فيصل هزاع شاب يكسر صدمة الواقع
صوت الأمل – علياء محمد
يبحث الكثير من خريجي المعاهد الفنية والتقنية في اليمن عن أفكار لمشاريع صغيرة تقودهم إلى النجاح بناء على التخصصات التي التحقوا بها، ولكن قد يواجه الكثير منهم تحديات وصعوبات تقف عائقًا أمام تحقيقهم الحلم المنشود، فمنهم من يستسلم مع أول تحدٍّ وبعضهم يكسر حاجز التحدي ويحطمه ليصل إلى تحقيق الهدف.
بطل قصة النجاح هذه الشاب فيصل هزاع البالغ من العمر 25سنة من محافظة صنعاء، خريج معهد التعليم الفني والتدريب المهني للعام 2018م، تخصص مساحة وطرقات.
قاده شغفه وإصراره في الحياة إلى تلقي التعليم الفني والتقني، مؤمنًا بأن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق فرصة عمل مستمرة ودائمة في ظل أوضاع صعبة قلما يجد الشباب الجامعي فرصة للعمل فيها.
انصدم بواقع صعب
وبشغف وحب بدأ فيصل الدراسة في المعهد الفني والتقني، وعند تخرجه انصدم بواقع مختلف عما كان يتوقعه وأصبح أمام خيارين إما الانطلاق بخطى واثقة بالله، أو الاستسلام للواقع.
يقول الشاب فيصل لـ “صوت الأمل”: إنه واجه عددًا كبيرًا من الصعوبات والتحديات بعد تخرجه من المعهد، وانصدم بالواقع الذي وجده في سوق العمل، إذ إن المعدات والأجهزة الحديثة في السوق ليست كالتي درسها وتدرَّب عليها في منهج وورش التدريب داخل المعهد.
ويصف هزاع البون الشاسع بين ما تعلمه وما يحتاج إليه سوق العمل، فيقول: “عند خروجي إلى الواقع العملي لم أكن أعرف كيف أستخدم المعدات الحديثة التي كانت موجودة في شركات المقاولات الخاصة بالمساحات والطرق، لأننا لم نتطرق إليها في مناهجنا الدراسية والتطبيقية التي لا تلبي متطلبات سوق العمل، كما انصدمت من ثمن تلك الأجهزة عند محاولة شرائها وامتلاكها لمحاولة البدء بمشروعي الخاص، فهي باهظة الثمن، وعلى الرغم من ذلك ظلت محاولة البحث عن فرصة عمل ومصدر للدخل مستمرة”.
لم ييأس الشاب فيصل هزاع من الصعوبات التي واجهها بداية انطلاقه لسوق العمل، فبحث عن وظيفة في أكثر من شركة متعلقة بالطرق والمساحات.
كسر الحاجز
ويشرح فيصل كيف أنه سعى جاهدًا ليحصل على عمل بعد تخرجه، فيقول: “كالعادة لم أجد عملًا في أي شركة تقدمت إليها، بسبب طلباتهم التعجيزية التي لا تقدر حاجة الخريج الذي يبحث عن فرصة للعمل والإبداع وبناء مستقبله، فكثير من الشركات تطلب شهادة خبرة أو معرفة من قبل مقاول معروف، أو واسطة لها حظوة عند صاحب العمل، حينها قررت أن أدخل عالم المشاريع الصغيرة الخاصة ولكن بتخصص آخر”.
هنا كسر فيصل حاجز الاستسلام بعد أن شعر بالإحباط والفراغ بعد تخرجه، فقرر أن يدرس مجالًا آخر، واختار دراسة صيانة الهواتف وبرمجتها في المعهد العام للاتصالات، وساعده في ذلك والده وإخوانه ليفتح محله الخاص، وبدأ بتأسيس مشروعه الخاص بفتح محل لبيع الهواتف المحمولة وبرمجتها وصيانتها.
وبعد أكثر من عام وسبعة أشهر أصبح هزاع يعمل في محله بجهد كبير، ويتطور تطورًا واضحًا لدرجة أنه استعان بعامل آخر ليساعده في تنمية المشروع الذي أصبح ذا سمعة طيبة.
وأسدى فيصل إلى الشباب الذين تخرجوا في التخصصات الفنية والمهنية والتقنية النصح بفتح مشاريع جديدة، ومواجهة كل الصعوبات والتحديات والعقبات التي سوف تواجههم، ورأى أن عليهم أن يتمتعوا بالإرادة القوية والعزيمة الجبارة لمجابهة كل الظروف.
58.3% حاجة سوق العمل لمخرجات التعليم الفني والمهني كبيرة جدًا
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استبانة إلكترونية أجراها يمن انفورميش…