاجرة التي ترتاد المحمية”.
استطلاع.. ازدياد نسبة التلوث في البيئة بنسبة 89 %
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر …