‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الأدب في اليمن رحلة المرأة اليمنية في عالم الأدب؛ تاريخ وتحديات وإنجازات

رحلة المرأة اليمنية في عالم الأدب؛ تاريخ وتحديات وإنجازات

هبة محمدصوت الأمل

في عالم الأدب اليمني، تشكل المرأة الأديبة ركيزة أساسية تبرز في سماء الإبداع بتألق لا مثيل له؛ فتاريخ المرأة الأديبة في اليمن يحمل في طياته قصصًا ملهمة عن نساء عزيزات على قلوب القرّاء، تحدثنَ عن تجاربهنّ وأفكارهنّ بأسلوب ينبض بالحياة.

عبر العصور، شهدت اليمن ظهور نساء أديبات مبدعات، يعكسن تراثًا ثقافيًا غنيًا، وتطلعات نحو عالم من الفكر والإبداع، فقد انطلقت النساء الأديبات في اليمن بخطى ثابتة نحو تحقيق مكانتهنّ في عالم الأدب؛ إذ جسدنَ بأقلامهنّ قصصًا تعبّر عن قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة.

 تاريخ الإبداع الأدبي للمرأة

تاريخ المرأة الأديبة في اليمن حافل بالتحديات والإنجازات، على الرغم من التقاليد الاجتماعية التي غالبًا ما كانت تحدُّ من مشاركة المرأة في الحياة العامة، فإنّ هناك العديد من الكاتبات والشاعرات اليمنيات اللاتي تركنَ بصمتهنّ في الأدب اليمني والعربي.

كتب أستاذ الأدب والنقد المشارك في كلية الآداب بجامعة عدن، الدكتور عبدالحكيم باقيس في كتابه (ثمانون عامًا من الرواية في اليمن)، نصًا جاء فيه: “نصف قرن من الكتابة السردية الأنثوية تاريخ يدلُّ على مدى زمني كبير قياسًا بخصوصية الواقع اليمني، لكن حصاده ضئيل للغاية، ممّا يشير إلى إشكالية الكتابة الأنثوية في مجتمع قبلي ذكوري، لا يستمع إلا لصدى صوته وحده، وذلك سيجعل على الكاتبات اليمنيات مهمة شاقة في تحطيم جدار صمتهنّ، وتمثيل همومهنّ ومعاناتهنّ بأنفسهنّ، في ظل المجتمع القبلي، الذي يعيد إنتاج القهر والاستبداد على نفسه، مما سيبرر النزعة الأنثوية”.

وأوضح باقيس أنه مرَّ حتى الآن ما يقارب نصف قرن منذ ظهور أول نص قصصي كتبته امرأة يمنية بعنوان: (ظالم يا مجتمع)، وقد نشرته الكاتبة في صحيفة (صوت الجنوب) 3/9/1961م، مكتفية بالرمز لاسمها بحرف الفاء، تدفعها خشية الإعلان عن اسمها أمام المجتمع الذي صرخت في وجهه وصمته بالظلم.

وذكر أيضًا أنّ أول مجموعة قصصية تعود إلى عام 1970م للقاصّة شفيقة زوقري بعنوان: (نبضات قلب)، وأول رواية كتبتها امرأة فترجع إلى مطلع السبعينيات من القرن الفائت عندما نشرت رمزية عباس الإرياني رواية (ضحية الجشع)، ومنذ السبعينات طال صمت النساء في كتابة الرواية، حتى جاءت التسعينيات، وفاتحة القرن الحالي التي مثلت البداية الحقيقية لإبداع المرأة في المجالات الأديبة كافة، ومثلت الميلاد الحقيقي للرواية النسوية اليمنية.

ولفت باقيس إلى أبرز الروايات التي ظهرت في التسعينات بقوله: “فيما كتبته عزيزة عبد الله من روايات: (أحلام نبيلة 1997م، أركنها الفقيه 1998م، وطيف ولاية 1998م، وتهمة وفاء2002م، وعرس الوالد 2004م)”.

ويكمل: “وفي عام 2000م نشرت نبيلة الزبير روايتها بعنوان: (إنّه جسدي)، ثم توالت الجهود الروائية النسوية، فقد كتبت هند هيثم ثلاث روايات: (ملوك 2003م، حرب الخشب 2004م، الأنس والوحشة 2006م)، ونادية الكوكباني روايتين: (حبٌّ ليس إلّا 2006م، وعقيلات 2009م)، أما في مجال المرأة اليمنية الشعري، فإنّ أول ديوان شعري هو ديوان (خيوط في الشفق) لميمونة أبو بكر الحامد 1978م، تلاه ديوان (قيد وانعتاق) لياسمين راجح في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي”. 

وأشار أيضًا إلى أنّ هذين أول ديوانينِ شعريينِ مطبوعينِ، ويرى أنّ تاريخ الإبداع الشعري للمرأة اليمنية يمكن أن يعود إلى تواريخ قبل ذلك، وأنّ من الملاحظ الفارق الزمني الكبير بين الديوانيين، ما يشير إلى مدى تعثر الحركة الإبداعية الشعرية النسوية في اليمن، شأنها شأن الإبداعات السردية.

من جهتها تشاركنا الحديث الكاتبة عيشة صالح مؤكدة على ما سبق بالقول: “وفي الستينيات والسبعينيات شهدت هذه المدّة تحولًا ملحوظًا في وضع المرأة اليمنية في مجال الأدب؛ إذ بدأت تشارك بشكل أكبر في الحياة العامة، بما في ذلك المجال الأدبي، ظهرت أسماء لامعة مثل فاطمة العشبي، التي تعدُّ من أوائل الشاعرات اليمنيات اللاتي أعلنَّ عن أنفسهنّ صراحة، ولم يقتصر دور المرأة اليمنية على الشعر، بل امتدَّ إلى الرواية والقصة القصيرة”. 

أيضًا عن تطور دور المرأة اليمنية في الأدب عبر العصور لفتت عيشة بالقول: “تطور دور المرأة اليمنية في مجال الأدب على مرِّ العصور بشكل تدريجي ومركب، إذ كان لها دور مهم في الحفاظ على التراث الشفوي والثقافة الشعبية في الماضي، ومع بداية القرن العشرين، شهدت النساء اليمنيات تطورًا أكبر في مجال التعليم والثقافة، ممّا سمح لهنّ بالدخول في مجال الكتابة الأدبية بشكل أكثر بروزًا، وفي العقود الأخيرة ازداد حضور المرأة اليمنية في الأدب بشكل ملحوظ، إذ أصبحت هناك أصوات نسائية قوية في الشعر والرواية والقصة القصيرة”.

 وعن أبرز المحطات التاريخية التي شهدتها المرأة اليمنية كمبدعة وكاتبة أفادت عيشة بقولها: “من أبرز المحطات التاريخية التي شهدتها المرأة اليمنية كمبدعة وكاتبة هي مدة الأربعينيات والخمسينيات عندما بدأت بعض النساء في الظهور في الساحة الأدبية رغم التحديات الكبيرة”.

وتتابع: “بعد الاستقلال شهدت السبعينيات والثمانينيات نهضة أدبية للمرأة اليمنية مع ظهور كاتبات وخوض الكتابة الروائية؛ كعزيزة عبدالله، ونبيلة الزبير، وفي التسعينيات وما بعدها توسع دور المرأة في الأدب مع بروز أسماء جديدة؛ مثل نادية الكوكباني، التي قدّمت إسهامات مهمة في مجال الرواية اليمنية”.

وتؤكد ذلك ميسون الإرياني (شاعرة ومترجمة يمنية)؛ إذ ترى أنّ لليمن شاعرات كُثر برزنَ في مختلف الأوقات منذ السبعينات والثمانينات، وأنّ هناك نساء واجهنَ السلطة الذكورية المجحفة في ذلك الوقت، وصنعنَ لهنَّ أسماء قوية، وكافحنَ بقوة، لذلك يمكن للقارئ أن يطّلع على سير غزالة المقدشية، ورمزية الإرياني، وهدى أَبَلان، وابتسام المتوكل، وسوسن العريقي، ومليحة الأسعدي، ونجود القاضي، وغيرهنّ صعودًا إلى اليوم، على الرغم من انحسارهنّ في كل زمان أكثر وأكثر، وغياب الاهتمام بالأصوات الجديدة القليلة التي لم يهتم بها أحد.

وعن أبرز النساء اللاتي برزت أسماءهنّ قديمًا وتناولنَ قضايا المرأة اليمنية، أكدت أنّ هناك كاتبات مثل هدى العطاس، وأروى عثمان، قدّمتا أعمالًا أدبية ذات قيمة، وتناولتا قضايا المرأة اليمنية وهمومها، كما تناولتا مجموعة واسعة من المواضيع، بدءًا من القضايا الاجتماعية والسياسية وصولًا إلى قضايا المرأة الخاصة وهمومها وتطلعاتها، وقدمتا في هذه الأعمال رؤية نسوية فريدة للمجتمع اليمني وما به من خصوصية.

تحديات

تقول الكاتبة عيشة صالح: “واجهت المرأة اليمنية تحديات عديدة منعتها من المشاركة الفعّالة في الحياة الأدبية؛ فالتقاليد الاجتماعية والقيم السائدة، التي غالبًا ما كانت تركّز على دور المرأة كربة منزل، كانت تشكّل عائقًا كبيرًا أمام طموحاتها الأدبية”.

