التطورات في الساحة اليمنية وفرت فرصاً لمعالجة قضايا النوع الاجتماعي
توسيــــــع الفـــــرص
صوت الأمل – عبدالجليل السلمي
أضرت النزاعات التي طال أمدها بالنسيج الاجتماعي اليمني، بسبب النزوح والصراع والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتزايدت احتياجات الصحة النفسية. وعلى الرغم من تدهور الوضع السياسي والاقتصادي العام في البلاد نتيجة ما يقرب من سبع سنوات من الصراع؛ فإن عدداً من التطورات توفر فرصاً لمعالجة قضايا المساواة بين الجنسين يمكن توسيع نطاقها، وفقاً لتوصيات مجموعة من البحوث والدراسات التي خُصصت لتحليل النوع الاجتماعي في اليمن.
وتمثلت الفرص التي يمكن توسيع نطاقها في اليمن لمعالجة قضايا النوع الاجتماعي، بسبعة تطورات خلاصة دراسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “تحليل النوع الاجتماعي في اليمن 2020” عززتها نتائج دراسات محلية يمكن البناء عليها للوصول إلى العدالة الاجتماعية الشاملة.
رأس المال الاجتماعي
قالت دراسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “تحليل النوع الاجتماعي في اليمن 2020”: إنه على الرغم من أن الصراع قد أضر بالتقاليد اليمنية في الصمود ورأس المال الاجتماعي، فإن شبكات الدعم الأسرية والقبلية والحيوية والدينية في العديد من المناطق مستمرة وتستحق المزيد من الدراسة بغرض تقويتها.
وحسب نتائج تحليل دراسة الوكالة الأمريكية التي نفذت من قبل شركة بانيان جلوبال، فإن مجموعة متنوعة من الممارسات والتقاليد عززت المرونة الفردية والاجتماعية، حيث يواصل اليمنيون دعم بعضهم بعضًا وتجميع الموارد طوال الصراع.
وذكرت أن اليمنيين كان لهم دور أساسي في الحفاظ على بعضهم؛ حيث يمكن دعم هذه التقاليد والممارسات من خلال استثمارات التنمية واستخدامها لمكافحة الاعتماد على المساعدة الإنسانية، وهي ظاهرة لاحظتها عدد من الدراسات الحديثة.
في عام 2015، بعد ستة أشهر من بدء الصراع، وجدت مشاورة أصوات اليمن التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ست محافظات أن الدعم الاجتماعي المجتمعي داخل الأسر وخارجها -في ظل عجز السلطات المحلية- يعد أكثر أهمية. وأن اليمنيين الميسورين يساعدون الأقارب الفقراء بينما كانت المجتمعات تعمل على حل التوترات بشأن تدفق النازحين.
الحكم الذاتي
نتائج التحليل الجنساني للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أكدت أيضاً أن مواقع محلية في الدولة أكثرُ استقراراً؛ حيث وفر الحكم الذاتي لبعض المحافظات فرصاً لتدخلات برنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتحقيق أهدافه المتمثلة في تعزيز قدرات الأنظمة اليمنية لتلبية احتياجات المواطنين، وتعزيز قدرة اليمن على إدارة الصراع المرتبطين بنتائج تحسين الوصول إلى الخدمات والتمكين الاقتصادي ومعالجة مظالم المواطنين والسلام المجتمعي.
الخصوصية الجغرافية
أشارت نتائج الدراسة إلى أن هناك اختلافات سياقية رئيسة بين المعايير والفرص الجنسانية في المناطق الشمالية والجنوبية من البلاد، وأن التباين بين التحديات والفرص بين الجنسين في المناطق الحضرية والريفية هو خصوصية جغرافية مهمة.
الدور الاقتصادي المتزايد للمرأة
تطور آخر في ديناميكيات النوع الاجتماعي نتيجة للصراع هو كيفية استجابة الرجال والفتيان والنساء والفتيات للتحديات الاقتصادية، حيث أكدت دراسة تحليل النوع الاجتماعي في اليمن 2020 أن الدور الاقتصادي المتزايد للمرأة أكثر قبولاً، مع إمكانية تغيير ديناميكيات النوع الاجتماعي.
وذكرت أن المنافسة بين الرجال والنساء والأثر السلبي للحرب على الرجال هي أبعاد جندرية للصراع نادراً ما تتم مناقشتها، مؤكدةً أنه إذا لم يتم التعامل مع هذا التطور، فسيحمل في طياته ردَ فعلٍ سلبياً على الشابات والفتيات يمكن أن يؤدي إلى مزيد من المعاناة وإمكانية زيادة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
الشباب والمساحات الرقمية
على الرغم من أن نسبة صغيرة من الشباب لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، فإنه يمثل فرصة قوية للتأثير على قادة الغد؛ إذ يوفر العمل مع الشباب فرصاً لمعالجة قضايا النوع الاجتماعي في المساحات الرقمية ومنصات الإنترنت.
