أهمية دعم القدرات الشبابية في القطاع الرياضي… دور الشخصيات الداعمة في إنعاش القطاع الرياضي باليمن
صوت الأمل – منال أمين
يعاني قطاع الرياضة في اليمن العديد من التحديات جراء الوضع الاقتصادي والأمني في البلد، ومازال يحتاج إلى الكثير من الدعم والاهتمام من الحكومة والقطاع الخاص لتنفيذ العديد من المشروعات النموذجية للملاعب والأندية التي تسهم في تحسين مستوى اللاعبين والدخل المادي.
يتطلع الشارع الرياضي اليمني إلى ضرورة تحسين قطاع الشباب والرياضة في المستقبل القريب، وتفعيل دوره في دعم قدرات الشباب بمزيد من التأهيل الذي يمكنهم من بلوغ الإنجازات العالمية، ولن يحدث ذلك إلا عن طريق دعم الأنشطة والبرامج التدريبية في الأندية والاتحادات لتصبح العملية تكاملية لخدمة القطاع وتطويره.
شكري حسين (المدير العام للإدارة العامة للإعلام في وزارة الشباب والرياضة) يؤكد أن وزارة الشباب والرياضة تعد الجهة الرسمية الداعمة والمشرفة على القطاع الرياضي في اليمن بمختلف الألعاب والأنشطة، حيث تُعطى كل الاتحادات والأندية مخصصات مالية سنويًّا لتنفيذ أنشطة متنوعة تُسهم في تطوير الأداء للرياضيين، كما تشرف على عملية المشاركات الخارجية.
ويوضح شكري لـ”صوت الأمل” أن القطاع الرياضي يعد من القطاعات التي لا تحظى بدعم من منظمات دولية أو حتى محلية لأنشطته الرياضية المختلفة في الأندية والملاعب والصالات الرياضة، بل يعتمد اعتمادًا رئيسًا على دعم الوزارة بالإضافة إلى القطاع الخاص.
“تسعى الوزارة -على الرغم من الإمكانات اليسيرة- إلى تأهيل الشباب تأهيلًا علميًّا ورياضيًّا سليمًا يمكنهم من الإسهام في إدارة عجلة التنمية ومواكبة التطورات الرياضية في مختلف المحافل والمنافسات الإقليمية والعربية والدولية”. وفقًا للمدير العام للإعلام بالوزارة.
اللجنة الأولمبية اليمنية
شكري حسين أوضح لـ”صوت الأمل” أن اللجنة الأولمبية في اليمن تعد همزة الوصل بين الاتحادات المحلية لمختلف الألعاب الرياضية مع الاتحادات الدولية، ولها دور كبير في إبراز المواهب وتطويرها في مختلف المجالات والأنشطة الرياضية.
وللتَّعرف على نشأة اللجنة الأولمبية في اليمن ودورها كان لـ”صوت الأمل” لقاء خاص مع محمد الأهجري ( الأمين العام للجنة الأولمبية اليمنية) الذي أوضح أن اللجنة الأولمبية اليمنية تعد منظمة رياضية تهدف إلى تحسين جودة خدمات الرياضيين ومستواهم في العديد من الأنشطة الرياضية وتشرف على رعايتهم .
تعدُّ اللجنة منظمة رياضية أهلية مستقلة تعمل على وفق الميثاق الأولمبي الدولي، حيث تأسست في الفترة من 6 إلى 11 يوليو عام 1976م بعد انعقاد المؤتمر الأول لتأسيس الاتحادات الرياضية البالغ عددها سبعة، وهي (كرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطائرة، وألعاب القوى، وكرة الطاولة، وكرة اليد، والمصارعة) في صنعاء .
وأوضح أن اللجنة بدأت بالسعي لحصول الاتحادات الرياضية الأولمبية على اعتراف الاتحادات الدولية، حيث حصلت على الاعتراف في ثمانينيات القرن الماضي.
