المؤسسات الحكومية وتفعيلها لمنصاتها الرقمية
صوت الأمل – حنان حسين
وسائل التواصل الاجتماعي هي منصات إلكترونية تتيح للمستخدمين التواصل مع بعضهم، وتبادل المعلومات والتعبير عن آرائهم. وتعد وسائل التواصل الاجتماعي من أهم المنصات التي يتواصل الناس عبرها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اليمن. وقد أدى ذلك إلى اتخاذ الجهات الرسمية في اليمن هذه المنصات وسيلة للترويج عن برامجها وخدماتها.
المحتويات
تُوجد حسابات رسمية للعديد من الجهات الرسمية اليمنية على مختلف المنصات الاجتماعية، مثل فيسبوك وإنستجرام ومنصة إكس، ومؤخرا ظهرت منصة تيك توك.
فيما يتعلق بجودة المحتوى، فإنها تتفاوت من جهة إلى أخرى؛ فبعض الجهات الرسمية تُقدم محتوى عالي الجودة، يتسم بالمصداقية والموضوعية، وتُقدم بعض الجهات الأخرى محتوى أقل جودة، وقد يكون غير دقيق أو غير مُحدَّث.
وبشكل عام، تنشر هذه الحسابات مجموعة متنوعة من المحتوى التسويقي، بما في ذلك الأخبار والمستجدات المتعلقة بخدمات الجهة المعنية، والإعلانات والحملات الترويجية، سواء كانت صورًا أو فيديوهات، تُبرز أنشطة الجهة المعنية وفعالياتها، بالإضافة إلى التفاعل عن طريق الردود على تعليقات المستخدمين.
هديل العوامي -مختصة تسويق- تتحدث عن اتجاه الجهات الرسمية إلى مواكبة التطور، والتوجه إلى منصات التواصل الاجتماعي، بقولها: “لاحظنا في الآونة الأخيرة المحاولات الجادة للاتجاه نحو التحول الرقمي، ووجود الكثير من الجهات الرسمية على المواقع، وسعيها إلى تعزيز حضورها الإلكتروني، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي”.
وتضيف: “ورغم هذا التطور، مازلنا نجد جهات كثيرة لم تقدم على هذه الخطوة، وأعتقد أن السبب في هذا يعود إلى مخاوف أمنية، مثل التعرض لهجمات سيبرانية أو قرصنة. واللافت في الأمر أن أغلب الكوادر في المؤسسات الرسمية تتجاوز أعمارهم الـ35، وهي فئة غير مقتنعة بأهمية الحضور الإلكتروني”.
المشاريع الرسمية
تُعد وسائل التواصل الاجتماعي من أهم الوسائل الإعلامية في الوقت الحالي؛ لأنها تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة من المستخدمين، مما يجعلها وسيلة فعالة للتواصل مع الجمهور ونشر المعلومات والرسائل المختلفة.
وهذا ما تحدثت عنه رؤى عبد العزيز –كاتبة محتوى في مواقع التواصل الاجتماعي- بقولها: “مواقع التواصل عملت على جعل الجمهور دائم الاطلاع على أخبار المشاريع والإنجازات للجهات الرسمية، والتأكد من أن هذه المشاريع تسير وفقًا للخطة الموضوع”.
وتضيف: “كذلك جعلت المواطن اليمني قريبًا كل القرب من المؤسسات التي يرغب في العمل بها، فبضغطة زر يستطيع إيجاد المعلومات المناسبة للتواصل معهم”.
وتردف رؤى قائلة: “نجد الكثير من الجهات الرسمية اليوم تضع أبرز أعمالها وإنجازاتها في المواقع الإلكترونية، أو في صفحاتها على مواقع التواصل، فتسهل على المهتم مهمة البحث والتقصي عن الخدمات المطلوبة”.
وأضافت: “الجدير بالذكر أن هناك خدمات أمنية انتشرت مؤخرًا على صفحات التواصل الاجتماعي منها إدارة المرور، فبإمكانك عن طريق التطبيق أو الموقع الخاص بهم القيام بالكثير من المعاملات، ومعرفة مستجدات المخالفات التي قمت بها، وهذا يعد إنجازًا كبيرًا. بالإضافة إلى سهولة الوصول لأرقام الكثير من الجهات بشكل سريع وجهد أقل”.
مدى الاعتماد
في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها اليمن، فإن اعتماد الجهات الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي في عرض الخدمات المقدمة بشكل رسمي، فقد أصبح أمرًا مُلحًّا.
وهذا ما تحدث عنه مختص مواقع إلكترونية (فضل عدم ذكر اسمه) بقوله: “يجب على الجهات المعنية أن تقدم معلومات دقيقة وصحيحة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ وذلك لضمان ثقة المواطنين بها، فهم واعون بكل ما يدار حولهم”.
