الرياضة في اليمن… بين شحَّة الموارد ومحاولات إنعاش النشاط الرياضي
صوت الأمل – حنين الوحش
تسهم الرياضة إسهامًا كبيرًا في الرفع من قدرة الاقتصاد العام للكثير من دول العالم، حيث إن القطاع يعد عاملًا مساعدًا على تطوير العملية التنموية والاقتصادية في البلد وتحسينها، إلا أن الرياضة في اليمن مازالت تعاني الكثير من الإهمال وعدم الاهتمام، حيث يعتمد القطاع الرياضي على دعم الدولة والمجتمع.
“توقف الصراع، والبدء في إعادة الإعمار والتعافي، من أهم العوامل التي ستسهم في إعادة صياغة الحياة الرياضية في اليمن من جديد وبقوة، وتحولها إلى اقتصاد مستقل وقائم بذاته”. هذا ما أكده خالد محسن الخليفي (وكيل قطاع الرياضة في وزارة الشباب والرياضة- عدن ) في لقاء خاص لصحيفة “صوت الأمل”.
بدايةً، صف لنا وضع الرياضة في اليمن عامة.
وضع الرياضة يعد انعكاسًا للوضع العام في البلاد منذ فترات طويلة، حيث كانت تحظى باهتمام حكومي وشعبي، ولكن ليس على الوجه المرجو، ومع كل الجهود المضاعفة التي بذلت خلال فترات متعاقبة، والنجاحات التي حققت في مختلف الألعاب الرياضية المشاركة دوليًّا ومحليًّا إلا أن الوضع عمومًا لا يلبي الطموح، خصوصًا لمنتسبي القطاع الرياضي في اليمن، أضف إلى ذلك أن الأساس المتمثل في الموارد الأساسية للقطاع والبنية التحتية من ملاعب وأندية ومؤسسات رياضية، التي دُمِّرت خلال فترة الصراع منذ 2015، تسببت في القضاء على أجيال من الرياضيين الذين لم يجدوا مساحة لممارسة مختلف أنواع الرياضة.
وحول وضع القطاع الرياضي في اليمن يمكننا الحديث بوضوح، ونقول: إن القطاع كان يشهد نوعًا من الاستقرار في توفير الدعم من صندوق رعاية النشء والشباب، ونتيجة لذلك كان هناك انضباط في البطولات والمشاركات الخارجية، بالإضافة إلى أن برنامج التأهيل والتدريب الرياضي كان يسير سيرًا جيدًا.
- كيف تقيم القطاع الرياضي حاليًّا مقارنة مع وضعه قبل الصراع؟
لاشك أن هناك اختلافًا كبيرًا قبل وبعد 2015، والمؤكد أن الصراع أثر سلبيًّا في كل الجوانب الرياضة المرتبطة بالمسابقات الموسمية الرسمية، وفي الموارد المالية التي كانت مسخرة لدعم الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها.
أمَّا اليوم فقد اختلف الوضع كثيرًا خصوصًا بعد تدمير الكثير من الأندية والصالات الرياضية والملاعب في مختلف المحافظات اليمنية، وعلى الرغم من ذلك مازلنا نسعى إلى إعادة تنشيط الرياضة من جديد، مع أن الإمكانات قليلة ومتواضعة.
- ما حجم الأضرار التي تعرَّض لها القطاع الرياضي خلال فترة الصراع؟
الأضرار كانت كبيرة جدًا وأثَّرت في القطاع الرياضي واللاعبين تأثيرًا واضحًا، فقد دُمِّرت أهم الملاعب الرياضية، والصالات ومقرات الأندية في عدن، وأبين، ولحج، والضالع، وتعز، وغيرها من المحافظات اليمنية، ومعظمها تضرر تضررًا كبيرًا، وعلى المستوى البشري فخلال فترة الصراع خسرنا العديد من الرياضيين في مختلف الألعاب، وتوقفت المسابقات؛ الأمر الذي أثر في تأهيل المتدربين والحكام، وتسبب في تراجع الرياضة اليمنية وتوقف مواسمها لعدة سنوات.
