‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الأسلحة في اليمن 83.2%من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن حمل السلاح في اليمن له علاقة وثيقة بالثقافة الشعبية اليمنية

83.2%من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن حمل السلاح في اليمن له علاقة وثيقة بالثقافة الشعبية اليمنية

صوت الأمل – يُمنى الزبيري

منذ قديم الزمان، ارتبطت حيازة السلاح بالعادات والتقاليد اليمنية ارتباطًا وثيقًا؛ إذ عُدَّ السلاح رمزاً للشرف والقوة والشجاعة، وواحدًا من أهم الإكسسوارات في الزي الشعبي اليمني للرجال، التي تعكس المكانة الاجتماعية لمرتديه. هذا كله جعل حمل السلاح إرثًا ثقافيًا ومجتمعيًا ثمينًا يُتوارث عبر الأجيال، وأُعطي له مكانة اجتماعية كبيرة؛ فقد استخدام السلاح كأداة لحل النزاعات القبلية في اليمن.

لكن مع مرور الوقت وبدء الصراع في اليمن، تغيرت هذه الدلالات بشكل كبير؛ ففي ظل الصراعات والنزاعات التي عصفت باليمن خلال العقود الماضية، تحول مفهوم السلاح في اليمن بشكل كبيرًا. وأدى انتشار الأسلحة بشكل غير منضبط إلى تفاقم الصراعات، وازدياد معدلات الجريمة، وتراجع الأمن والاستقرار في البلد. كما أسهم انتشار الأسلحة في تهميش دور القضاء والمؤسسات الرسمية في حل النزاعات.

على إثر ذلك، نفذت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي بـ”يمن إنفورميشن سنتر” استطلاعَ رأي بعنوان (الأسلحة في اليمن)؛ لمعرفة آراء عينة من المجتمع اليمني حول انتشار ظاهرة حمل السلاح والآثار السلبية المترتبة عليه، ودوره في زعزعة الأمن والاستقرار في البلد.

شارك في هذا الاستطلاع (214) شخصًا من مختلف أنحاء اليمن؛ مثَّل الذكور النسبة الأكبر من المشاركين بنسبة 58.4%، مقابل 41.6% للإناث. وتنوعت الفئات العمرية للمشاركين لتضمن الفئة العمرية بين 26-35 عامًا بنسبة 31.8% من المشاركين، وشكّلت الفئة العمرية بين 36-45 عامًا 31.8% أخرى. كما شارك 19.6% من الفئة العمرية بين 18-25 عامًا، و15.4% من الفئة العمرية بين 46-65 عامًا، بينما كانت نسبة المشاركة 1.4% فقط لمن هم فوق 65 عامًا.

من ناحية التعليم، كان الحاصلون على شهادة الثانوية العامة هم الفئة الأكثر تمثيلًا بنسبة 31.8%، يليهم الحاصلون على شهادة البكالوريوس بنسبة 29%، وشارك 23.4% من الطلاب الجامعيين، و8.8% من الحاصلين على الشهادات العليا، فيما اقتصرت نسبة المشاركة على 7% فقط للحاصلين على شهادة الإعدادية وما دونها.

شمل الاستطلاع 21 محافظة يمنية، كانت محافظة صنعاء صاحبة النسبة الأعلى من المشاركة بنسبة 29.4%. تلتها محافظة تعز بنسبة 11.2%، وإب بنسبة 6.5%، وذمار بنسبة 5.6%، وعدن بنسبة 5.1%. كما شارك 4.7% من محافظة الحديدة، و4.2% من البيضاء، و4.2% من ريمة، و4.2% من حجة، و3.7% من حضرموت، و3.7% من المحويت، و3.3% من الضالع، و2.8% من شبوة، و2.3% من إبين، و1.9% من الجوف، و1.9% من صعدة، و1.9% من لحج، فيما كانت نسبة المشاركة 0.9% من المهرة وعمران ومأرب، و0.7% فقط من سقطرى.

النتائج الرئيسة

يرى 88.8% من المشاركين في الاستطلاع أن انتشار الأسلحة في اليمن كبير وواسع، ويُعتقد أن هذا الانتشار يعود إلى الأسباب الآتية:[1]

  • ثقافة حمل السلاح، بنسبة 67.3%.
  • الصراع المستمر في البلاد، بنسبة 50%.
  • ضعف الرقابة، بنسبة 41.6%.

في حين اعتقد 10.3% أن انتشارها متوسط، و0.9% فقط قالوا إن انتشار الأسلحة في اليمن ضعيف ومحدود.

أما عن تأثير الصراع في انتشار السلاح في اليمن، 77.1% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن استمرار الصراع في اليمن أثَّر بشكل كبير على زيادة انتشار السلاح في اليمن، و17.3% قالوا
إنهم يعتقدون عكس هذا، وفقط 5.6% قالوا إنهم لا يملكون أيَّ فكرة حيال الأمر.

وبالتاكيد أن هناك الكثير من التأثيرات السلبية التي تواجه اليمنيين بسبب انتشار الأسلحة في اليمن، وهذه التأثيرات حسب آراء المشاركين في الاستطلاع كانت كالآتي:*

  • تهديد الأمن المجتمعي، بنسبة 62.6%.
  • انتشار العنف، بنسبة 61.7%.
  • التأثيرات النفسية والاجتماعية السلبية، بنسبة 46.7%.

وعلى الرغم من هذه التأثيرات يرى 83.2% فإن حمل السلاح باليمن له علاقة وثيقة بالثقافة الشعبية اليمنية، في حين يعتقد 15.9% عكس ذلك، وفقط 0.9% قالوا إنهم لا يملكون أي فكرة حيال الأمر.

في الختام، اتفق المشاركون في الاستطلاع على أن لحمل السلاح مكانة كبيرة في التكوين المجتمعي اليمني، لكنهم انقسموا حول مدى إيجابية هذه المكانة أو سلبيتها؛ فمن ناحية، عدَّ بعضهم أن السلاح رمزًا للشرف والقوة والشجاعة، وأنَّ حيازته تعزز مكانةَ الفرد في المجتمع. كما رأى البعض الآخر أن السلاح ضروري لحماية النفس والممتلكات، خاصة في ظل انتشار الأسلحة وانعدام الأمن في بعض المناطق. لكن من ناحية أخرى، أشار المشاركون إلى مخاطر انتشار الأسلحة، مثل تفاقم ظاهرة الجرائم والنزاعات القبلية، وزعزعة الأمن والاستقرار. كما أكدوا ضرورة وجود قوانين صارمة لتنظيم حيازة السلاح واستخدامه. بشكل عام، قضية السلاح في اليمن قضية معقدة ومتعددة الأوجه وحلها يتطلب مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والأمنية.


    *   سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بـ 100%

 

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

إستراتيجية نمو خطر السلاح في اليمن

محمد عبد الودود العبسي خبير في مجال التوعية الأمنية (مستشار عدد الأسلحة في اليمن) ترتبط أص…