مدير عام المشروعات ورئيس الوحدة التنفيذية للرؤية الوطنية 2030م: سيظل الجسد الرياضي موحدًا على الرغم من سلبيات الصراع
صوت الأمل – رجاء مكرد
الرياضة في اليمن مرَّت بعوائق وتحديات كبيرة، كان آخرها الصراع الذي استمر سبع سنوات وخلف أضرارًا اقتصادية وبنيوية كبيرة فقد تدهورت المباني والمنشآت، وتوقفت كثير من الأنشطة والفعاليات الرياضية.
وبين الوضع الحالي المتدهور للقطاعات الرياضية وتضرر الكثير من الألعاب سعت وزارة الشباب والرياضة إلى عمل تدخلات سريعة، لتستعرض حجم الدمار واحتياجات الرياضة في اليمن، لتخلص إلى أهمية الاهتمام بالقطاع الرياضي كرافد للتنمية والاقتصاد.
وعن موقع الرياضة في الرؤية الوطنية 2030م، كان لـ “صوت الأمل” حوار مع المهندس أحمد التويتي (مدير المشروعات في وزارة الشباب والرياضة، ورئيس الوحدة التنفيذية للرؤية الوطنية).
بداية، حدِّثنا عن الوضع الحالي للرياضة في اليمن؟
العمل الشبابي والرياضي تأثر كثيرًا بالأوضاع التي خلفها الصراع، خصوصًا على صعيد البنية التحتية التي كانت تمارس فيها كثير من الألعاب والمنشآت الرياضية، وهناك عدد كبير من المنشآت الشبابية والرياضية التي دُمِّرت؛ الأمر الذي أدى إلى حرمان الشباب والرياضين من مزاولة أنشطة وفعاليات الرياضات التي كانوا ينمُّون بها هواياتهم وألعابهم المختلفة.
منذ البدايات الأولى لدمار المنشآت عملت الوزارة على حصر المنشآت المتضررة، ومخاطبة الهيئات والاتحادات الرياضية المعنية بالشباب والمؤسسات الدولية؛ بهدف حشد موقف مناصر للشباب والرياضيين في اليمن؛ لوقف استهداف الصراع لهذه المنشآت؛ كون المؤسسات الدولية مؤسسات مجتمع مدني وهدفها التنمية وإيقاف النزاع.
مع استمرار الصراع، ما الدور الذي تؤديه وزارة الشباب والرياضة؟
تسعى الوزارة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة؛ لتوفير بيئة ملائمة للشباب والرياضة؛ حتى يتمكنون من استعادة أنشطتهم الرياضية، كما تقوم بالإشراف على كثير من الأنشطة في المنشآت المتاحة، ومع هذه الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الشبابي والرياضي إلا أن هناك روحًا من العزيمة والإصرار من الرياضيين على الارتقاء وتطوير آدائهم في مختلف الألعاب، لا سيما أن البيئة اليمنية بيئة حاضنة للمواهب المتميزة في مختلف الألعاب الرياضية، وقد لمسنا هذا كثيرًا في الفئات العمرية الصغيرة، وأن هناك شريحة واسعة من الموهوبين يُفترض أن تقدم لهم الرعاية والمساندة والدعم، وتنمية قدراتهم ومواهبهم، حتى يُستفاد منهم في رفد المنتخبات والفرق الرياضية المشاركة في الفعاليات الخارجية.
كيف أثر الصراع في قطاع الرياضة في اليمن؟
كان لتدمير المنشآت الرياضية انعكاسات سلبية على المنشآت الرياضية؛ أدَّت إلى انحسار الأنشطة وتوقف برامج التدريب والتأهيل التي كانت تقام في هذه المنشآت، إلا أن الوزارة حاولت إيجاد بدائل لهذا الوضع الذي فرضه النزاع، وتهيئة البيئة المناسبة للرياضيين؛ لممارسة هواياتهم، فهناك بعض الألعاب الرياضية كلعبة كرة القدم مازالت أنشتطها مستمرة في الملاعب الترابية التي ربما تفتقد لأقل الإمكانات، فهذه الملاعب غير مجهزة بالمتطلبات اللازمة للتدريب والتأهيل.
ما أكثر أنواع الرياضة تضررًا؟
أكثر الألعاب المتضررة هي الألعاب التي كانت متصلة بالمنشآت ذات الصالات الرياضية والملاعب الرياضية أيضًا، هناك 28 صالة رياضية دُمِّرت في مختلف محافظات الجمهورية، هذه الصالات كانت تمارس فيها عدد كبير من الألعاب، كـ: (كرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة اليد، وألعاب المصارعة، والألعاب القتالية المختلفة الكاراتية، والجودو، والتكواندوا، وكيك بوكسنج ) وكثير من الألعاب التي كانت تقام في هذه الصالات؛ ونتيجة تدمير هذا العدد الكبير من الصالات؛ تأثر نشاط هذه الألعاب الرياضية تأثرًا سلبيًا كبيرًا، كما دمِّرت الاستادات (الملاعب الكبيرة) الرياضية في مراكز المحافظات مثل: استاد المريسي، واستاد عدن الدولي، واستاد الوحدة في أبين، واستاد إب، واستاد ذمار.
