ترشيد استخدام المياه ودورها في تحقيق الأمن الغذائي: استخدام الطرق غير التقليدية لعملية الري بمياه الصرف الصحي المعالجة
صوت الأمل – حنين أحمد
مع ازدياد كمية التناقص الشديد للموارد المائية في اليمن، زادت الحاجة الى معرفة وسائل وطرق بديلة لري الأراضي الزراعية أكثر من أي وقت مضى، عبر استخدام الطرق الغير التقليدية مثل المياه المالحة، ومياه الصرف الصحي المعالجة، ومياه البحر، وذلك بعد العمل على تحويلها الى موارد يعود بالفائدة على البيئة والمزارعين ويسهم بنتائج تحقق الأمن الغذائي.
الدكتور أمين يحيى راجح الخبير الوطني في مجال المياه والبيئة يوضح أسباب استخدام بعض المزارعين المياه المعالجة في ري المحاصيل الزراعية، ويستعرض طرق المعالجة والاسباب البيئية والصحية التي ينتج عنه استخدام هذه الطريقة بالري.. قائلاً: تعد المعالجات القائمة على المياه بديل من البدائل التي تدخل ضمن المصادر المائية المتاحة لتخفيف الضغط القائم على المياه العذبة، وبما يسهم في تحقيق محور وهم من محاور تحقيق الامن الغذائي، حيث يتم معالجة مياه الصرف الصحي معالجة جيده وامنه ومستدامه صحياً وبيئيا.
مع العجز المستمر الذي تعاني منه اليمن في توفير المياه، أزداد تفاقم هذا الوضع على كلا من الزراعة وإنتاج الأغذية الذي يعتمدان على عملية الري، وبالتالي على عملية تحقيق الأمن الغذائي.
يوضح راجح: أن نسبة المياه العادمة في اليمن تقدر بحوالي 73.8مليون م3 حسب تقديرات مشروع إدارة مساقط المياه 1999، وحالياً تقدر بـ 150 مليون م3، وأن عملية المعالجة يجب ان تتم بطرق علمية متبعة، حيث ضعف المعالجات واستخدامها بطرق خاطئة قد تتسبب كوارث بيئية وصحية كبيرة.
التحديات
وحول التحديات التي تواجه عملية المعالجة بطرق سريعة وأكثر كفاءة وصحية.. يقول: أن قصور وإهمال محطات المعالجة في كل المحافظات اليمنية، وتدني نوعية المياه المعالجة الخارجة من المحطات نتيجة لزيادة الحمل من كمية المياه الداخلة للمحطات المعالجة بسبب النمو السكاني في المدن، وغياب أدارة التشغيل والمختصين المكلفين بعملية المعالجة، وأيضاً نقص المعدات والأجهزة والمختبرات الحديثة، كل ذلك ساهم في تدني عملية المعالجة بالشكل المطلوب، ويحتاج للكثير من العمل والتصحيح.
وأضاف: أن استخدام المياه المعالجة في الري حالياً تتم بشكل عشوائي دون إشراف زراعي، وعدم العمل ضمن الشروط والقواعد العلمية المتبعة في عملية استخدام المياه العادمة بالري، الامر الذي قد يسبب اضرار صحية على الانسان والحيوان والتربة.
” أن نظام المعالجة للمياه العادمة تتم عبر طريق برك الأكسدة التي تعتبر أرخص الأنظمة والأكثر انتشاراً، خصوصاً في المناطق الدافئة وذو المساحات الكافية، كما أن هناك طريقة أخرى تعتمد على نظام المعالجة الميكانيكية، ويستخدم هذا النظام في محافظتي صنعاء وإب، ويعتمد على التهوية الممتدة أو البكتيريا النشطة.”.. هذا ما أشار اليه الخبير أمين راجح.
تأثيرات بيئية
كما أوضح: أن هناك تأثيرات بيئية وصحية قد تحصل أثناء عملية إعادة استخدام المياه العادمة بشكل عشوائي دون الأخذ بعين الاعتبار مواصفات المياه، وجودته، ونوعية الأراضي المستهدفة في عملية الري، ونوع الاشجار والمحاصيل التي تروى بكميات من المياه المعالجة العشوائية التي قد تتسبب تملح للأراضي، وتدهور خصائصها وتدني احتياجاتها، مما يجعلها غير صالحة للزراعة، وذلك بفعل تراكم الأملاح وانتشار الكثير من الحشرات والامراض.
مضيفاً: أن عدم استخدام وسائل الأمان أثناء عملية الري بهذه المياه، يؤدي إلى انتشار الكثير من المشاكل الصحية مثل الكبد والبلهارسيا والتيفويد والعديد من الأمراض البكتيرية والفيروسية والطفيلية والأمراض الجلدية بين العاملين في هذا المجال وبين المزارعين، ويزاد هذا التأثير يوماً بعد يوم خصوصاً عند التلامس المباشر والاحتكاك، خصوصا للفئة العمرية الأقل من 14 عاما، وللمواشي.
معالجات وتوصيات
يستعرض الخبير البيئي أمين راجح عدد من المعالجات والتوصيات التي تسهم في الحد من انتشار الأخطاء للحفاظ على بيئة صحية جيدة وضمان الاستفادة من المياه العادمة في ري الأراضي الزراعية.. حيث قال: أن عملية تكثيف وتعزيز جوانب التوعية حول ضرورة الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية يعد من أهم المعالجات التي تحافظ على صحة الانسان والحيوان وايضا التربة الزراعية.
واكد على ضرورة تعزيز دور المؤسسات والجماعات والأفراد عبر إبراز الإرشادات العملية عبر وسائل الأعلام المختلفة، والقيام بأجراء فحوصات ميدانية لكشف الأمراض الناتجة عن التلوث نتيجة التعامل بعشوائية مع المياه، والعمل على سرعة توسيع محطات المعالجة لتستوعب المزيد من المياه العادمة، والتي تؤدي إلى تحسين المخرج ونظافة البيئة، والتقيد بنمط المعالجة المتعارف عليه الذي يضمن تقليص المخاطر الصحية والبيئية إلى الحد الأدنى، وتحسين نوعية المياه الخارجة من خلال تخفيض مستوى الاملاح في مياه الصرف مما يؤدي الى تقليص مخاطر تملح التربة، و الالتزام بالمعايير الدولية للمعالجات بحسب منظمة الصحة العالمية والمعايير المحلية وهو اقل من 1000-100مل .
كما أكد راجح: أنه يجب القيام بمراقبة وضبط المخالفين، وتحديد أنواع المحاصيل التي تسقى بمياه الصرف الصحي، التي تضمن انتاجية صحية ، واستخدام الطريقة التبادلية اثناء عملية الري وذلك عبر ري المحاصيل بالمياه المعالجة في فصل الشتاء ومياه الامطار والسيول في الصيف لتحسين خواص التربة، وعمل غسيل للتراكمات الملحية ، كذلك التسميد بالسماد العضوي للأراضي المروية بهذه المياه، وارشاد المزارعين الى تجنب حش الاعلاف والرعي المباشر للحيوانات الا بعد 21 يوم ، وهي بمثابة فترة أمان.
70% يؤكدون أن استمرار الصراع يعد من أبرز التحديات التي تواجه اليمن في تحقيق الأمن الغذائي
أوضحت نتائج استطلاع الرأي العام التي نفذته إدارة الأعلام التابع لمركز يمن انفورميشن سنتر ل…