 وأوضحت أنّه على الرغم من ذلك بدأت تظهر في المشهد الأدبي بشكل خجول في منتصف القرن العشرين، وذلك بالتزامن مع التغيرات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد، وكانت هذه البدايات تتميز بالكتابة تحت الألقاب المستعارة أو بشكل مجهول، خوفًا من ردود الفعل المجتمعية.

وعن كيف تعامل المجتمع اليمني مع المرأة كأديبة ومؤلفة، أوضحت أنّ تعامل المجتمع اليمني يتباين مع المرأة الأديبة؛ إذ تواجه المرأة الأديبة في بعض المناطق قيودًا اجتماعية وثقافية تحول دون مشاركتها الكاملة في الساحة الأدبية، ومع ذلك، هناك تحسن ملحوظ في قبول المرأة ككاتبة وأديبة، خصوصًا مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدت على نشر أعمالهنّ، وجذب جمهور أوسع.

 ولفتت إلى تأثُّر أعمال الكاتبات اليمنيات بشكل كبير بالظروف الاجتماعية والثقافية في اليمن؛ إذ تعكس العديد من هذه الأعمال التحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع، بما في ذلك القيود الاجتماعية، والعنف، والتمييز، وهذا ما نلاحظه في الأعمال الأخيرة سواء في السرد أو في الشعر؛ من إثارة موضوعات من زوايا جديدة لم تكن تُطرَق من قبل.

حالة الأدب في اليمن

“تعيش الساحة الأدبية اليمنية في الوقت الراهن حالة من الانحدار الشديد، وعودة إلى الوراء بصورة لم يكن يتخيلها أحد؛ إذ إنّ الأدباء والأديبات اليمنيين يعانون اليوم ضغطًا هائلًا، يتمثل في السعي المستميت لتأمين لقمة العيش، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الوطن، فالكتابة لم تعد (تؤكّل عيشًا)، ولم تعد تضمن أي نوع من الاحترام أو التقدير للأديب أو الأديبة. الجهات الثقافية لم تعد تلعب دورها كما ينبغي”. هذا ما أوضحته الشاعرة الأرياني في سياق حديثها عن حال الأدب في اليمن.

وتضيف: “أنّ دور المرأة اليمنية كمؤلفة وأديبة في إثراء الساحة الأدبية اليمنية قد غاب تمامًا في الوقت الحالي، حتى إذا بدت موجودة بشكل بسيط، فإنّ إسهاماتها لا تنافس ولا تقدم شيئًا ملموسًا إلا ما ندر”.

وتأسف الإرياني في حديثها؛ إذ تقول:” أعتذر عن التشاؤم الذي قد ينتاب القارئ من كلامي، ولكن أتمنى أن يثبت الزمن لي أنني مخطئة، كلما حاولت قراءة شعر لشاعرة، أشعر كما لو أنني أشاهد نهاية مشهد جميل ومؤثر، على الرغم من جماله الآسر، لكن للأسف، هذا هو الواقع الراهن القاسي الذي أشعر به”.

إنجازات ونجاحات

على الرغم من التحديات فقد استمرت الكاتبات اليمنيات في الإنتاج والإبداع، وحققنَ العديد من الإنجازات البارزة، وقد ذكرت الكاتبة عيشة أنّ لهنّ مشاركة فعّالة في المؤتمرات والندوات الأدبية على المستوى العربي والدولي؛ إذ قدّمن إسهامات قيمة وأفكارًا مبتكرة، ونُشرت أعمالهنّ في دور النشر العربية والعالمية، ممّا أسهمنَ في توسيع دائرة القراءة لأعمالهنّ، ونشْر صوتهنّ على نطاق واسع.

وتكمل: “الإسهامات الفعّالة في تأسيس الجوائز الأدبية التي تعزز الإبداع النسوي وتشجعه، دفع بالمزيد من النساء للتفوق والتألق في عالم الأدب، ورغم التحديات يستمر المشهد الأدبي للمرأة اليمنية في التقدم والتطور بشكل ملحوظ، إذ تظهر إرادتهنّ القوية وقدرتهنّ على تحقيق الإنجازات رغم العقبات التي تقف في طريقهنّ”.

تقول الإرياني: “لا شكَّ أنّ العديد من المؤلفات قد أسهمنَ بشكل كبير في تسليط الضوء على قضايا المرأة ودعم حقوقها، وهذا التوجه يمثل استثمارًا للأجيال القادمة، ستعرف الأجيال القادمة وتحترم جهودًا جبارة بُذلت من أجل كسر القيود ومنح المرأة حقوقها الكاملة وصوتها وقيمتها في المجتمع”.