- ما دور وزارة الشباب والرياضة في تحسين البنية التحتية لقطاع الرياضة في اليمن؟
منذ العام 2015 وإلى وقتنا هذا والوزارة تسعى لإعادة تأهيل الملاعب ومقرات الأندية وإعادة تفعيل النشاط الرياضي، وقد حققت شوطًا كبيرًا في ذلك، حيث رُمِّمت بعض الأندية في محافظة عدن، وأُهِّلَت بعض الملاعب في العديد من المحافظات حسب الإمكانات المتاحة، إلا أن إعادة تأهيل الملاعب الدولية الكبيرة والصالات الرياضية مازالت تحتاج إلى دعم كبير وميزانيات ضخمة تفوق قدرات الحكومة اليمنية وليس الوزارة فحسب.
- ما تقييمك لدور القطاع الخاص والجهات الداعمة في تحسين القطاع الرياضي وتطويره؟
القطاع الخاص مازال لديه أوجه قصور في التفاعل مع قطاع الرياضة، ليس من حيث الدعم فقط، بل من حيث الرعاية وعقد الشراكات الإعلانية والدعائية، كما أن هناك تقصيرًا من رجال الأعمال في الانتماء إلى الرياضة ودعمها على الوجه الذي يخدم الرياضة والرياضيين في مختلف الألعاب.
- كيف سيسهم القطاع الرياضي في عملية التعافي الاقتصادي لليمن مستقبلاً؟
عند تحقيق عملية السلام والتعافي الاقتصادي، سيعمل على إعادة صياغة الحياة الرياضية بالصورة التي تسهم في تحولها إلى اقتصاد مستقل وقائم بذاته، ولكن في الوقت الحالي فإن القطاع الرياضي يعتمد على دعم الدولة والمجتمع، وحاليًّا يمثل مصدر دخل للاعبين والمدربين والحكام في مختلف الألعاب الرياضية.
- ما أهم المشاركات الرياضية الخارجية التي حققت انتصارات ملحوظة في الآونة الأخيرة؟
قمنا بتحدٍّ كبير في مواجهة كل الصعوبات التي توجه البلاد عامة عن طريق العمل على الوصول إلى مراحل متقدمة ـ على الرغم من الإمكانات اليسيرة ـ بإطلاق البطولات الرسمية للكثير من الألعاب الرياضية على مستوى الجمهورية اليمنية بالكامل، وكذلك عملنا بجهد كبير على تماسك المؤسسات الرياضية وحمايتها من التشظي والتمزق في كل المناطق اليمنية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، هذه المهمة كانت صعبة علينا ولككنا نجني ثمارها اليوم بفوزنا في الكثير من البطولات.
كما أن المشاركات الخارجية مازالت مستمرة، وتحقق الكثير من الطموحات والأهداف المرجوة من كل الرياضيين، ولكن لأن معظمها في الألعاب الفردية فإنها لا تجد التفاعل الكامل من وسائل الإعلام، وأغلب الأنشطة والتفاعلات الإعلامية والجماهيرية تتجه نحو كرة القدم، ومن المشاركات التي تمت أخيرًا رياضة السباحة، حيث إنه قبل شهرين تقريبًا في أثناء المشاركات والمسابقات الخارجية حصدنا ميداليتين ذهبية وفضية في رياضة السباحة، إضافة إلى إنجاز بطولة غرب آسيا للناشئين والمقامة في المملكة العربية السعودية وقد حققنا فيها فوزًا كبيرًا في البطولة.
- ماهي مقترحاتكم في عملية تحسين أداء اللاعبين في القطاع الرياضي عامة؟
حاليًّا لا يمكننا الحديث عن أيِّ خطط للتطوير أو وضع خطط إذا لم يتوقف الصراع، ويحل السلام في كل محافظات اليمن.
- ماهي أهم المتطلبات التي يحتاج إليها القطاع الرياضي في اليمن لتحسين دوره في كل الألعاب والمشاركات المحلية والدولية؟
لعل من أهم متطلباتنا توفير ميزانية تشغيلية تمكننا من تأهيل اللّاعبين والاهتمام بهم وتطوير أدائهم، والقيام بأنشطة تمكنهم من تطوير قدراتهم في مختلف الأنشطة الرياضية.
- برأيكم، هل هناك رؤية مستقبلية لتطوير الجانب الرياضي في اليمن ؟
تصوراتنا والاستراتيجية التي تفيد في هذا الجانب جاهزة ولكنها تنتظر البيئة المناسبة لتُنفَّذ.
38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…