وذكرت الدراسة أن هناك فجوة كبيرة بين الجنسين في الوصول إلى الإنترنت، وتنعكس في انخفاض مشاركة النساء في وسائل التواصل الاجتماعي؛ 14.5% فقط من مستخدمي فيسبوك، و27% من مستخدمي إنستغرام هم من الإناث.
وأكدت دراسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “تحليل النوع الاجتماعي في اليمن 2020” أن نسبة صغيرة فقط من السكان لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، إلا أنه يمثل فرصة قوية للإيجابية، للتأثير على جيل اليمنيين الذين سيكونون ذات يوم صناع القرار في بلادهم.
الفنون والثقافة
توفر الفنون والثقافة أيضاً فرصاً لمعالجة قضايا المساواة بين الجنسين عبر جميع نتائج برنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مع أهمية خاصة للشابات والفتيات، وعلى الرغم من أن النساء قد تحملن مسؤوليات جديدة في المنزل والمجتمعات، فإن استمرار التغييرات في أدوار ومسؤوليات الرجال والنساء أمر غير مؤكد.
دور المرأة في المبادرات المجتمعية
أوضحت دراسة “تحليل النوع الاجتماعي في اليمن 2020” أن دور المرأة في المبادرات المجتمعية لتحسين الحوكمة والتماسك الاجتماعي وبناء السلام يبشر بالخير، حيث كان لهن دور في مثل هذه الأنشطة في بعض المجالات قبل الحرب، وكانت مساهماتهن في جهود الاستجابة الإنسانية كبيرة وبشكل عام.
وجدت دراسة “النساء في حل النزاعات وبناء السلام في اليمن”، التي أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة – يناير 2019، أن النساء التي شاركت تاريخياً في بناء السلام وحل النزاعات قد استمرت في لعب الدور أثناء النزاع في عدن والجوف وساحل حضرموت ومأرب وصنعاء وشبوة وتعز نسبياً، وفي المناطق التي يكون فيها للنساء دور أقل علنية قبل النزاع، فقد لعبن دوراً أقل بروزاً خلال النزاع في البيضاء والضالع ووادي حضرموت.
المجتمع المدني ركيزة أساسية في التوعية
لعبت النساء دوراً مهماً في منظمات المجتمع المدني، على الرغم من سلبيات الصراع؛ فقد استمرت الناشطات في لعب أدوار قيادية مركزية في الأعمال الإنسانية والأنشطة الأخرى، مثل معالجة المظالم وتوثيق حقوق الإنسان التجاوزات، من خلال حملات المناصرة لرفع مستوى الوعي حول تقديم الخدمات والإساءة والفساد، وفقاً لدراسة” تداعيات الحرب على المرأة اليمنية” الصادرة عن مشروع إعادة تصور الاقتصاد اليمني – يوليو 2019.
وقال نبيل الأسيدي -عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين– لـ”صوت الأمل” إن منظمات المجتمع المدني تعد ركيزة أساسية في التوعية وفي العمل المدني على أساس أن تلك المنظمات أشبه بأجهزة الرقابة وحكومات الظل.
وأضاف: “تأتي التوعية المجتمعية في أول اهتمامات منظمات المجتمع المدني، خاصة في القضايا الحقوقية ومفاهيم النوع الاجتماعي والعديد من القضايا الإنسانية ذات الطابع المستجد على المجتمع اليمني”.
وشددت دراسة “دور الإعلام في بناء السلام في اليمن” على أنه يتوجب على المنظمات الدولية والمجتمع المدني المحلي إعطاء الأولوية للمؤسسات الإعلامية التي يديرها الشباب والنساء، وغيرها من المؤسسات التي تتبني عملية صنع قرار أكثر شمولية يمكن للجهات المانحة أن تجعل الهيكل التنظيمي الشامل شرطاً أساسياً للتعاون والتمويل.
وأكدت الدراسة الصادرة عام 2020عن مشروع التعاون البحثي في مجال بناء السلام في اليمن أن هناك حاجة إلى معايير صحفية أعلى ضد أشكال التشهير والافتراء والتحريض على أساس النوع الاجتماعي.
وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد أطلق تطبيقاً للهاتف المحمول في ديسمبر 2020، لتقديم إرشادات الحماية للناجيات من العنف ضد المرأة في جميع أنحاء اليمن لتسهيل وصول جميع اليمنيين ممن يحتاجون إلى الدعم في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي.
استطلاع: العنف القائم على النوع الاجتماعي في اليمن موجه نحو المرأة بنسبة %69.9
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر ينا…