عبدالإله الشميري -مختص مواقع اجتماعية- يوضح أن هناك اعتمادًا كبيرًا لمواقع التواصل الاجتماعي في الكثير من الجهات، ويقول: “الجهات الرسمية تحتاج إلى مواقع التواصل الاجتماعي لكي تعرض إنجازاتها وتقاريرها، ولتعرض التنويهات والتحذيرات والتقارير، وغيرها من الأشياء المهمة”.
ويضيف: “مثال على ذلك، وزارة التجارة والصناعة حينما تمنع أصنافًا معينة من المواد فهي تتجه نحو وسائل التواصل الاجتماعي كي تخبر المجتمع بهذا، أكثر من اعتمادها على وسائل الإعلام التقليدي؛ لذلك فدور هذه المواقع كبير ومهم”.
نقص مهارات
يرجح انحسار وجود الجهات الرسمية في مواقع التواصل اليمنية إلى مجموعة من الأسباب، كما يراها مختصون، منها:
الصراعات القائمة في اليمن، فقد جعلت اليمن متأخرة نوعًا ما عن مواكبة العالم في التطور والتحول الرقمي، رغم أنه في السنة الأخيرة برزت الكثير من الجهات التي دعت إلى التحول الرقمي والاعتماد عن وسائل الاعلام الجديد.
بالإضافة إلى عدم وجود إستراتيجية واضحة لاعتماد مواقع التواصل الاجتماعي، فالاستخدام بشكل عشوائي، دون وجود استراتيجية واضحة لأهدافها وكيفية تحقيقها يعد سببًا كبيرًا لانحسار الجهات عن توجهها نحو مواقع التواصل الاجتماعي.
تؤكد هديل العوامي أن هناك بعض التحديات التي من الممكن مواجهتها، ومنها نقص المعرفة بكيفية تأمين الحسابات. وتضيف: “إدارة مواقع التواصل الاجتماعي للجهات الرسمية تحتاج إلى معرفة دقيقة بهذه المنصات، بالإضافة إلى معرفة كيفية حماية صفحات المؤسسة وحساباتها من أي هجمات سيبرانية”.
ويرى عبدالإله الشميري أن هناك سببين، إما “بُخل تسويقي” أو عدم وعي بأهمية وسائل الإعلام الحديث في المنشآت والمؤسسات الرسمية.
ويؤكد مختصون أن نقص الموارد البشرية والمالية يجعل بعض الجهات الرسمية في اليمن تدخل في معاناة؛ وهذا يؤثر على قدرتها في إنشاء حسابات فعالة وإدارتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
تحديات وحلول
هناك مجموعة من التوصيات والحلول لتحسين اعتماد الجهات الرسمية اليمنية للتوسع في وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها ما أكد عليها باحثون، كالاستمرارية؛ فلا وجود للنجاح والتميز بدون النشر والتوعية بشكل دوري مما يضمن حيزًا من الوجود في أذهان الجمهور.
بالإضافة إلى تحري الموضوعية والمصداقية، وهذا ما يفتقده الإعلام الحديث، لكنَّ الجهات الرسمية يجب أن تكون أخبارها موثوقة وآمنة وغير معرضة للاختراقات الإلكترونية، وهو ما يستوجب توظيف أشخاص ذوي مهارات مختصة بهذا الشأن، لحماية البيانات والحرص على المصداقية.
تبين هديل العوامي أن الجهات الرسمية لا بد أن يكون لها وجود بشكل آمن وصحيح، وتقول: “لا بد أولًا من إقناع الجهات الرسمية بأهمية حضورها الإلكتروني، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي بطريقة تفيد الجهة وتفيد جمهورها”.
وتضيف: “يجب تدريب فريق مختص على إدارة هذه الحسابات بشكل فعال وآمن، ويجب توفير أحد المختصين لحماية الحسابات من أي قرصنة”.
ويقول الشميري: “يجب أن تقام حملات وعي وتثقيف بأهمية وسائل الإعلام الحديث في إخبار المجتمع بكل جديد يحدث، وبكل شفافية ومصداقية”. تُعد وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل الإعلامية المهمة التي يمكن للجهات الرسمية اليمنية استخدامها للتواصل مع الجمهور ونشر المعلومات والرسائل المختلفة. ولكي تُحقق هذه الجهات الاستفادة القصوى من هذه الوسائل، يجب على الجهات الرسمية اليمنية التركيز على تقديم محتوى عالي الجودة واستخدام أساليب ترويج فعالة. بالإضافة إلى توظيف أشخاص ذوي مهارات مختصة في إدارة مواقع التواصل الاجتماعي وحماية البيانات.
98.1% من المشاركين يرون أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تمكين الشباب اليمني
صوت الأمل – يُمنى الزبيري تشغل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومي…