دعم برامج الشباب المهتمة بمكافحة الفساد وسيلة لتحقيق النزاهة والشفافية في اليمن
صوت الأمل – هبة محمد
تقدم بعض منظمات المجتمع المدني التي يقودها الشباب مساهمة فريدة في مكافحة الفساد، ففي مايو2021 م، اجتمع العديد من الشباب في هذه المنظمات في “منتدى الشباب الافتراضي”.
وقاموا بتسليم بيان منتدى الشباب إلى الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لمكافحة الفساد، في يونيو 2021م، والتي أفادت أنَّه لم يعد هناك المزيد من الوقت للعمل، وقدم المنتدى عشر طلبات رئيسة لتحقيق مستقبل لا يتساهل إطلاقاً مع الفساد.
وأوضح المنتدى أنَّه يمكن للشباب أن يساهموا في تعزيز النزاهة، وأن يكونوا عوامل تغيير قوية، من خلال تطوير حلول مبتكرة، ومبادرات مؤثرة داخل مجتمعهم بدعم من صانعي القرار.
الشباب ودوره في مكافحة الفساد
زكريا العزي (أحد الشباب الإعلاميين) يتحدث لـ “صوت الأمل” قائلًا: “يعد الشباب من أهم الأعمدة الرئيسة في بناء المجتمع، وهم الجزء الأهم في مكافحة الفساد، حيث لا يخفى على الجميع أنَّ الشباب يتأثر بالفساد، خاصة مع انعدام التعليم والصحة والرعاية، وعدم توفر فرص العمل”.
ويضيف العزي “ولكن بفضل تقدم وسائل الإعلام بكافة أشكالها، وتواجد المنظمات المحلية والدولية التي تقوم بالتوعية الدائمة من مخاطر الفساد والانخراط فيه، هناك نسبة كبيرة من الشباب ساهموا في نشر الثقافة والتوعية”.
ويرى زكريا أنَّ التعليم يعد إحدى الركائز الهامة لبناء جيل قوي في وجه الفساد، وأنَّه يمكن أن يكون للشباب دور كبير من خلال الأنشطة وتطوير الذات، فنجاح الشباب في إنهاء بؤرة الفساد تدريجيًا يكمن في توفير فرص العمل والتعليم والتوعية، من خلال الندوات الثقافية وتشجيع الشباب في صنع الأفكار الإيجابية والقرارات الصائبة والهادفة التي تبني ولا تهدم.
من جهة أخرى يقول عبد الحكيم مقبل (مدير مكتب الثقافة في محافظة إب) لـ “صوت الأمل”: “للشباب دور في مكافحة الفساد بكل أشكاله سواءً المالي والإداري، أو الديني والأخلاقي”.
موضحًا أنَّ أمام الشباب العديد من المجالات للتوعية بمخاطر الفساد بجميع أنواعه، فمثلًا: الشباب بمقدورهم أن يتوزعوا في محاور ثلاثة، محور شباب المسرح، ومحور كُتَّاب القصة والمقالة والقصيدة، ومحور الأغنية الوطنية والدينية. وأكد قائلاً: “ثلاثة محاور لو استطاع الشباب إيصال رسائلهم عن أضرار الفساد إلى المجتمع من خلالها؛ لحققوا نجاحاً رائعاً وثمرةً طيبةً في أدوارهم كشباب لمحاربة واجتثاث الفساد من جذوره، عبر المسرح، والقصيدة، والقصة، والمقالة والفن التشكيلي؛ لأنَّهم الأقوى تعبيراً وتأثيراً على المجتمع”.
علي العمري (مدير الإعلام في جامعة إب) في إطار الحديث عن دور الشباب في مكافحة الفساد بكافة أنواعه، أوضح لـ “صوت الأمل” أنَّه لا بد أن يكون منطلق الحديث من معرفة مصادر الفساد، وأسباب تفشيه في أوساط المجتمع، وبلا شك أنَّ البداية ستكون ناجمة عن وجود خلل في الجانب التربوي للفرد؛ لأنَّ الفرد هو النواة التي يتكون منها المجتمع.
