الإطارات العادمة من خطر متجدد الى مشروع صديق للبيئة
صوت الأمل – حنين الوحش
«هناك أعداد كبيرة من الإطارات المرمية في الشوارع، تُسبب خطرًا بيئيًّا على الوطن والمواطن، هذا الأمر الذي دفعني إلى البدء بوضع خطة لاستصلاح واستثمار هذه الإطارات وتحويلها من خطر بيئي إلى أعمال منقذة ومصاحبة للبيئة».هذا ما قاله سفيان نعمان (المهندس البيئي 47عامًا،صاحب فكرة إعادة استصلاح وتشكيل الإطارات المستعملة في صنعاء).
موهبة وأفكار تحمي البيئة
بدأت فكرة إعادة تشكيل الإطارات المرمية على الشوارع عند خروج الشركات عن الأنشطة البيئية والمجتمعية منذ بدأ الصراع تقريبًا. فكر نعمانبالاستفادة من الإطارات مستغلًا موهبة الرسم لديهلاستصلاح الإطارات المرمية، وعمل استثمار يخدم الوطن ويخدم الجميع بأشكال ومناظر جمالية تزين المدن والمحلات التجارية، فبدأ سفيان العمل وحده من منزلهوبإمكانات محدودة، واليوم توسع العمل ليضم العديد من المحافظات التي تبنت هذا النشاط التابع لبرنامج حماية البيئة.
مراحل إعادة استصلاح الإطارات
يشرح نعمان مشروعه،فيقول: أولًا نبدأ بمرحلة جمع الإطارات من مختلف الأماكن، ومن ثمَّنقوم بتنظيفها والقيام بعملية تعقيم كامل لها؛ لضمان الحصول على نظافة أكبر للإطار وبعد ذلك تأتي عملية التخطيط وتحديد شكل الإطار حسب المكان الذي سيوضع فيه،وبعدها تجريعملية التقطيع والتشكيل والرسم والتلوين وعرض الإطار ووضعه في مكانه.هذه هي المراحل التي يُعَادبها تشكيل الإطار ليخرج بهيئة أخرى جديدة تحمي البيئة، ويستفيد منها الفرد إما كمزهريات تُزرع فيها الأشجار أو كزينة توضع عند الشركات والمطاعم، وتشكل على وفقالقطاع الذي ستوضع فيه أو كألعابللأطفال في الحدائق، ويمكن تحويلها إلى مقاعد وطاولات وزينة للمنزل استخداماتها كثيرة ومتعددة.
محاولةلرفع الاقتصادالوطني
يؤكدنعمان أن الهدفالأول من مشروعههواجتماعيوخدمي،يخدمالمجتمع ويوعيه ويسهم في الحدِّ من البطالة بإظهار حرفة جديدة في السوق المحلية،ويعمل كحلّ ٍبديل للاستيراد ورفد الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة وكيفية الاستفادة من الإطارات في مجالات عديدة.
ويضيف نعمان: الإطارات كارثة بيئية مستقبلية فمثلًا عند حرق أربعة ألف إطار ينتج واحد طن من الغازات السامة التي تصيب 17 شخصًا على أقل تقدير وتتسبب بحالتي وفاة على الأقل، وإذا فكرنا في التخلص منها عن طريق دفنها نكون بذلك قتلنا الأرض والأشجار في الحالتين، الأمر خطر لهذا كان لابد من حل يسهم في إعادة التدوير والاستفادة من هذه الإطارات فيما يخدم المصلحة العامة.
«عملنا على عكس نتائج هذه الكارثة من سلبية إلى إيجابية، فقمنا بتشكيل واستبدال الكثير من المنتجات المحلية بالخارجية كالأثاث، فمثلًا بدلًا من استيراد سلال القمامة والكراسي والطاولات والأحواض وغيرها من المنتجات الباهظة يمكننا من هذه الإطارات أن نصنعها يدويًّا بأشكال وأحجام مختلفة ومتعددة تعود بالنفع للجميع».
