قضية هجرة الشباب في اليمن في سطور (صوت الأمل)
حنين الوحش – صوت الأمل
شهدت اليمن في الآونة الأخيرة موجة متزايدة من هجرة الشباب إلى الخارج، ظاهرة تعكس حجم الأزمة التي يعاني منها الشعب اليمني في ظل استمرار الصراع الذي دخل عامه العاشر. شباب في مقتبل العمر، من المفترض أن يكونوا في المدارس والجامعات، باتوا يتوجهون نحو دول مجاورة، مثل السعودية، بحثًا عن فرص عمل وحياة أكثر استقرارًا.
البطالة وانعدام الأمن كانا الدافعين الرئيسيين لهذه الهجرة غير الشرعية؛ إذ يجد الشباب أنفسهم عالقين بين مطرقة الفقر وسندان البطالة، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي وغلاء المعيشة في معظم المحافظات اليمنية الذي زادا من وطأة الأزمة ودفع هؤلاء الشباب إلى سلك طرق محفوفة بالمخاطر، علّهم يجدون حياة تزيل عنهم غبار المآسي التي يعيشونها.
التحديات والعوامل
تناول العدد 65 من صحيفة “صوت الأمل” ظاهرة هجرة الشباب اليمني من زوايا متعددة، مسلطًا الضوء على الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب إلى الهجرة، التحديات التي تواجههم أثناء رحلتهم، والآثار المترتبة على الأفراد والمجتمع ككل، والدور الذي تلعبه المنظمات الرسمية وغير الرسمية في دعم هذه الفئة والحد من تأثيرات الظاهرة.
كما يحلل العدد الدوافع الاقتصادية التي تُعد أحد أبرز أسباب هجرة الشباب اليمني؛ إذ يعاني العديد من الشباب من البطالة وضعف الفرص الاقتصادية في الوطن جراء الصراع المستمر والارتفاع الكبير في أسعار السلع والخدمات، التي جعلت من الهجرة خيارًا للعديد من الشباب بحثًا عن حياة أفضل ومستقبل أكثر استقرارًا. أضافة إلى الدوافع النفسية والاجتماعية المتمثلة في الشعور بالإحباط واليأس، نتيجة للصراع المستمر وفقدان الأمل في تحسين الظروف الحياتية داخل اليمن.
وخصص العدد مساحة لاستعراض التحديات والحلول التي تواجه الشباب في هجرتهم من مختلف الجهات؛ إذ يوضح أن هناك صعوبات في الحصول على تأشيرات دخول التعرض للاستغلال في بلدان المهجر، إضافة إلى مشاكل قانونية تتعلق بالإقامة والعمل، وضعف المعرفة في حقوقهم خاصة في الدول المضيفة، الأمر الذي يعرضهم للاستغلال من أرباب العمل، والاستمرار في العمل بظروف قاسية، كما تم استعراض بعض الحلول من وجهة نظر خبراء وذوي الاختصاص من أجل تحسين وضع الشباب اليمني في دول المهجر عبر توفير فرص التعليم والتدريب المهني، وتسهيل وصولهم إلى أسواق العمل وتوفير برامج الدعم النفسي والاجتماعي، التي تساعدهم على التأقلم مع ظروف المهجر، مع توفير معلومات حول حقوقهم لمساعدتهم على التكيف والاندماج في مجتمعاتهم الجديدة.
وفي ظل استمرار الصراع في اليمن اندفع العديد من الشباب إلى التفكير في الهجرة بحثًا عن الأمان والاستقرار، فقد تم تدمير العديد من البنى التحتية في اليمن، الأمر الذي جعل الشباب يتخوفون من مستقبل مجهول في وطنهم، وأدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
هنا يأتي دور المنظمات الدولية والمحلية في دعم الشباب المهاجرين من اليمن، عبر تقديم الخدمات لهم، وقد تضمن الدور توفير المأوى والرعاية الصحية، وتأمين التعليم للأطفال، فضلاً عن توفير الدعم النفسي والاجتماعي للحد من معاناتهم وتوثيق حالات انتهاك حقوق الإنسان والمساعدة في الحصول على الدعم الدولي.
الأدوار المؤثرة
وركز العدد ايضاً دور المؤسسات الرسمية في اليمن التي تُعد جزءاً من حل قضية الهجرة؛ إذ يسعى البعض إلى تسهيل إجراءات السفر والهجرة، وتوفير الإرشادات للمهاجرين في كيفية الاندماج في البلدان المضيفة وآليات التعاون بينها وبين المنظمات لتقديم المساعدة للمهاجرين.
ودور وسائل الإعلام في استعراض معاناة المهاجرين اليمنيين في الخارج عبر التقارير الإعلامية، ورفع الوعي حول حقوق المهاجرين اليمنيين، والتي بدورها تسهم في الضغط على الحكومات والمنظمات الدولية لتوفير الدعم اللازم.
وعلى الرغم من أن الهجرة تُعد ظاهرة تهم الشباب بشكل عام، إلا أن النساء اليمنيات يواجهن تحديات خاصة، منها القيم الاجتماعية التي قد تحد من حرية تنقل النساء إلا أن هناك نسبة كبيرة منهن يضطررن للهجرة بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية ومع الهجرة، وتواجه النساء مشاكل إضافية مثل صعوبة الوصول إلى حقوقهن القانونية في دول المهجر، إضافة الى تعرضهن للاستغلال أو العنف.
وعبر تنفيذ العديد من التقارير تم استعراض أوجه نظر مختلفة أوضحت أن بالنسبة للكثير من الشباب اليمني، يُعد التعليم أحد الأسباب الرئيسية للهجرة؛ إذ أن الدراسة في الخارج تتيح لهم فرصة التوسع في معارفهم واكتساب مهارات جديدة، مما يساعدهم على تحسين فرص العمل عند العودة إلى وطنهم أو الاستقرار في الخارج، وذلك عبر الابتعاث إلى دول أخرى، كما يمكن للشباب اليمني الحصول على تعليم أكاديمي أو مهني متقدم وبناء مستقبل مهني أفضل.
كما أن النزاعات الاجتماعية والنفسية هي إحدى العوامل التي تدفع الكثير من الشباب للهجرة النزاع والفقدان المستمر للأحبة، إضافة إلى نقص الفرص في اليمن، يعمقان الإحساس بالعزلة واليأس لدى الشباب، ما يؤدي إلى تفكيرهم في مغادرة البلاد وقد تسبب الهجرة في الكثير من الأحيان خللًا في التركيبة الأسرية؛ إذ قد يضطر بعضهم إلى ترك أسرهم خلفهم في اليمن أو في مناطق أخرى من المهجر وهذا يخلق توترات نفسية ومالية للأسر خصوصا تلك التي تعتمد على الدعم المالي الذي يقدمه المهاجرون.
في الختام، قدم الخبراء في مختلف المواد الصحفية أراء متنوعة في كيفية معالجة قضية الهجرة وخاصة لفئة الشباب؛ إذ يوصي البعض بتوفير بيئة اقتصادية مستقرة داخل اليمن عبر تعزيز المشاريع التنموية ودعم الشباب لخلق فرص العمل في مختلف المجالات والتخصصات، بينما يرى آخرون ضرورة تكثيف الدعم للمنظمات المحلية والدولية التي تركز على إعادة تأهيل الشباب وتوفير فرص تعليمية داخل البلاد.
الشباب في الهجرة؛ بين البحث عن فرص عمل ومواجهة التحديات
أحمد باجعيم – صوت الأمل الهجرة إلى الخارج أصبحت فعلًا واحدة من أبرز الظواهر بين الشب…