وأضاف العمري: “إنَّ وسيلة مكافحة الفساد تبدأ بمعالجة المشاكل التربوية التي تمثل معول هدم للإنسان قبل البنيان، وضرورة أن يتحمل الشباب مسؤولية تقويم ذواتهم، ويتحمل المجتمع إعادة تأهيلهم وزرع الأسس الأخلاقية فيهم، بعد أن أثر فيهم الصراع المستمر وما تركه من ألم ومأساة في نفوسهم، قبل الحديث عن دورهم في محاربة الفساد الذي تعاني منه أغلب المجتمعات، ما لم فسيظل المجتمع يعاني من تحديات كثيرة على رأسها انتشار ظاهرة الفساد في كل مكان”.
منوهًا إلى أنَّ وضع الفساد الحاصل يحتاج إلى إدراك من قبل الفرد؛ للوصول إلى حالة من الوعي المجتمعي، وسلامة الأسس والمنطلقات ركيزة يمكن من خلالها بناء الوطن أرضًا وإنسانًا.
أبرز البرامج والمبادرات الشبابية في مكافحة الفساد
خلال فترات متعددة، أُقيمت الكثير من البرامج وورش العمل الخاصة بالشفافية ومكافحة الفساد، منها ورشة العمل التدريبية التي نفذتها مؤسسة قبضة شباب بالشراكة مع الهيئة العليا لمكافحة الفساد، في25 يناير 2014م، والتي ناقشت ظاهرة الفساد أسبابها والحلول المقترحة للمعالجة، وكذا أهمية دور المجتمع المدني في مكافحتها، والتأكيد على أهمية دور الشباب اليمني بوصفه شريكاً أساسياً في مكافحة الفساد.
فيما أقام “قطاع منظمات المجتمع المدني” بالهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بالتعاون مع “منظمة يمن آب للحقوق والتنمية”، في مايو 2016م، دورة تدريبية في مجال توعية الشباب في مكافحة الفساد لعدد 32 شاباً وشابة من مختلف قطاعات المجتمع، استمرت لمدة ثلاثة أيام، هدفت إلى إكساب الشباب مهارات حول تعزيز قيم الشفافية، والنزاهة، ومكافحة الفساد بجميع أنواعه.
كما أقامت “مؤسسة وجود للأمن الإنساني”، في 27 أكتوبر 2022م، في محافظة عدن دورة تدريبية لعدد 20 شاباً وشابة، حول الاتفاقية الدولية والقوانين الوطنية في مكافحة الفساد، وذلك بالتعاون مع الصندوق الوطني للديمقراطية ((NED، واستمرت الدورة أربعة أيام، استهدفت خلالها الشباب والشابات؛ لتعزيز جهود مكافحة الفساد، والتعريف بمفاهيم الفساد وأشكاله وسبل مكافحته.
وفي الحادي والعشرين من فبراير للعام 2012 م أطلق عدد من الشباب الناشطين مبادرة شبابية لمكافحة الفساد بعنوان “دعوة لليقظة” وتضمنت عدداً من اللقاءات مع عدد من القيادات الشبابية والاجتماعية؛ للخروج بحلول استراتيجية تسهم في محاربة الفساد.
وتحدث أيضًا لـ “صوت الأمل” أحمد عقيل (رئيس مبادرة القادة الشباب We Can) التي انطلقت في العام 2014م، واستمرت حتى بداية العام 2015م، أوضح أنَّها مبادرة شبابية مجتمعية مهتمة بتدريب وتأهيل الشباب؛ ليصبحوا فاعلين بالعمل المجتمعي والإنساني في المجتمع عبر برامج وجلسات توعوية وتدريبية تستهدف الشباب من الجنسين (من عمر 16-30 عامًا)، وتبني قدراتهم في مجال بناء السلام وإدارة المشاريع والمهارات الحياتية والعمل التطوعي.
إنَّ شباب اليمن من شماله حتى جنوبه يسعون خلال فترات متعددة من الصراع القائم باليمن للتصدي لجميع أشكال الفساد، أغلب أنشطتهم تكون بجهود ذاتيه، سواء كان بمحاربة الفقر الذي يساهم في نشر الفساد، أو من خلال التوعية، كما لا يزال أغلب الشباب بحاجة للتدريب ودعم مبادراتهم الهادفة إلى مكافحة الفساد.
استطلاع.. 95% يرون أنَّ استمرار الصراع في اليمن يؤثر على انتشار الفساد
صوت الأمل – يُمنى أحمد كشفت نتائج الاستطلاع الإلكتروني الذي أجرته وحدة المعلومات واستطلاع …