“أما مدينة عدن ـ آنذاك ـ فقد تأسست اللجنة الأولمبية فيها بتاريخ 4 فبراير عام 1981م تحت إشراف المنظمات الجماهيرية في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، وحصلت اللجنة على اعتراف اللجنة الأولمبية الدولية في 2 أكتوبر 1981م الذي عقد في ألمانيا، إلى أن اتُّفِق على دمج اللجنتين والإعلان عن اللجنة الأولمبية اليمنية في تاريخ 28 فبراير 1990م” وفقًا لما ذكره الأهجري.
اللجنة والمشاركات الدولية
ويستعرض لنا الأهجري عددًا من المشاركات التي قامت بها اللجنة في الدورات الأولمبية، وهي: أولمبياد سيوول 1988م، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية الـ (25) في برشلونة 1992م، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية الـ (26) أتلانتا 1996م، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية الـ (27) سدني2000م، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية الـ (28) أثينا 2004م، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية الـ (29) بكين 2008م، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية الـ (30) لندن 2012م، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية الـ (31) ريو دي جانيرو 2016، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية الـ(32) طوكيو 2020.
وفي دورات الألعاب الأولمبية للشباب شاركت بلادنا في دورة الألعاب الأولمبية للشباب في سنغافورة في 2010 م، وفي الألعاب الأولمبية الثانية للشباب في الصين عام 2014م، وفي الألعاب الأولمبية الثالثة للشباب بيونس آيرس الأرجنتين 2018م ؛ وضمن دورات الألعاب الآسيوية الصيفية شاركت في دورة الألعاب الآسيوية نيودلهي 1982م، ودورة الألعاب الآسيوية الصيفية الـ (11) بكين 1990م، ودورة الألعاب الآسيوية الصيفية الـ (12) هيروشيما 1994م، ودورة الألعاب الآسيوية الصيفية الـ (15) الدوحة 2006م وأخذنا الميدالية البرونزية، ودورة الألعاب الآسيوية الثانية للشواطئ مسقط 2010م وأحرزنا الميدالية الفضية وميداليتين برونزيتين، ودورة الألعاب الآسيوية الأولى للشباب سنغافورا 2009 وأحرزنا الميدالية الذهبية، ودورات كثيرة ومتنوعة أحرزنا فيها العديد من الجوائز والميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.
لعبة كرة القدم
وفيما يخص المشاركات الخارجية لمختلف الألعاب ودعمها يوضح الأهجري لـ”صوت الأمل” أن اللجنة الأولمبية تتكفل بمشاركة اليمن في الألعاب الأولمبية والآسيوية والإسلامية وأيضًا العربية على الرغم من قلة نشاطها في السنوات الأخيرة، وتسعى دائمًا إلى توفير الإمكانات لدعم مشاركات اليمن في هذه الألعاب.
وأضاف، أمَّا ألعاب (كرة القدم، وكرة الطائرة، وكرة السلة) التي تسمى بـ”الألعاب الجماعية” فأن متطلباتها واحتياجاتها كبيرة في المشاركات الخارجية، وإمكانات اللجنة الأولمبية ضئيلة في الوقت الحالي، ومن ثمَّ لا تستطيع اللجنة تقديم الدعم اللازم لتلك الألعاب.
وعن الجهات التي تدعم مشاركة اليمن في لعبة كرة القدم خارجيًّا يشير الأهجري إلى أن اتحاد كرة القدم اليمني يتكفل بتوفير الدعم اللازم لتلبية متطلبات المشاركات اليمنية في مجال كرة القدم في الخارج، وهذه اللعبة مستمرة إلى الآن مقارنة بباقي الألعاب الرياضية وآخرها مشاركة اليمن في بطولة كأس غرب آسيا للناشئين، وتوج فيه الفريق اليمني بطلًا بكل جدارة واستحقاق.
