الأول من يوليو يوم الأغنية اليمنية.. يوم الاحتفاء والفخر
صوت الأمل – أفراح بورجي
يشكل يوم الأغنية اليمنية، الذي يصادف الأول من يوليو، احتفاءً لكل اليمنيين، ومناسبة مهمة تجسد أهمية التركيز على التراث الغنائي اليمني المتنوع؛ إذ يعد الفن الغنائي التراثي في اليمن حديث المجتمع اليمني في وسائل الإعلام ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، والاحتفاء به يعد تأصيلًا للأغنية اليمنية، ويسهم في إخراجه من عبق الماضي إلى تحديثات الحاضر، بوصفه هوية المجتمع اليمني.
نبذة تعريفية عن يوم الأغنية اليمنية
تم تأسيس يوم الأغنية اليمنية في الأول من يوليو عام 2021، بمبادرة الناشط والشاعر الغنائي اليمني لؤي النزاري، الذي عُرف بنشاطه في مجال الموسيقى والغناء مع مجموعة من الفنانين والشعراء والملحنين والناشطين والمؤثرين. وتهدف الفكرة إلى الاحتفاء بالأغنية اليمنية بمختلف مناطقها ومدارسها وألوانها، وذلك في يوم محدد من كل عام.
وقد تم إطلاق الفكرة من خلال منشور على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، دعا فيه النزاري جميع المواطنين والفنانين اليمنيين إلى الاحتفال بالأغنية التراثية اليمنية بجميع ألوانها، التي تعد من أغنى التراثيات العربية، والعمل على توثيق التراث الغنائي اليمني، وحفظه للأجيال القادمة.
وقد تفاعلت الجهات الحكومية، ممثلة بوزارة الإعلام والثقافة والسياحة، مع المبادرة وأهدافها، وأصدرت قرارًا قضى بتحديد الأول من يوليو يومًا وطنًيا للاحتفاء بالأغنية اليمنية في كل عام.
يقول أحمد فضل ناصر -من مكتب الثقافة في محافظة لحج-: “لقد وضعت قيادة وزارة الثقافة تاريخًا محددًا للاحتفاء بالأغنية اليمنية من كل عام؛ للتذكير بأهمية الحفاظ على هذا التراث من الاندثار، والتشجيع على الابتكار والإبداع في مجال الفن الغنائي اليمني الذي كان غائبًا عن الأذهان على مدى مراحل متعددة”.
مشيرًا إلى أهمية الاحتفاء بيوم الأغنية اليمنية الذي يأتي مع وضع صعب تمر به البلاد من مختلف الجوانب، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وغيرها. ويهدف هذا اليوم إلى تذكير الأجيال الجديدة بخلود الأغنية اليمنية التراثية وبمميزاتها وجمالياتها من كل الجوانب ومدى انتشارها في الداخل، مع تحديث بعضها وتطويرها خارجيًا، وأداء معظمها بأصوات غير يمنية، والتذكير أيضًا بأهمية أرشفتها بعدما أصبحت سلعة سهلة للسطو عليها لمن أراد.
أهمية يوم الأغنية اليمنية في الواقع اليمني
يقول أحمد فضل عن هذا الأمر: “أهمية هذا اليوم بالنسبة للشارع اليمني ضعيفة جدًا؛ لعدم إيلائه الاهتمام المطلوب من قبل الجهات المعنية، ولضعف التحضيرات للاحتفاء به بالصورة المطلوبة، إذ يمر اليوم كسائر الأيام لدى اليمنيين، على الرغم من الميزانيات المرصودة لهذا النوع من الأيام من الدولة، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بمن بقيَ من الفنانين من معاصري الزمن الجميل والاكتفاء بعناصر مكررة وقريبة من قيادة الوزارة، منهم في الداخل أو في الخارج، مع تجاهل بعض فناني الزمن الجميل من الأحياء لإثراء المهرجانات”.
من جانب آخر يقول مراد العقربي -فنان وملحن-: ” الأغنية اليمنية ذات أصول عربية عميقة ضاربة في جذورها في التاريخ؛ فالأغنية اليمنية ممتدة ومتأصلة وصامدة وذات متغيرات وخصوصية بحتة من ناحية المقامات والأوزان الفريدة من نوعها، كما تكتمل الأغنية التراثية برقصات تعبر عن عمق التراث الغنائي في اليمن، ومن تلك الرقصات التي يشتهر بها الفن اليمني التراثي (رقصة البرع، الكوكباني، الشوباني، الرزحة، ورقصة الزربادي وغيرها من الرقصات اليمنية)، وقد تم تركيب الغناء على تلك الرقصات في فترات تاريخية”.
