دور السلام الرقمي في حفظ الأمن وحل النزاعات
صوت الأمل – أفراح بورجي
وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية لتكوين العلاقات والمصالح المتبادلة، والتفاعل بين الناس، وخلق فرص عمل، وتبادل المعلومات والمعرفة، وغيرها من المجالات الإيجابية، إلا أن لها جانبًا سلبيًا يتمثل في الحاجة إلى أمن يحافظ على خصوصية المستخدمين، ويحميهم من الاختراق.
وهناك جوانب إيجابية وسلبية لوسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ تقوم في الجانب الإيجابي بأدوار مهمة في تنمية المجتمع وتعزيز التواصل بين أفراده، وتسهم في التشبيك بين الناس من مختلف الثقافات والخلفيات. والجوانب السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من وجود إيجابيات كثيرة أن هناك تحديات تواجه الحاجة إلى أمن يقوم بالمحافظة على خصوصية المستخدمين؛ إذ يمكن للمخترقين المقدرة على الوصول إلى بيانات المستخدمين مثل الأسماء والأرقام والصور وغيرها من المعلومات الحساسة التي يكون فيها انتهاكًا للخصوصية.
دور مهم
يقول عزمي غالب -مختص منظمة يوديت، تعز-: “دور السلام الرقمي في حفظ الأمن وحل النزاعات يكمن في استخدام الإنترنت بشكل آمن، وعدم استخدام التقنية الحديثة للقيام بالابتزاز، أو الاعتداء على الآخرين. ومن أدوار السلام الرقمي: أولاً لا بد أن يكون الاستخدام آمنًا، فلا نستخدم أي أدوات تؤثر على حياة الآخرين، أو الاعتداء على خصوصية المستخدمين. ثانيًا يأتي دور السلام الرقمي، أو دور التقنيات، في أن نستخدمها بشكل إيجابي؛ لحل مشكلة ما. على سبيل المثال استخدام التقنية، مثل ندوة عبر الإنترنت (ويبينار)، في نشر المعلومات حول السلام الرقمي”.
أهمية بالغة.. طرق للوصول إلى السلام الرقمي
يوضح عزمي غالب أهمية السلام الرقمي في حفظ الأمن وحل النزاعات؛ لأن حياتنا بشكل كامل مبنية على الإنترنت، والسلام الرقمي مهم لأنه يحل جميع المشاكل التقنية، مثل الابتزاز والاختراقات وفقدان الأجهزة، وهذه تعدُّ أسبابًا للنزاعات، ومن ثمَّ فالسلام الرقمي يخفف من هذه الأسباب.
ولذا يمكن القول إن السلام الرقمي أداة ذات حدين؛ إذ يمكن أن يكون الأمن الرقمي سببًا للنزاعات، أو حلاً لها من خلال الدور الذي تقوم به التقنية في حل النزاعات، والاستخدام الآمن للإنترنت.
أما بالنسبة للطرق التي يمكن أن تساعدنا في السلام الرقمي في حفظ الأمن وحل النزاعات، فيوضح عزمي ذلك قائلاً: “إذا وجد السلام الرقمي فسيتم حل كثير من المشاكل، مثل النزاعات بسبب الأمن الرقمي التي تصل إلى النزاع المعقد أو الشديد، وبعضها يصل إلى الاختطافات، وهذه المشكلات إذا كان سببها الإنترنت والتقنيات، فيعد السلام الرقمي حلاً لها من ناحية قبل وقوع الكارثة”.
يضيف عزمي قائلاً: “عندما نقع في مشكلة ما، مثل الابتزاز أو غيره، بسبب التقنيات الحديثة، لا بد أن يكون لدينا ثقافة رقمية منتشرة في الوسط المجتمعي عن كيفية الاستخدام الآمن للإنترنت، وكيفية حفظ المعلومات وإرسالها، وكيفية التعامل مع الأشخاص الغرباء على الإنترنت”.
ويكمل قائلاً: “لهذا، تعد التقنية جزءًا كبيرًا من حل النزاعات. على سبيل المثال: تعمل كاميرات المراقبة الموجودة في المحلات التجارية والشارع العام على حل النزاعات من خلال فرض الأمن، وبالتالي تخفيف المشكلات داخل المجتمع؛ إذ نرى كثيرًا من المشاكل المجتمعية، مثل السرقة والعنف الجسدي، فهنا تلعب كاميرات المراقبة والتقنية دورًا كبيرًا في حل هذه النزاعات وأن هذه التقنية تعدُّ طريقًا مهمًا لحفظ الأمن”.
السلام الرقمي وحفظ الخصوصية
يقول المهندس أحمد غازي: “يلعب السلام الرقمي دورًا محوريًا في حفظ الأمن وحل النزاعات في البلدان التي تشهد صراعات -كما هو حال اليمن- ويكون ذلك عبر استخدام التقنيات الرقمية الجديدة لصالح السلام، والتصدي للمخاطر التي تقوض هذه المهمة السامية من أجل وضع حد للصراعات البشرية في نهاية المطاف”.
