كيف ساهمت منظمات المجتمع المدني في تمكين المرأة اليمنية؟
صوت الأمل – فاطمة رشاد
لعبت منظمات المجتمع المدني دورًا كبيراً في تمكين المرأة اليمنية من خلال عدة برامج ومشاريع تركز في مجملها على أنشطة المرأة، وتمكينها وتنميتها ولا تخلو أي منظمة في مشاريعها وبرامجها من تنمية وتمكين المرأة بل وجعل ذلك من أولوياتها حيث تظل المرأة في المقام الأول في عملية التمكين لذا سنجد أكبر داعم لها هم المنظمات الدولية عبر شركائها من مؤسسات ومنظمات وجمعيات تتواجد في اليمن.
ومن ضمن المنظمات التي تدعم المرأة بشكل كبير عبر شركائها من المجتمع المدني في اليمن هو البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة منظمة UNDP))، التي تعد من أقوى الداعمين في مجالات تنمية وتمكين المرأة عبر عدة برامج تم تنفيذها داخل اليمن، كما أنَّ الصندوق الاجتماعي له دور في دعم المرأة من خلال برنامج النقد مقابل العمل والذي تم به تأهيل كثير من النساء في المدن والريف وحرص الصندوق على تمكين المرأة في الريف بشكل كبير.
دور المجتمع المدني في تمكين النساء
سناء نجيب إحدى رائدات الأعمال المستفيدات من المشاريع التي قدمتها (مؤسسة جسور للحلول التنموية في محافظة عدن عبر شركائها من قبل منظمة كير)، قالت سناء نجيب لـ”صوت الأمل”: “كثير من المنظمات استطاعت دعم المرأة في الكثير من الجوانب، فهناك مؤسسات تدعمها من خلال مشاريع تنموية وتمكينية –خاصة- بالمشاريع الصغيرة التي كثير من النساء استفدن منها”.
وتوضح سناء تجربتها كونها صاحبة مشروع صغير وجدت منحة مالية بعد تدريبات عدة من قبل مؤسسة جسور للحلول التنموية وكيف أصبحت رائدة أعمال نجاحة؟؟ وقد تحصلت بعد التدريب على منحة مالية طورت مشروعها من خلالها، موضحة أنَّها ليست الوحيدة بل هناك الكثيرات من النساء اللاتي استطعن الحصول على منح وتطوير مشاريعهن الصغيرة.
تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر
يسعى الصندوق الاجتماعي للتنمية (sfd) إلى تقديم الدعم والمنح للمنشآت الصغيرة والأصغر التي تخص المرأة وتمكنها بشكل كبير، فقد دعم الصندوق ما يقارب 4,6 مليارات –بحسب بياناته الرسمية أخيرًا- لثمان جهات مالية وغير مالية بالإضافة إلى مجموعة الادخار والتمويل الريفي، والتمويل الأصغر لمشروع فوليب Volip، وتمويل رائدات الأعمال.
وحسب ما ذكره الصندوق الاجتماعي للتنمية في تقرير له عام 2021م، جاء في مجلته النصف الشهرية أنَّه قد وصل عدد التمويلات المصدرة من قبل البرامج والمؤسسات والبنوك خلال النصف الثاني من العام الماضي إلى21,851 تمويلاً بقيمة 28,5 مليار ريال يمني.
أميرة عبدالله التي عملت في أحد مشاريع الصندوق تقول: “يساهم الصندوق الاجتماعي في تقديم دورات تمكن النساء من مواجهة الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن وأغلب الدورات التي نفذت من خلال برنامج النقد مقابل العمل كانت دورات في الخياطة، ودورات في الكوافير والإسعافات الأولية، وقد عملنا كثيراً وبشكل مركز مع النازحين والنساء المهشات اللواتي هنَّ الفئة الأضعف، وقد نجح البرنامج. كنا نقوم بمتابعة من قمنا بتدريبهن حتى نرى هل استفدن من دوراتنا وهل تم تطوير ما اكتسبنه من خلال دوراتنا”.
تسرد أميرة تفاصيل إحدى المستفيدات من مشروع النقد مقابل العمل كما تقول: “كنا قبل عامين قد نفدنا إحدى التدريبات في مخيم للنازحين وبعد فترة وجدنا متدربة استطاعت أن تفتح من داخل خيمتها كوافير وبدأت في عمل مشروعها الصغير ونحن قمنا بدورنا في رفدها بمعدات العمل والأدوات المساعدة في عملها”.
مشاريع
كثيرة هي المشاريع التي تم تنفيذها عبر شركات دولية ومحلية في عملية تمكين المرأة وهذا ما أكدته مالكة علي(أحد ضابطي البرامج التي تنفذها منظمة سول للتنمية (soul) في محافظة حضرموت) حيث تم تدريب 206نساء في صيانة وقيادة المركبات “التوك توك” والذي نفذ بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وذلك ضمن مشروع التمويل السريع في إطار مكون استعادة سبل العيش”.
وتواصل مالكة قائلة: “كثيرة هي المشاريع التي تهتم بها منظمات المجتمع المدني ولا تخلو مؤسسة من أن يوجد بها مشاريع لتمكين المرأة”.
وفي مؤسسة فور بيبل تسعى أنسام جلال(مديرة المؤسسة) إلى تقديم التأهيل للنساء وفتح دورات يُطلب منها إقامتهن وكما تقول أنسام : “قمنا في شهور إلى تنفيذ بعض الدورات التأهيلية عبر مؤسسة السنابل التي دعمت دورة فن عمل الكيك، وكان عدد المتدربات في أولى دروتنا التأهيلية 20 متدربة كانت تجربة ناجحة بالنسبة لنا في المؤسسة في عملية تمكين المرأة؛ لذا نسعى –الآن- أن نقوم بدورات تهتم بها المرأة كالبرمجة والحاسوب والخياطة والتطريز والأعمال اليدوية الأخرى”.
تمكين نسوي
دنيا محبوب (إحدى المتدربات التي تم تدريبها عبر مؤسسة تمكين) تقول: “منذ أن فتحت المؤسسة وهدفها الأساسي هو تمكين المرأة، وجعلها رائدة ومساهمة ومتعلمة في جميع جوانب المجتمع المدني، وحماية حقوقها وتقديم الدعم، والمساندة لها على طرق تفعيل مشاركتها الإيجابية في صناعة تنمية حقيقية مبنية على تكافؤ الفرص والمهام والواجبات المشتركة بأطر اجتماعية موثوقة وهادفة”.
تقول دنيا: “تدربت على مشروع حياة للتنمية والحد من الجوع، استفدت منه كثيرًا، وهذا مشروع تحتاج إليه كل امرأة؛ لكي تعرف كيف تطور نفسها وتكافح حتى لا تقع فريسة للفقر والجوع”.
وتواصل دنيا حديثها قائلة: “بدأت أعي حقوقي التي كنت أجهلها ولكني عرفتها وأصبحت أتحرك وفق معرفتي للأمور القانونية وحقوقي كوني امرأة فالمعرفة بالحقوق تحتاج إلى فهم وكثير من الناس لا تعي هذا وهذا ما قدمته لي مؤسسة تمكين ذات يوم”.
وكالة سمبس
في وكالة سمبس (smeps ) مريم سالم إحدى القائمات على مشروع المرأة الشجاعة والذي نفذته الوكالة تقول: “اشتغلنا بمشروع المرأة الشجاعة وكان ضمن خطة مسبقة في عملية تمكين المرأة وخاصة اللواتي يملكن مشاريع على أرض الواقع وتحتاج صاحبته إلى الأخذ بيدها فعملنا الكثير لأجل مشاريع المرأة؛ لكي تحصل على الدعم، وكذلك أقمنا عدة دورات تأهيلية لهن بحيث يعرفن كل أمور الريادة وكذلك كان المشروع هو لتقوية شخصية المرأة لتكن سيدة أعمال ناجحة”.
وعن شراكات مع الوكالة في برامج ومشاريع لتمكين المرأة تقول مريم: “قامت الجمعية الكويتية بالشراكة معنا أخيرًا بدورة تدريبية فنية ومالية وإدارية لإدارة المشاريع الصغيرة للصناعات الغذائية ضمن مشروع تحسين سبل العيش لأصحاب الحيازات الصغيرة في مكون الصناعات الغذائية التي تمت في مديرة خنفر- محافظة أبين، استفاد من هذا المشروع ما يقارب 440 امرأة”.
مشاريع نسوية
كثيرة هي المشاريع النسوية التي قدمت بوصفها مخرجات لعدة دورات تأهيلية من قبل المؤسسات والمنظمات والجمعيات التنموية التي تهتم بتمكين المرأة، حيث وجدت كثير من المشاريع التي عملت عليها تلك الجهات؛ لأجل إبراز دور المرأة في عملية التمكين الاقتصادي الذي تسعى له في الوقت الحالي أغلب المنظمات مما أنتج لنا نماذج مشرفة لنساء استطعن أن يقدمن مشاريع اقتصادية عبر شراكات ودعم لوجستي خدمهن في تطوير مشاريعهن، حتى أنَّ هناك نساء استطعن عبر هذه المنح والتمكين الاقتصادي الدخول إلى ريادة الأعمال وأصبحن سيدات أعمال من خلال ذلك الدعم، والتمكين من قبل الشراكات التي تقدمها أغلب منظمات المجتمع المحلية.
المرأة اليمنية والطهي.. قَدَرٌ منذ الولادة أم مجرد مهارة؟
صوت الأمل – حنين الوحش في مجتمع غلب عليه طابع الحكم على أساس الموروثات والعادات والتقاليد …