تطلعات مستقبلية
وحول الرؤية المستقبلية التي تأمل اللجنة تحقيقها يؤكد الأهجري أن اللجنة تعرضت خلال فترة الصراع إلى توقف في نشاطها فترة قليلة، وتدمَّر المقر الرئيس لها إلا أنها عاودت العمل من جديد وبكل إصرار، وتتطلع اللجنة إلى تأسيس مراكز في كل لعبة؛ من أجل ضمان وجودها الدائم والمنتظم على مدار العام، والحفاظ على الأنشطة الرياضية والألعاب من الاندثار، وذلك بسبب توقف العديد من الأنشطة جراء الوضع الراهن للبلاد، وبذل الكثير من الجهود للحفاظ على الوجود اليمني في كل المحافل الدولية الكبيرة، مثل دورة الألعاب الأولمبية، ودورة الألعاب الآسيوية والإسلامية، وغيرها حسب الأنظمة المتبعة في كل الدورات الرياضية.
ويضيف قائلًا: إن الجانب التأهيلي يعد من أهم الجوانب التي تسعى اللجنة إلى تطويره عبر المحافظة على الكادر الوطني -المدربين والحكام والرياضيين- عن طريق التواصل مع الاتحادات المحلية والدولية؛ لعملية التأهيل المستمر والتطوير من القدرات الرياضية.
القطاع الخاص وشخصيات داعمة
“يعد القطاع الخاص أكبر داعم للقطاع الرياضي، والمشارك الأول في تحسين دور أنشطة الأندية وتطويرها لمختلف الألعاب “. هذا ما أوضح علي الحميري الكاتب والمحلل الرياضي لصحيفة “صوت الأمل”.
وأشار إلى أنه بسبب الظروف الصعبة الي تمر بها البلد اليوم أصبح القطاع الخاص يمثل دورًا كبيرًا ومؤثرًا على عملية استمرار الرياضة اليمنية وأنشطتها على المستويين المحلي والخارجي، حيث أسهم في رفد الرياضة بالمهارات الشبابية المطلوبة في مختلف الألعاب الرياضية ومع ذلك فهي مازالت بحاجة إلى دعم أكبر.
وذكر الحميري عددًا من الجهات ومنها القطاع الخاص أسهمت في رفد القطاع الرياضي بالدعم المطلوب، وساعدت في تحسين أداء الرياضيين والأندية الرياضية، مثل رئاسة الاتحاد لكرة القدم، والتي أسهمت في تقديم الدعم اللازم للمنتخبات اليمنية على كل المستويات (الناشئين، والشباب، والمنتخب الوطني)، ودعم نادي “الهلال الساحلي” في محافظة الحديدة، كما تقوم حاليًّا بتقديم كل المتطلبات المالية للمنتخبات اليمنية في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد بما يمكنها من المشاركات في الاستحقاقات الخارجية مثل البطولات الإقليمية والقارية والدولية.
وأضاف لـ”صوت الأمل” أن هناك بعض التجار في محافظة حضرموت لهم دور بارز وملموس في دعم أعرق الأندية الرياضية في المحافظة، فقد قاموا بتزويد نادي (شعب حضرموت) بكل ما يحتاج إليه من دعم ليتمكن من المشاركة في البطولات المحلية، بالإضافة إلى الدعم المقدم من رجال الأعمال في محافظة تعز الذين دعموا الأندية الرياضية لكرة القدم، وساعد دعمهم في إخراج الكثير من الأندية من حالة الإفلاس إلى الانتعاش من جديد، مثل نادي أهلي تعز، ونادي الصقر، والطليعة.
وتابع القول: كما أن هناك دعمًا من القطاع الخاص لأحد أعرق الأندية في صنعاء “نادي وحدة صنعاء” وذلك بتزويده بالمستلزمات الضرورية لمختلف الأنشطة الرياضية مثل الدرجات الهوائية وألعاب القوى وغيرها، ولـ “نادي أهلي صنعاء” الذي يعد من النوادي الكبيرة التي حازت على بطولات محلية عديدة.
38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…