المصالحة الوطنية .. بعين اليمني المغترب
صوت الأمل – حنين أحمد
الوصول إلى مصالحة وطنية شاملة – لإنهاء الصراعات والعيش بسلام – مطلب شعبي طال انتظاره”.. هذه دعوات المغتربين اليمنيين في معظم الدول العربية , والتي تفاوتت بين متفائل وفاقد للأمل في تنفيذ المصالحة الوطنية التي أصبحت حلم يراود أبناء الوطن المحرومين من العودة إلى وطنهم.
(صوت الأمل) استطلعت آراء كثير من المغتربين اليمنيين – في عدد من الدول العربية – للخروج بنتيجة مفادها: الإجماع على أهمية تحقيق المصالحة؛ لتحقيق الأمن المنشود، الذي يخدم كل أبناء الوطن ويخفف من معاناته في الداخل والخارج.
العمل على تحقيق المصالحة
(الدكتور محمد عبد الودود: 76 عاما: من تعز: مقيم حاليًّا في مصر) يقول: منذ بداية الصراع في اليمن 2015، تفاقمت سوءا الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، لكل أبناء الشعب دون استثناء, وهو مازال يعاني ـ إلى الآن ـ من كثير من المشاكل والصعوبات والتحديات.
وحول أهمية المصالحة يؤكد: نرجو أن يكون ثمة مصالحة حقيقية تسهم ـ وبشكل فعال ـ في وضع حل جذري لكل التحديات التي تمر بها البلاد.. وتحقق حياة كريمة للمواطن، يسودها الاستقرار والأمان .. والعمل المشترك على التخلص من المطامع والمصالح الشخصية والفوضى.. التي تصعب من تحقيق المصالحة.
ويضيف: لا يمكن أن نصل إلى هذه المرحلة؛ إلا أذا استثمرنا (بشكل حقيقي) الثروة البشرية المتوفرة بالبلاد؛ وذلك لتثبيت وجود دولة يحكمها القانون المدني، ونظام يقوم بتنظيم علاقات الناس فيما بينهم وبين الدولة.. إضافة إلى تعزيز الإيمان بأن المستحق الأكبر للولاء هو الوطن دون سواه؛ لذا لابد أن نتصالح مع أنفسنا قبل كل شي, وأن يتقبل بعضنا بعضًا، من أجل تحقيق التنمية والتعايش.
تقديم تنازلات وفرض القانون
(سامية محسن محمد: 43 عاما: من عدن) مغتربة منذ ست سنوات في جمهورية مصر العربية.. تعمل حاليا معلمة في إحدى المدارس الخاصة بالقاهرة، بعد خروجها الطارئ من مدينتها (تعز) بسبب الوضع الأمني.. حول أهمية المصالحة الوطنية تقول: لن تكون مصالحة على المدى القريب؛ لان ثمة أطرافًا مستفيدةً من اندلاع واستمرار الصراع في اليمن.
وتؤكد: لا بد لكل الأطراف، أن تقدم التنازلات اللازمة لتحقيق المصالحة الحقيقية, وإنهاء هذا الخصام؛ كون ملكية الدولة للجميع والوطن يتسع لجميع أبنائه.
في ذات السياق (محمد صالح: من رداع 35 عامًا) يعيش في مصر منذ حوالي ثلاث سنوات , ويعمل في مجال العقار.. يقول: لتحقيق المصالحة، لابد من تطبيق القوانين, وفرض النظام بشكل كامل على كل الجهات.. والتخلص في اتخاذ القرارات من العشوائية، التي لا تصب في مصلحة المواطن. وإلزام جميع المواطنين والفرقاء والأطراف.. بالقانون الذي يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة.
الوعي بأهمية المصالحة
اليمن أصبحت غير مستقرة, ولا يتوفر فيها أي مقومات للعيش.. بهذه العبارات ( نبيل شرف: 26 عاما: من صنعاء: مقيم في المملكة العربية السعودية: وصاحب محل زينة سيارات في اليمن) يرى وضع اليمن من وجهة نظره.. ويضيف: لا أعتقد أنه ستكون أي مصالحة بين فرقاء البلاد؛ وذلك لعدم وجود نية من الأطراف المتنازعة، لتحقيق المصلحة في الوطن.