وأضاف العقربي: “ستظل الأغنية اليمنية ظاهرة ثقافية متواصلة وفريدة من نوعها على مستوى العالم؛ لأنها لا تجسد إرثًا تاريخيًا عريقًا وحسب، بل وتشكل رابطًا إنسانيًا يجمع اليمنيين بعضهم ببعض وتعبر عن مشاعرهم. ولا نستطيع القول إن هناك موسيقى خليجية أو غيرها، لأن الأغنية اليمنية تعد البذرة الحقيقية لأي موسيقى عربية”.
وأشار العقربي إلى أهمية الاحتفاء بيوم الأغنية اليمنية لتأثيرها على الواقع اليمني؛ وأن أهميتها كبيرة جدًا وتعبر عن أسلوب حضاري للمجتمع اليمني، ويجب على الدولة أن توجه له كل الإمكانيات للحفاظ عليه، وإعادة إنعاشه.
كما أكمل: “إن الاهتمام بالاحتفاء بهذا اليوم وتكريس كل الإمكانيات الجمالية للأغنية التراثية الأصيلة يهدف إلى إظهار كل القدرات والإمكانيات الفنية التي تتميز بها اليمن فنيًا من موقع متميز على المستوى المحلي والعربي، وأيضًا العالمي، وتعزيز التعاون بين اليمن والدول العربية في مجال الحفاظ على التراث الموسيقي”.
دول عربية تتغنى بالتراث الغنائي اليمني
يشير المؤرخ شفيق الغرباني إلى أن يوم الأغنية اليمنية يعد عيد كل اليمنيين تقديرًا لدور الأغنية في تعزيز الهوية اليمنية الأصيلة والعريقة؛ إذ يعد من المؤسسين الأوائل ليوم الأغنية اليمنية، ويفتخر بدوره في تأسيس هذا الحدث المهم. مؤكدًا أهمية هذا اليوم في الحفاظ على التراث الموسيقي اليمني، باعتباره فخرًا واعتزازًا لكل اليمنيين بالإرث الثقافي الغني، والعمل بجهود الجميع على نقله للأجيال القادمة.
كما يبين الغرباني أن الأغنية اليمنية التراثية تستحق أن يكون لها يوم مميز عند كل اليمنيين والوطن العربي، وسيُسهم هذا الاحتفال في إبراز إبداع اليمنيين في مجال الموسيقى والغناء، سواء الأغنية اليمنية القديمة أو الحديثة؛ فقد أظهرت الكثير من الدراسات أنها أفضل تراث غنائي فني موجود في الساحة الفنية المحلية والعربية.
ووضح المؤرخ شفيق الغرباني أنه في دول عربية، مثل تونس والجزائر ولبنان، وأيضًا سوريا، وكذلك دول الخليج يتغنون بالأغاني اليمنية الأصيلة بألوانها المختلفة، مثل اللون الصنعاني والحضرمي. ويعد اللون الصنعاني أكثرها شهرة وانتشارًا على المستوى العربي؛ إذ أصبحت دول المغرب العربي كلها تغني الأغاني الصنعانية، القديمة منها والجديدة.
يوم الأغنية اليمنية يعد واجبًا وطنيًا لإبراز إبداع اليمنيين في مجال الموسيقى والغناء، والاحتفاء بالتراث الغنائي العريق الذي يعزز الهوية اليمنية في كل مناطق اليمن. وأقل ما يمكن أن يقوم به كل يمني هو تقدير كل من ورَّث هذا التراث عبر دعم الفنانين اليمنيين وتشجيعهم لتعزيز هذا الإرث العريق والكبير والفريد من نوعه والحفاظ عليه.
73.2% من المشاركين يعتقدون أن التراث الغنائي في اليمن يعكس الهوية الثقافية اليمنية بشكل كبير
صوت الأمل – يُمنى الزبيري يعد الفن الغنائي واحدًا من أقدم الفنون في التاريخ وأكثرها …