وتتمنى أن تأخذ كل رواية مكانتها في عالم السينما الحديثة، مع إنتاج مقاطع فيلمية وترجمتها إلى لغة الصور المتحركة والواقع الافتراضي، لتواكب التطورات التقنية والاجتماعية والذكاء الصناعي، وهذه الطريقة يمكن أن تسهم في الحفاظ على حيوية فن الكتابة، ونقل الرسائل الثقافية والاجتماعية بطرق مبتكرة وجذابة، قبل أن يندثر هذا الفن إلى الأبد.

أيضًا هناك العديد من الإنجازات التي تحققت من أضواء الكلمات، تتجلى قصص نجاح مميزة، ترويها لنا عدد من الأديبات اليمنيات، منهنّ الكاتبة عيشة صالح محمد التي تحمل في قلبها عوالم من الإبداع والتميز.

بين صفحات رواياتها، تتلألأ قصتان مذهلتان، (دماء على المنصة) و(تحت الرماد)، تنطلقان في رحلة نحو النجاح والتألق، متسلحتينِ بقلمها السحري الذي يروي قصصًا تلامس أعماق القلوب.

مجموعتها القصصية الفائزة بجائزة يوسف إدريس، بعنوان: (لا وقت للبكاء)، تعكس قدرتها الفذة على خلق عوالم خيالية تأسر الألباب، وتبعث الأمل.

ووسط أضواء عالم الشعر، تتألق كشمس مشرقة؛ إذ حصلت على المركز الأول في القصيدة العامية في الدورة الأولى للشعر النسوي في عدن عام 2022م، تتراقص كلماتها بين الرقة والجمال، تروي قصائد تحمل بين طياتها عمق الإحساس وجمال البوح.

أما في عالم أدب الطفل والناشئة، تتحوّل كلماتها إلى قصص ساحرة، من (صديقي الجديد) إلى (حكايات ملونة) و (كوكب أخضر سعيد)، تأخذنا في رحلة ساحرة إلى عوالم البراءة والخيال، تروي لنا قصصًا تبث الفرح في قلوب الصغار.

رواياتها الناشئة تضفي بصمة خاصة على عالم الأدب، (ما وراء النفق الضوئي) و (مغامرة في دنافة)، تتنوع قصصها بين أوراق المجلات الشهيرة، مجلة البطل الصغير ومجلة غيمة؛ إذ تتألق بريشتها الرقيقة في ساحة القصص الشيّقة.

وفي مجال الكتابة الاجتماعية، تنثر حكاياتها بأسلوبها الراقي في كتابيها (إرشاد أسري) و(بعد الزواج وبعد الطلاق)، ترسم لوحة اجتماعية معبرة تلامس قلوب القرّاء، وتُثري الحوار الاجتماعي.

ننتقل إلى ميسون الإرياني، الشاعرة والمترجمة اليمنية الرائعة، التي رسخت اسمها في عالم الأدب بإنجازاتها المذهلة وإبداعها الفذ؛ إذ ترجمت إلهامها وعلمها الذي برعت فيه إلى قصائد تحمل بين طياتها عمق الإحساس ورونق الفكر.

من بين إصداراتها الرائعة، مجموعة شعرية تحت عنوان: (حِيَلْ) التي أصدرتها في عام 2017م عن دار مخطوطات في هولندا، ونالت الطبعة الثانية منها جائزة الدولة للشباب في نوفمبر من العام نفسه.

لا تقتصر إبداعاتها على هذا الحدّ، بل تمتد إلى مجموعة شعرية صادرة عن جائزة عبد العزيز المقالح للأدب بعنوان: (الموارب من الجنة) في عام 2013م، وديوان شعري بعنوان: (سأثقبُ بالعاشقين السماء) الذي صدر عن دار فراديس للطباعة والنشر في البحرين عام 2009م.

وقد تُوجت إنجازاتها بجوائز عديدة تؤكّد تألقها وإبداعها؛ إذ حصلت على جوائز مرموقة، مثل جائزة توليولا الإيطالية العالمية في دورتها السادسة والعشرين في عام 2021م، وجائزة الدكتور عبد العزيز المقالح للإبداع الأدبي في عام 2013م.

ميسون الإرياني، شاعرة نابضة بالحياة والكلمات، نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات والجوائز، مثل المركز الأول في الشعر بجامعة صنعاء وجامعة العلوم والتكنولوجيا، وحصولها على لقب: (شاعر العام 2010م) عن تجمع شعراء بلا حدود.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

الشاب ربيع؛ قصة شغف بالقراءة وسط تحديات الحياة

أحمد باجعيم – صوت الأمل القراءة تمثل أداةً أساسية لتطوير الذات وبناء المعرفة، وهي من…