هدف السلام… أهمية الرياضة بأعين الشارع اليمني
صوت الأمل – رجاء مكرد
الرياضة ممارسة لمهارة جسدية أو فكرية. وفي أثناء إقامة الفعاليات التي تتنافس فيها الفرق الرياضية يجتمع الكثير من الناس من مختلف الجنسيات والمناطق، تحت اسم “الفريق الواحد”. في الملعب الرياضي توجد العديد من الأطياف والتوجهات السياسية تجتمع لتحقيق هدف واحد هو “البطولة”. ومع مرارة النزاعات بين الدول المتصارعة وآلامها إلا أن الرياضة -على اختلاف أنواعها- وسيلة لإحداث السلام.
بعد مرور سبع سنوات من الصراع في اليمن استطاعت الرياضة في منتصف ديسمبر 2021م أن تُحدث فرقًا وفرحًا شديدًا في المجتمع اليمني، وأثبتت أنها أداة فعّالة لإحلال السلام وتعميم البهجة – بحسب السكان- واتَّضح هذا مع فوز المنتخب اليمني للناشئين في نهائي بطولة غرب آسيا للمرة الأولى في تاريخه.
في نزول ميداني لصحيفة “صوت الأمل” إلى الشارع اليمني تتبعت الصحيفة آراء اليمنيين، ولخصت وجهات نظرهم حول الرياضة في السطور الآتية:
الرياضة فرحة
“كلما مارسنا الرياضة شعرنا بالسرور”. هذا ما قالته وفاء محمد (مواطنة من عدن) عن أهمية الرياضة.
وأردفت وفاء حديثها بالقول: “إن للرياضة أثرها النفسي والبدني فالرياضي يشعر بالارتياح عند ممارسته الرياضة”.
ولمست وفاء هذا الشعور مع أطفالها عند عودتهم من المدرسة، مؤكدة أن شعور السعادة بالرياضة يرافق أبناءها إلى المنزل، وأنه كلما أعطت أولادها وقتًا للرياضة تنشطت أجسامهم وقويت وتقبلت عقولهم الدراسة.
عدنان النظاري (ناشط شبابي من محافظة ريمة) يقول: “أنا مواطن كنتُ أبحث بين ركام الأخبار الحزينة عن حدث يسعدني، وكان صدى هذه المناسبة بمنزلة انتصار على الوضع المعيشي الذي أشقى شعبنا، شعرت بسعادة لا توصف، هذا الانتصار وحَّد الشعب اليمني الذي يعاني من انقسام بين أطيافه، وجعل الجميع يهتف “بالروح بالدم نفديك يا يمن” من صنعاء إلى عدن إلى حضرموت إلى سقطرى وإلى صعدة حتى في الأرياف اليمنية التي لا تصل إليها الخدمات اليسيرة شعر الناس بسعادة واحتفلوا وعبروا عن سعادتهم بهذه البطولة”.
ويضيف النظاري قائلًا: الشعب اليمني اختطف الفرحة من بين مآسيه. المؤسسة الرياضية هي المؤسسة اليمنية الوحيدة التي لم يحدث فيها انقسام، والشكر لجهود القائمين عليها، وللشعب اليمني في الداخل والخارج بمختلف توجهاته.
فائدة صحية
للرياضة فائدة صحية كبيرة للجسد وللنفس، فهي تحفز الطاقة الإيجابية في الجسد وتساعده على التخلص من الطاقة السلبية، وتحافظ على وزن الجسم المثالي، وتمنحه مظهرًا خاليًا من الترهلات، كما أنها تحسن البشرة، وتعزز عمل الجهاز المناعي في الجسم. وفقًا للدكتورة ندوى ردمان.
وتضيف ردمان: للرياضة فوائد ذهنية كالمساعدة على الفهم، وتنشيط الذاكرة، وهناك أنواع من الرياضة تزيد من معدلات الذكاء مثل: رياضة الشطرنج، كما أن هناك فوائد صحية كثيرة لحالات مرضية معينة تُخصص لها أنواع محددة من الممارسة الرياضية، كرياضة المشي، والسباحة، والتأمل، وهذه الرياضات تطبقها أغلب الأندية في اليمن.
