73.2% من المشاركين يعتقدون أن التراث الغنائي في اليمن يعكس الهوية الثقافية اليمنية بشكل كبير
صوت الأمل – يُمنى الزبيري
يعد الفن الغنائي واحدًا من أقدم الفنون في التاريخ وأكثرها تعبيرًا، وهو يعكس ثقافة الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم على شكل كلمات وألحان تحكي قصصهم، وتعبِّر عن مشاعرهم لتنتقل من جيلٍ إلى آخر. ونرى هذا في اختلاف الطابع الغنائي في كل مناطق العالم وتأثره بتاريخ كل منطقة وحضارتها.
وعند الحديث عن تأثر الفن الغنائي بتاريخ الشعوب وحضارتها، فإن التراث الغنائي اليمني مثال واضح على ذلك؛ فهو يعد واحدًا من أقدم الفنون الغنائية في المنطقة. وعلى حسب التقديرات، يعود تاريخ الفن الغنائي اليمني إلى الألف الأول قبل الميلاد، كما يتميز بأنماطه الفريدة، وتنوعه؛ فلكل منطقة في اليمن طابعها الغنائي الخاص بها.
وعلى الرغم من الأهمية التاريخية والثقافية لهذا التراث، فقد أصبح يعاني من الكثير، لا سيما في الآونة الأخيرة. وإلى جانب الإهمال وغياب الوعي الثقافي، أثَّر الصراع القائم في اليمن على هذا الفن بصورة كبيرة.
على إثر ذلك، نفذت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي بـ”يمن إنفورميشن سنتر” استطلاعَ رأي بعنوان (التراث الغنائي في اليمن)؛ لمعرفة آراء عينة من المجتمع اليمني حول الأمر ومعرفة مدى أهميته في عكس الثقافة اليمنية.
أُقيم الاستطلاع على عينة بحثية بلغت (123) شخصًا، كان أكثر المشاركين فيه من الإناث بنسبة 61.5% مقابل 38.5% من الذكور. وكانت الفئات العمرية للمستطلَعين متفاوتة، فـ41.5% منهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 26-35 عامًا، و28.5% منهم تراوحت أعمارهم ما بين 18-25 عامًا، و17% كانت نسبة المشاركين من الفئات العمرية ما بين 36-45 عامًا، وبنسبة 10.6% لمن أعمارهم ما بين 46-65 عامًا، وبنسبة 2.4% فقط لمن هم فوق الـ 65 عام.
أما عن المؤهل الدراسي، فكان أغلب المشاركين من الحاصلين على شهادة البكالوريوس بنسبة 51.2%، ثم الحاصلين على شهادة الدراسات العليا بنسبة 33.9%، ونسبة 8.3% للطلاب الجامعيين، 5.8% للحاصلين على شهادة على الثانوية العامة وفقط بنسبة 0.8% للحاصلين على الشهادة الإعدادية فأقل.
وبالنسبة للنطاق الجغرافي للاستطلاع، جاءت العينة من تسع محافظات، هي: صنعاء بنسبة 49.6%، تعز بنسبة 28.5%، عدن بنسبة 8.1%، الحديدة بنسبة 4.9%، حضرموت بنسبة 3.3%، لحج بنسبة 2.4%، إب 1.6%، وبنسبة 0.8% فقط لكل من شبوة وحجة.
النتائج الرئيسة
في البداية، قال 77.2% من المشاركين في الاستطلاع إن من المهم الحفاظ على التراث الغنائي اليمني، في حين قال 17.9% إن أهمية الحفاظ على التراث الغنائي اليمني متوسطة، فيما 3.3% من المشاركين فيعتقدون أن الحفاظ على التراث الغنائي في اليمن غير مهم، أما عن نسبة 1.6% المتبقية فقد قالوا إنهم لا يملكون أي فكرة حول الموضوع.
وعن دور التراث الغنائي اليمني في عكس الهوية الثقافية لليمن قال 73.2% إنه يعكس الهوية الثقافية بشكل جيد، في حين يعتقد 24.4% إنه يعكس الهوية الثقافية لكن ليس بشكل كافٍ، وفقط 2.4% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن التراث الغنائي اليمني لا يعكس الهوية الثقافية لليمن على الإطلاق.
هذا ويعتقد 66.7% من المستطلعين إن التراث الغنائي اليمني للإهمال، لا سيما في الوقت الحالي، فيما يعتقد 28.5% يعتقدون أن التراث الغنائي اليمني يتعرض للإهمال، لكن ليس بشكل كبير، أما عن نسبة 4.8% المتبقية فقد قالوا إنهم لا يملكون أي فكرة حيال هذا.
أما عن اهتمام الأجيال الجديدة بالتراث الغنائي اليمني قال 69.1% من المشاركين في الاستطلاع يتلقى اهتماما كبيرًا من الأجيال الجديدة، 30.1% من المشاركين في الاستطلاع اتجهوا إلى القول بأن التراث الغنائي لا يلقى أي اهتمام من الأجيال الجديدة، وفقط 0.8% من المشاركين قالوا إنهم لا يملكون أي فكرة.
وعند مقارنة الأغاني اليمنية التقليدية بالنسخ المحدثة لها، فقد فضل 67.5% من المشاركين الأغاني التقليدية، في حين قال 32.5% إنهم يفضلون النسخ المحدثة.
أما عن أهم العوامل التي تسهم في الحفاظ على التراث الغنائي اليمني فقد كانت إجابات المشاركين في الاستطلاع كالآتي:*
- الترويج للتراث الغنائي اليمني، بنسبة (74%).
- التوعية والتثقيف، بنسبة (71.5%).
- التوثيق والأرشفة للأعمال الفنية اليمنية، بنسبة (52.8%).
- تقديم الدعم الحكومي والمؤسسي، بنسبة (43.9%).
في الختام، اتفق المشاركون في الاستطلاع على أن التراث الغنائي في اليمن من أهم جوانب التراث اليمني التي تعكس بشكل كبير الهوية والتاريخ الثقافي لليمن، وأنه يجب الحفاظ على هذا التراث والعمل على إظهاره؛ لأنه سيسهم بشكل كبير في نقل التراث اليمني إلى العالم.
* سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بـ 100%
الصراع وتأثيره على التراث الغنائي في اليمن
الفنان جابر علي أحمد فنان وناقد موسيقي (مستشار عدد التراث الغنائي في اليمن) ل…