هذه الملاعب الكبيرة كانت تقام فيها المباريات الكروية وتحتضن مسابقات الدوري العام لكرة القدم، ولكن توقف الدوري نتيجة لهذا الوضع الذي فرضه الواقع المعاش، وأيضًا ما أفرزه الانقسام الحاصل على صعيد الأوضاع السياسية عامة؛ ومع ذلك قامت بعض الأندية والاتحادات الرياضية في عدد من المحافظات اليمنية باستئناف أنشطة الدوري، حيث اُستُؤنف الدوري أخيرًا عن طريق إقامة بطولة في ملعب سيئون بمشاركة أندية من مختلف المحافظات اليمنية كأندية صنعاء، وعدن، وحضرموت وغيرها، والوزارة تسعى إلى أنه يظل الجسد الرياضي موحَّدًا، على الرغم من الإفرازات السلبية التي سببها الصراع.
ما المميز في الرياضة كبصيص أمل للتعافي؟
ما يميز العمل الشبابي والرياضي أن الهيئات والاتحادات الرياضية مازالت موحدة، وهذا يمثل مكسبًا لقطاع الشباب والرياضة، إذ ليس هناك تشظي ولا انقسام في إطار الهيئات والمؤسسات الرياضية، لقد حاولت هذه المؤسسات الاحتفاظ بكيانها موحدًا وممثلًا من كل المحافظات، وهذا ما تسعى الوزارة إليه بالتنسيق والتفاهم مع هذه الاتحادات، ولو لاحظنا المنتخبات المشاركة في البطولات الأخيرة التي حققت إنجازات كبيرة على صعيد لعب كرة القدم لوجدنا أنها كوِّنت من مختلف الأندية في محافظات الجمهورية، وهذا يعد هدفًا استراتيجيًّا للوزارة ولا يمكن المساس به، وسوف يستمر الهدف لمواكبة هذا التوجه في المحافظة على الكيان الرياضي موحدًا، وإعداد برامج لتأهيل الفرق الرياضية وتطويرها بما يمكن من المشاركة في المحافل الدولية وإبراز وجه اليمن الحضاري .
ما الذي تحتاج إليه الرياضة في اليمن؟
أكثر ما تحتاج إليه الرياضة في اليمن الرعاية والاهتمام للفئات العمرية الصغيرة، حيث إن البيئة اليمنية بيئة حاضنة للمواهب من مختلف الألعاب، وإذا لم تكن هناك رعاية واهتمام بتنمية هذه المواهب وصقلها وتطويرها، فستنعكس على القطاع الرياضي بصورة عامة، خاصة عندما يصلون إلى فئة عمرية كبيرة ويتعرضون لضغوط الحياة، فلابد من توفير الدعم والرعاية الكافية؛ لجعلهم يركزون على اللعبة ويطورون قدراتهم ومهاراتهم.
كيف يمكن للرياضة أن تكون هدفًا من أهداف التنمية في اليمن؟
إن الشباب هم أداة التنمية ووسيلتها، لذا ينبغي أن يُوفر للشباب الدعم والرعاية عن طريق الرياضة، وتوفير المقومات التي تنمِّي مهاراتهم، والاستفادة من رعايتهم وتوجيه طاقاتهم وتنميتها واستثمارها، حيث إن هُناك توجه لدى مشروع الرؤية الوطنية بتبنى ذلك، إذ يجب أن تحمل الرياضة رسالة السلام، والانسجام بين الشعوب والدول، وبالإمكان استثمار هذه الرسالة لتقريب وجهات النظر بين فرقاء العمل السياسي وإصلاح ما أفسده الساسة إن جاز التعبير. ونتطلع إلى أن تحقق الرياضة قفزات نوعية في المستقبل القريب بما من شأنه الارتقاء بوضع البلد، كما تعدُّ أحد ركائز التقدم والاقتصاد في كثير من دول العالم، ونحن نعول عليها كثيرًا.
كيف يمكن للرياضة أن تكون رافدًا للاقتصاد؟
الكثير من الأندية في دول العالم المتقدم تعتمد على القطاع الخاص، الذي بدوره يكون الراعي لمشروع النشاط والأندية، وبالإمكان توظيف العمل الرياضي لجذب المستثمرين والقطاعات الخاصة كافة، والاهتمام بالرياضة سينعكس إيجابيًّا على الصعيد الاقتصادي، وما حصل في اليمن إبَّان فعالية بطولة (خليجي (20يدل على ذلك، إذ استضافت اليمن البطولة وكان لذلك انعكاسات على صعيد الحركة السياسية، وكان هناك حركة نشاط في مدينة عدن وأبين لافتة، على الرغم من أن البطولة كانت فترة محدودة. أضف إلى ذلك أن اللاعبين الموهوبين يكونون محط أنظار الأندية الكبيرة، وتدفع مبالغ كبيرة للاحتراف، فبالإمكان الاستفادة من البيئة الغنية بالمواهب وتوظيفهم لما فيه خدمة البلد عامة.
38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…