المرأة في القطاع الرياضي… نماذج ناجحة في الرياضة النسوية اليمنية على الرغم من الصعاب
صوت الأمل – علياء محمد
في اليمن ومع كل التحديات والصراعات والمعتقدات المغلوطة إلا أن المرأة اليمنية برزت في أكثر من مجال وقطاع خدمي وتنموي، وأصبح لها تأثير في كل الأصعدة والمستويات. وقطاع الرياضة لا يخلو من نماذج نسائية مشرفة في هذا المجال.
صحيفة “صوت الأمل” سلطت الضوء على إنجازات وأنشطة اللاعبات اليمنيات اللاتي فرضن مشاركتهن بالقوة على المستوى المحلي والخارجي، متسلحات بالتحدي لمواجهة العوائق ليسردن حكاياتهن.
هيفاء المطري (إحدى الشابات اليمنيات التي تألقت ولمع نجمها في سماء رياضة الرماية على الرغم من الظروف التي مرت بها مع أعضاء فريقها، وتميزت بموهبتها الرياضية واستطاعت أن تحقق مراكز عالية.
شغفها الرياضي خلق لديها شعورًا بالحاجة إلى أن تكون إحدى أعضاء فريق الرماية في اليمن، وبعد تخرجها في الثانوية التحقت في العام 2002م بمعهد الشرطة لتحقيق الحلم.
وفي حديثها لـ “صوت الأمل” تقول: هناك من يقول: إن الرماية رياضة صعبة على النساء، ولكنِّي أحببت هذه الرياضة التي كنت أعتقد أنها صعبة في بداية الأمر، بخاصة عند فك الأسلحة وتركيبها، وكيفية القيام بأوضاع الرماية المناسبة، وعمل احتياطات الأمان، ولكن عندما مارست الرياضة تدربت أكثر وأكثر، وأصبحت أعرف كيف استخدم السلاح، وأصيب الهدف الذي كان يبعد عني مسافة عشرة أمتار وأحيانًا عشرين مترًا.
عدم التأهيل والتدريب
كانت هيفاء ضمن أول دفعة التحقت برياضة الرماية في اليمن، وشاركت في عدد من البطولات، وحصدت الكثير من المراكز الأولى، ومع الوقت أصبحت مدربة لعدد من المتدربات.
ومع ذلك عانت هيفاء مع أعضاء فريقها من عدم التدريب والتأهيل الكافي لمواجهة منافسيها من الدول الأخرى، لدرجة أنها أصبحت تقوم بتدريب أعضائها على الذخائر الحية، وعند مشاركتها في أولمبياد الكويت وجدت أن جميع المنافسين يستخدمون البندقية والمسدس الهوائي.
وأوضحت، أن مشاركتها لها كانت بمنزلة تجربة جديدة استفادت منها أمورًا كثيرة، وتعرفت على استخدام الأسلحة الهوائية التي تستخدم في الأولمبياد، كما شاركت في بطولة أقيمت في الشارقة.
انتصار المضفري (لاعبة المنتخب اليمني وبطلة الجمهورية في ألعاب القوى) نموذج مشرفٌ للنساء اليمنيات المهتمات بمجال الرياضة، حققت مراكز عالية في مسابقات الجري للمسافات الطويلة 10 كيلو متر.
الشطرنج تجربة مميزة
منذ نعومة أظفارها بدأت (بثينة القرشي) لعبة الشطرنج، وبعدها انتقلت إلى الجامعة، واشتركت في النشاطات الثقافية والرياضية في الجامعة؛ لتحقق بذلك المراكز الأولى وتحصد الميداليات والكؤوس.
نشأت بثينة في عائلة رياضية، حيث كان أخوها الأكبر لاعب شطرنج الأمر الذي ساعدها وطور من مهاراتها لتصبح لاعبة متميزة.
تقول بثينة لصوت الأمل: “بدأت مسيرتي الحقيقية في اللعب عند التحاقي باتحاد الشطرنج، وشاركت في بطولة رئيس الجمهورية وبطولات الشباب والنسوية وكل ذلك تحت ظل المنتخب الوطني”.
لعبت القرشي في نادي الأهلي والوحدة ومن ثمَّ شاركت في عدد من الأولمبياد أهمها في إسطنبول بالعام 2000، وفي أولمبياد سلوفينيا، وفي القاهرة والسودان والجزائر، وحصدت العديد من الكؤوس والميداليات.
وتابعت القول: “بدأت أحترفُ التدريب ومن ثم التحكيم، وحصلت على الشارة الدولية من دبي ومن ثم الشارة الدورية في الهند، وخضت مجال التدريب النسوي وبعدها عُيِّنت في منصب رئيس القطاع النسوي في الاتحاد، وبعدها المسؤول الإعلامي.
أكدت بثينة أن لعبة الشطرنج ترسخ مبدأ الحب والوئام و تنشط العقل. لبثينة فريق من الناشئات بمؤسسة سام للطفولة والتنمية، تحرص على أن تقيم البطولات الشهرية للتقوية قدراتهن وإمكاناتهن.
البوكسينج رياضة جديدة تكسر التقليد
سهام عامر (23عامًا، بطلة الألعاب القتالية والأولى عربيًّا في لعبة الكيك بوكسينج) حصلت سهام على أكثر من 33 ميدالية، الأغلب منها ذهبية، ومثلت اليمن في بطولات خارجية، وشاركت في أول بطولة دولية للكيك بوكسينج في بطولة عمان 2017، وحققت المركز الأول والميدالية الذهبية بالضربة القاضية، وشاركت في بطولة العالم في بيلاروسيا، وحققت أربع ميداليات، وفي العام 2018 شاركت في بطولة (المواي تاي) وحصدت الميدالية الذهبية، والمركز الأول.
كسرت سهام قاعدة أن تكون الألعاب القتالية مرتبطة بالرجال فقط، وقررت اختراق ودخول هذه اللعبة، وتجاوزت العديد من الصعوبات لاسيما تلك التي كانت تمنعها من الاستمرار بحجة نظرة المجتمع تجاه الفنون القتالية، واستطاعت تغيير قناعة الأسرة.
تقول سهام لصوت الأمل: “في بداياتي تدربت في صالة مغلقة بسبب عدم وجود نوادي تدريب خاصة بالفتيات لهذه اللعبة، وعانيت كثيرًا، ومُنِعت من المشاركة في عدد من البطولات، بعذر أن المرأة لا تناسبها مثل هذه الرياضات، ولكني لم أرضخ للواقع ورفعت اسم بلادي في عدد من البطولات وبجهود شخصية”.
وأضافت: “أعمل حاليًّا في الأكاديمية الدولية للفنون القتالية، وأقوم بالتدريب على رياضات الفنون القتالية المختلفة مثل: الكاراتيه، والتايكوندو، والملاكمة بالركل (الكيك بوكسينج)، ورياضة الكونغ فو، حيث وصل عدد المتدربات إلى 100 متدربة وكل يوم في تزايد مستمر”.
الأندية النسوية صعوبات وتحديات
هناك تحديات كبيرة مازالت تعيق رياضة المرأة في اليمن، على الرغم من التطور الذي وصل إليه العالم، ليضع المرأة اليمنية أمام مواجهة مع مجتمع غير متقبل لفكرة الأندية النسوية، الأمر الذي تسبب في إغلاق الكثير من الأندية الحكومية التي كانت تضم النساء.
وهنا ترى الكابتن أماني أن هناك أضواء عديدة خفتت عن النساء الرياضيات على الرغم من تميزهن وطاقتهن الهائلة التي يمتلكونها، وحصدهن الكثير من المراكز والميداليات، بسبب البيئة المجتمعية التي تعيشها المرأة، والتي لا تمتُّ بأي صلة إلى مبادئ الدين الاسلامي.
وأشارت إلى أن النوادي الحكومية في الوقت الراهن أغلقت، ولم يتبقَ إلا نادٍ واحد فقط يفرض رسومًا للتدريب، وليس له أيُّ دور يذكر.
وأكدت أهمية تفعيل دور الأندية الحكومية والاتحادات الرياضية التي توقفت عن العمل، وأن يكون في كل اتحاد رياضي قسم خاص للنساء، بالإضافة إلى تفعيل الرياضة المدرسية لدورها الكبير في صقل المهارات الرياضية، وأن تكون الرياضة مادة أساسية تدرس كبقية المناهج.
وشددت أماني على أهمية فصل الرياضية عن الجانب السياسي، لأن ذلك يؤثر تأثيرًا كبيرًا في دور المنتخبات واللاعبين والاتحادات الرياضية، وحتى الرياضة النسائية.
وبدورها أكدت هيفاء المطري أن الاتحاد الرياضي ليس له دور يذكر في تقديم أيِّ إنجازات للمجال الرياضي، وهذا ما نعانيه في فريق الرماية، حيث كان يفتقر إلى المدربين والنوادي المختصة بالرماية والذخيرة والأسلحة المناسبة للعبة.
كما كشفت المدربة سهام عامر أن هناك العديد من الأندية وعدد من المدربات لا يمتلكن الخبرة الكافية، وعلى الرغم من ذلك تقوم بالتدريب، الأمر الذي قد يعرض الكثير من النساء للخطر جراء الحركات غير الصحيحة التي تسبب الكسور والجروح.
وأشارت إلى أن الرياضة لها صورتان: صورة إيجابية وصورة سلبية، ونحن نسعى قدر المستطاع إلى تحسين الصورة السلبية للمرأة في الرياضة.
38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…