وفي ذات السياق، يقول الصحفي صلاح الجندي: “أنا -كمواطن وصحفي- لدي الكثير من الخصوصيات والمعلومات التي لا أحب مشاركتها مع الآخرين، ولذا فالسلامة الرقمية مهمة جدًا وضرورية لإحداث السلام النفسي والمجتمعي أيضًا”.
ويتابع الجندي حديثه: “هناك الكثير من القضايا والمشكلات والنزاعات كان سببها ضعف الجانب التوعوي في الجانب الرقمي، الذي استغله بعضهم للإساءة بالآخرين وانتهاك خصوصياتهم، ووصل الأمر إلى الابتزاز أو التشهير، وعندما يكون هناك مجتمع مسلح بالأمن الرقمي يعي أهمية ذلك فإن ذلك يساعد في حفظ الأمن”.
وأوضح الجندي أن حفظ خصوصية الأفراد والمجتمعات يساعد في السلام والأمن وحل النزاعات؛ لأن مجتمعنا اليمني يواجه مشكلة كبيرة تتعلق بالوعي الرقمي لدى المجتمع، مما يجعل الكثير من المواطنين يتعرضون للعديد من الانتهاكات والضغوطات النفسية التي تنشأ بسبب استغلال ضعف الأمن الرقمي لدى المستخدمين؛ ولهذا يحتاج المجتمع اليمني إلى برامج تدريبية مكثفة للتوعية بأهمية السلام الرقمي وإيصال المعرفة الرقمية للجميع.
التحديات
من وجهة نظر عزمي غالب، هناك تحديات تواجه تحقيق السلام الرقمي في اليمن منها:
- أولًا: الثقافة الرقمية المنخفضة عند المجتمع، وهذه تعدُّ عائقًا كبيرًا أمام الوصول إلى السلام الرقمي، ومن ثُمَّ لا بد من نشر الثقافة الرقمية من خلال الندوات، وورش العمل، والدورات التدريبية حول السلام الرقمي والاستخدام الآمن للإنترنت، وكيفية حفظ البيانات والمعلومات. وهذه تعدُّ طريقة لمواجهة فقر الثقافة الرقمية.
- ثانيًا: عدم وجود قوانين صارمة وصريحة يمكن أن تعاقب المبتز، أو تمثل رادعًا لجريمة إلكترونية.
- ثالثًا: ضعف الثقافة الرقمية لدى الأهالي؛ فإذا كان هناك شخص يبتز فتاة، فإن الفتاة تخاف من أهلها أكثر من خوفها من المبتز، ومن ثمَّ ترضخ بشكل كبير له، وتستمر عملية الابتزاز حتى تصل إلى مرحلة معينة في أن الفتاة لا تستطيع تلبية أي طلبات للشخص الذي يقوم بابتزازها، فتحصل الجريمة الأكبر كالاختطاف، أو الانتحار، أو العنف، وغيرها.
وينهي عزمي حديثه قائلاً: “أخيرًا، أستطيع القول إن من الضروري وجود ثقافة رقمية لحماية الفتاة، سواء من الاختراقات أو فقدان الهاتف وحماية بياناتها”.
أهم الاستراتيجيات الأممية في السلام الرقمي
“أطلقت الأمم المتحدة إستراتيجية التحول الرقمي لحفظ السلام كخطوة رئيسية تستهدف زيادة قدرات الإنذار المبكر في تصور المعلومات ونقل البيانات حول الواقع على الأرض” هكذا بدأ المهندس أحمد غازي كلامه حول الإستراتيجيات الأممية في السلام الرقمي.
ويضيف: “كما أطلقت الأمم المتحدة في أغسطس/ آب 2021 إستراتيجيتها المتعلقة بالتحول الرقمي لعمليات حفظ السلام الأممية في جلسة مجلس الأمن الدولي آنذاك، واستهدفت تبني التكنولوجيا الجديدة بشكل كامل في مواجهة التحديات المتغيرة باستمرار”.
ويتابع غازي: “تسعى الأمم المتحدة إلى استخدام الابتكار التكنولوجي في مقراتها الرئيسية، وفي الميدان على الأرض، عبر تعظيم إمكانيات التقنيات الحالية والجديدة؛ لمساعدة بعثات حفظ السلام، بما في ذلك تحسين القدرة على اكتشاف التهديدات على حياة المدنيين”.
وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية يمكن استخدامها للخير أو للشر، ويمكن استخدامها لنشر الأخبار والأفكار والوصول إلى أشخاص من جميع أنحاء العالم، أو في نشر الكراهية والتحريض على العنف؛ لهذا من المهم أن يكون المستخدمون على دراية بالمخاطر التي تواجههم عند استخدام هذه الوسائل.
98.1% من المشاركين يرون أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تمكين الشباب اليمني
صوت الأمل – يُمنى الزبيري تشغل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومي…