أيادٍ ناعمة تواجه التحديات لتعلن عن وجودها في عالم المشاريع
صوت الأمل – سماح عملاق ومنال أمين
أيادٍ ناعمة تدخل عالم المشاريع بكلِّ إصرار وتحدٍّ ، وتواجه كلَّ عوائق الحياة ونظرة المجتمع إليها، لتبيِّن للجميع أنها قادرة على خلق فرص عمل تناسب قدراتها وإمكاناتها في مختلف المجالات والتخصصات في مشاريع قد تكون صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في هدفها وتأثيرها .
أكثر من 25 عامًا مع البهارات أمُّ صالح المفلحي (مالكة مشروع صغير من عدن) أسست لنفسها شهرة كبيرة تعدَّت حدود اليمن لتصل إلى المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر خلال أكثر من 25 عامًا من الكفاح والإصرار على إثبات الذات بوصفها امرأة تمتلك مشروعًا.
بدأت أمُّ صالح مشوارها في عالم التجارة عن طريق مشروعها الصغير الذي كان عبارة عن بيع بعض البهارات المختلفة التي تقوم بشرائها من محافظتي أبين وصنعاء وطحنها في منزلها ثمَّ بيعها بأسعار معقولة على زبائنها في المنطقة، ليشتهر صيتها في أكثر من منطقة بعدن لتصل إلى حدود المحافظات والدول.
وتستعرض أمُّ صالح حكايتها مع تأسيس المشروع ، فتقول :” كانت البداية من تأزّم حالتنا المعيشة التي أصبحت صعبة في فترة التسعينيات فكان لابد من وجود مصدر يدرُّ علينا المال، حيث جاءت فكرة بيعي للبهارات في منطقتي بعد علمي بعدم وجود محالات خاصة ببيع البهارات في المديرية التي كنت أقطن فيها تلك الفترة” .
وتضيف: “بدأت أجلب بعض البهارات (الحبوب) الخاصة بالأكلات العدنية من محافظة أبين وصنعاء وتعز، وأقوم بطحنها يدويًّا وأعملُ على تكييسها وبيعها للزبائن على مستوى الحي بمساعدة أهلي وعائلة زوجي، ومع مرور الزمن تطور مشروعي من بيع البهارات فقط إلى بيع دقيق الذرة (الشامية) وطحنه، والمكسرات وبعض المنتجات اليدوية ، وحاليًّا أملك أكثر من ست طواحين داخل المنزل”.
وحول تصدير المنتجات إلى الخارج تقول: “مع مرور الزمن زادت ثقة عملائي بعملي الذي يعتمد على استعمال المنتجات الأصلية من البهارات والذرة، وتغليفها بطريقة تحافظ على قيمتها الغذائية ونكهتها المتميزة، الأمر الذي أسهم في تطوير المشروع ليصل إلى استقبال حجوزات بكميات كبيرة لأغلب المحافظات اليمنية وبعض دول الخليج العربي ومصر وهذا سرُّ نجاحي”.
معجنات أم مهند
أمُّ مهند (صانعة معجنات من إب) تقول: “بدايتي كانت متواضعة فقبل عامين تقريبًا شجعتني ونشرت لي إحسانُ المنصوب الشهيرة بـ”Sona Cake”. وعملي في الحقيقة هواية تمرستُ عليه عن طريق مشاهدة بعض مواقع التواصل الاجتماعي”.
تشرح أمُّ مهند تجربتها بالقول: “أعمل في صناعة المعجنات كـ ( البيتزا، المعمول، مبشورة، بنت الصحن، سندوتشات، بيتفور، كعك، حلا السجاد، تمرية، وأقماع الجبن، كروسان، باجية وغيرها )، وما زلت أطور من أعمالي يومًا بعد يوم، وحاليًّا أنا أعول أسرتي بمشروعي الصغير هذا بعد أن ضاق بنا الحال بسبب الأوضاع”.
وتكمل: “يُسوَّق عملي عن طريق النت ووضع الحالات على الواتساب ، وأبيعُ ما أقوم بصناعته في محل الجماعي للإكسسوار في أسواق مكة بالمحافظة “.
وحول الصعوبات تضيف: “الأمر في البداية كان صعبًا للغاية وكانت هنالك خسائر مادية بسبب ضعف التمويل وعدم بيع ما أقوم بصنعه لعدم معرفة الزبائن بجودة العمل، لكن حاليًّا تحسَّن كلُّ شيء. إن أكبر مشكلة ممكن أن يعانيها أيُّ مبتدئ في أيِّ عمل هي التسويق لأن الشهرة مهمة ، فمادام الشغل متقنًا إذ أهتم به من ناحية الطعم والشكل فلابد له من تسويق يوازيه”.
واختتمت حديثها برسالة وجهتها لكل امرأة قائلة:” إن أيَّ امرأة تمتلك موهبة عليها أن تنمِّيها وتطوِّرها لتدرَّ عليها الكسب الحلال في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد”.
فضِّيات هدى الخولاني
هدى الخولاني (صائغة فضِّيات من محافظة إب) تقول : “لم أحضَ حتى بالشهادة الابتدائية لكنِّي أجيد القراءة والكتابة وبدأَتْ موهبتي في صناعة الفضِّيات من المنزل مع تأزّم حالتي النفسية نتيجة لظروف أسريّة صعبة، فذهبتُ أبحث عن عملٍ يشغل فراغي بشيءٍ أحبه وأهواه وكانت إكسسواراتي”.