ويؤكد: المصالحة الوطنية لن تتحقق، إلا إذا كان بوعي كبير بأهميتها في هذه المرحلة, ووجود ولاء حقيقي من الشعب بأكمله لأجل الوطن, وليس لأجل شخص أو قبيلة أو حزب.
توافقه الرأي (ذكرى محمد: 33 عاما: من إب: مقيمة في مصر) إذ تقول: ستكون مصالحة، فقط إذا اتفق الجميع على حب الوطن ككل.. وقدموه على حب الذات أو المصالح.
وتضيف: لابد من الالتزام بالضوابط والقوانين الصارمة، التي تلزم الجميع بفرض الشراكة الحقيقية لبناء الوطن من جديد, وعدم الخروج عنها؛ فالدولة والقانون من يحكم اليمن، والقوه الحقيقية تكمن في قوه العلم والتعليم، عندها سيستشعر كل الأطراف والناس (بشكل عام) أهمية تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
كما يرى (عبد الوهاب سيف: 28 عاما: من ذمار: مقيم في الأردن) أن كل الأطراف في اليمن، يجب أن تكون صاحبة القرار في إيقاف الصراع , وعليها أن تبدأ تنفيذ المصالحة والشراكة الفعلية؛ من أجل إعادة البناء والتنمية.. ويضيف: وهذا الأمر لن يتحقق إلا بالشراكة الحقيقية، وقبول الآخر.
في ذات السياق (عايدة الشيباني: 52عاما: من تعز: سافرت إلى مصر لتلقي العلاج) تقول: أنها لم تستطع العودة إلى اليمن؛ بسبب الظروف المعيشية الصعبة، بسبب استمرار الصراع في تعز, فاضطرت للبحث عن عمل في مصر؛ لتتمكن من العيش في وطن آخر, وتتجرع المعاناة بشكل مضاعف، بعيدا عن وطنها وأهلها.
وحول رأيها في تعزيز المصالحة تقول: لا تصالح مادامت بعض الأطراف، مازالت تستفيد من معاناة الشعب.. ولابد من وجود مبادئ وولاء وطني, ومسؤولية حقيقية لهذا الشعب؛ باعتبار كل الأطراف مسؤولة عما يعانيه؛ ولأن كل راع مسؤول عن رعيته.
وللمغتربين دور
وحول دور المغتربين – في نشر الوعي بأهمية تفعيل المصالحة الحقيقية بين أبناء الوطن – (البتول مرشد: 33 عاما: من تعز: مقيمة في الأردن) تقول: ستكون مصالحة وطنية بين مختلف الأطراف، وفرقاء العمل السياسي بمشاركة الجميع.. وللمغتربين دور حقيقي وهام في ذلك: يتمثل في نشر التوعية اللازمة حول كيفية أهمية إشراك كل الجهات الفاعلة والمؤثرة.. على تحقيق المصالحة الوطنية.. والتقليل من تأثير الصراع، على جميع أفراد الشعب اليمني، في داخل الوطن وخارجه.
وتضيف: ستتحقق المصالحة الحقيقية؛ فقط إذا قدمت كل الأطراف المتصارعة مصلحة الوطن على المصالح الأخرى.. و سيتم التصالح، عندما يشعر الجميع بأن الصراع – في الحقيقة – عبثي، ولا جدوى من الاستمرار فيه، سوى خلق أعداد أكبر من الضحايا وتفاقم المعاناة. ثمة كثير من التساؤلات – التي تدور في أذهان المغتربين – حول أهمية المصالحة في التخفيف من معاناتهم في الخارج، وتسهيل عودتهم إلى ارض الوطن، والمشاركة في عملية التنمية والإعمار.. ويبقى السؤال: المصالحة الوطنية بين الأطراف المتنازعة: حلْم ، أم حقيقة؟
حوالي 90% من المواطنين يؤكدون أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في اليمن
أكد ما يقارب 90% من المواطنين اليمنيين، أهمية تحقيق (المصالحة الوطنية) لحل الأزمة اليمنية …