الرياضة تنمية
“الرياضة أداة مهمة من أدوات التنمية في المجتمعات النامية، ولها دور كبير في نشر ثقافة التسامح والسلام، ويمكن أن تُحقَّق التنمية في اليمن بإشراك الرجل والمرأة في الرياضة، وتشجيع النساء الرائدات في البطولات، ودعم الأندية والمبادرات الرياضية”. وفقًا لأحمد طه (ناشط اجتماعي).
من جانبه منصور أديب (مدرس ولاعب شطرنج) يؤكد أنه من الضروري عمل شراكات قوية، فالرياضة لها قدرة على الربط بين الأطراف المتنازعة؛ لأنها تسعى إلى تحقيق مصلحة مشتركة وتنمية مستدامة، ولهذا يجب تشجيع الرياضة في اليمن.
إطلاق صفارة السلام
“إن خير تجربة على أن الرياضة سبيل للسلام، ما أحرزه المنتخب اليمني للناشئين في نهائي بطولة غرب آسيا، فحين أعلن الحكم فوز منتخبنا هتف جميعنا باسم اليمن، ولم ننادِ الأشخاص بعنصرية أو مناطقية لم نقل هذا هدف شمالي أو جنوبي، بل وحدتنا كلمة (منتخبنا اليمني)”. هذا ما أكدته هناء الوصابي (مواطنة) لـ “صوت الأمل”.
وتضيف هناء: الرياضة وحدت اليمن من أقصى شماله إلى جنوبه، كان العلم واحدًا والهتاف والتشجيع واحدًا، لقد كان هدف الفريق الرياضي حينها أن يخرج بمهمة توحد صفوف المجتمع والفوز بجدارة؛ لذا ترك كل همومه السياسية ومعاناته الإنسانية جانبًا ليرفع راية اليمن.
علي الحجاجي (مدرس من إب) يعبر عن شعوره تجاه الحدث الرياضي المميز للمنتخب اليمني، فيقول: إنه شعور بالفخر ممزوج بالحب والود والأمل. ثمَّ أضاف: “للوهلة الأولى أحسستُ أن اليمنيين مترابطون حبًّا لليمن، فهو الذي يجمعهم، وليس هناك قوه تفرقهم سوى الحاجة والفقر، حتى صراعاتهم ليست بقناعتهم، إنما أجبروا عليها من أجل لقمة العيش”.
ويرى أيضًا أن الرياضة بإمكانها أن توحد شعب اليمن، وترفع الوطن، وتولد الحب والاحترام والأخلاق، والأحداث الأخيرة لفريق الناشئين أعطت اليمنيين والعالم درسًا كبيرًا في الصبر والقوة والتحمل وطيب الأخلاق.
ويعقب الحجاجي: “أُقبِّل فريق الناشئين على جبينهم، وندعو أن تسلم أجسادهم من التعب والأرق، ونتمنى من الجهات المعنية الاهتمام بالفريق وبالرياضة عمومًا”.
ممارسة الرياضة تحدٍّ
أحمد مُنير (مواطن من صنعاء) يشير إلى أن الرياضة في اليمن تواجه صعوبات عديدة، منها استمرار الصراع، وتدهور البنية التحتية للرياضة، ومع ذلك نجد الشباب اليمني يمارس الرياضة، فمزاولته لكرة القدم في ظل وضع سيء تحدٍّ واضح، فالتراب هو بساطه إذ لا توجد أندية رياضية تحتضنه.
ويقول أحمد: من الضروري تشجيع الرياضة والتوعية بأهميتها منذُ الصغر، وعلى المدارس أن تخصص حصصًا للرياضة بأنواعها، وتعمل أنشطة رياضية ومنافسات على مستوى المدارس. الرياضة حافز للتعليم وليست للترفيه فقط كما يظن بعضهم.
يوافقه القول إسماعيل محمد(مواطن من تعز)، فيقول: “مشاركة المنتخب اليمني في رياضة كرة القدم تحدٍّ للظروف المعيشية الصعبة، وللصراع”.
واختتم حديثه بـ: “الرياضة ثقافة لابُد أن تجد الرعاية لتنميتها، فهي مستقبل للصحة، وللسلام والتنمية المستدامة، والتعافي الاقتصادي الذي يتبعه ازدهار السياحة، فمن الضروري أن نحرص عليها ونوفر الإمكانات اللّازمة للمرافق الرياضية والرياضيين، ولابد للجهات المعنية أن يكون لها الدور الملموس تجاهها”.
38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…