تكمل هدى:” أوَّل طقمٍ (عقد) فضِّي لي كان من مكونات سهلة لا تزيد عن حبات من الخرز وقطع بديلة للفضة، وأوَّل مشاركة كانت في معرض لمكتب الثقافة بمحافظة إب فبراير الماضي”.
تصف هدى بعض ردود أفعال المحيطين بها بقولها: “بدأتُ عملي سرًّا عن المجتمع المحيط بي وهذه كانت إحدى الصعوبات التي واجهتني، ولم يدعمني أحد، فقد وقفتُ وحيدةً على قدمي ــ ماديًا ومعنويًاــ وأسست لي شهرة متواضعة كوني في مجتمع صغير لا يدعم عمل النساء ومواهبهن غالبًا، وما زلتُ أواجه هذه العراقيل، وما زلت مستمرة نحو التقدم “.
إنَّ أغلب أطقمها مخططة مسبقًا بالورقة والقلم، وتظل “كماشتها” هي الأداة الوحيدة التي لا تستغني عنها في تشكيل وصياغة فضياتها. تقول: “إن أعمالي الفضية تجسِّد التراث اليمني بماضيه الأصيل مع إضفاء لمسات عصرية جديدة وهذا ما لفت انتباه العملاء لأعمالي” .
ترتيل للروائح
(ترتيل للروائح العدنية) بهذا الاسم الذي اختارته “ جنات العنتري “ لمشروعها الخاص في مدينة عدن أعلنت عن مشوارها في عالم التجارة وسوق العمل، بعد مرحلة طويلة من الكفاح تحدَّت خلالها كل الصعوبات المادية والمجتمعية .
جنات تحكي قصتها التي بدأت في 2018م عندما شاركت ببرنامج تدريبي من تمويل “وكالة المنشآت الصغيرة والأصغر” لتستلم دعمًا يسيرًا أسهم في فتح مشروعها الخاص المتمثل في بيع البخور والعطور العدنية من منزلها في تلك الفترة، متحدية كل الصعوبات التي واجهتها كونها أرملة ولديها ثلاثة أولاد تسعى إلى توفير مصدر رزق لهم.
وتضيف :” بعد وفاة زوجي في الحرب لم يعد لدينا معيل، الأمر الذي جعلني أبحث عن مصدر رزق لأولادي بعد مرحلة خذلان مرت علينا”.
تطور مشروع جنات خلال هذه السنوات ليصل إلى فتح محلٍّ متواضع في أحد المولات وتوسع إلى بيع (طبخات البخور العرائسي وخلطات العطور ومخمريات فرنسية وروائح خليجية وأشياء أخرى) وتُسوِّق جنات لبضعتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتستقبل حجوزات من داخل وخارج البلاد وتقوم بشراء بعض البسطات والمحلات الصغيرة في المول ثم تؤجِّرها بأسعار معقولة على أصحاب المشاريع الصغيرة كنوع من الدعم والمساعدة لهم .
ريشة تهاني البعداني
تهاني البعداني فنانة تشكيلية من إب عضو في منظمة “ريشتي بصمتي” في ليبيا، أستاذة في مجال الفنون وتعمل في رسم الجداريات، خريجة بكالوريوس تربية فنية في جامعة إب.
تتحدث عن بداياتها في الرسم بقولها :”لا أنسى بداياتي وإن كانت ضعيفة، فقد كنت دائمًا أرسم على الورق، وكانت أول لوحة لي بالألوان المائية في الصف الثامن فزتُ بها في مسابقة على مستوى المدارس في مجال الأنشطة المدرسية، أما أوَّل لوحة ظهرت على النور هي لوحة استخدمتُ فيها تقنية النسيج “.
توضح تهاني :”اللوحة مصنوعة من خيوط النسيج الطبيعية الخيش (الشوال)، ورأت النور عندما ظهر دكتوري في الجامعة بمقابلة صحفية مع “صحيفة الحياة” واختار لوحتي لتوضع في المقال، كنت في قمة السعادة لأن إحدى لوحاتي ظهرت في الصحافة”.
وبوصفها فنانة تشكيليَّة دوليَّة تقول عن نفسها :”أوّل مشاركة دوليَّة كانت في الفعالية الدولية لصورة العالم (روما، إيطاليا) وقد وُضِعتْ اللوحة التي شاركت بها وسيرتي الذاتية في كتاب الفعالية”.
تابعت قائلة: “المشاركات الدولية كثيرة منها: الفعالية الدولية لصورة العالم عين شمس روما إيطاليا عام2014م ، و تمثيل اليمن في ملتقى الإبداع الدولي الرابع أتليه في القاهرة 2018م والتنظيم والمشاركة في معرض سفراء الفن التشكيلي اليمني في الكويت والمشاركة في المعرض التشكيلي الثاني لقافلة الفن التشكيلي اليمني المتنقل الذي أقيم في ثلاث دول: صنعاء والقاهرة والرياض مطلع العام الماضي”.
56% يؤكدون أن المشاريع الصغيرة تُساهم في مكافحة الفقر والبطالة
صوت الأمل – رجاءمكرد بيَنت نتائج إستطلاع إلكتروني أجرته صحيفة “صوت الأمل” التا…