ثلاثة سيناريوهات للتغيرات المناخية المستقبلية في اليمن
صوت الأمل – منال أمين
للتغيرات المناخية، والاحتباس الحراري أضرارٌ كبيرة تهدد الإنسان والبيئة على مستوى العالم ولا سيما اليمن، خصوصًا خلال الأعوام الماضية وإلى الآن.
” إن من أكثر الأخطاء الشائعة اليوم في فهم التغيرات المناخية، هي الخلط بين مفهومي الطقس والمناخ، ومع أنهما يشيران إلى ظروف الغلاف الجوي إلا أن الإطار الزمني لكل منهما يختلف عن الآخر.”. وذلك وفقاً لما ذكره المهندس عبد الواحد عرمان (نائب مدير وحدة تغير المناخ في الهيئة العامة لحماية البيئة).
حيث استعرض في ورقته العلمية بعنوان (التغيرات المناخية) الفرق بين الطقس والمناخ، موضحًا أن الطقس يصف الظروف الجوية في مكان محدد على المدى القصير، أما المناخ فيُعرف على أنه متوسط حالة الطقس إلا أنه يتعلق بالظروف الجوية على مدى أطول -عقودًا أو قرونًا- وليس كالطقس الذي يهتم بالأحوال الجوية خلال أيام وأسابيع وشهور.
كما ذكر لـ”صوت الأمل”، أن التغيرات المناخية تشير إلى تغييرات في نظام مناخ الأرض مما يؤدي إلى ظهور أنماط مناخية جديدة، تظل قائمة لمدة طويلة من الزمن، قد تصل إلى عدة عقود أو إلى ملايين السنين. وهذه التغيرات تحدث في طبقات الغلاف الجوي مما تؤدي إلى تغيرات في درجات الحرارة ومعدلات هطول الأمطار وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، وغيرها من التغيرات التي تُقاس على مدار عقود أو فترات طويلة.
اليمن والتغيرات المناخية
قدم عرمان لمحة عن التغير المناخي في اليمن ضمن ورقته العلمية، قائلاً: إن جميع البلدان حول العالم تقع تحت تهديد تأثير التغيرات المناخية، بما فيها بلادنا، حيث إن هناك ارتفاعًا في معدلات الأمطار في الأعوام الأخيرة، تسببت في فيضانات وسيول جارفة أدت إلى وقوع كوارث إنسانية، كالتي حدثت في حضرموت 2008 وعدن 2020.
وأضاف، أنه طبقًا للدراسة التي أجراها البنك الدولي عام 2010 فإن هناك ثلاثة سيناريوهات للتغيرات المناخية المستقبلية في اليمن، وتشمل سيناريو “ساخن وجاف” لارتفاع درجات الحرارة من 2 إلى 4.5 درجة مئوية مع زيادة الجفاف نتيجة لانخفاض معدلات هطول الأمطار، وسيناريو “متوسط” مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة من 1.6 إلى 3.1 درجة مئوية خلال القرن الحادي والعشرين، ولكن ليس هناك تغير كبير في هطول الأمطار، بالإضافة إلى سيناريو “دافئ ورطب” مع انخفاض احترار من 1 إلى 1.6 درجة مئوية وزيادة في هطول الأمطار”. وفقًا للمهندس عرمان.
وأكد نائب مدير وحدة تغير المناخ في الهيئة العامة لحماية البيئة، أن اليمن وفي ظل الأوضاع غير المستقرة التي يعيشها اليوم، يسعى باتجاه تحقيق تكيف مناخي في القريب العاجل، للتخفيف من الكوارث التي قد تخلفها التغيرات المناخية وتعدُّ تهديدًا حقيقيًّا لبلادنا، وقد تؤدي إلى أزمة جديدة، وذلك عبر تقديم التقرير الوطني الرابع للحالة المناخية في اليمن ضمن أنشطة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ التي وقعها اليمن عام 1996، وقامت بتسليم ثلاثة تقارير وطنية تتعلق بالحالة المناخية.
وذكر عرمان عبر ورقته العلمية المقدمة لـ”صوت الأمل”, أن أهم العوامل المؤدية لحدوث التغيرات المناخية تكون نتيجة عدة عوامل خارجية ” External Forcing Factors” تسهم في التأثير في المناخ على مستويات مختلقة، وتنقسم ما بين عوامل طبيعية ” Natural Phenomena ” كالانفجارات البركانية أو حدوث تغيرات في كمية الطاقة الحرارية القادمة من الشمس، وعوامل أخرى نتيجة للنشاطات البشرية Anthropogenic Causes”” التي تُحدث تغيرات في تركيب العناصر المكونة للغلاف الجوي.
كما أوضح، أن هذه العوامل تشمل تغير في كمية الطاقة الحرارية القادمة من الشمس, وحدوث تغير نسبي في كمية الطاقة الحرارية المنعكسة من الأرض نتيجة لتغيرات في حركة السحب أو حدوث أي تغير في عدد الأشجار الموجودة على الأرض ، وتغير تركيزات الغازات الدفيئة “Greenhouse Gases “1 في الغلاف الجوي وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 ، نتيجة لتزايد معدلات انبعاث هذه الغازات من الأنشطة البشرية التي على رأسها حرق الوقود (الأحفوري) ، الذي يؤدي إلى إنتاج هذه الغازات بكميات كبيرة، وتعد السبب الرئيس وراء ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة الجو، كما يعد هذا العامل هو الأهم بين جميع العوامل التي تسبب التغيرات المناخية ، نتيجة لإسهامه الهائل في حدوث التغيرات المناخية منذ قيام الثورة الصناعية إلى يومنا.
ويؤكد عرمان لـ”صوت الأمل”, أن استمرار زيادة معدلات انبعاث الغازات الدفيئة يعد أهم عامل لتفاقم ظاهرة التغير المناخي في العالم، وهو ما سيؤدي إلى استمرار ارتفاع درجة الحرارة.
“فطبقًا للدراسات الحديثة التي أجرتها اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخIPCC، فإن درجة حرارة الجو قد ارتفعت تقريبًا بمقدار (0.8 -1.1 CO)عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية عام 1850، وتظهر الدراسات الارتباط الكبير بين تزايد انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وزيادة درجة حرارة الجو وارتفاع منسوب مياه سطح البحر التي من المتوقع أن تزيد بمعدل 1.5 أو CO2 مع حلول عام 2100 في حال كان مستوى الانبعاثات منخفضًا، أو أربع درجات مئوية CO4 في حال كان مستوى الانبعاثات مرتفعًا”.
أضرار التغيرات المناخية
بيَّن عرمان في ورقته العلمية آثار التغيرات المناخية وأضرارها التي تعد مسألة شائكة ومعقدة جدًا في العالم، نظرًا لارتباطها بمجالات أخرى مختلفة ، جميعها تؤثر سلبًا ـ على المدى البعيد ـ في حياة الناس والأرض، نظرًا لارتباطها بحرارة الجو وحركة الرياح وزيادة نقص معدلات هطول الأمطار، وارتفاع منسوب مياه البحر، مما يجعلها تهدد مباشرة قطاعات عديدة كالزراعة والأمن الغذائي والنظم الأيكولوجية والتنوع الحيوي والحياة البحرية.
واستعرضت الورقة حلولًا دولية وعلمية لمواجهة آثار التغيرات المناخية، حيث تحركت الكثير من البلدان لمواجهة هذه الظاهرة، وقد وُقعت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ عام 1992 “UNFCCC” التي تلزم الدول الصناعية الكبرى التي تعد العامل الرئيس وراء التغيرات المناخية نتيجة لدورها الكبير في انبعاث الغازات الدفيئة؛ تلزمها بالتخفيف من نسبة انبعاثاتها، وكذلك دعم البلدان النامية للتكيف مع الأضرار الناجمة من التغيرات المناخية.
وأما عن الحلول العلمية، فقد قدمت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC التي تأسست عام 1988 تقريرًا أوضحت فيه أهمية التخفيف من آثار تغير المناخ “Climate Change Mitigation“: عبر التخفيف من معدلات انبعاث الغازات الدفيئة في عمليات إنتاج الطاقة والاتجاه نحو استخدام وسائل أخرى صديقة للبيئة، والتكيف مع آثار تغير المناخ “Climate Change Adaptation” : وهو تعديل في النظم الطبيعية أو البشرية بغرض الاستجابة للتغيرات المناخية الفعلية أو المتوقعة أو تأثيراتها.
استطلاع.. ازدياد نسبة التلوث في البيئة بنسبة 89 %
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر …