‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة منظمات المجتمع المدني في اليمن واقع الشراكة بين منظمات المجتمع المدني والقطاع الصحي في اليمن

واقع الشراكة بين منظمات المجتمع المدني والقطاع الصحي في اليمن

صوت الأمل – فاطمة رشاد

ما تزال اليمن تعيش ظروفًا قاسية جراء الصراع الدائر فيها مما أدى إلى تدهور في القطاعات الحيوية وأبرزها قطاع الصحة، غير أنَّ بعض المنظمات العاملة في المجتمع المدني حاولت أن تعمل جاهدة عبر شركائها ووفقاً لخطة الاستجابة الإنسانية التي وضعت  لدعم القطاع الصحي.

شراكة

ومن منظمات المجتمع المدني التي عملت بالشراكة مع وزارة الصحة هي الجمعية الكويتية للإغاثة، التي ساهمت بشكل كبير في مجال الصحة، حيث يذكر عادل باعشن (المدير التنفيذي للجمعية الكويتية للإغاثة في اليمن)  أنَّه تم –عبرها- توزيعُ أكثر من 40 سيارة إسعاف وباصات نقل، وقامت بتزويد المستشفيات اليمنية في سبع محافظات بأحدث المعدات والأجهزة الطبية، ورفدت مخازن المستشفيات بـ70% من احتياجاتها من الأدوية.

 ويواصل حديثه أنَّ الجمعية أنشأت أكبر معمل حكومي في اليمن لصناعة الأكسجين (مصنع الأكسجين) بمحافظة عدن، بقدرة إنتاجية تصل إلى 300 أسطوانة يوميًّا، وتُجرى حاليًّا ترتيبات لافتتاح مصنع آخر بمعدات أوروبية. وفي إطار جهودها لتعزيز قدرات القطاع الصحي تستعد الجمعية الكويتية لتمويل عدة مستشفيات بمعدات طبية.

المؤسسة الطبية الميدانية

تم تنفيذ -في الفترة السابقة- مشاريع  صحية من قبل المؤسسة الطبية التي تم من خلالها دعم 28 مركزًا صحيًا من مراكز الطوارئ التوليدية، وخدمات الصحة الإنجابية في محافظات اليمن وعدن وشبوة والضالع والتي ساهمت في الحصول على الرعاية الصحية للأمهات والأطفال، حيث أثمرت جهودها بالحصول على 86,550 ولادة آمنة –بحسب بيانات المؤسسة-.

وفاء أحمد (إحدى العاملات في المؤسسة) تذكر أنَّ من خلال الشراكة بين المؤسسة وصندوق الدعم الإنساني لليمن YHF، تأسس مشروع الصحة والتغذية والتواصل من أجل التنمية التكاملية وقد قدَّم عدة خدمات صحية استفاد منها 7831 شخصاً من محافظة أبين وزنجبار.

وتواصل وفاء حديثها لـ”صوت الأمل” أنَّه ضمن أنشطة المؤسسة الممولة من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA Yemen) تم توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية وأدوات النظافة في مرفق هيئة مستشفى الرازي ومركز الطوارئ التوليدية بمديرية زنجبار.

تثقيف صحي 

في بعض مستشفيات اليمن –خاصة- في محافظة عدن، تجد أنَّ القطاع الصحي يحاول أن يتفادى التدهور الذي يلاحظه المريض، وعلى الرغم من التحذيرات الدولية لتدهوره، فإنَّه توجد بوادر إنسانية عبر جمعيات ومنظمات سواءً خاصة أو تتبع المنظمات الدولية في اليمن، مثل: منظمة الصحة اليمنية والتي تهتم بالتثقيف الصحي بشكل مكثف عبر داعمين لبرامجها التي تقوم جاهدة بتنفيذها في محافظات اليمن.

أم علي اليوسفي (عملت معهم ضمن مشروع التثقيف الصحي بمرض كورونا) توضح أنَّ التثقيف الصحي في ظل هذه الأوضاع التي تعيشها اليمن مهمًا جداً؛ لذا تركز المنظمة على ذلك بشكل كبير؛ لأنَّ القطاع الصحي في اليمن تدهور في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للانتباه.

مضيفة أنَّ المنظمة تحاول تقديم خدمة صحية للمجتمع من خلال برامج تدريبية لتدريب مجموعة من الشباب من جميع أنحاء المحافظات التي يتم النزول إليها من أجل نشر الوعي الصحي، والعمل على رصد احتياجات المنطقة من مستلزمات ومعدات طبية يحتاجها سكان الريف خاصة.

وتشاركها  الحديث عهود رفيق والتي تقول: “عملت مع فريق تطوعي ضمن مبادرة “عالجني”  التي قمنا بها في عام2015 م، حيث قدَّم  أحد رجال الأعمال منحة تشمل معدات طبية إلى جانب الأدوية التي يحتاجها بعض المرضى الذين لا تتوفر أدويتهم. استهدفوا منطقة الشيخ عثمان والتواهي وكريتر، وكنا قد وزعنا ما يقارب 5000 علاج  لمرضى السكري والضغط”.

القطاع الصحي

جلال الزوعري (مدير المنظمات في الصحة) يذكر أنَّ هناك عدة جهات تم الشراكة بينها وبينهم من خلال الاستجابة للخطط الإنسانية التي تمثل الخطوة الإنسانية لأجل التخفيف من معاناة اليمنيين، وهناك جمعيات يمنية ودولية عملت بالجانب الصحي من خلال تقديم كافة المستلزمات الطبية التي تحتاجها المرافق الصحية في عموم اليمن.

ويضيف الزوعري: “رغم التسهيلات والشراكات التي قمنا بها مع عدة جهات؛ لأجل رفد القطاع الصحي والمساهمة الفعالة معه، فإنَّنا لدينا عدة نقاط سلبية لبعض المنظمات والجمعيات التي تسعى إلى أن تكون مجرد باحث عن منح مالية تُخصص للقطاع الصحي وشراء ما يلزم”.

مضيفًا أنَّ هناك بعض المنظمات التي تقوم باستغلال الوضع الذي تعيشه اليمن لصالحها في أخذ حصتها الكبيرة، وعدم الاهتمام بالوضع الصحي المتدهور في عدة مرافق صحية، مبيناً أنَّه يحاول المساهمة عبر شركاء حقيقيين في التخفيف من معاناة الناس –خاصة- الذين لا يجدون أبسط العلاجات كعلاج الحمى والدوار والذي يجد أنَّ هناك من يستغل حاجات الناس ويبيع هذه العلاجات البسيطة لهم.

ويعلل الزوعري أسباب تدهور القطاع الصحي قائلاً: “يكافح القطاع الصحي  لمسايرة الوضع بعد إغلاق بعض المرافق الصحية؛ بسبب ما لحق به من ضرر ودمار أو لقلة الموارد المالية حيث تشير إحصائية لصندوق الأمم المتحدة  للسكان أنَّ 102,510 من النساء الحوامل معرضات لخطر الإصابة، بالإضافة إلى 1,2 ملايين امرأة حامل تعاني من سوء التغذية،  بالإضافة إلى أنَّ 20 مليوناً من السكان يفتقرون للخدمات الصحية كما تضررت 20% من المرافق الصحية،  إلى جانب تفشي الأمراض السارية التي أثرت على عدد كبير من اليمنيين.

مؤكدًا أنَّه لا يوجد دور لمنظمات المجتمع المدني في تقديم خدمة لتفادي مشاكل الصرف الصحي الذي تعاني منه بعض المحافظات مثل: السيول التي حدثت أخيرًا في عدن، وأدت إلى انهيارها. قائلاً: “نحن نسعى جاهدين –اليوم- إلى تقديم النداءات ورفع أصواتنا للاهتمام بشبكات الصرف الصحي في محافظة عدن، والتي تسببت في انتشار كثير من الأمراض التي لم نستطع أن نقدم الحلول الإنسانية لها إلا من خلال مساعدات بسيطة في تقديم العلاجات المتواجدة معنا المقدمة من قبل المنظمات التي تعمل ضمن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن”.

اليونسيف وشراكات محلية

بينما تتكلف اليونسيف بالجانب الصحي عبر منظمات محلية لأجل إيصال المساعدات الصحية لعدة  مناطق في اليمن –خاصة- المخيمات للنازحين تقول شفيقة محمد (تعمل ضمن فريق توزيع المستلزمات الطبية والأدوية على المرافق الصحية في الريف وكذلك في مخيمات النازحين): “نحاول جاهدين تقديم المساعدات الإنسانية من خلال عدة منظمات للمجتمع المدني التي تعمل لأجل إيصال المساعدات من أدوية، ومعدات طبية، نقوم بإيصال هذه الأدوية إلى المخيمات للنازحين. تم توزيع قرابة عشرة آلاف صندوق يشمل عدة أنواع من العلاجات  لعدة محافظات يمنية يتواجد فيها النازحون، وتعد أهم العلاجات التي تم توزيعها عبارة عن علاجات لمرض الملاريا والذي ينتشر بشكل كثيف في مخيمات النازحين وكذلك حمى الضنك”.

وأوضحت شفيقة أنَّ عمل منظمة اليونسيف التي قامت به عدة شراكات مع منظمات محلية قائلة: “تلقي أكثر من 2,9 من الأطفال والنساء رعاية صحية أولية في المرافق الصحية التي تدعمها اليونيسيف خلال العام المنصرم” موضحة أنَّها رصدت واقع القطاع الصحي وأنَّ أغلب المرافق الصحية في اليمن تعاني من نقص في  الأدوية، والمعدات، وتفشي الأمراض الوبائية، والأمراض المنقولة عن طريق المياه مثل: الكوليرا والدفتيريا وهذا يدل على مدى خطورة ما يمر به قطاع الصحة العام في الوضع الراهن.

 وتتابع شفيقة حديثها قائلة: “في ظل انعدام فرص الحصول على الرعاية الصحية الأساسية والإنجابية والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي والغذاء والمأوى يصبح الأطفال الصغار والأمهات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية والأمراض التي يمكن الوقاية منها ولكن قلة العلاجات التي نحاول أن نوفرها للمحتاجين لها هي التي تعرقل سير عملنا في عملية التوزيع  لأنَّ هناك نقصاً فيها”.

 إلى جانب ذلك تذكر شفيقة أنَّ اليمن بحاجة إلى الالتفات إلى القطاع الصحي بشكل كبير لأنَّ هناك مشاكل إنسانية جراء التدهور الذي تعيشه اليمن؛ لذا تقدم شفيقة نداءها الإنساني إلى المنظمات المحلية والدولية للزيادة في رفد القطاع الصحي بالأدوية والمستلزمات التي يحتاجها المواطن اليمني، وخاصة مرضى السرطان الذين يتكبدون مشقة السفر للخارج وصرف مبالغ كبيرة فوق طاقتهم.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع .. 56% الفساد الإداري من أهم المعوقات التي تواجه عمل منظمات المجتمع المدني في اليمن

صوت الأمل – يُمنى أحمد يرى 56% من المشاركين في استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر م…