تشجيع الأطفال
قام نعمان بالنزول الميداني لعدد من المدارس لاستهداف الأطفال وتشجيعهم على عملية التشجير، ووفَّر لهم الأحواض الفارغة المصنوعة من الإطارات؛ ليقوموا بتلوينها والرسم عليها ليزرعوا نبتتهم الخاصة فيها،وكانهذانوعًا من أنواع الترغيب للأطفال وخلق الوعي البيئي لهم،لجعلهم مشاركين في الحفاظ على بيئتهم.
دورات تدريبية وفرص عمل للشباب
وفي سياق الدورات التدريبة التي قُدِّمت للشباب العاطل عن العمل أوضح النعمان أن عدد المتدربين وصل إلى 70متدربًاأغلبهم اُستُقطِبوا من نازحي الحديدة الذين لم تتوفر لهم فرص عمل،منهم من انفصل واستقل بنفسه ومنهم من بقى ثابتًا ومتمكنًا معنا في عمل الأعمال الفنية، ومن الخبرة التي اكتسبوها أصبحوا خبراء في تشكيل الإطارات.
طموحات مستقبلية
وحول الطموحات التي يرجوها نعمان،يقول: «نطمح إلى زيادة الوعي البيئي لدى الأفراد للاستفادة من إعادة تدوير الأشياء فيما يخدم البيئة والانتقال إلى تصنيع البلاستيك”.
مشيرًا إلى أن هناك مجالًا كبيرًا لتصنيع البلاستيك ومواد البلاستيك والمواد الخام من فتات الإطارات المستعملة، وهذا ما نطمح إليه في المستقبل إذا توفرت الإمكانات وانتهت الخصومة وساد الوفاق والوئام في البلد عامة.
تقدير محلي ودولي
“العمل نال قبولالجميع واستحسانهم في الداخل والخارج، وهذا ما رفعني معنويًّاودفعني لأكمل واوسع انتشار هذا العمل”، وفقًا للمهندس نعمان.
وفي هذا الإطار استعرض نعمانالعديد من الجوائز والشهادات الذي تلقاها من بعض الجهات المحلية والدولية، وكان أبرزها شهادة مقدمة من الأمم المتحدة للبيئة في يوم البيئة العالمي.
الجهات الداعمة
يؤكد النعمان أنأخته هي أول الداعمين لهمنذُ أن بدأ المشروع،وكذا بعض الأصدقاء والتجار الذين عملوا جاهدين على الوقوف معه في مختلف مراحل المشروع.
بعد ذلك يوضح نعمان أن مشروع إعادة تشكيل واستصلاح الإطارات كاننتاجًالتضافرالجهودمع الهيئة العامة للبيئة، بل هي السلطة الأولى والكبرى. مدعمًا حديثه بقوله:”حقيقة قدمت الهيئة العامة للبيئة متمثلة بالأستاذ عبد الملك الغزالي دعمًا غير محدود منذ بدء المشروع،وكذلك مركز التوعية البيئية الذي كان له دور كبير في نشر وترويج العمل، وصندوق النظافة والتحسين الذي دفع بالمشروع ليكون حقيقيًّا وعلى أرض الواقع متمثل بالأستاذ إبراهيم الصرابي والأستاذ فضل الروني”.
وفي السياقذاته يقول نعمان:كان للكثير من الجهات الخاصة والحكومية مثل الشركات والمطاعم والمستشفيات دور كبير وفعال في مساندتهم ودعمهم فيما يخدم الوطن،وكان لها دور في عملية تنمية المهارات والقدرات التي تمكن الشباب العاملين على هذا المشروع منالقدرة على كسب لقمة العيش.
مضيفًا: أنه قدم فعاليات عديدة ومشاركات في المعارضالبيئية، وأن هناك العديد من الفعاليات والخطط التي ستنفذ؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
استطلاع.. ازدياد نسبة التلوث في البيئة بنسبة 89 %
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر …